عفرين تحت الاحتلال (311): سطوة “أبو عمشة”، إتاوات واعتداءات وتهجير، بقاء المئات من المعتقلين الكُـرد في السجون، قطع أشجار الزيتون
عمدت الإدارة العسكرية لـ”هيئة تحرير الشّام”، على الفور، إلى فتح أبواب كافة السجون المدنية والعسكرية التي كانت تحت سيطرة النظام السوري البائد، وتبييضها بالكامل، ولكن ما تسمى بـ”الحكومة السورية المؤقتة” أصدرت عفواً عن “الجرائم المرتكبة قبل تاريخ 8 كانون الأول 2024، من جنح ومخالفات، وبشكلٍ جزئي في بعض الجرائم الجنائية غير الخطيرة…”، دون أن يشمل المعتقلين المحكومين على خلفيات سياسية (أسرى الحرب، الانتماء إلى أحزاب كردية، العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة…)، حيث معظمهم من الكُـرد سكّان منطقة عفرين الأصليين؛ فلا زال ما يقارب الخمسمائة (عدد تقديري) منهم مخفيين قسراً في سجن الراعي- الباب وغيره في مناطق أعزاز والباب وجرابلس، ومضى على اعتقال معظمهم ما يقارب الست سنوات، وهناك حوالي الثلاثمائة في سجن ماراته المركزي وباقي سجون الميليشيات في عفرين، بينهم نساء!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= سطوة “أبو عمشة”:
يتمادى المدعو “محمد الجاسم/أبو عمشة” متزعم ميليشيا “فرقة السلطان سليمان شاه” وأشقاؤه في السطو على أموال وممتلكات الكُـرد سكّان القرى والبلدات التي تقع ضمن سيطرتهم، تحت التهديد بالضرب والتعذيب وحتى بالاعتداء الجنسي على النساء والرجال وكذلك بقطع أشجار الزيتون ومصادرة المنازل مع محتوياتها، فلا يسمحون بعودة مهجري تلك القرى ولا يسلمون المنازل وحقول الزيتون لأصحابها إلّا مقابل إتاوات مالية كبيرة، وعشرات الرجال من كلّ قرية يضطرّون للتخفي أو الهرب لعدم مقدرتهم – ولو جزئياً – على دفع إتاوات موسم الزيتون الباهظة، على سبيل المثال لا الحصر:
– في بلدة شيه/شيخ الحديد، تقوم “العمشات” بالتحقيق مع جميع أفراد العوائل العائدة من مناطق النزوح، وحتى مع النساء والرجال الكبار في السن. كما أنّ بعض العائلات بعد عودتها نزحت مرّةً أخرى إلى حلب وحوالي /50/ رجلاً من الكُـرد المتبقين في البلدة اختفوا ولا ينامون في منازلهم هرباً من العقاب لعدم تمكنهم من دفع ما بقي عليهم من إتاوات موسم الزيتون؛ حيث أن العمشات، قبل أيام، قامت بضرب وإهانة المسن “حكمت بكر بابليس” بساحة النبعة وسط البلدة، وبشتم الكُـرد ومن لا يدفع الإتاوات.
– في قرية “هيكجه” بناحية جنديرس، هناك ضغط كبير على الأهالي، خاصةً على حوالي /25/ عائلة لم تستطع دفع ما بقي عليها من إتاوات موسم الزيتون، التي اضطرّ رجالها للتواري عن الأنظار، حيث /15/ منهم نزحوا إلى مدينة حلب، إذ هددت العمشات أحدهم وسط القرية باختطاف زوجته وضربه والاعتداء عليه بمختلف الأشكال.
– في قرية “أرنده” بناحية شيه/شيخ الحديد، يطلبون من المواطن “شعبان يوسف حنان” العائد مع أسرته دفع /5/ آلاف دولار أمريكي لقاء السماح له بالإقامة في القرية، فلا يقتدر على ذلك، ويضطرّ للسكن لدى أقربائه في مدينة عفرين. ولم يستلم المواطن “أحمد نوري جعفر” منزله بسبب وجود عائلة أخرى من أهالي القرية فيه، التي لا تستطيع الحصول على منزل آخر إلّا مقابل دفع إتاوة مالية.
– في قرية “سناره” بناحية شيه، نزح المواطن “فخري شيخو سيدو” مع أسرته إلى مدينة حلب، هرباً من عقاب “أبو عمشه” لعدم مقدرته على دفع إتاوة موسم الزيتون.
– في قرية “آنقله” بناحية شيه، نزح المواطن “عارف عزت عارف” مع أسرته إلى وجهةٍ غير معروفة، هرباً من عقاب “أبو عمشه” لعدم مقدرته على دفع إتاوة موسم الزيتون. ولم تسمح العمشات للمواطنين “محمد حسن ألوكو، خليل شيخ زرو” مع أسرتيهما للعودة إلى القرية لعدم تمكنهما من دفع الإتاوات، فاضطرّ الأول للسكن في مدينة عفرين والثاني في جنديرس.
= اعتقالات تعسفية:
بخصوص اعتقال العشرات من الكُـرد العائدين إلى عفرين خلال الشهر الجاري، كتبنا في تقريرنا السابق (رقم 310) أنه (تمّ إطلاق سراح معظمهم بعد إصدار عفوٍ مما سميت بـ”الحكومة السورية المؤقتة”)، ولكن بعد التقصي وتنفيذ العفو تبين أنّ الإفراج شمل القليل منهم، كون التهم الموجهة لمعظمهم ذات خلفية سياسية، من قبيل العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة أو تلك التي كانت تدير مناطق النزوح بريف حلب الشمالي، وغيرها، حيث خرج البعض من المعتقلين السابقين من سجن الراعي مع الذين خرجوا بعد كسر أبواب السجن من قبل أهالي الباب، والبعض الآخر من سجن ماراته المركزي.
كما أنّ:
– ميليشيا “الشرطة العسكرية في عفرين”، مؤخراً، اعتقلت الشابين الشقيقين “جانيار و رشيد ابني محمد كيلو” من أهالي قرية “أرنده” – شيه/شيخ الحديد، بعد عودتهما مع أهاليهما من مناطق النزوح بريف حلب الشمالي إلى منزلهم في قرية “سوركه” – راجو، ولازالا قيد الاعتقال التعسفي دون تواصل مع ذويهما.
وكانت قد اعتقلت قبلهما أحد أولاد عثمان كيلو من “أرنده”، بعد عودته إلى “سوركه”، وأطلقت سراحه لقاء فدية مالية.
وكذلك اعتقلت الشاب “محمد أحمد نعسان” من “أرنده”، عدة أيام، بعد عودته مع ذويه إلى منزلهم في “سوركه”، وأطلقت سراحه لقاء فدية مالية.
– ميليشيا “الشرطة العسكرية في أعزاز”، قبل حوالي الشهر، اعتقلت المواطن “وليد حسن أوسو /25/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا – راجو، لدى دخوله من معبر باب السلامة، بعد ترحيله مع أسرته قسراً من مدينة أضنة التركية، حيث تركت زوجته وطفليه للذهاب إلى البلدة، بينما نقلت “وليد” إلى سجن أعزاز المركزي، ولازال قيد الاعتقال التعسفي.
= قطع أشجار الزيتون:
قامت ميليشيات “فيلق الشام”، مؤخراً، بقطع عدد من أشجار الزيتون عائدة للمواطن “عثمان حجي” قرب بلدة ميدانكي – شرّا/شرّان، بغية التحطيب.
يستمر “أبو عمشه” في ممارسة الانتهاكات وارتكاب الجرائم بحق منطقة عفرين وأهاليها، ولا يكترث بالتقارير التي تتناولها وتدعو لمحاسبته عليها، رغم الحدث الكبير الذي وقع في سوريا برحيل النظام السابق، ودخول البلاد مرحلة تاريخية جديدة، ما دام أنه يشعر بحماية رسمية وحزبية قومية تركية قوية، ويتم استقباله في دمشق.
21/12/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– قرار العفو الصادر عن ما تسمى بـ”الحكومة السورية المؤقتة”، 8/12/2024م.
– “محمد الجاسم- متزعم فرقة السلطان سليمان شاه” و “سيف أبو بكر – متزعم فرقة الحمزة” مع “أحمد الشرع- قائد هيئة تحرير الشّام”، دمشق 16/12/2024م.
– “محمد الجاسم” و “سيف أبو بكر” مع “دولت باهتجلي- رئيس الحركة القومة التركية MHP”، تركيا 19/12/2024م.
– قطع أشجار الزيتون في بلدة ميدانكي.
——————-
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: