أدب و فنالقسم العام

عفرين تحت الاحتلال (257): اعتداءات على عائلة “بشمرك”، قرية “كيمار” المفجوعة، جرحى مدنيون، اعتقالات وفوضى وحرق الأشجار، “الجاسم” مستمرٌ في انتهاكاته

القتلة فعلوا فعلتهم الشنيعة ليلة نـوروز جنديرس، وأسقطوا أربعة شهداء من عائلة “بشمرك” في لحظات، قُبض على ثلاثةٍ منهم، يُفترض أنهم يُحاكمون لدى قضاء الاحتلال التركي في بلدة الراعي، ولكن من بقي من العائلة – أغلبهم نساء وأطفال – يتعرضون لمختلف أساليب اللف والدوران والضغوط والاعتداء والترويع، دون أن يحميهم أحد في منطقة أردوغان الآمنة المزعومة… المجرمون الحقيقيون لا زالوا طلقاء، وهم الذين يخططون ويوجهون ويحمون القتلة – الأدوات!

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= تهديد عائلة “بشمرك” والاعتداء على نجلها “نظمي”:

بعد زيارة عبد الحكيم بشار نائب رئيس الائتلاف السوري- الإخواني لعائلة “بشمرك” في مدينة جنديرس بخمسة أيام، أقدم مسلّحون من ميليشيات “جيش الشرقية”، مرتين قبل وبعد صلاة الفجر 20/8/2023م، على طرق وضرب أبواب ونوافذ منازلها، وإشهار السلاح وإطلاق التهديدات والشتائم، على شكل سلوكٍ همجي.

وعصر اليوم اقتحم مسلّحون من “جيش الشرقية” منزل “أشرف عثمان” في مدينة جنديرس واعتدوا على نجله الشاب “نظمي /16/ عاماً” بالضرب وتمزيق ثيابه بالسكاكين، فأغمي عليه وأسعف إلى مشفى في عفرين للعلاج، وهو الذي اعتدي عليه مساء الأحد 23/7/2023م من قبل مسلحي نفس الجهة بأخمص الأسلحة والحجارة، بعد وضع السكين على رقبته وتهديده بالذبح، ومحاولة دهسه بالسيارة، فأدى ذلك إلى إصابته بكسور وجراح في ذراعيه وبأذية في عموده الفقري ورضوض في عموم جسده.

كلّ هذا، بقصد ترويع العائلة، النساء وما بقي من رجال، ومواصلة الضغط عليهم، لكي يتنازلوا عن قضيتهم (مقتل أربعة رجال مدنيين من العائلة عشية عيد نـوروز 2023م) وإسقاط دعواهم القضائية، أو يلوذوا بالفرار والهجرة.

يُذكر أنّ متزعم ميليشيات “جيش الشرقية/حركة التحرير والبناء” المنضوية فيما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري/الحكومة السورية المؤقتة” هو المدعو “العقيد حسين حمادي/أبو علي شرقية“، وهو المسؤول عن المسلّحين الذين ارتكبوا مجزرة نـوروز جنديرس 2023م بحق أربعة من أبناء عائلة “بشمرك”؛ وكان يأوي في قطاعه ريف جنديرس بين قرى “سندانكه، مسكه تحتاتي وفوقاني، خالتا” عناصر وقياديين لتنظيم داعش الذين قتل منهم في تلك القرى “ماهر العقال، منهل العقال” في 12/7/2022م و “أبو الحسين القرشي” ليلة 28-29/4/2023م.

= قرية “كيمار- Kîmar“:

تقع على سفح جبل ليلون وتبعد عن مدينة عفرين جنوباً بـ/١٥/كم، مؤلفة من حوالي /١٥٣/ منزلاً، وكان فيها حوالي /1100 نسمة/ سكّان كُـرد أصليين، معظمهم نزحوا أثناء العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /١٠٠عائلة= 400 نسمة/، وتم توطين حوالي /٢١ عائلة = 150 نسمة/ من المستقدمين فيها.

تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزة” التي يتزعمها “سيف بولاد”، وكانت مجموعة المدعو “رامي بطران أبو جابر” تتخذ مبنى مدرسة القرية مقرّاً عسكرياً، بالإضافة إلى منزل “جمعة نبو” نجل المختار السابق وآخر لعائلة غازي، إلى أن وقعت خلافات واشتباكات بينها وبين مجموعة أخرى في تشرين الأول 2022م، ففرّ “أبو جابر” وبقيت تلك المقرّات فارغة.

نتيجة مهاجمة القرية في آذار 2018م، تضررت عدة منازل بشكل جزئي، منها منازل “شيرزاد نبو، منان خيرو، شاهين حسن”؛ كما تعرّضت كافة المنازل لسرقة محتوياتها من المؤن والمفروشات والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، لاسيّما منزل “فتحي صبحي حسين” تم تجريده بالكامل من محتوياته والشبكة الكهربائية ومستلزماتها والتجهيزات والأبواب والنوافذ، مع تدمير حظيرة البقر.

كذلك طالت السرقات سيارة لـ”جمعة حسن” الذي تمكّن من إعادتها بعد فترة لقاء مبلغ مالي، وسيارة أخرى لم يتمكن صاحبها من استعادتها، وكافة تجهيزات وحدة النفاذ الضوئية المخصصة لخدمة القرية بالهاتف الأرضي (أعمدة وكوابل نحاسية)، وكوابل وأعمدة شبكة الكهرباء العامة، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) وملحقاتها ملك للقرية، ومجموعة توليد أخرى كبيرة لـ”شاهين حسن”، بالإضافة إلى سلب وسرقة خرفان ومواشي ومناحل (مثل /30/ رأس لـ”إدريس حسين”، /50/ خلية نحل لـ”جنكيز نجار”)، والسياج الحديدي لبعض أضرحة الموتى في المقبرة، فاضطّر بعض الأهالي لفك سياج قبور موتاهم وإخفائها في منازلهم.

وقامت الميليشيات بقطع آلاف أشجار الزيتون بغية التحطيب والتجارة، منها ( /30/ شجرة لـ حنان أصلان، /100/ شجرة لـ كلى حبيبة/عائلة نجار، /150/ شجرة لـ عبدو حميدو)، وحوالي ألفي شجرة لـ”عزت مامو نبو، مجحم مجيد علو نبو، عينات مامو نبو، نضال جمو نبو، غازي مامو نبو، أولاد شاهين نبو”، وقلع /50/ شجرة لـ”عيدو أومر” من الجذوع، بالإضافة إلى حرق حقول زيتون بالكامل (مثل: /1000/ زيتون ولوز لـ عبد الفتاح نبو، /700/ زيتون لـ علي جمو نبو، /500/ زيتون لـ حسني نبو وشقيقه ناصر، /700/ زيتون لـ بدري وزيرو وشقيقه صبري، /2000/ زيتون لـ رمزي خليل).

هذا، وتعرّض المتبقون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي وغيره، وتشغيل الرجال وآلياتهم بالسخرة وضرب البعض منهم أثناء العمل؛ مثل المواطنة “آرين دلي حسن /25/ عاماً” التي اختطفت من قبل “الحمزات” في شباط 2020م وأخفيت قسراً مع عشر أخريات في مقرّها (مبنى الأسايش سابقاً في حرش المحمودية) بمدينة عفرين مدة أربعة أشهر، وأطلق سراحها في 23/12/2020م، وأعيد اختطافها في أيلول 2021م وكانت متزوجة وحامل واقتيدت إلى مقرّ “الشرطة- الأمن السياسي” ومن ثم سجن ماراته المركزي، حيث أجهضت بتاريخ 2/1/2022م نتيجة التعذيب والضغوط التي تعرضت لها، وأطلق سراحها في 24/2/2022م.

وسقط من أبناء القرية المدنيين ضحايا قتلى:

  1. الفتاة العزباء نرجس ميرزا داوود /23/ عاماً، بتاريخ 17/11/2019، عُثر على جثمانها إلى جانب جثمان زميلها في العمل علي الشاغوري من دمشق، مقتولين قرب قرية كمروك، وذلك في ظروف غامضة، علماً أن الفتاة كانت تقيم مع عائلتها في مدينة عفرين.
  2. الطفل حمو جنكيز نجار /14/عاماً.
  3. عبد الرحمن حسين حمو /75/ عاماً.

الاثنان بالقتل العمد، صباح الجمعة 27/11/2020م، نتيجة إطلاق الرصاص عليهما من قبل ميليشيات “فرقة الحمزة” في موقع “وادي سماقوكيه” بين قريتي “كيمار و كورزيله”- شرق مقصف جبل الأحلام مقرّ تلك الميليشيات.

  • فاطمة أحمد داوود /38/ عاماً زوجة حنان خليل حسن، نتيجة سقوط قذيفة وسط منزلهما في آب 2021م.

يُذكر أن الجيش التركي اتخذ منزل “شيرزاد نبو” مقرّاً عسكرياً لفترة، إلى أن بنى قاعدة كبيرة بمساحة حوالي /3.5/ هكتار شمالي القرية قرب حقل أشجار التين لـ”خليل محمد”، كما بنى جداراً عازلاً من كتل خرسانية بارتفاع مترين قربها.

= قصف “غزاوية”:

– مساء 22/8/2023م، نتيجة تبادل إطلاق النار بين الجيش التركي وميليشياته من جهة، والجيش السوري وحلفائه من جهة أخرى، على طرفي خط التماس في جبل ليلون، سقطت خمس قذائف على قرية “غزاوية”- شيروا ومحيطها، إحداها وسط منزل في حين كان سكّانه نيام في الخارج، فأصيب المواطن “إبراهيم علي شيراوي/الملقب بـ برو /55/ عاماً” بجروح بليغة، ولايزال بالعناية المشددة في مشفى ابن سينا بعفرين، بينما ثلاثة أطفال من أولاده أصيبوا بجروح متفاوتة وأخرجوا من المشفى بصحةٍ جيدة.

= اعتقالات تعسفية:

– بتاريخ 21/8/2023م، اعتقلت ميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو” المسن “بكر رشيد مقداد /70/ عاماً” من أهالي قرية “قره بابا”- راجو، بُعيد عودته من وجهة النزوح حلب، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.

– بعد ترحيله من تركيا وتسليمه للميليشيات في ناحية بلبل، احتجز الشاب “رشيد محمد عبدو داوود /28/ عاماً” من أهالي قرية “ديرصوان”- شرّا/شرّان قسراً حوالي الشهرين، إلى أن أطلق سراحه بتاريخ 17/8/2023م بعد دفع فدية /3/ آلاف دولار؛ وكان قد سُجن في تركيا مدة ستة أشهر بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة.

= حرق الأشجار:

– مساء 30/7/2023م، أقدمت ميليشيات “أحرار الشرقية” على إضرام النيران في شجرة دلب عمرها ما يقارب /300/ عاماً بجوار بئر- نبع تاريخي (بير كَريه- Bîr kerê)، بمدخل قرية “قاسم”- راجو، فوجدها الأهالي صباح اليوم التالي محترقة ومنتهية، تلك الشجرة التي كانت بمثابة معلم ومزار واستراحة للمارة وقاصديها.

– أكّد “الدفاع المدني في عفرين”، على أنّ فرقه قد أخمدت حريقين، الأول بتاريخ 18 آب في حرش زراعي بقرية “عرب ويران” على مساحة /4/ دونمات، والثاني بتاريخ 25 آب في حرش قرب قرية “قسطل”، بناحية شرّا/شرّان.

= “محمد حسين الجاسم” مستمرٌ في انتهاكاته:

– بعد أن قامت “منظمة بهار” بتوزيع مساعدات مالية للأشخاص المتضررين من الزلزال بمبلغ إجمالي /98400/ دولار أمريكي بمعدل /150/ دولار لكل عائلة في بلدة شيه/شيخ الحديد وقرى تابعة لها حسب ما نشرته على صفحتها بتاريخ 10/8/2023م، أكدت مصادر محلية عدة أنّ “محمد الجاسم أبو عمشة” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” التي تُسيطر على ذاك القطاع قد سلب عبر مسلحيه من كل عائلة /100/ دولار أي بواقع /65600/ دولار من إجمالي المساعدات.

– أبلغ “الجاسم” مؤخراً أصحاب معاصر الزيتون التي تقع في نطاق سيطرته بفرض إتاوة /0.25/ دولار أمريكي على كلّ صفيحة (تنكة) زيت فارغة تدخل المعصرة تحضيراً للموسم القادم، وبحسابٍ تقريبي، إذا كانت عدد المعاصر المستهدفة /25/، فإن إجمالي الإتاوة تساوي 25*10000*0.25= 62500 دولار أمريكي.

– رداً على قرار وزارة الخزانة الأمريكية بفرض عقوبات على “الجاسم” وفصيله وشقيقه وعلى “سيف بولاد” وفصيله، قام “الجاسم” بإجبار مخاتير وعملاء وأزلام تابعين له في بلدة شيه/شيخ الحديد وقرى تابعة لها للخروج في تجمعات مؤيدة له، كما عمّم على المواطنين الكُـرد والمستقدمين على ترك أعمالهم وإغلاق محلاتهم والمشاركة عنوةً في تظاهرة وسط شيخ الحديد بتاريخ 20/8/2023م “تضامناً معه”، تحت طائلة المساءلة والعقاب في حال المخالفة، حيث يواصل ترويعه للمدنيين وإرهابهم.

= فوضى وفلتان:

– في 18/8/2023م، قامت ميليشيات “فرقة الحمزة” بإجبار مخاتير وبعض أهالي قرى في ناحية بلبل، لحضور تجمعٍ باسم “الأكراد”، و “يدينوا” زوراً العقوبات الأمريكية على متزعمها “سيف بولاد”، حيث أجبرت مختار قرية “شنغيليه”- بلبل على قراءة بيان مكتوب ومطبوع مسبقاً بالعربية وشرحه بالكردية.

– صباح الجمعة 25/8/2023م، أقدم شابٌ من مستقدمي عشيرة الموالي الذين تمّ توطينهم في قرية “تلف”- عفرين على قتل “فادي” رجل عمره بحدود الأربعين بالرصاص الحي المباشر، وهو أيضاً من الموالي، نتيجة شجار وخلافٍ بينهما حول تجميع بقايا أعشاب بستان “قطي” كعلف للمواشي، فتمّ طرد ثلاث عوائل للجاني من القرية واستلمت ميليشيات “الشرطة العسكرية” الملف.

= انتهاكات أخرى:

– في سهول بلدة “ميدان أكبس”- راجو وقرى في محيطها، خاصةً قرى “ميدانا”، والتي تُسيطر عليها ميليشيات “فيلق الشام”، تعرّضت مواسم العنب والتين وغيرهما لسرقات واسعة من قبل المسلحين والمقرّبين منهم من المستقدمين، فاضطرّ الأهالي لجني ما بقي وإن لم يكن في أوانه.

إنّ الكثير من متزعمي وعناصر ميليشيات “الجيش الوطني السوري” ارتكبوا الانتهاكات والجرائم المختلفة، من بينهم “العقيد حسين حمادي“، وبمنطق المساءلة والعدالة، يتوجب فرض أشد العقوبات عليهم، لاسيّما من قبل وزارة الخزانة الأمريكية، على غرار تلك المفروضة على “سيف بولاد” و”محمد حسين الجاسم” وشقيقه.

26/08/2023م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– الشاب القاصر “نظمي أشرف عثمان” المعتدى عليه.

– العقيد حسين حمادي متزعم ميليشيات “جيش الشرقية” و “حركة التحرير والبناء”.

– ضحايا قتلى الاحتلال التركي (نرجس داوود، حمو نجار، عبد الرحمن حمو).

– المدعو رامي البطران متزعم ميليشيات “فرقة الحمزة” في قرية كيمار.

– القاعدة التركية شمالي قرية “كيمار”.

– المصاب “إبراهيم علي شيراوي/برو”.

– شجرة دلب “بئر بيركَريه”- مدخل قرية قاسم/راجو الجنوبي، قبل وبعد الحرق.

– توزيع مساعدات مالية من قبل منظمة بهار في بلدة شيه/شيخ الحديد.

==============

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-257-26-08-2023 – PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى