حزب “الوحـدة”: العقوبات الأمريكية على (العمشات و الحمزات) وبعض قادتها فعلٌ بليغ، لابد من توسيعها… الدفاع عن المجرمين سقوطٌ أخلاقي
بيـان
في السابع عشر من شهر آب الجاري، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية قراراً، تُحمِّل فيه فصيلَي (العمشات و الحمزات) المنضويين في صفوف ما يسمى بالجيش الوطني التابع للائتلاف السوري، جرائم وانتهاكات لحقوق الإنسان في منطقة عفرين (جيايه كرمنج)، وتفرض عقوبات على ثلاثة من قادتها لعلاقتهم المباشرة بالفظائع التي ترتكب هناك، كما اتخذت نفس الجهة وقبل عامين قراراً مماثلاً بـ”أحمد إحسان فياض الهايس/أبو حاتم شقرا” متزعم فصيل “فرقة أحرار الشرقية” وقاتل السياسية الكردية هفرين خلف.
نكرّر في هذا الصدد، كل ما جاء في التقارير الأسبوعية التي يصدرها “المكتب الإعلامي – عفرين” لحزبنا بخصوص الجرائم التي تحصل في عفرين بتوجيه ورعاية الاستخبارات التركية، والتي وصلت حتى الآن إلى العدد (256)، ونؤكد بأنّ لائحة المجرمين أطول بكثير من بضعة أسماء مفضوحة، وأنّ الجرائم التي طالت كل شيء في بحر السنوات الخمس ونيف – هي فترة وجود الاحتلال التركي- في عفرين، وتتكرر في كلٍّ من “كري سبي” و “سره كانيه”، ترتقي في الكثير من الحالات إلى مصاف جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، وأنّ جميع قادة المجموعات المسلّحة متورطون في الجريمة دون استثناء، وأنّ هناك سياسيون أيضاً قد شاركوا عن عمد في هذه الجرائم أو التستر عليها، وأنّ الحكومة المؤقتة التابعة للائتلاف تُصور الوضع على الأرض بعكس الحقيقة تماماً، تنحاز للمجرمين وتنفي أحياناً وقوع الجريمة المحققة.
الوصاية التركية على الشمال السوري، أجنداتها الموجهة -في المقام الأول- ضد الكُـرد أصحاب المكان، إغلاق المناطق المحتلة أمام الإعلام والبعثات والمنظمات وتحويلها إلى سجن لأهلها، خطط استخباراتها، التحشيد القومي ضدهم، بناء مستوطنات، التغيير الديمغرافي… كل هذا يوفر – بتقديرنا- بيئة ملائمة لانتعاش الجريمة بحق أصحاب الأرض بالتحديد.
العقوبات المعنية، وإن كانت محدودة، لا ترتقي إلى مستوى الجريمة، إلّا أنها تُعدّ بمثابة رسائل بلغت مبتغاها على ما يبدو، وما تحركات وتصريحات المشمولين بها وأعوانهم على الأرض وفي الإعلام إلّا ردودٌ يائسة على فعلٍ بليغ، التحشيد القسري للناس في ساحات عفرين ونواحيها، وتلقينهم خطباً معادية لأمريكا… تصريحات ومرافعات دفاع بعض المنتمين للائتلاف ومكوناته… نبرة أبواق الاستخبارات التركية… كلّ ذلك ليس إلّا سلوكيات ممجوجة يائسة في مسعى رد الاعتبار للحصانة التركية التي يحظى بها المجرمون والتي تمّ اختراقها من خلال هذه العقوبات.
نُقدر من جانبنا أجواء الإرهاب التي تُخيم على مناطقنا المحتلة وسطوة المسلحين غير المحددة بأخلاق أو قانون، لكن مشاركة بعض ضعفاء النفس من الكُـرد في الدفاع طواعيةً عن واقع الاحتلال وتبييض الوجه القبيح للمحتل بل ودفاع البعض حتى عن المجرمين، نعتبره سقوطاً أخلاقياً قبل كونه طعناً في ظهر الوطنية والقومية.
إننا في حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، نعتبر قرار وزارة الخزانة الأمريكية بحق هؤلاء المجرمين خطوة في الاتجاه الصحيح، ونتطلع نحو توسيع العقوبات لتشمل كل المجرمين وعدالة دولية تنصف الضحايا وتحاسب المجرمين، نتطلع نحو اهتمام دولي أوسع من خلال مؤسساته لإنهاء الاحتلال التركي وإخراج المجموعات المسلحة المنفلتة من مناطقنا، وتشكيل لجنة تحقيق دولية في الجرائم المرتكبة، وتعويض المتضررين، وتقديم كل من تسول له نفسه الاستهتار بقيم وحقوق الإنسان للعدالة سواءً في عفرين أو في عموم الوطن السوري، والإسراع في تفعيل القرار /2254/ لإيجاد حلٍّ سياسي.
25 آب 2023م
الهيئة القيادية
لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)