اعتداءات وتهديدات تركية مستمرّة… مطامع في احتلال المزيد من شمالي سوريا
جريدة الوحـدة*
منذ أواخر 2019م بعد انتهاء ما سمي بـ»عملية نبع السلام» وفق مذكرتي تفاهم وقعتها تركيا مع كلٍ من أمريكا وروسيا، واحتلالها لكامل المنطقة بين «كري سبي/تل أبيض» و «سري كانيه/رأس العين» بمحاذاة الحدود التركية وبعمق /30/ كم، لم تتوقف هجمات الجيش التركي والميليشيات السورية الموالية له على مناطق الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية جنوباً، لاسيما على بلدتي «عين عيسى» و»تل تمر» وريفهما، وعلى غيرهما من بلدات وقرى شمالي الجزيرة، بالإضافة إلى العمليات التي تنفذها المسيّرات التركية بين حينٍ وآخر، رغم أن القوات الروسية والتركية أجرت دوريات مشتركة عدة على طول الحدود الشمالية لسوريا- شرق الفرات منذ بدء الهدنة؛ كما لم تتوقف الاعتداءات التركية على ريف منبج و»منطقة الشهباء وقرى في جبل ليلون- شمال حلب» المكتظة بالمُهجّرين منذ أواسط 2018م بعد احتلال عفرين.
لاتزال الحملات الإعلامية والسياسية والتهديدات والحرب النفسية مستمرّةٌ ضد الكُـرد وحضورهم وإدارتهم الذاتية بمؤسساتها المختلفة من قبل تركيا وأعوانها من الائتلاف السوري – الإخواني والميليشيات المرتزقة.
إعلان عملية جديدة
أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الاثنين 23 أيار 2022م، أن بلاده ستبدأ عمليات عسكرية جديدة لاستكمال خطواتها لإنشاء «منطقة آمنة بعمق 30 كم» على طول الحدود بين تركيا وسوريا ولرد «الهجمات التي تهدد أمن تركيا القومي». وقد وافق مجلس «الأمن القومي التركي» على خططه في الاجتماع الذي عقده يوم الخميس 26 أيار 2022م.
ثم تتالت ولا تزال تصريحات أردوغان وطاقم حكمه حول العملية المزعومة، إذ أكّد أنّ تركيا ستشن حرباً «ذات ليلة»، وطالب قادة العالم أن لا يزعجهم أحد في ردعها. وأوضح أن العملية تستهدف مدينتي «منبج وتل رفعت» شمال حلب- غربي الفرات، اللتان تقعان تحت النفوذ الروسي. فيما الإعلام المقرّب من الحكومة التركية تنشر تقارير عن حتمية تنفيذ تلك العملية.
ولكن يبدو أن الظروف المحلية والإقليمية والدولية هذه المرّة مختلفة، هناك رفض وممانعة من جهات عديدة!
إيران ترد
أعلنت الخارجية الإيرانية معارضة طهران لأي عملية تركية، وقال المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، في 28 أيار، إنّ «طهران تعارض أي نوع من الإجراءات العسكرية واستخدام القوة في أراضي الدول الأخرى بهدف فض النزاعات»؛ معتبراً أن أي هجوم «سيؤدي إلى مزيد من التعقيد والتصعيد». خاصةً وأنّ مدينة تل رفعت تقع على مسافة قريبة من مدينتي «نبل والزهراء» اللتين أهاليهما ينتمون إلى الطائفة الشيعية، وتتمركز فيهما قوات موالية لإيران.
ولكن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، أثناء زيارته إلى أنقرة في 27/6/2022م، في موقفٍ ملتبس، قال إن بلاده «تتفهم» ضرورة تنفيذ تركيا عملية عسكرية جديدة.
سوريا ترفض
وبعد يومين من إعلان أردوغان، قالت الخارجية السورية في رسالةٍ وجهتها إلى كل من الأمين العام للأمم المتحدة ورئيس مجلس الأمن: إنّ العدوان والاحتلال والتطهير الديموغرافي هو التوصيف القانوني والواقعي الوحيد الذي ينطبق على الوجود التركي غير الشرعي في الأراضي السورية… إن ما يقوم به النظام التركي لإنشاء ما يسمى «منطقة آمنة» على الأراضي السورية هو عمل من أعمال العدوان وهو نشاط استعماري.
وشددت الخارجية على أن أي إجراءات أو أنشطة مارستها أو تمارسها حكومة النظام التركي على الأراضي السورية وفي مقدمتها تطبيقها لسياسة التطهير العرقي في الأراضي السورية المحتلّة هي أفعال غير شرعية ولاغية ولا ترتب أي أثر قانوني أو واقعي، بل وترقى إلى توصيفها بجرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية، كونها قائمة على العدوان والاحتلال وعلى ممارسات التطهير العرقي والاجتماعي وعلى طرد السكان الأصليين وتهجيرهم من بيوتهم ومناطقهم وعلى الاستيلاء على ممتلكاتهم وبيوتهم وأراضيهم وعلى تهديد حياتهم ومستقبلهم.
ومن جهته حذّر البرلمان السوري في بيان يوم 13/6/2022م من التهديدات التركية، وأضاف أنَّ «النظام التركي يهدف من وراء هذا الاحتلال إلى إحياء أوهام المنطقة الآمنة للقيام بتهجير جديد وإجلاء قسري لسكّان المنطقة وإحداث تغيير ديمغرافي فيها وخلق واقع جديد يهدد السلم والأمن الإقليمي والدوليّ».
أمريكا قلقة
جاء التهديد التركي في الوقت الذي تصب فيه الدول الغربية بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية جهودها في مواجهة روسيا التي شنت حرباً على أوكرانيا منذ 24 شباط الماضي، والتي تشد أنظار العالم. كما أنه يتزامن مع معارضة أنقرة لانضمام السويد وفنلندا إلى حلف الناتو، والاشتراطات التي تضعها من أجل إتمام هذه الخطوة.
بعد يومٍ من الإعلان، الثلاثاء 24/5/2022، حذّرت واشنطن تركيا من شن أي عملية عسكرية جديدة في شمال سوريا، مؤكدة أن من شأن مثل هكذا تصعيد أن يعرّض أرواح العسكريين الأميركيين المنتشرين في المنطقة للخطر؛ إذ قال المتحدث باسم الخارجية الأميركية، نيد برايس، للصحفيين إنّ الولايات المتحدة «قلقة للغاية» إزاء هذا الإعلان، وأضاف: «نُدين أي تصعيد، ونؤيّد الإبقاء على خطوط وقف إطلاق النار الراهنة»، داعياً تركيا للالتزام بالبيان المشترك الصادر في أكتوبر (تشرين الأول) 2019.
كما حذّر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، خلال مؤتمر صحفي مشترك مع الأمين العام للناتو ينس ستولتنبرغ، في 2 حزيران، تركيا من تنفيذ هجوم عسكري في سوريا قائلاً إنه «سيعرّض المنطقة للخطر»، مضيفاً «القلق الكبير الذي يساورنا هو أن أي هجوم جديد من شأنه أن يقوض الاستقرار الإقليمي وأن يوفر للأطراف الفاعلة الخبيثة إمكانية لاستغلال عدم الاستقرار».
وبالتزامن، في 1 حزيران، حذّرت وزارة الدفاع الأمريكية «البنتاغون» من أن تداعيات هذه العملية ستكون خطيرة، وذكر مسؤول في الوزارة إن «واشنطن ستواصل دعم قوات سوريا الديمقراطية وتقدر دورها في الحرب ضد تنظيم داعش الإرهابي»، وأضاف إن «البيت الأبيض لا يستبعد فرض الكونغرس عقوبات على تركيا إذا أقدمت على عمل عسكري في الشمال السوري»، مشيراً إلى أن «إدارة الرئيس الأميركي، جو بايدن، أبلغت تركيا بأن أي توسّع عسكري تركي سيؤدي لتداعيات خطيرة على العلاقات الثنائية ومصالح المواطنين الكرد الأبرياء».
ومن جهتها، بتاريخ 2 حزيران- نهاية زيارتها لتركيا، في حديثٍ مع نائب وزير الخارجية التركي سادات أونال، عبّرت السفيرة الأمريكية إلى الأمم المتحدة توماس غرينفيلد عن «معارضة بلادها للعمليات العسكرية المتجددة في شمال سوريا والتي قد تؤدي إلى المزيد من التهجير وتهدد بزعزعة استقرار الوضع الميداني الهش أصلاً وتقويض جهود التحالف الدولي الرامية إلى هزيمة تنظيم داعش»، وأكدت على أهمية معالجة «المصالح الأمنية التركية» من خلال الدبلوماسية والحوار.
فيما تحدث نائب مساعد وزير الخارجية الأمريكي إيثان غولدريتش، بتاريخ 8 حزيران، مع قيادة قوات سوريا الديمقراطية، للتأكيد على أهمية الالتزام بوقف إطلاق النار واتخاذ إجراءات لخفض التصعيد والحفاظ على الاستقرار في شمال شرق سوريا، وأن الولايات المتحدة بالشراكة مع قوات سوريا الديمقراطية تبقى ملتزمة بضمان الهزيمة الدائمة لداعش.
هذا، وتعددت تصريحات المشرّعين والمسؤولين الأمريكيين، في رفض العملية التركية المحتملة.
الأمم المتحدة
أكدت الأمم المتحدة تمسكها بموقفها المدافع عن سلامة ووحدة أراضي سوريا، جاء ذلك على لسان الناطق باسمها، ستيفان دوجاريك ردّاً على أسئلةٍ خلال المؤتمر الصحفي اليومي من المقرّ الدائم بنيويورك في 24 أيار 2022م، وشدّد على أن «سوريا لا تحتاج إلى المزيد من العمليات العسكرية من أي جهة. ما تحتاج إليه سوريا هو حلّ سياسي، ما تحتاج إليه سوريا هو المزيد من المساعدات الإنسانية. هذان هما الأمران اللذان نعمل عليهما.»
الاتحاد الأوربي
وقال المتحدث باسم الاتحاد الأوروبي، لويس ميغيل بوين، في تصريحاتٍ بتاريخ 15 حزيران، إن التكتل يحث على ضبط النفس بخصوص العملية العسكرية التركية المحتملة في شمال سوريا. إذ ينبغي معالجة مخاوف تركيا الأمنية عبر الوسائل السياسية والدبلوماسية، وليس بالعمل العسكري.
إيطاليا
وحذرت إيطاليا من «تداعيات سلبية» للعملية العسكرية التركية المحتملة، إذ قالت نائبة وزير الخارجية والتعاون الدولي بالخارجية الإيطالية، مارينا سيريني، في إفادةٍ بتاريخ 14 حزيران، إن أردوغان أعلن أن عملية عسكرية جديدة في شمالي سوريا ستنطلق قريباً، وهو ما يعزز احتمال حدوث المزيد من التداعيات السلبية على الاستقرار الإقليمي والحملة العسكرية ضد تنظيم «داعش» الإرهابي.
روسيا
قالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا في بيان، بتاريخ 2 حزيران 2022م، «نأمل أن توقف أنقرة أي تحركات قد تؤدي إلى تدهور خطير في الوضع المعقد بعض الشيء في سوريا»، مشيرةً إلى أن «عدم موافقة الحكومة الشرعية للجمهورية العربية السورية، سيشكل انتهاكاً مباشراً لسيادة ووحدة أراضي سوريا وسيؤدي إلى تصعيد جديد للتوتر في هذا البلد».
وشدد مبعوث الرئيس الروسي إلى سوريا ألكسندر لافرنتييف في تصريحاتٍ على هامش محادثات «أستانه 18» بتاريخ 15 حزيران 2022م على أن بلاده لن تغض الطرف عن العملية العسكرية الجديدة التي تنوي تركيا تنفيذها شمالي سورية، مقابل موقف أنقرة من انضمام فنلندا والسويد للناتو، واعتبر أن العملية «عملٌ غير حكيم، لأنها قد تتسبب في تصعيد الوضع وزعزعة الاستقرار».
وأكّد أن موسكو حاولت إقناع أنقرة، بإلغاء خطط العملية، وأضاف بأنه «يتعين حلّ الأمر عبر وسائل سلمية دون اللجوء إلى العنف، لأن ذلك قد يؤدي إلى تصعيد».
من جهة أخرى، عكست المباحثات التي جرت بين وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو ونظيره الروسي سيرغي لافروف في أنقرة، الأربعاء 8/6/2022م، تباعداً في مواقف بلديهما بشأن الملف السوري والعملية العسكرية التركية المحتملة؛ ولم يقدم لافروف وعوداً بتأييد العملية العسكرية المزمعة، بل تمسك بموقف بلاده في التحذير من أي عملية عسكرية تركية جديدة في شمال سوريا.
«قسد» تستعد
من جهتها تأخذ قوات سوريا الديمقراطية التهديدات التركية على محمل الجد، حيث نددت «الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا» في بيان لها بتاريخ 29 أيار 2022م التهديدات التركية، وأن لهذه السياسة «تداعيات خطيرة في مسألة التطهير العرقي وخلق صراع طويل الأمد بين مكونات المنطقة، ما يهدد مستقبلها»، وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك وأن تقوم بمسؤولياتها حيال الانتهاكات والممارسات التركية، مع ضرورة وجود قوات أممية تردع تركيا عن استفزازاتها.
«مسد» و «قسد» والإدارة الذاتية
أكّد الاجتماع المشترك لقيادات مجلس سوريا الديمقراطية «مسد» وقوات سوريا الديمقراطية «قسد» والإدارة الذاتية لشمال وشرقي سوريا، عبر بلاغ صادر في 12/6/2022م، على أن «أي عملية عسكرية من جانب تركيا هي عملية مدانة بكل أشكالها»، وهي «تستهدف قضم أجزاء أخرى من الأراضي السورية واحتلالها»، وستتسبب «بحدوث كارثة إنسانية أخرى»، وحذّر من أنها «ستقوض قدرات قسد على الاستمرار بحملاتها في مكافحة الإرهاب»، وستؤدي إلى «إجهاض كل المساعي والمبادرات الرامية للتوصل إلى حلّ سياسي وفق القرارات والمرجعيات الأممية ذات الصلة».
كما ركّز الاجتماع على «أهمية الجهود الدبلوماسية وثبات المواقف الدولية في منع أي تدخل تركي آخر وعدم التسبب بإضاعة فرص السلام وتعزيز الاستقرار في المناطق التي تحررت من داعش».
ودعا الأهالي والسكّان في شمال وشرقي سوريا للتكاتف والصمود في مواجهة المشاريع التي تستهدف أمنهم ومستقبلهم.
واعتبر الاجتماع التهديدات التركية خطراً كبيراً لابد من أن تتعاون جميع القوى السورية والسوريين بما فيها الجيش السوري لأجل الوقوف صفاً واحداً في مواجهتها.
أحزاب في إقليم الفرات ترفض
أكّدت «أحزاب مجلس سوريا الديمقراطية» في إقليم الفرات في بيان لها بتاريخ 28/5/2022م، على أن تركيا تستغل قضية اللاجئين ومسألة انضمام دول أوربية في حلف الناتو، لتمرير سياستها الخارجية وتوطين نازحين وجهاديين في مناطق شمال شرقي سوريا بهدف إحداث تغيير ديمغرافي وتطهير عرقي بحق شعوبها.
وطالبت الأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية والإنسانية والدول الضامنة للاتفاقيات مع تركيا للعمل على وقف الهجمات التركية ومنع إقامة «المنطقة الآمنة» المزعومة؛ وإيجاد حلٍّ للأزمة السورية وفق القرارات الأممية وعلى قاعدة الحوار السوري السوري.
مطالبة بالتراجع
قالت «قوى وطنية وشخصيات سورية عامة/سليمان الكفيري، سميرة المسالمة، تيار مواطنة- نواة وطن، راتب شعبو، موفق نيربية، حبيب إبراهيم و فرج بيرقدار وغيرهم» في بيانٍ منشور بتاريخ 16/6/2022م: يتهدّد بلادنا الآن خطر داهم قد ينهيها ويجعل لملمتها حلماً صعباً وربّما مستحيلاً، إذا نفذت الحكومة التركية تهديداتها، وشنّت عمليتها العسكرية أو حربها الخامسة في الشمال لاستكمال ما تسمّيه «المنطقة الآمنة»… لا نرى في محاولات قرع طبول الحرب وحلّ المسألة من خلال العنف وبواسطته إلّا مفاقمة وتأسيساً لحالة عداء لا يريدها السوريون والسوريات بكلّ انتماءاتهم.
وطالبت الحكومة التركية بالتراجع عن طريق الحرب والخراب، وناشدت «الأمم المتحدة والتحالف الدولي لمحاربة الإرهاب والاتّحاد الأوروبي» للقيام بكلّ ما من شأنه منع الكارثة المحدقة بالبلاد.
ألمانيا تحذر
حذّرت الحكومة الألمانية تركيا مجدداً، يوم20 تموز 2022م، من شن هجوم عسكري في شمالي سوريا؛ إذ عبّرت وزارة الخارجية عن معارضتها لشن تركيا أي عملية عسكرية، وقال المتحدث باسمها: «من وجهة نظرنا فإن مثل هذا التصرف لن يؤدي إلى تفاقم الوضع الصعب بالفعل بالنسبة للناس هناك فحسب، بل إنه سيؤدي أيضا إلى استعادة تنظيم داعش الإرهابي لقوته».
قمة طهران
بعد أن أفضت اجتماعات أستانه «18» في 15-16/6/2022م إلى بيان ختامي فضفاض، دون عقد صفقات، جاءت قمة طهران التي عُقدت في 19/7/2022م بين الرؤساء الثلاثة بوتين وأردوغان ورئيسي دون أن تحقق تركيا مطلبها في شن عملية عسكرية جديدة شمالي سوريا؛ إذ قال المرشد الأعلى علي خامنئي لدى استقباله أردوغان قبيل القمة، إن توجيه ضربة عسكرية لشمال سورية، من شأنه أن يزعزع استقرار المنطقة، وستلحق الضرر بتركيا والمنطقة برمتها، وستفيد الإرهابيين.
بينما أكّد بوتين على «ضرورة عودة جميع المناطق إلى سيادة سوريا»، وحذّر رئيسي من «وجود خطوات تتضارب مع السيادة السورية».
ميدانياً
كثّف الجيش التركي والميليشيات الموالية له قصفه على محاور تواجد قوات «قسد» والإدارة الذاتية ومن طلعات الطائرات المسيّرة، ومن عمليات تحضير وتحشيد قواتها لتنفيذ تلك العملية المزعومة، بالترافق مع ضغط إعلامي في محاولةٍ لإرباك «قسد» والإدارة وزعزعة أوضاع مناطقها.
وفي المقابل، رفعت «قسد» من جاهزيتها القتالية، وعزز الجيش السوري من تواجد قواته في خطوط التماس مع ما تسمى بـ»مناطق درع الفرات و غصن الزيتون»، وتقومان بالرد على مصادر النيران واستهداف مواقع المعتدين.
بعد قمة طهران خاصةً تعددت الرسائل المتبادلة، إذ وقعت هجمات عديدة على طرفي الجبهات، الجيش التركي والميليشيات من جهة، الجيش السوري وقوات «قسد» من جهةٍ أخرى.
عموماً المواقف الدولية، بما فيها ما بدر من ضامني وقف إطلاق النار (أمريكا وروسيا)، لا تطمئن قوات سوريا الديمقراطية والإدارة الذاتية، فهما تدركان أن تركيا تستغل ضعف تلك المواقف إن لم نقل الصمت الدولي، في مواصلة هجماتها وإعلان عمليات عسكرية واسعة النطاق وقضم المزيد من الأراضي السورية وتعزيز نفوذها والاستمرار في ارتكاب الجرائم وتوسيع التغيير الديموغرافي في المناطق الكردية المحتلة.
* جريدة الوحـدة – العدد /338/- 05 آب 2022م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).