في ظل أزمات دولية وإقليمية وأوبئة وتدهور المناخ، تتعرض المرأة لأسوأ أنواع الاضطهاد والعنف، خاصةً تحت وطأة الحروب الأهلية والأزمات الاقتصادية والاجتماعية المختلفة، وكذلك الفقر والتخلف والجهل والاستبداد السياسي والديني.
وهي تبذل جهود مضاعفة في تأمين مقومات حياة أفراد الأسرة وحمايتهم، لا سيّما المأكل والمشرب ورعاية الأطفال.
ففي سوريا تعاني الأمرّين، نتيجة التشرّد والفقر والجوع، وانتشار العنف، ومن تداعيات الزلزال الذي ضرب البلاد بقوة.
علاوةً على حرمان المرأة من الحريات العامة وحق التعليم والراحة وغيرها، وتعرّضها لاضطهاد الرجل والتحرش الجنسي وغيره من ضروب المعاملة القاسية.
ولعلّ المرأة لإيرانية تصدرت العناوين هذا العام، بدءًا بالفتاة الكردية الشهيدة زينا (مهسا) أميني التي كانت شرارة الانتفاضة في إيران، فالمرأة الإيرانية تستحق كلّ التقدير والتضامن بمناسبة اليوم العالمي للمرأة الذي يصادف /8/ آذار كلّ عام؛ وقد دعت منظمة العفو الدولية إلى التضامن مع النساء والفتيات في إيران من أجل «المرأة-الحياة- الحرية»، اللواتي كنّ في الصفوف الأمامية في المظاهرات، وتحدَّيْنَ بشجاعة قوانين الحجاب الإلزامي التمييزية. ودعت إلى الإفراج الفوري عن «زينب جلاليان» وهي كردية إيرانية سُجنت ظلمًا لمدة /15/ عاماً وتعرضت للتعذيب والمعاملة السيئة لمعاقبتها على رفضها الإدلاء بـ «اعترافات» كاذبة.
وقد اختارت الأمم المتحدة عنواناً لمناسبة هذا العام وهو «إشراك الجميع رقمياً: الابتكار والتقنية لتحقيق المساواة بين الجنسين».
وبحسب المنظمة، فإن /37/ بالمئة من النساء لا يستخدمن الإنترنت، وعدد المستخدمات للإنترنت يقل بـ /259/ مليون امرأة مقارنة بعدد الرجال، مع أنهن يمثلن ما يقرب من نصف سكان العالم.
وتقول المنظمة: «إذا كانت النساء عاجزات عن الحصول على خدمة الإنترنت ولا يشعرن بالأمن فيها، فإنهن بالتالي عاجزات عن تطوير المهارات الرقمية اللازمة للمشاركة في المساحات الرقمية، مما يقلل من فرصهن في الحصول على الوظائف في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات».
وحسب الأمم المتحدة بحلول عام 2050، ستكون /75/ بالمئة من الوظائف مرتبطة بمجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، وعلى الرغم من ذلك تشغل النساء اليوم، على سبيل المثال لا الحصر، /22/ بالمئة فقط من الوظائف في مجال الذكاء الاصطناعي.
وفي كلمة أمام مجلس الأمن بمناسبة يوم المرأة هذا العام، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من أن عقوداً من التقدم العالمي في مجال حقوق المرأة «تتلاشى أمام أعيننا»، مع تراجع حصول المرأة على الفرص التعليمية والوظيفية وتراجع حقوقها الإنجابية، وهو ما دفعه ليقول إن إمكانية تحقيق هدف المساواة بين الجنسين قد يحدث «بعد 300 عام».
* جريدة الوحـدة – العدد /341/- 15 آذار 2023م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).
