نوستالجيا الخلافة العثمانية (تشريح خطاب الهوية عند الرئيس التركي رجب طيب أردوغان)
أ. م. د. سربست نبي
البحث منشور بتاريخ 12/5/2023 في مجلة واسط للعلوم الإنسانية والاجتماعية- العدد 55 (2023) *
الملخص:
تعدّ مسألة الهوية منذ ولادة الدولة التركية الحديثة أحد أهم التحدّيات التي واجهت السياسة الداخلية التركية وفرضت بظلالها على سياستها الخارجية والإقليمية. وفي نهاية المطاف لا تزال تشكّل كابوساً مؤرقاً للعقل السياسي التركي. ورث مؤسس الدولة مصطفى كمال أتاتورك بقايا إمبراطورية واسعة، مثقلة بالمشكلات، وورث معها تعددية قومية ودينية تحدد معالم الخارطة الثقافية والاجتماعية لتركيا، تقسمها عمودياً وأفقياً. ولأجل خلق هوّية تركيا مركزية تستقطب حولها المكونات التركية، فرض عليها مواطنة قوامها أيديولوجيا علمانية تكرّس تفوق العنصر التركي وهيمنته، وبالنتيجة تنكرت الدولة الأتاتوركية لكل تعددية قومية أو ثقافية أو دينية قائمة تاريخياً في تركيا. كانت الأتاتوركية بمثابة لاصق أيديولوجية سريع العطب، لم يحقق لتركيا التماسك الهوياتي الداخلي طويل الأمد.
ناهيكم بتحدّي المسألتين القوميتين، الكردية والأرمنية، اللتان تفاقمتا منذ بدايات القرن العشرين، فقد عصف تناقض الإرث الثقافي الإسلامي للأتراك مع هوية الدولة العلمانية الفوقية بالحياة السياسية التركية منذ أواسط القرن العشرين. هذا الإرث عاد وتجلّى على شكّل حنين نوستلجي متجذر في الوعي المجتمع التركي مع نهايات القرن، واكتسب أبعاد سياسية حركية، واحتل خطابه فضاءاً واسعاً من الثقافة والسياسة التركية. وأخير برز كرؤية ومقاربة خلاصية للوضع الجيوسياسي التركي الذي فرض على تركيا مع نهايات الحرب الكونية الأولى.
اعتقد الرئيس التركي، ومنظّر المجال أو العمق الاستراتيجي أحمد داؤود أوغلو، أن العثمانية الجديدة هي هذا البديل السياسي والأيديولوجي لخلق هويّة تتجاوز تناقضات الدولة العلمانية وفشلها في خلق انسجام أو تماسك داخلي، كما تشكّل منصة عملية لتوسيع وتعميق النفوذ الجيوساسي التركي واستعادة المجد الإمبراطوري المبدد.
* رابط النشر في موقع مجلة واسط:
https://wjfh.uowasit.edu.iq/index.php/wjfh/article/view/406
————-
يمكنكم تنزيل ملف المادة كاملاً بالنقر هنا: