في إحاطته أمام جلسةٍ لمجلس الأمن الدولي بحث خلالها الوضع السياسي والإنساني في سوريا، يوم الأربعاء 25 كانون الثاني 2023م، قال غير بيدرسون مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص بسوريا: «إن الشعب السوري لا يزال محاصرا في أزمة إنسانية وسياسية وعسكرية وأمنية واقتصادية وحقوقية شديدة التعقيد وذات نطاق لا يمكن تصوره تقريبا. ولا يزال السوريون منقسمين بشدة حول مستقبلهم، مشيرا إلى أنه لم يتم إحراز تقدم جوهري في سبيل بناء رؤية سياسية مشتركة لذلك المستقبل من خلال عملية سياسية حقيقية.».
وأضاف: «إن البلاد لا تزال مقسمة بحكم الأمر الواقع إلى عدة أجزاء، مع وجود خمسة جيوش أجنبية، والعديد من الجماعات المسلحة السورية، والمجموعات الإرهابية المدرجة على قائمة مجلس الأمن- تنشط جميعها على الأرض.».
موضحاً أن الانتهاكات الجسيمة للقانون الدولي الإنساني وحقوق الإنسان تتواصل في جميع أنحاء سوريا. وقال: «ساهم أكثر من عقد من الدمار والحرب والصراع والفساد وسوء الإدارة والعقوبات والأزمة المالية اللبنانية وفيروس كورونا وتداعياته والحرب في أوكرانيا، في أزمة إنسانية واقتصادية مزدوجة ذات أبعاد ملحمية. ما يقرب من نصف تعداد السكان قبل الحرب ما زالوا نازحين – وهي أكبر أزمة نزوح في العالم وواحدة من أكبر الأزمات منذ الحرب العالمية الثانية».
وحذر المسؤول الأممي من أن هذا الوضع لا يشكل فقط مصدر مأساة بالنسبة للسوريين، ولكنه يشكل محركا لعدم الاستقرار في جميع أنحاء المنطقة، بما في ذلك على خلفية التقارير المتزايدة عن تجارة المخدرات غير المشروعة.
وشدد على أن هذا الصراع يحتاج إلى حل سياسي شامل، مؤكداً أنه ما من أمر آخر يمكن أن ينجح في وضع حد له. لكن السيد بيدرسون قال إن هذا الحل للأسف ليس وشيكاً!
ست أولويات رئيسية
وحث مبعوث الأمين العام جميع الجهات الفاعلة على العمل لدعم عملية سياسية تيسرها الأمم المتحدة، مشيرا إلى ست أولويات رئيسية:
(1- ضرورة خفض التصعيد واستعادة الهدوء. 2- تجديد آلية إيصال المساعدات الإنسانية في مجلس الأمن. 3- استئناف اللجنة الدستورية وإحراز مزيد من التقدم الموضوعي في جنيف. 4- ضرورة الاستمرار في الضغط بشأن ملف المعتقلين والمفقودين والمختفين. 5- تحقيق تدابير بناء الثقة الأولية خطوة مقابل خطوة. 6- الانخراط مع السوريين في جميع الأصعدة.).
70% بحاجة للمساعدات الإنسانية
من جهتها قالت غادة مضوي القائمة بأعمال مديرة قسم العمليات والمناصرة في مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية: إن /15.3/ مليون سوري- أي نحو 70 بالمائة من جملة سكّان سوريا- يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
بعد الزلزال
قام بيدرسون بزيارة إلى دمشق في 12 شباط 2023م، وقدّم تعازيه إلى الشعب السوري للخسارة الفادحة التي تكبدها بسبب الزلزال، وأكّد على ضرورة تنحية السياسة جانباً والاتحاد خلف جهد مشترك لدعم الشعب السوري، وشدد على الحاجة لإتاحة كل سبل الوصول إلى المتضررين، بما في ذلك عبر خطوط النزاع وعبر الحدود، مؤكداً في الوقت ذاته على ضرورة توفير مزيد من الموارد.
جلسة أخرى لمجلس الأمن
بعد ثلاثة أسابيع من الزلزال عقد مجلس الأمن الدولي، في 28 شباط 2023م، جلسةً بحث خلالها آخر التطورات السياسية والإنسانية في سوريا، قدّم فيها بيدرسون إحاطته عن سوريا، مشيراً إلى أن الزلازل التي ضربت سوريا وتركيا مؤخراً تسببت في معاناة تفوق الوصف بالنسبة لملايين الأشخاص، وشدد فيها على أن الأولوية العاجلة هي الاستجابة الإنسانية الطارئة للسوريين المتأثرين بالزلزال أينما كانوا، وحثّ المبعوث الأممي كافة الأطراف على نزع الطابع السياسي عن الاستجابة الإنسانية دعما للواجب الإنساني.
ودعا مارتن غريفيثس منسق الأمم المتحدة للإغاثة الطارئة إلى زيادة الدعم الدولي لسوريا لتلبية الاحتياجات المتزايدة.
تعليق
رغم هول الكارثة الزلزالية وكافة المناشدات المحلية والدولية والأممية، لا تزال خطوط التماس والمعابر بين مناطق سيطرة النظام السوري وتلك التي تقع تحت نفوذ تركيا واحتلالها مغلقة أمام تنقل المدنيين والمساعدات الإنسانية وغيرها.
———–
المصدر: أخبار الأمم المتحدة
* جريدة الوحـدة – العدد /341/- 15 آذار 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).