عفرين تحت الاحتلال (298): إتاوات جديدة لـ”أبو عمشه”، اعتقالات تعسفية، حرائق جديدة في الغابات وحقول الزيتون، تدريبات عسكرية بين حقول الزيتون والقرى، قذائف واشتباكات وتفجير سيارة
يمضي “أبو عمشه” وأشقاؤه وميليشياته في إجرامهم بحق الكُـرد ومنطقتهم، دون أي رادع أخلاقي أو ديني أو سياسي أو عسكري، ودون حساب وعقاب، ودون خوفٍ من عقوباتٍ أمريكية، ما دام يشعرون ويحظون بحماية استخبارات تركيا وحكومتها والحركة القومية MHP خصوصاً!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= إتاوات “أبو عمشه”:
للمدعو “محمد الجاسم/أبو عمشه” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” كلّ شهر حجة وفرمان لجمع المال من الكُـرد السكّان الأصليين المتبقين في القرى والبلدات الواقعة تحت سيطرته بقوة السّلاح؛ ففي منتصف ليلة الثلاثاء 13/8/2024م، دورية بسيارتين من المسلّحين الملثمين وعلى نحوٍ همجي أبلغت أهالي قرية “هيكجه”- جنديرس، بيتاً بيتاً، بفرض إتاوة /100/ دولار أمريكي على كلّ عائلة و /200/ دولار على كلّ محل تجاري و /300-500/ دولار على كلّ بئر ارتوازي، ودفعها خلال ساعة، فسارع أغلب الأهالي للدفع حالاً خشية التعرّض للعقاب؛ وبذات الأسلوب الترهيبي أبلغ أشقاء “أبو عمشه” سكّان بقية القرى ما بين 9-12/8/2024م بدفع تلك الإتاوات .
وذلك ضمن حملةٍ شملت ناحية شيه/شيخ الحديد بأكملها وقرى “آشكان غربي، مروانية تحتاني وفوقاني، هيكجه” بناحية جنديرس وبعض القرى الصغيرة في جوارها، حيث يُقدر مجموع الإتاوات المفروضة هذه المرّة بحوالي /500/ ألف دولار أمريكي.
يُذكر أنّ “أبو عمشة” حصّل إتاوات حوالي /120/ ألف دولار أمريكي من ذات القرى المذكورة في شهر تموز المنصرم، وحوالي /27/ مليون دولار أمريكي من موسم الزيتون الفائت لوحده، ما عدا تلك التي تُفرض على العوائل العائدة إلى قراها وعلى بقية المواسم الزراعية وعلى حفر الآبار الارتوازية وعلى المتّهمين بالعلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة وتلك التي تُحصّل من الحواجز الأمنية.
= اعتقالات تعسفية:
– أوائل هذا الشهر، ألقت السلطات التركية القبض على المواطن “محمد فخري عمر /24/ عاماً” من أهالي قرية “عشونه” – بلبل مع زوجته، حيث كانا في طريق الهجرة إلى أوربا عبر طرق التهريب، وأعادته لوحده إلى سوريا عبر معبر باب السّلامة – أعزاز، بعد تجريده من وثائقه الشخصية، فاعتقلته ميليشيات “الجبهة الشامية” وأطلقت سراحه بعد أيام لقاء فدية /3500/ دولار أمريكي بواسطة أحد معارفه في مدينة أعزاز.
– بتاريخ 3/8/2024م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو” المواطنين “عدنان محمد علي حجي /63/ عاماً- مختار قرية عَدَما بناحية راجو، ونجله علي /20/ عاماً”، على خلفية مطالبته من الميليشيات العمل على إطفاء الحرائق التي أضرمت في الغابات الحراجية حول قريته والقرى المجاورة، وأطلقت سراحهما في اليوم التالي.
– بتاريخ 6/8/2024م، احتجزت ميليشيات “فيلق الشّام” المواطنين “زكريا أحمد هورو /60/ عاماً من ذوي الاحتياجات الخاصة، وابن شقيقه زياد مصطفى هورو /22/ عاماً” من أهالي بلدة “ميدان أكبس” – راجو، بتهمة تهريب البشر عبر الحدود، بينما كانا يرعيان أغنامهما في أراضٍ مجاورة للحدود، وأطلقت سراحهما في المساء.
= قطع وحرائق الغابات:
– جنوب شرقي بلدة بلبل بـ/1/كم، حالياً، تقوم ميليشيات “فرقة الحمزة” بقلع ما بقي من جذوع الأشجار الحراجية والزيتون التي تمّ قطعها سابقاً، بالآليات الثقيلة.
– منذ أن أضرمت حرائق كبرى في غابة جبل هاوار الطبيعية – مساحتها حوالي /4/ آلاف هكتار – بين ناحيتي بلبل وراجو، أوائل حزيران الماضي، واستمرارها لثلاثة أيام، يتجدد إشعال النيران فيها بشكلٍ شبه يومي، كلّ مرّة في جهة منها، وتُقدّر المساحة التي التهمتها الحرائق بحوالي /50% = 2 ألف هكتار/؛ ففي 13/8/2024م، أشعلت في موقع “پوز مشمش” جنوبي قرية “جيه/الجبلية” المتربعة على سفح الجبل بـ/2/كم، ولشدة النيران وهبوب الرياح أحرقت حوالي /125/ شجرة زيتون عائدة لأولاد المرحوم محمد علي حمو من أهالي القرية، رغم عدم وجود الأعشاب اليابسة بينها.
– بتاريخ 14/8/2024م، أضرمت نيران جديدة بما تبقى من غابة جبل “بعيفه” شمالي قرى “ميدانا” – راجو، وقام بعض أهاليها بإطفائها، دون مشاركة أية جهة من سلطات الاحتلال التركي أو الميليشيات الموالية لها؛ فيما لم يشارك أهالي قرية “كوسا” المجاورة هذه المرّة في إطفائها، لأنّ عدداً منهم تعرّضوا للتحقيق والمساءلة لدى ميليشيا “الشرطة العسكرية في راجو” حول قيامهم بإطفاء النيران التي أشعلت في الغابة بشكلٍ واسع بتاريخ 27/7/2024م وبنشر صور وفيديوهات لها، وتلقوا تحذيراً بعدم التكرار.
يُذكر انه يوجد مركزين كبيرين في قرية “سيمالا – ميدانا” لصناعة الفحم، لصالح ميليشيات “فيلق الشّام”.
– قال “الدفاع المدني السوري” إنّ فرقه بتاريخ 15/8/2024م، أخمدت حريق أعشاب ضمن حقول زيتون بقرية “بافلون” – شرّا/شرّان، وبالتقصي تبين أنها عائدة للشقيقين “عيسى و سعدو سيدو ابني شيخو” من أهالي القرية واللذين توفيا في حلب بعد التهجير قسراً من قريتهما عام 2018م، ومستولى عليها من قبل الميليشيات، وبسبب الإهمال وضعف الخدمة الزراعية أصبحت الأعشاب اليابسة تغطي أراضيها بالكامل.
= تدريبات عسكرية:
منذ أن بسطت سيطرتها على قرى وبلدات ومدن عفرين، أقامت ميليشيات “الجيش الوطني السوري” مقرّاتها وقواعدها وتدريباتها الأمنية والعسكرية ضمن الأماكن المأهولة بالسكّان والأراضي الزراعية والغابات الحراجية، متقصدةً إلحاق الأضرار بها بمختلف الأشكال، وعلى سبيل المثال:
– بتاريخ 10/8/2024م، نشرت “الجزيرة – سوريا” في صفحتها الفيس بوك مقطع فيديو يصوّر “تدريبات بالرصاص الحي لفصيل بالمعارضة السورية في عفرين” حسب وصفها؛ وبالتقصي تبين أنها لميليشيات “لواء سمرقند” التي يتزعمها المدعو “ثائر معروف/أبو عبدو“، وتجري ضمن حقول الزيتون والغابات الحراجية في موقع “سبيليه” شمال بلدة “كفرصفرة”- جنديرس وبالقرب من قرى مأهولة.
– وبذات التاريخ، نشرت ميليشيات القوة المشتركة “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات، فرقة الحمزة” مقطع فيديو لتدريباتها العسكرية ضمن حقول الزيتون وغابات حراجية في ناحية شيه/شيخ الحديد.
= فوضى وفلتان:
في ظل انتشار السّلاح وفوضى حمله واستخدامه:
– قبل حوالي عشرة أيام، سقطت عدة قذائف في محيط قرية “كاخرة“- مابتا/معبطلي وبالقرب من منازلها، التي تسيطر عليها ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات”، وكادت أن تؤدي إلى وقوع أضرار مادية وبشرية، وسط فزع الأهالي؛ وقد تبين أنها أطلقت بشكلٍ عشوائي من قبل ميليشيات “لواء سمرقند” التي تتواجد في قرية “رووتا” – مابتا/معبطلي، ويرجّح أثناء تدريباتها في جبال من الجهة الجنوبية.
– بتاريخ 12/8/2024م، وقعت اشتباكات بالأسلحة الرشّاشة بين مجموعتين مسلّحتين من المستقدمين القاطنين في مدينة عفرين، في وضح النهار، وأمام فرن قاظان للكعك (فرن الجبل سابقاً)، في الشارع العام- أوتوستراد مدخل المدينة الشرقي، وسط المدنيين وسياراتهم.
– بتاريخ 14/8/2024م، في شارعٍ فرعي بالقرب من مبنى الجمارك سابقاً/شارع راجو الرئيسي بمدينة عفرين، تمّ تفجير سيارة جيب بعبوة ناسفة – لم يتسنى لنا معرفة عائديتها، دون وقوع أضرار بشرية، واقتصرت على المادية، حيث احترقت السيارة المتفجرة وأجزاء من سيارة جيب أخرى مركونة في الشارع.
= انتهاكات أخرى:
– مسلّحون مستولون على منازل في قرية “ديرصوان” – شرّا/شرّان، يماطلون في إخلاء بيوت ست عوائل كردية مرحّلة قسراً من تركيا وعائدة إلى قريتها، ويطالبون بإتاوات مالية لقاء ذلك، رغم أنهم سرقوا كافة محتويات تلك المنازل من أثاث وأدوات ومؤن وغيرها بُعيد اقتحامها أثناء اجتياح القرية في 2018م.
في عفرين وضعٌ مأساوي لا يطاق، ميليشيات منفلتة، تعتيم إعلامي، وسط انسداد الآفاق السياسية… الطبيعة تئن تحت وطأة الاعتداءات اليومية، والإنسان يشكو من المظالم دون سميع.
17/08/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– الأخوين “محمد الجاسم/أبو عمشه، وليد الجاسم الملفب ب سيف”.
– أشجار زيتون محترقة من حقل عائد لأولاد المرحوم محمد علي حمو بقرية “جيه/الجبلية” بناحية راجو، 13/8/2024م.
– إضرام النيران في غابة جبل “بعيفه” بنايحة راجو، 14/8/2024م.
– حريق ضمن حقول زيتون عائد للشقيقين المرحومين “عيسى وسعدو سيدو ابني شيخو” بقرية “بافلون” بناحة شرّا/شرّان، 15/8/2024م.
– تدريبات عسكرية لميليشيا “لواء سمرقند” بين حقول الزيتون والغابات الحراجية في موقع “سبيليه” شمال بلدة كفرصفرة بناحية جنديرس، من مقطع فيديو لجزيرة سوريا بتاريخ 10/8/2024م.
– تدريبات عسكرية لميليشيا القوة المشتركة بين حقول الزيتون بناحية شيه/شيخ الحديد، من مقطع فيديو منشور بتاريخ 10/8/2024م.
– اشتباكات مسلّحة أمام فرن قاظان للكعك (فرج الجبل سابقاً) بمدينة عفرين، 12/8/2024م.
– تفجير سيارة جيب بشارع قرب مبنى الجمارك سابقاً/شارع راجو الرئيسي بمدينة عفرين، 14/8/2024م.
————–
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: