في 5 تشرين الأول 2023م خاصةً، والأيام التالية، تكثّفت الهجمات التركية على مناطق الإدارة الذاتية في شمال وشرق سوريا، إذ قال وزير خارجية تركيا هاكان فيدان في 4/10/2023: «كل مرافق البنية التحتية والبنية الفوقية التابعة لتنظيمي PKK وPYD/PKK في العراق وسوريا هي أهداف مشروعة تماماً لقواتنا الأمنية وقواتنا المسلحة وعناصر استخباراتنا.. لذلك أوصي أي طرف ثالث بالابتعاد عن تلك المرافق.. الإرهابيون سيندمون».
لم يكن القصد من ذاك التصريح ما يخص المواقع العسكرية فقط، بل طالت الهجمات المواقع المدنية على الأكثر، فوقعت جرائم حرب لا تحصى وعشرات الضحايا والشهداء، بينهم مدنيين وعناصر أمن داخلي وعسكريين، في خرق واضح وصريح للقوانين الدولية.
جرائم حرب
استنكر مجلس سوريا الديمقراطية تلك الهجمات، في بيان بتاريخ 5/10/2023م، ووصفتها بالعدائية لدولة الإرهاب والاحتلال التركي، وشدّد على رفضه القاطع لأساليب العنف والهجمات العدائية، وأشار إلى عدم صحة المزاعم التركية حول عبور منفّذي هجوم أنقرة أمام مدخل مديرية الأمن التابعة لوزارة الداخلية في 1/10/2023م من مناطق الإدارة الذاتية. ودعا المجلس المجتمع الدولي إلى إدانة هجمات تركيا ومحاسبتها على جرائم الحرب التي ترتكبها في سوريا، وطالب أمريكا وروسيا، الضامنَين الرئيسيَين لاتفاقات خفض التصعيد، للقيام بمسؤولياتهما.
إعلان حالة حرب مفتوحة
قالت الهيئة القيادية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في بيان بتاريخ 6/11/2023م: «إن تصريح فدان كان بمثابة إعلان حالة الحرب المفتوحة، لقد كشف بذلك عن النوايا والأهداف التي تسعى إليها تركيا، أي احتلال وضرب استقرار المنطقة وأمنها، واستهداف سبل عيش المواطنين والبنية التحتية…». واستنكرت «الهيئة» العدوان التركي، وناشدت المجتمع الدولي والأمم المتحدة والاتحاد الاوربي وجامعة الدول العربية، أن تقوم بواجباتها وأن تضع حداً للعدوان الممنهج والممارسات اللا إنسانية من قبل الدولة التركية بحق السوريين، كما ودعت التحالف الدولي بأن يصرِّح عن موقفه تجاه التهديدات التركية المستمرّة.
خيار السلام
أوضحت /33/ حزباً سياسياً (الاتحاد الديمقراطي، الوحـدة «يكيتي»، هيئة التنسيق الوطنية – حركة التغيير الديمقراطي، الاتحاد السرياني، سوريا المستقبل…) في بيان مشترك بتاريخ 5/10/2023م: «إن المشروع التركي غدا شديد الوضوح بعد أن احتلت تركيا أجزاءً مهمة من سوريا خلال العقد الماضي وقامت بتهجير السكان الأصليين من عفرين ورأس العين وتل أبيض، وتسعى لاحتلال المزيد من الأراضي السورية بهدف ترحيل اللاجئين السوريين من تركيا واسكانهم قسرياً في الشريط الشمالي لسوريا، وخلق كيان حدودي طائفي موالي لإيديولوجيا حزب العدالة والتنمية الحاكم…». ودانت العدوان والإرهاب التركي حيال مناطق الإدارة الذاتية، وأكّدت على خيار السلام في سوريا وجوراها، واستنكرت الصمت الدولي تجاه جرائم تركيا تلك.
هجمات غير قانونية
أعربت /151/ منظمة وجمعية سورية حقوقية ومدنية (آتا للتنمية…. منظمة زيراك)، في بيان مشترك بتاريخ 8/10/2023، عن إدانتها الشديدة لتصاعد الأعمال العدائية في عموم سوريا منذ الساعات الأولى من صباح الخميس 5 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وطالبت مجلس الأمن الدولي بالتدخل الفوري لخفض التصعيد وحماية المدنيين، حيث «أدت الهجمات غير القانونية إلى مقتل وإصابة العشرات من المدنيين وإخراج البنية التحتية المدنية من الخدمة، مما ألحق الضرر بملايين السكان في المناطق المستهدفة». وقالت: «نفذ الجيش التركي سلسلة من الهجمات الوحشية على مناطق شمال شرق سوريا، في أعقاب تهديد صريح وعلني، لوزير الخارجية التركي».
تطورات خطيرة
كما قالت حوالي /390/ منظمة (الفيدرالية السورية لمنظمات وهيئات حقوق الانسان…. مركز بالميرا لمناهضة التمييز بحق الاقليات في سورية)، في بيانٍ حقوقي مشترك بتاريخ 6/10/2023م: «ننظر ببالغ القلق والإدانة والاستنكار للتطورات الخطيرة الحاصلة في سورية، في ظل تواصل نزيف الدم، وتصاعد حالة العنف التدميرية والاستنزاف الخطير مع العدوان التركي على أراضي الشمال السوري واجتياح قواته مع المتعاونين معهم من المسلحين السوريين». وأضافت: «برز دور الحكومة التركية في استمرار الحروب على الأراضي السورية وعدم الاستقرار وتهديد السلم والأمن الدوليين…». ودعت المجتمع الدولي وهيئاته المعنية بالقانون الدولي وبالحفاظ على السّلم والأمن الدوليين، إلى تحمل مسؤولياتهم والتحرك الفوري لمواجهة العدوان والاعتداء الآثم على الأراضي السورية».
* جريدة الوحـدة – العدد /344/- 18 كانون الأول 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).