عفرين تحت الاحتلال (216): قرية “تلف”- تهجير واسع، تفجير دراجة، حرق غابات، إتاوة موسمية، سرقة ثمار الزيتون قبل أوانها
جدد الرئيس التركي أردوغان في خطابه أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة مطالبته المجتمع الدولي بدعم مشاريعه لبناء “تجمعات سكنية” في شمالي سوريا، تحت غطاءٍ “إنساني” وكـ”حلّ” لمشكلة اللاجئين، في الوقت الذي باتت فيه سياساته العدائية الممنهجة ضد وجود الكُـرد في سوريا ودورهم مفضوحةً، حيث تم بناء العديد من التجمعات والقرى النموذجية الاستيطانية للمستقدمين في منطقة عفرين، بغية ترسيخ التغيير الديموغرافي الواسع الذي طالها بعد التهجير القسري لأكثر من /200/ ألف نسمة من سكّانها الكُـرد الأصليين في آذار 2018م، وتوطين ما يقارب /500/ ألف نسمة من مسلّحي ومستقدمي محافظات سورية أخرى فيها، الذين استولوا على ما يقارب 60% من ممتلكات الأهالي.
فيما يلي انتهاكات وجرائم مختلفة:
= قرية “تلف- Tilifê“:
تتبع ناحية مدينة عفرين وتبعد عن مركزها بـ/10/ كم، مؤلفة من حوالي /50/ منزلاً، وكان فيها حوالي /350/ نسمة سكّان كُـرد أصليين، جميعهم نزحوا إبّان العدوان على المنطقة، وعاد منهم حوالي /19 عائلة = 60 نسمة/، والبعض لازال مقيماً في عفرين نظراً لرفض المسلّحين تسليم منازلهم، والبقية هُجِّروا قسراً، وتم توطين حوالي /70 عائلة = 425 نسمة/ من المستقدمين فيها وفي خيمٍ منصوبة بقربها. ونتيجة القصف أثناء الحرب تضررت /5/ منازل بشكلٍ جزئي.
تُسيطر على القرية ميليشيات “فرقة الحمزات” التي تتخذ أحد المنازل مقرّاً عسكرياً، كما اتخذ الجيش والاستخبارات التركية /15/ منزلاً كقاعدة عسكرية، إلى أن أخلاها في نيسان 2022م؛ وقد سرقت الميليشيات بُعيد اجتياح القرية محتويات المنازل من المؤن والأواني النحاسية وأسطوانات الغاز والأدوات والتجهيزات الكهربائية وغيرها، إلى أن عفش مستحلي المنازل المستولى عليها كامل محتوياتها؛ وكذلك سرقت /3/ سيارات لـ”عماد زينل، حميد حنان، رفعت نعسان”، وجرار زراعي وسيارة لـ”خوشناف حنان” الذي استعادهما بعد دفع إتاوة مالية، ومجموعة توليد كهربائية (أمبيرات) للقرية، وكوابل شبكة الكهرباء العامة وقسمٍ من أعمدتها وكوابل التوتر العالي للخط الرئيسي، وكوابل وأعمدة شبكة الهاتف الأرضي، وكامل آلات معصرة زيتون لـ”زهير علي” مع إسكان مستقدمين في مبناها بالإضافة إلى تجهيزات وآلات لصناعة المعاصر عائدة له؛ كما قامت شركة الكهرباء التركية بفك ونقل محوّلة شبكة الكهرباء.
واستولت “الحمزات” على منشأتين لتربية الدواجن عائدتين لـ”مصطفى خليل، عبد الرحمن زينل”، حيث تهدمت منشأة “مصطفى خليل” نتيجة توسيع القاعدة العسكرية التركية. وتفرض إتاوة 50% على انتاج الزيتون من أملاك الغائبين، و10% على انتاج أملاك المتبقين، عدا عن السرقات التي تطال مختلف المواسم ولمختلف الممتلكات (غطاسات، بخاخات وخراطيم الري، لواقط النت، بطاريات الآليات، أغنام، لوالب فتحات قنوات الري العامة…)، علاوةً على الرعي الجائر لحوالي /1500/ رأس ماشية بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية، دون أن يجرؤ أحداً على الاعتراض أو الشكوى.
وقامت بحفر موقع “النبعة” غربي القرية، وضمن حقل زيتون شمالي القرية قرب طريق عفرين – جنديرس العام، بحثاً عن الآثار والكنوز الدفينة وسرقتها. وكذلك تم تخريب أكثر من سبعة أضرحة في مقبرة القرية، إحداها للشهيد كمال حنان (أبو شيار) وأخرى للراحل شوكت نعسان أحد مؤسسي أول تنظيمٍ سياسي كردي في سوريا.
هذا، وتعرّض المتبقون من أهالي القرية في المنطقة لانتهاكات عديدة؛ كما استشهد المواطن “زهير عبد الرحمن محمد /٣٦/ عاماً” من أبناء القرية بعد يومين من الإصابات التي طالته، بتاريخ 24/8/2022م، نتيجة قصف طائرة مسيّرة تركية لمركز بلدة تل رفعت- ريف حلب الشمالي وجهة نزوحه.
وتوفي المواطن “محمد حسن وقاص– مواليد 1958 أعزاز” من المكوّن العربي وسكّان قرية “تلف”، في 10 أيلول 2019، نتيجة اصابته بجلطة دماغية- يرجح أنه تعرض للتعذيب- بعد الافراج عنه وعن زوجته بحوالي أسبوعين من اعتقالهما مع نجليهما عز الدين و أحمد، أواسط تموز 2019، حيث سُرقت سيارته أيضاً.
وقد دفنت “الحمزات” بشكلٍ عشوائي جثامين ثلاثة من مقاتلي وحدات حماية الشعب YPG استشهدوا أثناء المعارك، قرب مقبرة القرية، بُعيد اجتياحها.
وفي إطار حركة دينية نشطة ومتشددة تشهدها المنطقة، تم بناء مسجد جديد على أرض البيادر في القرية، رغم اعتراض الأهالي على اختيار الموقع.
= فوضى وفلتان:
صبيحة الخميس 22/9/2022م، انفجرت دراجة نارية مفخخة في شارع راجو وسط مدينة عفرين، أدى إلى وقوع أضرار مادية بالسيارات والمحلات والمباني المجاورة، وضحايا (قتيل وخمسة جرحى) – حسب الدفاع المدني.
= حرائق الغابات:
أكّد “الدفاع المدني في عفرين” على أنّ فرقه، بتاريخ 22/9/2022م، قد أخمدت حرائق أُضرمت في غابات حراجية بقرية “هيكجه”- جنديرس و “كاخريه/ياخو”- مابتا/معبطلي، حيث يتبين في الصورة المنشورة القطع السابق للأشجار الحراجية.
= انتهاكات أخرى:
– بتاريخ 18/9/2022م، قامت اللجنة المعيّنة من قبل سلطات الاحتلال والمسؤولة عن قرية “برج عبدالو”- شيروا، بتحصيل حوالي /1650/ دولار أمريكي لصالح المدعو “ثائر أبو أحمد” متزعم ميليشيات “فرقة الحمزات” في القرية كإتاوة نهاية موسم الصيف، بمعدل /30/ دولار عن العائلة الواحدة.
– قبل حلول الموسم، ورغم أنّ الثمار غير ناضجة، أقدمت ميليشيات “لواء صقور الشمال” مؤخراً على قطاف وسرقة انتاج /100/ شجرة زيتون عائدة لـ”عزت محمد كرو” من أهالي قرية “بيليه”- بلبل والمتواجد فيها؛ كما قامت بقطع جائر لحوالي /15/ شجرة زيتون عائدة لـ”محمد يوسف، باهوز يوسف، محمد حسن رشيد” من ذات القرية وبجوار الحاجز المسلّح في مفرق القرية بغية التحطيب، حيث المسؤول عنها هناك يدعى “أبو الليل” المنحدر من ريف حمص.
إنّ مشاريع أردوغان الاستيطانية تفرض تغيرات على الهندسة الديموغرافية لسوريا وتخلق مخاطر عديدة على بنية ومستقبل المجتمع السوري الذي يتألف من مكونات إثنية ودينية ومذهبية مختلفة، وتفتح باب الفتنة بينها، علاوةً على تفاقم الأزمة الإنسانية بدلاً من إيجاد حلولٍ واقعية وسليمة لها.
24/09/2022م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– آثار القصف العشوائي لقرية “تلف” أثناء العدوان على المنطقة.
– سرقة كوابل ومحوّلة شبكة الكهرباء العامة من قبل ميليشيات “فرقة الحمزات” وشركة الكهرباء التركية.
– آثار سرقة ثمار الزيتون من حقول قرية “تلف”.
– سرقة لوالب فتحات قنوات الري العامة في سهول قرية “تلف”.
– الرعي الجائر لقطعان المواشي بين حقول الزيتون والأراضي الزراعية في قرية “تلف”.
– ضريح الشهيد كمال حنان قبل وبعد التخريب، قرية “تلف”.
– الشهيد زهير عبد الرحمن محمد.
– المغدور محمد حسن وقاص.
– تفجير دراجة نارية في شارع راجو وسط مدينة عفرين، 22 أيلول 2022م.
– حريق في غابة حراجية بقرية “هيكجه”- جنديرس.
————————-
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: