عفرين تحت الاحتلال (217): قرية “قوتا”- سرقات وأتاوى، نهب موسم الزيتون، اعتقالات تعسفية، قطع أشجار الزيتون وحرائق في غابة حراجية
تتعامل ميليشيات – الائتلاف السوري الإخواني الموالية لتركيا مع أملاك أهالي منطقة عفرين وكأنها هي الأصل في الانتفاع منها، حيث تُجبر أصحابها على إثبات ملكياتهم، ومن لا يتمكن من ذلك أو كان غائباً تدخل ممتلكاته في حكم غنائم الحرب؛ رغم أنّ الميليشيات أتت من خارج المنطقة بكامل قوامها، بل وتُبيح سرقة ما تبقى بيد الأهالي وتفرض الأتاوى عليها بمختلف السُبل والحيل… لصوصية وسلب ونهب، جرائم موصوفة بامتياز.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “قوتا/قوطان- Qota“:
تتبع ناحية بلبل وتبعد عن مركزها بـ/22/كم، مؤلفة من حوالي /150/ منزلاً، وكان فيها حوالي /800/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جمعيهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /120 عائلة = 450 نسمة/ والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /30 عائلة = 200 نسمة/ من المستقدمين فيها. وقد تعرّضت القرية لقصف الجيش التركي أثناء الحرب فأدى إلى تدمير منزل “عبد القادر قاضي” بشكلٍ كامل ومنزلين بشكلٍ جزئي وأصيب مبنى المدرسة بأضرار.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة السلطان مراد” التي تتخذ من منزل المواطن “حنان قَلَهَ” في مفرق القرية كمقرّ وحاجز عسكري، ومن منزل المرحوم “عبدو جعفر” مقرّاً لهيئتها الاقتصادية؛ وقد سرقت بُعيد اجتياحها للقرية معظم محتويات المنازل من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وتجهيزات الطاقة الكهرضوئية وغيرها، و/5/ مجموعات توليد كهربائية التي كلّ واحدة منها كانت تغذي مجموعة من المنازل، وسيارة قلاّب لـ”أصلان عنو” وسيارة بك آب كيا لـ”شيخ بريم خليل” وجرارين زراعيين لـ”وليد بكر إبراهيم، محمد مصطفى”، ومحوّلة وكوابل شبكة الكهرباء العامة، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي، وقسم من تجهيزات محطة مياه الشرب للقرية (مضخات، بطاريات، كوابل، لوحات…) مرتين.
وتستولي الفرقة على أكثر من /3/ آلاف شجرة زيتون لغائبين من أهالي القرية، منها (300 لـ”محمد بكر إبراهيم”، 500 لـ”بكر بكر”)، وتفرض إتاوة 50% على انتاج حقول أخرى للغائبين وإتاوة 10% على انتاج حقول المتواجدين.
وقامت بقطع أشجار السنديان والصنوبريات في محيط القرية، خاصةً تلك الواقعة بين قريتي “قوتا، بيباكا” على مساحة تُقدر بأكثر من /2/ هكتار.
هذا، وتعرّض المتواجدون من الأهالي لمختلف صنوف الانتهاكات، من اختطاف واعتقال تعسفي وتعذيب وإهانات وابتزاز مادي، من بينها مداهمة ورشة خياطة في القرية بتاريخ 22/12/2021م وضرب وإهانة حوالي /50/ شخصاً متواجدين فيها، وآخر دفعة من المعتقلين كانت بتاريخ 20/9/2022م، حيث أُفرج عن أربعة وبقي الخامس قيد الاحتجاز التعسفي.
= موسم الزيتون:
للموسم الخامس على التوالي منذ احتلال عفرين في آذار 2018م من قبل تركيا ومرتزقتها، تمارس الميليشيات والسلطات وتتخذ نفس السلوك والإجراءات لنهب أكبر قدرٍ من انتاج الزيتون الذي يُشكل مصدر الرزق الرئيسي لأهالي المنطقة، الأمر الذي يشكل جريمة الحرب.
السرقات تطال حقول الزيتون رغم عدم نضوجها بَعد، أمام أعين الاستخبارات التركية والمجالس المحلية، عدا سلب انتاج مئات آلاف أشجار الزيتون المستولى عليها أو الأتاوى المفروضة على انتاج ما يقارب /15/ مليون شجرة (50% من أملاك الغائبين و 5-20% من أملاك المتواجدين)، دون أن يتمكن أحداً من منع ذلك أو يرفض دفع الأتاوى، بل ويتعرض بعضهم للضرب والتهديد والإهانات، مثل:
– سرقة ثمار حوالي /150/ شجرة زيتون في قرية “بازيا” عائدة للمواطن “يوسف قادر/عائلة كوم فيلك Kumvêlik /60/ عاماً” المقيم في جنديرس، بتاريخ 27/9/2022م، من قبل ميليشيات “لواء سمرقند”، فأصيب المسن بجلطة أُدخل على إثرها العناية المشددة ليومين.
– تكرار سرقة ثمار الزيتون من حقلٍ جنوبي جنديرس- سيطرة “فيلق الشام”- عائد للمواطن “عبد الرحمن مراد أحمد /73/ عاماً” من قبل مستقدمين مسّلحين مقيمين في خيم قرب الحقل، وبتاريخ 19/9/2022م لدى اعتراضه على ذلك تعرّض للضرب المبرح على أياديهم.
علاوةً على ذلك، أصدرت ما تسمى بـ”غرفة زراعة غصن الزيتون” قرارين بتاريخ 25/9/2022م، الأول يُلزم تجديد رخص معاصر الزيتون لعام 2022م ويفرض رسم /250/ دولار على كلّ معصرة و /800/ دولار عن المعصرة التي ستُشغل لأول مرّة، والثاني يُلزم تجديد رخص تجّار زيت الزيتون لعام 2022م ويفرض رسم /350/ دولار على كلّ تاجر مع حصر البيع لصالح شركة (Tarim Kredi)- تعاونيات الائتمان الزراعي التركية التي تحدد أسعار متدنية للزيت.
وفي ناحية بلبل بعد اختفاء المدعو “أبو عثمان- الحديدي” المنحدر من ريف حلب الشمال شرقي ومتزعم اقتصادية ميليشيات “فرقة السلطان مراد” السابق مع بعض عناصره أواسط شهر أيلول الماضي، لا تعترف “اقتصادية” الفرقة ومتزعمها الجديد المدعو “أبو وليد العزة” بالاتفاقات التي أبرمها “أبو عثمان” بالتوكيل أو الضمان لقسمٍ من حقول الزيتون المستولى عليها (حوالي 45 ألف شجرة إجمالاً) من أملاك قرى “كَريه، عشونة، زفنكيه، قوتا، خليلاكا، بيباكا، عبلا، كوتانا، قاشا، قُرتا، كرزيليه ݘيه”، وتُعيد الاستحواذ عليها بالكامل دون حفظ حقوق من دخل في تلك الاتفاقات.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 20/9/2022م، اعتقال المواطنين “أحمد رشيد مصطفى /70/ عاماً، عبد القادر شعبان سيدو /24/ عاماً، مصطفى منان سيدو /60/ عاماً ونجله حمزة /27/ عاماً، أصلان شعبان سيدو /31/ عاماً” من أهالي قرية “قوتا/قوطان” من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات الشرطة في بلبل، بتُهم المشاركة في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنهم في اليوم التالي بعد فرض /150/ دولار غرامة مالية على كلّ واحدٍ منهم، ما عدا “أصلان” فلا يزال قيد الاحتجاز التعسفي.
– منذ أسبوعين، اعتقال المواطنين “عمر محمد شعبان /45/ عاماً، محمد نشأت مصطفى /47/ عاماً، عارف محمد ده دو /45/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا”، من قبل ميليشيات “شرطة راجو”، بتُهم المشاركة في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وإطلاق سراحهم بعد احتجاز يوم وفرض غرامات مالية عليهم.
= قطع أشجار الزيتون وحرائق الغابات:
– مؤخراً، قامت ميليشيات “لواء الوقاص” بقطع حوالي /180/ شجرة زيتون معمّرة بالكامل، بموقع “بيرقدار”- بلدة كفرصفرة، عائدة للمُهجَّر قسراً “بحري جمعة كدرو”، وبقلع الجذوع من الأرض بالباكر وفلاحة الأرض بحيث لم يبقَ لها أثراً، حيث تم نقل الحطب الذي سعر الطن الواحد منه حوالي /140/ دولاراً كحد أدنى.
– خلال يومي 24-25/9/2022م، أُضرمت نيران في غابات حراجية قرب قرية “كاخره/ياخور”- مابتا/معبطلي، فأحرقت مساحات واسعة، وقد أكّد “الدفاع المدني في عفرين” أن فرقه أخمدت تلك الحرائق بصعوبة، ووفق الصور التي نشرها يتبين بوضوح القطع الواسع للأشجار الحراجية من قبل الميليشيات سابقاً، حيث باتت بقايا الأشجار المقطوعة مادة هشة سريعة الاشتعال.
إن إباحة ممتلكات منطقة عفرين الكردية السورية العامّة والخاصّة والإفساد فيها وإبادة بيئتها جرت ولاتزال على نحوٍ ممنهج وبناءً على توجيهات الاستخبارات التركية وتسهيلاتها، وتماشياً مع فتاوى المجلس الإسلامي السوري- استنبول.
01/10/2022م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– منزل متضرر نتيجة قصف الجيش التركي لقرية “قوتا”- بلبل في شباط 2018م.
– مدرسة قرية “قوتا” التي أصيبت بأضرار جزئية.
– قراري ما تسمى بـ”غرفة زراعة غصن الزيتون” /54/ و /55/ تاريخ 25/9/2022م بخصوص ترخيص المعاصر وتجّار الزيت.
– المدعو “أبو عثمان- الحديدي” المختفي والمسؤول السابق لـ”اقتصادية فرقة السلطان مراد” في ناحية بلبل.
– المدعو “أبو وليد العزة”- المسؤول الجديد لـ”اقتصادية فرقة السلطان مراد” في ناحية بلبل.
– حرائق غابة حراجية قرب قرية “كاخريه/ياخور”- مابتا/معبطلي، 24-25/9/2022م.
——————–
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: