أخبارالقسم العام

من الشهيدة «جينا أميني» إلى حركة احتجاجية عارمة في إيران

جريدة الوحـدة*

إثر إعلان وفاة الشابة الكردية «جينا (مهسا) أميني /22/ عاماً» في طهران، يوم 16 أيلول الماضي، بعد ثلاثة أيام من الغيبوبة في المشفى بسبب الضرب من قبل عناصر ما تسمى بـ»شرطة الآداب» التي احتجزتها بذريعة عدم شرعية لباسها، ودفن جثمانها بمدينة «سقز» مسقط رأسها في كردستان إيران في اليوم التالي وسط حضور جماهيري احتجاجي كبير، شهدت مدنُ وقصباتُ كردستان والعديد من المدن الأخرى والجامعات في إيران وكذلك في الخارج مظاهراتٍ عارمةٍ تحت شعار «المرأة- Jin، الحياة- Jiyan، الحرية- Azadî» وبمشاركة نسائية واسعة، تحوّلت إلى حركة احتجاجية شعبية منددة بتلك الجريمة ومطالبة بتغيير نظام الحكم القائم.

وفي آخر إحصائية، نشرتها وكالة أنباء «هرانا» الحقوقية يوم الأحد 16/10/2022م عن ضحايا الاحتجاجات العامة، قالت إنّ /244/ متظاهراً قتلوا بينهم /32/ قاصراً، واعتُقل أكثر من /12500/ شخصاً، وأنّ /28/ من أفراد قوات الأمن قتلوا، أثناء الاضطرابات التي طالت /114/ مدينة وبلدة ونحو /81/ جامعة.

وقالت «هيومن رايتس ووتش»: منذ 16 سبتمبر/أيلول، اعتقلت الأجهزة الأمنية الإيرانية مئات النشطاء، والصحفيين، والمدافعين الحقوقيين خارج الاحتجاجات. وطالبت الحكومات المعنية التعاون لزيادة الضغط على إيران وإجراء تحقيق مستقل بقيادة «الأمم المتحدة» في الانتهاكات الجسيمة المرتكبة أثناء الاحتجاجات، والتوصية بسبل لمحاسبة المسؤولين.

لاقتْ هذه الجريمة النكراء استنكاراً وإدانةً واسعة على الصعيدين الرسمي والشعبي، فقد أعربت الأمم المتحدة وبعض الدول عن قلقها وإدانتها لمقتل جينا أميني، منها الولايات المتحدة الأمريكية وفرنسا وغيرهما، إضافةً إلى تضامنٍ واسع النطاق من الشعب الإيراني بمختلف أطيافه.

وقال حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا في بيان بتاريخ 21/9/2022م:

((إنّ نظام ولاية الفقيه الاستبدادي الذي يحكمُ إيران منذ /43/ عاماً يمارسُ سياسة كمِّ الأفواه والقمع والتنكيل في الداخل الإيراني، واتهام أيّ معارضٍ بالارتباط بالخارج يُعَدُّ سبباً كافياً لإصدار حكم الإعدام بحقه! عدا عن ممارسته سياسة فردية دكتاتورية تعِدُّ على المواطنين أنفاسهم، فإنه يقومُ بتبديد ثروات الشعب الإيراني الذي يعيشُ وضعاً اقتصادياً متردياً، ليصرفها في أمكنةٍ وبقاعٍ من العالم لا مصلحة للشعب الإيراني فيها من قريبٍ أو بعيدٍ، ويتدخّلُ في شؤون بعض دول المنطقة على خلفية مذهبيةٍ، أدّى إلى خلقِ حالة عدم استقرارٍ فيها.

إننا في الوقت الذي ندينُ فيه جريمة نظام طهران بقتل الفتاة الكردية البريئة جينا أميني، نعلنُ تضامنَنا مع أشقائنا في كردستان إيران في التعبير عن رفضهم المشروع لسياسة القتل الممارسة بحقهم، وندعو الدولَ العظمى ومنظمة الأمم المتحدة إلى القيام بواجبها الإنساني لوقف آلة القمع الدموية للنظام بحقِّ أهلنا الكرد في كردستان إيران، وتقديم القتلة إلى محكمةٍ عادلةٍ بإشرافٍ دولي.)).

في 25/9/2022م، قامت منظمة المرأة في الرقة لحزب الوحـدة (يكيتي) بوقفة احتجاجية وتضامنية مع الكُـرد في إيران وأبدت رفضها لما تقوم به القوات الإيرانية من ظلم وقتل وبطش بحق النساء الكرديات وخصيصاً في قضية جينا أميني، وأبدت تضامنها مع الشهيدة الكردية وطالبت بتحقيق موسع لمحاسبة القتلى والمجرمين وبتدخل المجتمع الدولي لوقف العنف ضد الحراك السلمي في إيران ولتحقيق مطالب المحتجين.

هذا وشاركت منظمات حزب الوحـدة (يكيتي) في مظاهرات ووقفات احتجاجية نظّمتها الجالية الكردية وقوى سياسية كردستانية إيرانية في مدنٍ ألمانية: كولن 24/9/2022م، بريمن و هامبورغ 26/9/2022م، هانوفر يومي 25/9-1/10/2022م، وفي سويسرا بتاريخ 15/10/2022م؛ حيث أبدت تلك النشاطات تضامنها مع الكُـرد والإيرانيين.

كما طالب هفكاري أحزاب كردستانية في ألمانيا بدعم التظاهرات وتحقيق مطالبهم العادلة.

* جريدة الوحـدة – العدد /339/- 01 تشرين الثاني 2022م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى