عفرين تحت الاحتلال (309): استشهاد مدني ووفاة آخر قهراً، إتاوات وسطوة “أبو عمشة”، اعتقالات تعسفية، موافقة أمنية لأي حفل، سرقة آثار بحيرة ميدانكي، فوضى وسرقة محطتي مياه
في الأسابيع الأخيرة من موسم الزيتون ميليشيات “الجيش الوطني السوري” تزيد من ضغوطاتها على أهالي عفرين وتهددهم للإسراع في دفع الإتاوات، تحرك المخاتير ودوريات مسلّحة وتستدعي وتهين وتضرب بعض المواطنين، أو تحجز انتاجهم من الزيت، وتهدد بقطع أشجار الزيتون، فيضطّر البعض للهرب قسراً وسراً، والبعض يبيع مقتنياتهم لأجل استكمال دفع الإتاوات، والبعض يصاب بجلطات مفاجئة!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= استشهاد مدني:
بتاريخ 19/11/2024م، استشهد المواطن “هيثم عبد الرحمن عيسى /42/ عاماً” من أهالي قرية “آقبيه/عقيبة” – شيروا/جبل ليلون بريف عفرين الجنوب شرقي، الواقعة تحت سيطرة الجيش السوري وعلى خط التماس مع قوات الاحتلال التركي، في مشفى آفرين بقرية “فافين” شمالي مدينة حلب، متأثراً بالجراح البليغة التي أصابته جراء قصف قريته من قبل الجيش التركي وميليشياته السورية ظهر ذاك اليوم، الذي أسفر أيضاً عن وقوع أضرار مادية كبيرة.
= وفاة مدني وإصابة آخر بالشلل:
نتيجة الضغوط التي مارستها ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” ومتزعمها “محمد الجاسم/أبو عمشه” على المواطن “أكرم محمود نابو/أبو سفيان /69/ عاماً” من أهالي قرية “آنقله” – شيه/شيخ الحديد، بقصد تحصيل إتاوة موسم الزيتون /18/ ألف دولار أمريكي المفروضة عليه، أصيب بجلطة وتدهورت صحته، فأسعف إلى مشفى بعفرين، إلى أنّ توفي قهراً بتاريخ 12/11/2024م.
أما المواطن “محمود محمد خوجة /70/ عاماً” من أهالي ذات القرية، الذي ذهب من حلب إلى القرية منذ شهرين، بقصد جني الزيتون من حقل صغير له، وهو فقير الحال، لكنّ “العمشات” طالبته بإتاوة /2500/ دولار، فأصيب بجلطة دماغية، أدت إلى شلل نصفي في جسده.
= موسم الزيتون:
– إتاوات “أبو عمشة”:
- في قرية “جقلا” بناحية شيه/شيخ الحديد، بعد أن فرضت “العمشات” إتاوة /20/ ألف دولار أمريكي على انتاج حقول الزيتون العائدة له ولأشقائه الغائبين، اضطّر المواطن “محمود سعيد خلكنكه” للهرب مع زوجته إلى حلب، خشية التعرّض للعقاب، لأن الإتاوة تزيد عن الموسم الذي جناه وتفوق قدرته على الدفع.
- في قرية “قرمتلق” بناحية شيه/شيخ الحديد، قامت “العمشات” مؤخراً بالتجوال على منازل المواطنين غير القادرين على دفع آلاف الدولارات الأمريكية إتاوات موسم الزيتون المفروضة عليهم، منهم “حنيف بكر عكاش /64/ عاماً – إتاوته /16/ ألف دولار، يلماز حسن عبو /35/ عاماً – /12/ ألف دولار، فخري رفعت شيخو /65/ عاماً- /30/ ألف دولار، وليد حسين بلال /45/ عاماً- /10/ آلاف دولار”، وهددتهم على نحوٍ همجي، وأهانت وضربت بعضهم بشكلٍ مبرح، من بينهم المواطنيّن “جميل شريف بلال /45/ عاماً، شيار وليد بلال /21/ عاماً“، وأمهلت الجميع أياماً قليلة للدفع.
- في بلدة معبطلي، ما عدا الإتاوات المفروضة على موسم الزيتون من قبل “العمشات” (5% من إجمالي انتاج زيت الزيتون، و/6/ دولار على كلّ شجرة زيتون عائدة للمواطنين الغائبين مهما كانت حالتها، و/0.5/ دولار على كلّ شجرة عائدة للمواطنين المتواجدين مهما كانت حالتها)، قامت بتحصيل إتاوة الحراسة (تنكة زيت واحدة 16 كغ صافي) من كلّ عائلة تمتلك زيتوناً، بمجموع /450/ تنكة، وبدءاً من يوم الخميس 21/11/2024م تقوم دورية مسلّحة من “المكتب الأمني للعمشات” بالتجوال على منازل الكُرد وتطلب منهم دفع إتاوة جديدة /0.5/ دولار عن كلّ شجرة زيتون عائدة لأي كان، كما استدعت عشرات المواطنين المتأخرين عن دفع الإتاوات المفروضة عليهم إلى مقرّه وهددتهم.
– في قرية “قده” بناحية راجو، فرض المدعو “مصعب زيدان” مسؤول ميلشيات “فرقة الحمزة” إتاوة تنكة زيت زيتون واحدة (16 كغ صافي) على كلّ عائلة كردية متواجدة لصالحه الشخصي، تحت التهديد بقطع الأشجار، بمجموع حوالي /100/ تنكة زيت من كافة العوائل؛ ما عدا تلك التي تمّ فرضها لصالح الفرقة (إتاوة الحراسة /150 – 250/ دولار على كلّ حقل زيتون، و 7% من انتاج حقول المتواجدين، و 40% من انتاج الغائبين، و 60% من انتاج الأرامل اللواتي أبنائهن غائبون)، وكذلك الاستيلاء على حوالي /25/ ألف شجرة زيتون من أملاك المهجّرين قسراً منذ عام 2018م.
– في قرى “ميدانا” بناحية راجو، قام المدعو “صليل الخالدي” مسؤول ميليشيات “فيلق الشام” بقطاف وسرقة كامل محصول حوالي /140/ شجرة زيتون عائدة للمهجّر قسراً “رمزي شيخموس”، دون أي اعتبار لمصاريف الخدمة الزراعية خلال عامين ولا أتعاب الوكيل الذي كان يديرها، في عملية استيلاء مباشرة.
– في قرية “أومر سمو” بناحية شرّا، بداية الشهر الجاري، قامت ميليشيات “جيش النخبة” بتحويش وسرقة حوالي /600/ شوال (الواحد ما يقارب 90 كغ) كامل محصول /1500/ شجرة زيتون عائدة للمواطنين “مريم ولو بنت منان، زينب عمر سيمو، اوريا عمر سيمو، فوزي حنان عمر، مصطفى حنان عمر، محمد محمد كدرو، مصطفى محمد هورو، نادر عزيز، عبدو خليل إسماعيل، حسن جميلي، كاميران هورو، محمد هورو، أحمد كدرو، حمزة قنبر/حمزك زيتوناك، فاروق خليل ولو”؛ وهي منذ عام 2018م تستولي على حوالي /25/ ألف شجرة عائدة لحوالي /45/ عائلة “شيخ عثمان عمر سيمو، مصطفى عمر سيمو، مصطفى رشيد، يعقوب رشيد، خليل رشيد، محمد رشيد، نوري رشيد، إبراهيم عارف، محمد هورو، عبد الحميد هورو، صلاح كدرو، مصطفى كدرو، أحمد عمر سيمو، ادريس عمر سيمو، هوريك عمر سيمو، مجيد عمر سيمو”.
كما تفرض على باقي ممتلكات الغائبين (وكالات) إتاوة بنسبة 50% من الإنتاج، و/2-5/ تنكة زيت زيتون على كلّ عائلة متواجدة.
= اعتقالات تعسفية:
– قبل حوالي الشهر، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو” المواطن “محمد عارف بري /60/ عاماً” من أهالي بلدة بعدينا، بحجة أنه اشتغل في أعمال البناء لدى الإدارة الذاتية السابقة، واقتادته إلى مركز عفرين، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي في سجن ماراته المركزي.
– بتاريخ 21/11/2024م، اعتقل حاجز ميليشيا “الشرطة العسكرية” في قرية “ترنده” جنوبي مدينة عفرين المواطنيّن “مستو حسين /25/ عاماً” من أهالي بلدة “باسوطة” و”بشار زهني قصاب /23/ عاماً” من أهالي قرية “كباشين” ومقيم في مدينة عفرين، وهما ميسوري الحال، وذلك بتهمةٍ ملفّقة.
= موافقة أمنية لأي حفل:
رغم أنّ أهالي عفرين يتقدمون للحصول على موافقة المكاتب الأمنية للميليشيات بشكلٍ مسبق لأجل إحياء مناسباتهم الاجتماعية الجماعية التي تمضي على نحو حضاري دون أي إخلال بالأمن والنظام العام، إلّا أنّ الاستخبارات التركية في ناحية راجو، أبلغت مخاتير قراها، مؤخراً، بوجوب الحصول على موافقتها أيضاً، وذلك من خلال مختار المخاتير وعضو المجلس المحلي “حسن معمو خليل” المنحدر من قرية “بربنه” والمتعاون مع سلطات الاحتلال، الذي أرسل مقطعاً صوتياً عبر الواتس آب يطالب بمراجعة الاستخبارات في مبنى قيادة الشرطة قبل عقد أي مناسبة (عرس، حفل خطوبة، مناسبة جماعية…).
هذا الإجراء لا يشمل المستقدمين القاطنين في المنطقة، الذين يطلقون الرصاص بشكلٍ كثيف في أعراسهم، والتي لا تخلو من المشاكل عادةً.
= بحثاً عن الآثار وسرقتها:
وردتنا من مصدر محلي، صور وفيديوهات، تظهر عمليات حفر بالضفة الغربية لبحيرة سدّ ميدانكي، قبالة جسم السدّ، وذلك للتنقيب عن الآثار وسرقتها، بعد انحسار المياه عن الموقع بسبب انخفاض مستوى المياه إلى درجة غير مسبوقة هذا العام؛ وأكّد المصدر على أنّ ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي يتزعمها المدعو “فهيم عيسى” تحفر ليلاً بالآليات الثقيلة وتدفع بالمخلفات من أتربة وصخور إلى داخل البحيرة، وتختفي في النهار، علماً أنّ المكان مكشوف لمختلف سلطات الاحتلال التركي التي لا تحرك ساكناً لمنعها.
= محطتي مياه مسروقتين:
في 11/11/2024م، أعلن “المجلس المحلي في عفرين” الانتهاء من مشروع إعادة تأهيل وتجهيز محطتي مياه الشرب “الرحمانية 1” و”الرحمانية 2” بدعم “منظمة بهار”، حيث أنّ الأولى تقع في مفرق قرية “شيتانا/الرحمانية” بطريق “دروميه” – مابتا/معبطلي، والثانية داخل القرية؛ وقال المجلس “تمّ إعادة تأهيل المحطتين بعد انقطاع دام أكثر من عشر سنوات”، فيما قالت المنظمة ” المحطتان توقفتا عن العمل لأكثر من 7 سنوات”. وفي الحقيقة أنّ المحطتين كانتا جاهزتان وتعملان أثناء الإدارة الذاتية السابقة لغاية الربع الأول من عام 2018م، إلى أن سرق مسلّحو الميليشيات كافة التجهيزات من مضخات ومجموعات توليد كهربائية ومحوّلات كهربائية من الشبكة وحتى الأبواب والنوافذ الحديدية، بعد احتلال المنطقة، حيث تقع المحطتان ضمن قطاع ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح”.
= فوضى وفلتان:
– بتاريخ 13/11/202م، في قرية “شيخوتكا” بناحية مابتا/معبطلي، وقعت مشاجرة بين مستقدمين أبناء عمومة، منحدرين من ريف حماه، بسبب خلاف قديم بين الطرفين، واستخدم فيها السلاح، فأدى إلى مقتل أحدهم يدعى “عماد مطروب دياب – العمر /24/ عاماً” وأصيب آخر بجروح.
كلّ هذا، وتلك المعارضة السورية الداعية لـ”الثورة والدين” والمتغنية بـ”الجيش الوطني السوري” صماء، فاقدة أي ضمير حي وأي إرادة أو قرار ربما يضع حدّاً لأفعال ميليشياتها الشنيعة!
23/11/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الشهيد “هيثم عبد الرحمن عيسى”.
– المرحوم “أكرم محمود نابو”.
– المصاب بشلل نصفي “محمود محمد خوجة”.
– المدعو “مصعب زيدان” مسؤول ميليشيات “فرقة الحمزة” في قرية “قده” بناحية راجو.
– مقرّ متزعمي ميليشيات “جيش النخبة” في قرية “أومر سمو” بناحية شرّا/شرّان.
– حفريات ميليشيات “فرقة السلطان مراد” في الضفة الغربية لبحيرة سدّ ميدانكي.
– محطة مياه “شيتانا/الرحمانية 1” في آب 2024م وهي خالية، وإتمام إعادة تأهيلها في 11/11/2024م.
—————
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: