مع حلول العام المائة من عمر توقيع معاهدة لوزان الشهيرة في 24/7/2023م، بين تركيا الكمالية ودول الحلفاء التي انتصرت على السلطنة العثمانية في الحرب العالمية الأولى، تجمّع آلاف الكُـرد في مدينة لوزان السويسرية للتعبير عن رفضهم لتك الاتفاقية التي تمّ بموجبها القضاء على طموحاتهم ومطالبهم العادلة في العيش على أرضهم كردستان التاريخية.
تمّ تنظيم فعاليات عديدة من قبل المؤتمر الوطني الكردستاني KNK، بدأت صباح 22/7/2023م بتظاهرة جماهيرية كبرى سارت في شوارع لوزان، وعقد مؤتمرٍ في قاعة بيوليو للمؤتمرات بالمدينة على مدار يومي 22-23 تموز تحت عنوان «في الذكرى 100 لمعاهدة لوزان، نحن الكرد وكردستان موجودون في لوزان ونرفض معاهدة لوزان»، بمشاركة حوالي /600/ شخص، من تنظيمات وأحزاب كردستانية عديدة، وأكاديميين وحقوقيين ومثقفين وممثلي مكونات عرقية ودينية مختلفة والنساء.
في اليوم الأول للمؤتمر تمّ عرض أفلام وثائقية، وفي المحور الأول نوقشت نتائج «معاهدة لوزان ونتائجها في كردستان».
وفي اليوم الثاني الجلسة الأولى كانت بعنوان «وضع المرأة ونضالها»، والجلسة الثانية بعنوان «وضع الشعوب الأرمينية والآشورية والكلدانية»، والجلسة الأخيرة بعنوان «مائة عام من النضال ضد نتائج معاهدة لوزان».
وقد عبّرت الأحزاب الكردية والكردستانية الحاضرة في المؤتمر عن آرائها ومواقفها حول معاهدة لوزان، وتتالت آراء ومقترحات المشاركين فيه.
وفي 24 تموز عقد الرئيسان المشتركان للمؤتمر الوطني الكردستاني KNK أحمد كاراموس وزينب مراد مؤتمراً صحفياً، وأعلنا نتائج المؤتمر عبر بيانٍ ختامي، جاء فيه:
((تناول المؤتمر النتائج السلبية التي خلفتها معاهدة لوزان قبل مئة عام على الشعب الكردي وإنكارها لحقوقه.
كما ناقش المؤتمر الوضع الإقليمي والدولي، مشيراً إلى الواجبات والمسؤوليات ومشدداً على حقوق الشعب الكردستاني وشرعية نضاله.
ودعا المؤتمر تلك الدول الموقعة على المعاهدة، إلى دعم شعبنا لحلّ هذه المسألة التاريخية وليس مساعدة قوى الاحتلال.
كما طُلب من الدول التي جزأت كردستان فيما بينها إلى فسح المجال لحلّ سلمي للقضية الكردية.
وشكر المؤتمر المشاركين وقرر تشكيل لجنة لمتابعة قرارات المؤتمر.
وتم تقديم مقترحات في المؤتمر على المستويات الثلاثة، الداخلية والإقليمية والدولية، واُتخذت قرارات.))- حسب وكالة فرات للأنباء.
لاسيّما وأنه وردت في البيان مطالب ودعوات عديدة على المستويات الثلاثة.
التكاتف والعمل الجماعي
وقد حضر في المؤتمر وفدٌ من حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، وألقى باسمه صلاح علمداري عضو اللجنة السياسية كلمةً، أشار فيها إلى تعرّض الكُـرد على مدار /100/ عام إلى التقسيم وحرمانهم من حقوقهم، واستمرار القتل بحقهم، حيث هجمات الدولة التركية على المناطق الكردية في سوريا متواصلة، علاوةً على احتلالها لـ»عفرين، كري سبي/تل أبيض، سري كانيه/رأس العين».
كما طالبت دائرة أوربا للحزب في بيان خاص بهذه المناسبة، بتصحيح مسار لوزان «عبر تمتين أواصر العيش المشترك والسّلم الأهلي وقبول الآخر ومنح جميع شعوب المنطقة حق العيش بأمان وحرية على أرضها التاريخية»، وأشارت إلى أنّ «تركيا الكمالية منذ نشأتها وحتى الآن من خلال حكومة حزب العدالة والتنمية برئاسة رجب طيب أردوغان مستمرة في خلق الأزمات وتعميقها… وانتهاج سياسة توسعية اقصائية عدوانية، تسعى من خلالها إلى صهر شعوب المنطقة وخنقها».
ودعت الحركة الكردية بـ»التحلي بروح العمل الجماعي والتكاتف أملاً في تحقيق آمال الشعب الكردي في الحرية والعيش بأمان على أرضه التاريخية كردستان».
* جريدة الوحـدة – العدد /343/- 14 آب 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).