وقف إطلاق النار دون إعلان رسمي بين «قسد» و«تركيا وميليشياتها»، بعد ارتكاب جرائم بحق المدنيين
جريدة الوحـدة*
بدءًا من الأسبوع الأخير لشهر آذار الماضي، توقف عملياً إطلاق النار بين الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له من جهة، وقوات سوريا الديمقراطية (قسد) من جهة أخرى، وتوقفت العمليات القتالية – آخرها في 25/3/2025م- التي اندلعت بين الطرفين بداية الأسبوع الثاني من شهر كانون الأول 2024م، في مدينة منبج وريفها الشرقي، خاصةً على أطرف سدّ تشرين وجسر قره قوزاق، مع قصف مدينة كوباني وريفها من قبل الطيران التركي الحربي والمسيّر؛ تسببت الهجمات التركية باستشهاد العشرات وجرح أضعافهم من المدنيين في سدّ تشرين ومنطقة كوباني وبوقوع أضرار مادية كبيرة.
في قرية «جراف»
التابعة لناحية صرّين بريف كوباني الجنوبي، بتاريخ 10/3/2025م، استشهد الطفل «فواز مصطفى إبراهيم /13/ عاماً»، وأصيب الطفلان الشقيقان «عبد النافع /9/ أعوام و عبد الرحيم /13/ عاماً ابني محمد مستو» بجراح، نتيجة قصف طائرة مسيّرة تركية للقرية.
قرية «الكرك»
ليلة 17/3/2025م، ارتكب الجيش التركي وميليشياته مجزرة بحق عائلة من أهالي قرية «كرك» الكردية، كانت تسكن في مزرعة بين قريتي «قومجي» و «برخ بوطان» بريف كوباني الجنوبي، راح ضحيتها عشرة شهداء مدنيين وجريح من أسرة واحدة؛ الشهداء هم: الزوجان عثمان بركل عبدو و غزالة أوصمان عبدو، وأطفالهما «آهين، دجلة، دلوفان، ياسر، عزيزة، صالحة، آفيستا» وأكبرهم سناً الشابة «رونيدا /18/ عاماً»، والطفلة الجريحة «نارين» الناجية الوحيدة من العائلة.
هذا، ونددت تسعة أحزاب سياسية متواجدة في كوباني هذه الجريمة، وطالبت الأسرة الدولية وخاصة التحالف الدولي وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية لاتخاذ إجراءات حاسمة للحدّ من مواصلة تركيا لجرائمها التي تهدد السّلم والأمن والاستقرار في المنطقة بشكل عام، ودعت الإدارة الجديدة في دمشق لتحمل مسؤولياتها التاريخية.
كما خرجت مظاهرة كبيرة في مدينة كوباني تنديداً بالمجزرة، علاوةً على مشاركة الآلاف في تشييع جثامين الشهداء، معبرين عن استنكارهم لهذا العمل الوحشي.
وكذلك مجلس سوريا الديمقراطية أدان الجريمة في بيان رسمي، وأكد على أنّ هذا العدوان استمرارٌ للسياسات التركية الهادفة إلى تقويض الأمن وضرب مقوّمات العيش المشترك، في انتهاك صارخ للقوانين الدولية.
سدّ تشرين
افتتح عام 1999م، ويعدّ مشروعاً كهرمائياً استراتيجياً، يبعد عن مدينة حلب بـ/115/ كم وعن الحدود التركية بـ/80/ كم، حجم تخزين بحيرة السدّ حوالي 1.9 مليار م3، والهدف الأساسي منه انتاج الطاقة الكهربائية باستطاعة إجمالية /630/ ميغا واط، تعرّض لبعض الأضرار والأعطال تمّ إصلاحها بعد إدخال فريق حكومي وبالتعاون مع كوادر الإدارة الذاتية، إثر وقف إطلاق النار، ومن المتوقع أن يدخل الخدمة ويحسّن من وضع الكهرباء في المنطقة ومدينة حلب.
هذا، وفي 12/4/2025م، دخلت قوات مشتركة من وزارة الدفاع السورية و»قسد» والتحالف الدولي وبتغطية جوية من مروحيات الأخير، إلى السدّ ومحيطه، لأجل تأمينه أمنياً وعسكرياً، وتوفير الحماية والإدارة المستدامة للسدّ، وذلك في إطار الاتفاق الموقّع بين الرئيس أحمد الشرع والجنرال مظلوم عبدي.
وفي يوم الجمعة 18 نيسان 2025م، وصل القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي برفقة قياديين آخرين، إلى جانب عضوة القيادة العامة في وحدات حماية المرأة روهلات عفرين، مع وفد من التحالف الدولي، إلى سدّ تشرين، وعقدوا اجتماعاً مع المحتجين المعتصمين في سدّ تشرين، المشاركين في الفعالية المستمرة منذ 8 كانون الثاني الماضي، ضد هجمات الاحتلال التركي وميليشياته ودفاعاً عن السدّ، حيث حياهم عبدي و روهلات وأشادوا بصمودهم، وأعلن عبدي التوصل إلى وقفٍ لإطلاق النار. وفي 5 أيار 2025م، أعلنت «الإدارة الذاتية الديمقراطية لإقليم شمال وشرق سوريا» في بيان رسمي، إنهاء اعتصام سدّ تشرين، وقالت: «إن هذه المقاومة التي استمرت لأكثر من مئة يوم بصمود وتفانٍ، نجحت في حماية ارضها ومكتسباتها»، وعبّرت عن فخرها واعتزازها بشهداء السدّ الذين قدموا أرواحهم فداءً للحرية، وتمنّت الشفاء للجرحى والمصابين.
————
* جريدة “الوحـدة” – العدد /348/ – 15 أيار 2025م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).