الهيئة القيادية لحزب “الوحـدة” الكردي تدين العدوانين التركي والإيراني
بلاغ صادر عن اجتماع الهيئة القيادية لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
عقدت الهيئة القيادية اجتماعها أواخر شهر كانون الثاني الجاري في منطقة الجزيرة، حيث بدأ الاجتماع أعماله بالوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح الشهداء الكرد وشهداء الحرية والسّلام في كل مكان.
وبعد تثبيت جدول العمل، تناول الحضور مجمل التطورات والمستجدات السياسية في البلاد والمنطقة والعالم، وتوقف مطولاً حيال العدوان التركي الوحشي على مناطق الإدارة الذاتية وبالأخص على المناطق الكردية لعدة أيام متتالية، لا سيّما أنّ الحكومة التركية كثّفت من ضرباتها على البنية التحتية والمنشآت الاقتصادية الحيوية مثل (مشافي، مخازن الأغذية، معاصر الزيتون، مطابع، مطاحن، أفران، محطات الكهرباء والنفط والغاز… الخ) بالمدافع وطائراتها الحربية ومنها المسيّرة بغية تدميرها وإخراجها عن الخدمة، ولا يزال العدوان الذي يندرج في إطار معاداة الكرد مستمراً، فلا يكاد يمرّ يوم دون استهداف أهداف من هذا القبيل، والتي تتوخى منه تركيا نشر الرّعب والهلع بين المدنيين لدفعهم نحو الهجرة من بلدهم وتحقيق هدفها في التغيير الديمغرافي للمناطق الكردية وإفراغها من سكّانها الأصليين، ومحاولة إفشال تجربة الإدارة الذاتية التي تشترك في إدارتها كل الفئات والشرائح والمكونات المتواجدة في مناطقها؛ فأدان المجتمعون هذا العدوان الآثم، وكذلك العدوان الإيراني على مدينة أربيل في إقليم كردستان العراق بذرائع كاذبة والذي أدى إلى استشهاد مدنيين وأطفال أبرياء، وطالب الاجتماع المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته بممارسة الضغط على هاتين الدولتين لوقف عدوانهما على شعبنا الكردي.
من جهةٍ أخرى تطرّق الاجتماع إلى حرب غزة بين قوات حماس وقوات دولة الاحتلال الإسرائيلي، وأدان عمليات قتل المدنيين التي حرمتها كل المواثيق الدولية ودعا إلى وقف لغة السلاح والجلوس على طاولة الحوار لوقف إراقة الدماء والوصول إلى اتفاق سلام وتجنب عملية توسيع نطاق الحرب لتشمل مناطق أخرى مثل (لبنان، اليمن، العراق، سوريا، إيران)، وإنّ حلّ قضايا الشعوب مثل القضية الفلسطينية والقضية الكردية في الأجزاء الأربعة تقع مسؤوليتها على هيئة الأمم المتحدة لتجد لها حلولاً سلمية منصفة وفق مواثيقها بعيداً عن العنف والحروب التي تخلف الدمار والكوارث بحق الإنسانية.
كما تداول الاجتماع الحرب الروسية الأوكرانية وتداعياتها السياسية والاقتصادية على أوروبا والسّلم العالمي، وطالب مجلس الأمن بالتدخل لوقف هذه الحرب المدمّرة وحلّ الخلافات سلمياً بما يضمن مصالح كافة الأطراف وحقوقها.
أما في الوضع الداخلي لبلادنا سوريا، فقد رأى الاجتماع بأنّ الحلّ يكمن في الحلّ السياسي السّلمي الذي لا تبدو آفاقه بادية، فيما الأزمة المستفحلة تتعمق يوماً بعد آخر، حيث الاقتصاد الوطني يحتضر، وأكثر من90% من الشعب السوري يعيش تحت خط الفقر، إضافةً إلى تشرّد نصفه من دياره ومدنه وبلداته، ناهيك عن الخسائر المرعبة في الأرواح والأملاك، حيث يتحمل مسؤولية استمرار الأزمة الكارثية كلٌّ من النظام السوري المتعنت والمتمسك بالخيار الأمني العسكري، والمعارضة المرتهنة لدولة الاحتلال التركي وما يسمى بـ”الائتلاف الوطني” الذي يأتمر بالأوامر التركية، وكذلك المجتمع الدولي المنقسم بشدة والذي كفّ البحث عن الحلّ وفق قرار مجلس الأمن /2254/ المجمع عليه ولا يعير هذه القضية أي اهتمام.
أما الحديث عن المناطق الكردية المحتلة (عفرين، سري كانيه و كري سبي)، فإن حياة الكرد فيها ذو شجون، حيث يتعرضون إلى مختلف صنوف التعذيب والإهانة والتعامل اللا إنساني من لدن حكومة الاحتلال التركي ومرتزقة الفصائل السورية المسلّحة الموالية لها، وتمارس سياسات إجرامية يُندى لها الجبين في ظل غياب إعلام ينقل الحقيقة المعاشة.
وفي الوضع التنظيمي، تمّت قراءة ومناقشة التقارير التنظيمية الواردة واتخاذ بعض القرارات التي من شأنها تنشيط عمل وأداء الهيئات والمنظمات الحزبية على نحوٍ أفضل، بالإضافة إلى ممارسة النقد والنقد الذاتي البنّاء بروح المسؤولية العالية.
الهيئة القيادية
لحزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
28 كانون الثاني 2024م