في الذكرى السنوية الخامسة للعدوان التركي على منطقة عفرين.
حزب “الوحـدة” الكردي يوجه رسالة إلى الممثليات الدبلوماسية والسياسية وإلى الرأي العام بخمس لغات.
يك.دم/Yek-Dem
19 كانون الثاني 2023م
بمناسبة الذكرى السنوية الخامسة لبدء العدوان التركي على منطقة عفرين في 20/1/2018م بمشاركة ميليشيات سورية مرتزقة موالية لحكومة العدالة والتنمية، وجَّه حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا رسالةً إلى الممثليات الدبلوماسية والسياسية وإلى الرأي العام بخمس لغات (العربية، الكردية، الإنكليزية، الفرنسية، الألمانية)، تضمنت سرداً موجزاً عن وقائع العدوان واحتلال المنطقة وما وقعت ضدها وبحق أهاليها من انتهاكات وجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، لا سيّما أخطرها عملية التغيير الديموغرافي الممنهجة؛ حيث وصف الحزب سيطرة تركيا على المنطقة احتلالاً وأكّد على أنها تتنصل من مسؤولياتها السياسية والقانونية ولا تلتزم بواجباتها وفق العهود والمواثيق الدولية.
كما دان الحزب هذا العدوان واحتلال عفرين، واستنكر الجرائم اليومية التي تقع فيها، معتبراً التغيير الديمغرافي شكل من أشكال التطهير العرقي الذي يُعدّ جريمة ضد الإنسانية.
وناشد الحزب الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقيام بواجباتها تجاه عفرين وسوريا، وإيجاد مخرج سياسي لأزمتها، وطالب بالضغط على حكومة أنقرة لإعادة جيشها إلى الحدود الدولية.
فيما يلي النص الكامل للرسالة:
رسالة إلى الممثليات الدبلوماسية والسياسية وإلى الرأي العام
خمسة أعوام من العدوان التركي على عفرين
في 20/1/2023م، تمرّ الذكرى الخامسة للعدوان التركي على منطقة عفرين الكردية السورية بمشاركة ميليشيات سورية مرتزقة تحت مسمى “الجيش الوطني السوري” التابع للائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، بمباركة من الاتحاد الاسلامي السوري – اسطنبول وبتلاوة /90/ ألف خطيب في جوامع تركيا لسورة الفتح بقرار من وقف – ديانت، كما باستخدام كافة أنواع الأسلحة براً وجواً، لحين احتلال المنطقة بالكامل في 18/3/2018م.
بدأ الهجوم في اللحظة الأولى بقصف /108/ هدفاً من قبل /72/ طائرة حربية انطلاقاً من الاراضي التركية، استهدف العدوان خلال /58/ يوماً البنى التحتية والمرافق العامة والمؤسسات الخدمية (مياه، أفران، مستوصفات، مشافي…) وشرّد سكّان المنطقة، ودمّر آلاف المنازل، بالإضافة إلى استهداف المدنيين وارتكاب مجازر مروّعة بحقهم، حيث تجاوز أعداد الضحايا أكثر من /5/ آلاف بين قتيل وجريح، بينهم كبار في السن ونساء وأطفال، كما استهدف المواقع الأثرية والمعالم السياحية، لتشهد المنطقة أثناء العدوان حركة نزوح كبيرة.
منذ اليوم الأول للاحتلال وحتى الآن، يتم ارتكاب جرائم وانتهاكات فظيعة بحق الأهالي حيث وقع خلال هذه الفترة حوالي /275/ ضحية من المدنيين، بينهم أطفال ونساء، فقدوا حياتهم إما قتلاً أو الوفاة في ظروف مختلفة (تحت التعذيب او بالرصاص الحي والمتفجرات والألغام الأرضية أو بالإعدام أو بقصف مناطق نزوح مهجّري عفرين في قرى وبلدات الشهباء…)، عدا أولئك الذين توفوا تحت ضغوط نفسية وظروف حياتية قاسية ناجمة عن الاحتلال وتبعاته، ناهيكم عن حوالي /500/ معتقل أو مختطف (مخفي قسراً).
تعرّضت المنطقة لعملية تغيير ديمغرافي ممنهج واسعة، حيث تمّ تهجير أكثر من /250/ ألف نسمة من السكّان الأصليين نتيجة العدوان، لتنخفض نسبة الكُـرد في المنطقة من حوالي 95% إلى أقل من 25%، بعد توطين حوالي /500/ ألف نسمة من عوائل المسلّحين والمستقدمين من المحافظات الأخرى خلال أقل من عامين بعد الاحتلال وبناء قرى استيطانية نموذجية تحت أسماء إنسانية وإغاثية وبأموالٍ قطرية وكويتية وفلسطينية وتركية.
إثر اجتياح المنطقة مباشرةً قامت المجموعات المسلّحة المشاركة بالعدوان بعمليات نهبٍ وتخريبٍ للممتلكات الخاصة والعامة (منازل، محلات، مستودعات، آليات، آلات، مدارس، مشافي ومؤسسات خدمية، وحتى المواشي والدواجن…)، واستولت على ما يُقدر بـ/100/ ألف عقار(حقول زيتون، أراضي، منازل ومحلات ومنشآت مع محتوياتها)، ولا زالت حتى اليوم تسرق وتنهب المواسم وتفرض الإتاوات، وتقطع الغابات وحقول الزيتون المعمرّة بغية التحطيب وصناعة الفحم والاتجار بهما، كما حفرت وجرفت كافة التلال والمواقع التاريخية والمزارات الدينية بحثاً عن الآثار والكنوز وسرقتها، علاوةً على تعريض السكّان الأصليين المتبقين لمختلف صنوف الانتهاكات والجرائم، من قتل واختطاف وإخفاء قسري واعتقال تعسفي وابتزاز مادي وغيره، من خلال تلفيق تهمٍ لهم أقلّها التعامل مع الإدارة السابقة؛ كلّ ذلك يتم بإشراف الاستخبارات التركية وعلى نحو ممنهج .
تعرّض الكُـرد الإيزيديون من أبناء المنطقة للتهجير القسري والاضطهاد الديني كما منعوا من ممارسة معتقداتهم وشعائرهم الدينية أو الاحتفال بأعيادهم، وقد طال التخريب المتعمّد مزاراتهم ومقابر موتاهم، في نفس الوقت الذي تشهد فيه المنطقة فعاليات دينية إسلامية وتقام دورات تحفيظ القرآن ومدارس تخريج “إمام خطيب”.
تسود المنطقة حالةً من الفوضى والفلتان وانعدام الأمن وتفشي ظاهرة حمل السلاح من قبل المستقدمين- علاوةً على المسلّحين – واستخدامه بشكلٍ عشوائي، وحالات اقتتال بين الميليشيات وامتدادات علنية لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة) على جغرافيا المنطقة تحت أنظار الجيش والاستخبارات التركية.
تمنع تركيا اللغة والثقافة الكردية وتعمل على محو تراث المنطقة وطمس هويتها الكردية، بفرض اللغة التركية في المدارس وفتح مراكز ثقافية تعمل على إبراز الأمجاد العثمانية.
يعاني مهجّرو عفرين في مناطق ومخيمات الشهباء ومدينة حلب الأمرّين في ظل ظروف معيشية صعبة للغاية، محاصرون بين حواجز النظام السوري وحواجز مسلّحي الائتلاف، لا تصلهم الإغاثة الدولية ولا الإعلام الحرّ، كما أنهم ممنوعون من العودة إلى ديارهم بسبب غياب أدنى شروط العودة الآمنة.
إنّ السيطرة الفعلية لتركيا على عفرين تعدّ احتلالاً، لكنها تتنصل من مسؤولياتها السياسية والقانونية ولا تلتزم بواجباتها وفق العهود والمواثيق الدولية، بل وتفرض حصاراً على المنطقة وتعتيماً إعلامياً، لتجعل مساحة المنطقة بمثابة سجن كبير لأهلها.
نعيد بهذه المناسبة إدانتنا للعدوان على عفرين واحتلالها، ونستنكر الجرائم اليومية التي لم تتوقف منذ أول يومٍ للاحتلال وحتى الآن، كما نستنكر عملية التغيير الديمغرافي التي هي شكل من أشكال التطهير العرقي، والتي ترتقي بحد ذاتها إلى مستوى جريمةٍ ضد الإنسانية.
– نناشد الأمم المتحدة والمنظمات الدولية للقيام بواجباتها تجاه دولةٍ يطحنها عنف السلطة والعنف المقابل، اسمها سوريا، وإيجاد مخرج سياسي ينهي الفوضى والفلتان وإراقة الدماء، وكذلك تجاه بقعة منسية من الأرض اسمها جياي كورمنج –عفرين، أهملها النظام في دمشق، ومنحتها تركيا للأوباش والجهاديين للعبث بها وبحياة أبنائها وربما الانطلاق منها لاحقاً في عمليات إرهابية تطال الانسانية.
– الضغط على حكومة أنقرة لإعادة جيشها إلى الحدود الدولية وتعويض الأضرار الناجمة عن احتلال عفرين وبقية المناطق المحتلة، وتعويض المتضررين والعمل على تحقيق عودةٍ آمنة للمهجرين.
- الحرية للمعتقلين عسفاً وللمخفيين قسراً.
- العودة الطوعية الآمنة للمهجرين من ديارهم.
18 كانون الثاني 2023م
الهيئة القيادية
لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
———————
يمكنكم تنزيل الملف باللغة التي ترغبونها: