عفرين تحت الاحتلال (178): بلدة “ميدان أكبس” – تغيير ديمغرافي واسع واستيلاء على الممتلكات، منع الاحتفاء برأس السنة، شهادات عن جرائم “أبو عمشة”
كان الاحتفاء برأس السنة الميلادية في عفرين تقليداً بهيجاً لدى المجتمع منذ عقود، إلاّ أنّه اختفى مع احتلال المنطقة منذ آذار 2018م وانتشار المظاهر الدينية الإسلامية المتشددة، لاسيما وأن ما تسمى بـ”غرفة عزم” المؤلفة من ميليشيات مرتبطة بالائتلاف السوري- الإخواني أمس الجمعة ألغت ثلاث حفلات كانت ستقام بمناسبة رأس السنة في صالات “جبل هاوار، لورد، شو كافيه” بالمدينة، رغم عدم وجود المشروبات الكحولية، في ظل انعدام مظاهر العيد وأجواء الرعب المفروضة.
فيما يلي نوثق انتهاكات وجرائم عديدة:
= بلدة “ميدان أكبس- Meydan Ekbez“:
تتبع ناحية راجو وتبعد عن مركزها شمالاً بـ/21/ كم، وتقع بالقرب من الشريط الحدودي مع تركيا، حيث فيها معبر للقطارات؛ مؤلفة من حوالي /500/ منزلاً، وكان فيها حوالي /2500/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، بقي منهم /128 عائلة= 400/ نسمة فقط أغلبهم مسنون، وهُجِّر الآخرون قسراً، وتم توطين حوالي /600 عائلة= 3500 نسمة/ من المستقدمين فيها ضمن المنازل المستولى عليها وعشرات الخيم المنصوبة في محيط البلدة وقرب معصرة أولاد المرحوم أحمد قاسم وقرب فيلا “خضر محه” على الطريق العام، وفي خيم منصوبة بين سهل ميدان أكبس وجبالها حتى قرية “خراب سلوك”.
وتأكيداُ على منهجية التغيير الديمغرافي، هناك مقطع فيديو مصوّر داخل البلدة ومتداول على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ الأيام الأولى لاحتلال البلدة، يتحدث فيه مسلّح مستقدم من حي القابون بدمشق عن البلدة وجمالها وعلى أنها فارغة من أهاليها ومُنحت لهم للتوطين فيها، ويدعو أقربائه للمجيء إليها لتأسيس قابونٍ جديد فيها مع تغيير اسم مسجدها إلى “الجامع الكبير”.
تُسيطر ميليشيات “فيلق الشام” على البلدة ويتزعمها فيها المدعوان “صليل الخالدي والرائد هشام الحمصي” المنحدرين من محافظة حمص، وتتخذ من مبنى الزراعة ومنزل “عبد الحميد بيرم شيخو” سجنين ومقرّين عسكريين، وفيلا “زهير خليل” مقرّاً لهيئتها الاقتصادية، وفيلا “زعيم محمد خليل” مقرّاً للاستخبارات التركية.
استولت الميليشيات على ما يقارب /400/ منزل بما فيها من محتويات، و”الخالدي” أسكن أسرته في فيلا “خضر محه”، كما سرقت من البقية مؤن وأواني نحاسية وأسطوانات الغاز وأدوات وتجهيزات كهربائية وغيرها، ومجموعة توليد كهربائية لـ”خضر محه” وتجهيزات شبكة أنترنت لـ”وليد مصطفى دزو”، وسرقت سيارات، منها بك آب هونداي لـ”أحمد إسماعيل سينو”، وأيضاً أطنان من حديد خط القطار المجمَّع في المحطة منذ سنوات مع إضرام النيران في مقطورة معطلة مركونة فيها.
واستولت أيضاً على معصرتين للزيتون عائدتين لـ”مسلم شيخو مرجان، يحيى دندش” وعلى المخبز الآلي العائد لـ”فائق خاتون”، وعلى عشرات آلاف أشجار الزيتون والعنب وغيره، منها (/3000/ شجرة لـ”خضر حجي محه وشقيقيه عبدو وأيوب، /1200/ شجرة لـ”محمد قجيرو إبراهيم”، /1500/ شجرة لـ”مسلم شيخو – مرجان”، /150/ شجرة لـ”المرحوم طاهر علو”، و/800/ شجرة لـعائلة المرحوم “نوري أحمد موسى”)، ومئات الهكتارات من الأراضي الزراعية، منها لـ(خضر حجي محي، نضال محمد عثمان، رشيد محمد نعسان، أولاد أحمد موسى نعسان، المرحوم طاهر علو)؛ عدا السرقات والأتاوى والفدى المالية التي تفرض على الأهالي.
وقطعت كافة أشجار السنديان الرومي على الطريق العام المؤدي للبلدة، منها اثنتان عمرهما أكثر من /200/ عام لـ”محمد داوود سينو، حسين شيخكِ خَلو”، علاوةً على الرعي الجائر لقطعان الماشية بين الحقول والأراضي الزراعية، دون أن يجرأ أحد المالكين على منعه؛ وقد حفرت ونبشت الموقع الأثري “سوره” بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.
هذا وتعرّض المتبقون في البلدة لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، منها الاختطاف والاعتقالات التعسفية والتعذيب والاهانات والابتزاز المادي وغيره، وقد حكمت سلطات الاحتلال على البعض منهم بأحكام سجنٍ تتراوح بين الشهر والثلاث سنوات ونصف- وإخفاء قسري للبعض- تحت ظروفٍ قاسية ومعاملة لاإنسانية مع فرض غرامات وفدى مالية؛ ولا يزال هناك مواطنون موجودون في البلدة ممنوعون من دخول منازلهم بسبب الاستيلاء عليها من قبل المسلحين، منهم “مصطفى إسماعيل- جيلو، أحمد عثمان- جومي”.
وأثناء العدوان على المنطقة، بتاريخ 28/1/2018م تم استهداف المواطن “عارف حنان عثمان /70/ عاماً” ليلاً بالرصاص الحي من قبل الجيش التركي فاستشهد على الفور؛ واستشهد المواطن “محمد عبد الرحمن هورو” أثناء خدمته في الأسايش بتاريخ 15/3/2018م، وتوفي المواطن “رمزي حسين بن خميس /60/ عاماً” بتاريخ 5/10/2018م قهراً بجلطة قلبية بعد التهديدات والمضايقات المستمرّة التي تلقاها على خلفية مطالبته باسترجاع منزله الذي استحله المسلحون، وبتاريخ 6/3/2021م فقد المواطن “شيخموس قاسم بن مصطفى /73/ عاماً” حياته في سجن راجو تحت التعذيب، وهو من أهالي قرية “كوسا” وكان مقيماً في بلدة ميدان اكبس لوحده، وتم الاستيلاء على منزله بما فيه من محتويات وأملاكه.
= شهادات عن جرائم “محمد الجاسم- أبو عمشة”:
في إطار التنازع على نطاقات النفوذ والمنهوبات والمال بين مختلف الميليشيات، والخلاف بين المرتزقة ضمن “فرقة السلطان سليمان شاه”، تتوالى الشهادات على صفحات التواصل الاجتماعي عن فضائح وجرائم متزعمها المدعو “محمد الجاسم- أبو عمشة”، إحداها مقطع فيديو نُشر مؤخراً يتحدث فيه المدعو “محمد عمر العمر” من عناصره السابقين عن سرقةٍ لـ”أبو عمشة” من معصرةٍ قرب سكة القطار في قطاع “لواء محمد الفاتح”، بإرساله مجموعة مسلّحة لتختطف من فيها بتهمة “أنهم أعضاء في الحزب العمال الكردستاني PKK” وتنقل زيت الزيتون بخمس سيارات شحن وتسرق خمسة ملايين ليرة سورية وستة هواتف خليوية وترمي بالمختطفين في الوادي؛ هذه الشهادة تتطابق مع ما وثقناه عن عملية سطو مسلّح في تقرير “عفرين تحت الاحتلال (14)- تاريخ 29/12/2018” الذي جاء فيه: “في عملية سطو كبيرة نفذتها مجموعة من عناصر فصيل مسلح، تعرضت لها معصرة الخيرات (معصرة الشيخ حسين سابقاً)-طريق كتخ دروميه، ليلة ٢٥/١٢/٢٠١٨، تمت سرقة /1500/ تنكة زيت زيتون، واحتجاز العمال والمتواجدين، وضرب بعضهم وتركهم في مكان أبعد-قرب قرية كَلا، مما دفع بصاحب المعصرة محمد علي سينه من قرية قنطرة إلى إغلاقها، وهو الذي دفع فدية كبيرة سابقاً لاسترجاع آلاتها من أيدي لصوص سرقوها أثناء احتلال المنطقة”؛ الطريق المشار إليه يؤدي إلى مركز ناحية شيه/شيخ الحديد معقل “أبو عمشة”، وقرية “كَلا” تابعة لها وتقع في نطاق سيطرته.
وفي مقطع فيديو جديد آخر يؤكد المدعو “عبد الغفور العمر” من عناصر “أبو عمشة” السابقين على أنه لدى اجتياح قرى وبلدات عديدة في شيخ الحديد، جمع كميات كبيرة من زيت الزيتون الموجود في المنازل والمحلات والمعاصر ونقلها إلى تركيا بإدارة شقيقه “علمدار”، ودَفَّع كل أسرةٍ في شيخ الحديد مبالغ مالية لقاء السماح لها بالعودة، وكان يجبر نساء على دفع أموال طائلة بعد اتهامهنّ بالانتماء لـ”PKK” أو يغتصبهن، ودَفَّع صاحب كل معصرة /25/ ألف دولار، وكان يقاسم الأكراد موسمهم بالنصف تحت فتاوى مختلفة، ودَفَّعهم آجار عن منازلهم؛ هذه الشهادة أيضاً تتطابق مع ما نشرناه في تقارير عديدة عن السرقات والأتاوى والفدى المالية التي فرضها على الأهالي المتبقين والنهب الذي طال ممتلكات الغائبين.
ونتيجة الضغوط التي يتعرض لها “أبو عمشة”، شدد من اجراءاته الأمنية والعسكرية في نطاق سيطرته، وأجبر عناصره وأهاليهم وأهالي الناحية على الخروج في مسيرات مؤيدة له، وأرغم بعض الجماعات للإدلاء بتصريحات تضامنية معه ولتنفي ما ينسب إليه من انتهاكات.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 22/12/2021م، اعتقلت سلطات الاحتلال المواطن “فتحي محمد علي” من أهالي قرية “معرسكه”- شرّا/شرّان، ثم أفرجت عنه في اليوم الخامس، وهو الذي اختطف واعتقل لأكثر من مرّة.
– بتاريخ 30/12/2021م، قامت سلطات الاحتلال بإعادة اعتقال المواطنة “نسرين محمد وقاص /30/ عاماً” من أهالي بلدة “كاخري”- مابتا/معبطلي، بعد الافراج عنها في وقتٍ سابق بكفالةٍ مالية إثر احتجازها في سجن عفرين منذ 21/9/2021م، وذلك لاستكمال باقي مدة عقوبة السجن الجائر المفروضة عليها بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.
– بتاريخ 30/12/2021م، داهمت ميليشيات “الجبهة الشامية” منازل في قرية “ترنده”- عفرين، واعتقلت المواطن “مصطفى ناصر حكمه- فاكو /50/ عاماً” وشاب باسم “حسين /26/ عاماً” مقيم في القرية، دون معرفة الأسباب.
هل هي تلك “الثورة” التي دفع من أجلها الشعب السوري الغالي والنفيس، لتأتي اليوم ميليشيات تدعي رفع رايتها وتمنع الاحتفاء بعيد رأس السنة الميلادية عن أهالي عفرين؟! هل هي تلك “الحرية والكرامة” التي ينادي بها الائتلاف المعارض وحكومته المؤقتة، وذاك الأمان الذي ادعى أردوغان وطاقم حكمه بتوفيره في مناطق احتلالهم، لتُمنَع اليوم البهجة والسرور بقدوم عامٍ جديد؟!
01/01/2021م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– محطة القطار في “ميدان أكبس”- راجو
– استيلاء على محل في بلدة “ميدان أكبس”.
– الشهداء “عارف حنان عثمان، محمد عبد الرحمن هورو، شيخموس مصطفى قاسم”.
– المرحوم “رمزي حسين بن خميس”.
– المدعو “صليل الخالدي” متزعم ميليشيات “فيلق الشام” في بلدة “ميدان أكبس”.
– موقع “سوره” الأثري- “ميدان أكبس”.
————————
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: