عفرين تحت الاحتلال (302): مشاريع استيطانية جديدة، مقتل شاب، اعتقالات تعسفية، هروب عائلة شهيد، هدم منزلين لأسرتين إيزيدتين، “فيلق الشام” يصادر ممتلكات في جنديرس، إتاوات “محمد الفاتح”، حريق في غابة “كَلا”، تشدّد ديني/أنشطة وبناء مساجد
تداولت عدة وسائل إعلام خليجية، في 20 أيلول الجاري، خبراً مفاده، أنّ “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” السعودي، عبر الاتصال المرئي، وقّع مع “إحدى مؤسسات المجتمع المدني” برنامجاً تنفيذياً لتوفير “/300/ وحدة سكنية مؤقتة للمتضررين من الزلزال في مخيمات البركة ومسلم وآية بمنطقة جنديرس بمحافظة حلب السورية، يستفيد منه /300/ عائلة بواقع /1330/ فرداً”.
وكانت منظمة آفاد (هيئة الكوارث والطوارئ التركية)، بتمويل من المركز، صيف عام 2023م، قد نفذت “قرية الخزامى” بالقرب من قرية “غزاوية”- شيروا/عفرين، المؤلفة من /1500/ وحدة سكنية/كرفانة بتمديدات كهربائية وشبكة مياه الشرب، ومدرسة ومسجد ومستوصف ومرافق اجتماعية وطرقات وإنارة شوارع.
إنّ هكذا مشاريع تخدم خطط تركيا ببناء قرى استيطانية، بغية تغيير الهندسة الديموغرافية للمنطقة، وذلك تحت غطاء مشاريع تحمل أسماء إنسانية أو دينية، عبر مئات المنظمات والشبكات الدينية!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= مقتل شاب من قرية “آستير”:
في ظل حالة فوضى حمل واستخدام وتجارة الأسلحة، مساء الثلاثاء 25/9/2024م، أثناء تواجده أمام مكتب خاله لتجارة السيارات في شارع الفيلات بمدينة عفرين، تعرّض الشاب “مصطفى نوري الناصر /24/ عاماً” من عائلة عرنه/عشيرة العميرات بقرية “آستير” شمال غربي المدينة، للإصابة برصاصة أطلقها شخص منحدر من ريف حلب الغربي من أمام محلٍّ لتجارة الأسلحة بجوار المكتب، فتوفي على الفور.
يُذكر أنّ أسرة المغدور “مصطفى” تعيش في تركيا، بينما تمّ ترحيله إلى سوريا قسراً منذ أشهر.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 25/8/2024م، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية” المواطن “قهرمان مصطفى حسن /50/ عاماً” من أهالي قرية “مسكه”، بعد عودته بأسبوع من وجهة النزوح حلب، ومراجعته لمقرّها في مدينة جنديرس لأجل تسوية وضعه، وذلك بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة؛ وتمّ اقتياده إلى سجن “ماراته” المركزي بمدينة عفرين، وأطلقت المحكمة سراحه بتاريخ 23/9/2024م، بعد فرض غرامة مالية عليه.
وكانت قد اعتقلت الاستخبارات التركية و”الشرطة العسكرية” من ذات القرية بداية هذا الشهر، المواطنين “محمد حنان سيدو /37/ عاماً” و”حسين أحمد عبد الله /37/ عاماً، علي محمد منكاوي /36/ عاماً” وهما من المكوّن العربي، بتُهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا زالوا قيد الاحتجاز التعسفي، رغم أنهم اعتقلوا لأكثر من مرّة سابقاً.
– بتاريخ 23/9/2024م، اعتقلت ميليشيا شرطة راجو، المواطن “محمد حيدر إبراهيم /70/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، بحجة أنه شارك في الحراسة الليلية مدة ساعتين أثناء الإدارة الذاتية السابقة، التي مضى على إنهائها ست سنوات ونصف؛ وأطلقت سراحه بعد يومين، بعد فرض المحكمة غرامة مالية /500/ دولار أمريكي عليه، على أن تستكمل في جلسةٍ أخرى بـ/300/ دولار.
= عائلة الشهيد الشّاب “أحمد خالد معمو”:
بعد شهور من ارتكاب جريمة قتل الشاب الكردي القاصر “أحمد خالد معمو/عائلة مده /16/ عاماً”، بتاريخ 13/3/2024م، في مدينة جنديرس، من قبل القاتل المدعو “يامن أحمد إبراهيم” المنحدر من ناحية سنجار- إدلب ومقرّب من ميليشيات “نور الدين زنكي”، اضطّرت عائلة الشهيد الشّاب للهرب والهجرة القسرية إلى أوربا، تحت ضغط التهديدات، وخوفاً على حياتهم.
= هدم منزلين في “قيبار”:
أقدمت ميليشيات “فيلق الرحمن” التي يتزعمها المدعو “عبد الناصر شمير” المنحدر من الغوطة الشرقية بريف دمشق، خلال الأيام الماضية على هدم منزلين في قرية “قيبار” شمال شرقي مدينة عفرين وذات الغالبية الإيزيدية، ولا تزال تنقل الأنقاض، دون بيان الأسباب، ودون أن يعترض أحد أو يسألها.
المنزلان مستولى عليهما منذ عام 2018م وعائدان لأسرتين إيزديتين، أسرة الشهيد “عمر ممو شمو” الذي عثر عليه بتاريخ 10/5/2018 مقتولاً داخل منزله بالرصاص، عن عمر ناهز /66/ عاماً، من قبل الميليشيا التي اقتحمت القرية في حينه، وأسرة المواطن “صبري حمو ناصر“، حيث أنّ الأسرتان هجرتا قسراً إلى أوربا إثر احتلال المنطقة عام 2018م.
يُذكر أنّ ميليشيات “فرقة المعتصم” و “فيلق الرحمن” تشتركان في السيطرة على القرية، وتستوليان على حوالي /110/ منزل من أصل /300/ منزل إجمالي القرية وعلى حقول زيتون وأراضي زراعية ومحطة محروقات ومعصرة زيتون وغيرها، فيما أعلنت “فرقة المعتصم” هذا العام إلغاء كافة الوكالات التي كان المتواجدون من أهالي القرية يديرون بموجبها أملاك أقربائهم الغائبين، واستولت على تلك الأملاك لتؤجر الهكتار الواحد من الأراضي الزراعية بـ/500/ دولار أمريكي سنوياً وتبيع مواسم حقول الأشجار المثمرة بطريقة الضمان لمن تشاء، دون أن تلتفت إلى المصاريف والخدمات الزراعية السابقة.
= “فيلق الشّام” يصادر ممتلكات لعائلة “معمو”:
كتبنا في تقريرنا رقم (286) تاريخ 4/5/2024م بالتفصيل عن قيام ميلشيات “فيلق الشّام” الإخوانية ومتزعميها بالاستيلاء على عقارات عائدة لعائلة “معمو” جنوبي مدينة جنديرس، ورغم كلّ محاولات أبناء العائلة لاستعادة ممتلكاتها عبر محاكم الاحتلال التركي والوساطات، لم يفلحوا في ذلك، بل يتمادى متزعمو الفيلق في مشاريعهم، إذ تمّ بناء سور على حوالي /3/ دونمات من الأرض شرقي تلّ جنديرس الأثري بشكل مباشر، ويرجح مصدر محلي، أنّ الهدف من ذلك هو إجراء حفريات التنقيب عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها.
= إتاوات “السلطان محمد الفاتح”:
قبيل حلول موسم الزيتون، أبلغت ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح” التي يتزعمها المدعو “دوغان سليمان” من أصول تركمانية، أهالي قرى “حبو، ساريا، شيتانا” – مابتا/معبطلي، عبر مسؤولها المدعو “أبو بلال“، بإلغاء كافة الوكالات التي كان المتواجدون من أهالي تلك القرى يديرون بموجبها أملاك أقربائهم الغائبين، وأعلنت استيلائها على تلك الأملاك، وستقوم ببيع الموسم لمن تشاء، دون أي اعتبار لمصاريف وخدمات حقول الزيتون خلال عامين.
كما نصبت خيماً لحراسة حقول الزيتون من السرقات حسب ادعائها، كي تبرر فرض إتاوات أخرى على ممتلكات المتواجدين من أهالي تلك القرى، في الوقت الذي يكون فيه اللصوص من عناصرها والمقرّبين منهم من المستقدمين.
كما أبلغت أهالي قرى “بريمجة، حج قاسما، مستعشورا” – مابتا/معبطلي و “ترموشا” – شيه/شيخ الحديد بفرض إتاوة /3/ دولار أمريكي على كل شجرة زيتون، كبيرة كانت أم صغيرة، حامل أم غير حامل، من ممتلكات المواطنين الغائبين، عن موسم هذا العام.
= توسيع قرية بسمة الاستيطانية:
بتاريخ 17/9/2024م، أعلنت “جمعية الأيادي البيضاء” استمرار بناء وحدات سكنية جديدة في قرية “بسمة” الاستيطانية جنوبي قرية شاديره” – شيروا.
وكانت الجمعية قد نشرت في 9/9/2023م أنها أنجزت بناء /30 وحدة سكنية = 360 شقة/ منذ بدء تشييد قرية “بسمة”، وفي 10/3/2024م أعلنت افتتاح /80/ شقة في المشروع المذكور، وذلك بتمويل من “جمعية العيش بكرامة – فلسطين 48” التي تتخذ حساباً لدى بنك “هبوعليم- Hapoalim” الإسرائيلي لأجل جمع التبرعات.
= حرائق الغابات:
يوم الخميس 26/9/2024م، أضرمت نيران في غابة حراجية قرب قرية “كَلا/كلني” – شيه/شيخ الحديد، وقد أكّد “الدفاع المدني السوري” أنّ فرقه عملت على عزل الحريق وذلك لصعوبة وصول آليات الإطفاء إلى مكانه بسبب وعورة المنطقة، وتُقدر مساحته بـ/5/ هكتارات؛ ويظهر في الصور المنشورة جذوع أشجار كبيرة مقطوعة سابقاً وبقايا يابسة.
= التشدّد الديني:
هناك حملة واسعة متواصلة منذ عام 2018م، لنشر أفكار وممارسات دينية إسلامية متشددة في منطقة عفرين، وفق خطط مدروسة، بإشراف وتوجيهات ودعم مؤسسات (وقف الديانت التركي، رئاسة الشؤون الدينية التركية) وبتمويلٍ مشترك مع منظمات تنظيم الإخوان المسلمين العالمي؛ فبالإضافة إلى زيادة حصص الدروس الدينية في المدارس، وفتح المدارس الدينية المتخصصة (إمام خطيب، الصفا، براعم الجنة…)، الكوادر الدينية (مدرسين، أئمة، خطباء…) يقومون بأنشطة ودورات كثيرة في المساجد والمدارس ورياض الأطفال وغيرها، وكذلك تستمر حركة بناء المساجد في كلّ قرية وتجمع سكاني وحارة، منها:
– بتاريخ 17/8/2024م، افتتاح مسجد “أبي بكر الصديق” على طريق جنديرس جنوب غربي مدينة عفرين.
– بتاريخ 30/8/2024م، افتتاح مسجد “الحاج أحمد أبو سلو” في قرية “باليا/بالي كوي” – بلبل.
– بتاريخ 12/9/2024، أعلنت “جمعية الأيادي البيضاء” انطلاق أعمال بناء “مسجد النور” في قرية “المزرعة” بريف عفرين ضمن مشروع “نور الهدى لإعمار المساجد”.
– بتاريخ 24/9/2024م، افتتاح مسجد “الحاجة فاطمة الأدهمي” في قرية “علي بَكيه/علي بيك” – بلبل.
وذلك بحضور المنسق التركي يوسف كسر المسمى بـ”المنسق العام لمنطقة غصن الزيتون” ومدير “أوقاف عفرين” وممثلي “المجلس الإسلامي السوري- استنبول” والجيش التركي والميليشيات و”الحكومة السورية المؤقتة” وغيرها.
إذا كانت السعودية تبحث عن حلولٍ للأوضاع الإنسانية للنازحين السوريين داخلياً، فبدلاً من بناء مستوطنات تخدم سياسة تركيا العدائية تجاه الكُـرد ومناطقهم، وتُشكل خطراً على مستقبل سوريا، الأجدر بها السعي لإعادة أولئك النازحين إلى مناطقهم الأصلية والمساعدة في إعادة بناء مجتمعاتها المحلية، في سياق تطبيع علاقاتها مع دمشق.
28/09/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– المهندس أحمد بن علي البيز مساعد المشرف العام على “مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية” السعودي، وهو يوقع البرنامج التنفيذي لقرية استيطانية في جنديرس.
– قرية الخزامى” الإستيطانية.
– المغدور الشاب “مصطفى نوري الناصر”.
– المدعو “عبد الناصر شمير” متزعم ميليشيات “فيلق الرحمن”.
– بناء سور على عقار عائد لعائلة “معمو”، شرقي تل جنديرس الأثري، من قبل ميليشيات “فيلق الشّام”.
– المدعو “دوغان سليمان” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح”.
– توسيع قرية “بسمة” الاستيطانية.
– حريق في غابة “كَلا/كلني” – شيه/شيخ الحديد.
– افتتاح مسجد “أبي بكر الصديق” على طريق جنديرس جنوب غربي مدينة عفرين.
– افتتاح مسجد “الحاج أحمد أبو سلو” في قرية “باليا/بالي كوي” – بلبل.
– أعمال بناء “مسجد النور”، جمعية الأيادي البيضاء، في قرية “المزرعة” بريف عفرين.
– افتتاح مسجد “الحاجة فاطمة الأدهمي” في قرية “علي بَكيه/علي بيك” – بلبل.
—————-
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: