القسم العامبيانات و تصريحات

لهيب الأزمة السورية لا يزال مستعراً، ودوامة العنف والكراهية مستمرّة

بلاغ صادر عن اجتماع الهيئة القيادية لحزب "الوحـدة" الكردي

بتاريخ 13/4/2022م، أنهت الهيئة القيادية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي) اجتماعها في مدينة القامشلي، وبعد الوقوف دقيقة صمتٍ على أرواح شهداء الكُـرد وقضية الحرية أينما كانوا، تم اعتماد جدول عمل الاجتماع الذي تضمن عدة قضايا محورية ومهمة في الأزمة السورية والتداعيات التي أفرزتها سنوات الحرب العشرة، بالإضافة إلى معاناة شعبنا الكردي وخاصةً في كرداغ/عفرين، سري كانييه/رأس العين و كري سبي/تل أبيض، وباقي المناطق المحتلة، والتهديدات التركية المستمرّة باجتياح المزيد من المناطق السورية، لاسيما في الشمال والشمال الشرقي منها، وضرورة تفعيل دور الحزب في مجلس سوريا الديمقراطية وأطرها.

في الوضع السياسي العام: تناول الاجتماع بروح المسؤولية العناوين البارزة على الساحة السياسية في الوقت الراهن، من ضمنها الحرب الروسية على أوكرانيا ومدى خطورتها على الأمن والسّلم العالميين، كما أكّد على أن لهيب الأزمة السورية لا يزال مستعراً منذ تفجُّرها في آذار عام 2011م ، واستمرار دوامة العنف والكراهية والتمسك بالخيار الأمني- العسكري من جهة النظام والفكر الجهادي العنفي من جهة ممن يدعون بأنهم يمثلون (قوى الثورة والمعارضة السورية) وحاضنتها تشكيلات الإسلام السياسي، وأن الشأن السوري العام بات مرهوناً لإرادات ومصالح قوى إقليمية ودولية، حيث ضَعُف معه القرار الوطني السوري، بينما أُمراء وتجّار الحروب يعيثون في الأرض فساداً، سيما أولئك الذين  يصولون ويجولون في المناطق المحتلة من قبل الجارة تركيا وتحت رعاية وحماية قواتها، كما هو الحال في إدلب وعفرين ورأس العين وإعزاز والباب وجرابلس. وإذا كانت قوات سوريا الديمقراطية (قسد) قد قطعت بمساعدة التحالف الدولي شوطاً بعيداً في مكافحة الإرهاب وأسقطت دولة الخلافة الإسلامية المزعومة (داعش) في آخر معاقله في باغوز منذ ثلاثة أعوام، فإن مواجهة خلاياها النائمة وأنصارها المحليين باتت من المهام الضرورية  والتي تجلت في مخططاتها الإرهابية مؤخراً في اقتحام سجن الحسكة وارتكاب الفظائع بحق المدنيين في محاولة يائسة لإعادة بسط نفوذها وسلطتها على المنطقة، حيث أنّ الانتصار العسكري لا يترسخ ولا يفضي إلى نتائج مرجوّة ما لم تُفتح آفاق العمل السياسي أمام جميع القوى والأحزاب والشخصيات للقيام بدورها الوطني. كما أكّد المجتمعون على دور وأهمية الحركة السياسية الكردية الإيجابي في التعاطي مع الأزمة السورية، بالتأكيد على الحقوق القومية الكردية المشروعة في إطار وحـدة سوريا وسيادتها، داعيةً إلى لغة الحوار وأسس العيش المشترك، كما أشاد الاجتماع بالدور الذي يلعبه مجلس سوريا الديمقراطية (مسد)، حيث كان لنا مساهمةً لا تغفل في تأسيسه – واعتباره إطاراً سياسياً لا يمكن تجاوزه، إذ يجمع في طياته معظم مكونات الشعب السوري، ويعتبر المظلة السياسية لقوات سوريا الديمقراطية ( قسد) والإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا التي نعمل من جهتنا على تطويرها وإغناءها ورفدها بالكوادر والطاقات والكفاءات المتاحة دون إغفال الإشارة لمواقع الخلل والفساد فيها وفضحها. كما اعتبر الاجتماع التهديدات التركية لمناطق الإدارة الذاتية بذرائع ملفّقة تخفي وراءها أطماعاً توسّعية على حدودها الجنوبية ولاسيما في المناطق الكردية، بهدف تغيير ديمغرافيتها والحدّ من الطموح الكردي المشروع. وفي المجال الاقتصادي أكّد الحضور بأن الوضع الاقتصادي المتردي بسبب الضرر الذي أصاب القاعدة الإنتاجية للبلاد خلال سنوات الحرب، إضافةً إلى العقوبات الغربية وأسباب أخرى لسنا بصددها الآن، قد بات يتصدر المشهد وحوارات الناس في كلِّ مكان، والذي تتجلى صوره في التدهور المتسارع لقيمة الليرة السورية أمام العملات الأجنبية وانخفاض مستوى الرواتب والقدرة الشرائية لها أمام الأسعار، الأمر الذي أدى إلى انتشار الفقر المدقع وحالة البطالة والرغبة الجامحة في الهجرة لدى الكثيرين من جيل الشباب، وأنّ حلول الأزمة الاقتصادية يجب أن تكون مبنية على استراتيجيات جدية تضع في الاعتبار الأسباب التي عصفت باقتصاد البلاد.

وفي الشأن الكردي السوري: عبّرَ المجتمعون عن أسفهم على الحالة التي تعيشها الحركة السياسية الكردية، والتي عنوانها الأبرز هو التشرذم والجفاء، وطغيان لغة المهاترات والتشكيك والتخوين بدلاً عن لغة الحوار والألفة. وفي هذا السياق دعا الاجتماع إلى بذل كلَّ الجهود من أجل إنجاح المساعي الحميدة والمبادرات التي تُطلق بغرض لملمة شمل الحركة الكردية، وتوحيد جهودها ومواقفها، لتكون بمثابة مرجعية سياسية مشروعة، تمثل تطلعات الشعب الكردي في المحافل والمنصات ذات الصلة بالشأن السوري، كما أدانوا مواقف وممارسات البعض من الكُـرد الذين يحاولون شرعنة الاحتلال التركي وممارساته، من خلال تواجدهم في أطر وهيئات ترعاها حكومة العدالة والتنمية، كما أكّد الاجتماع على تضامنه مع النضال العادل لشعبنا الكردي في أجزاء كردستان الأخرى.

في المجال التنظيمي: قيّم الاجتماع أداء الهيئة القيادية من خلال مراجعة نقدية للفترة المنصرمة، والذي لم يخل من التقصير وعدم الرضا في بعض الأحيان، نتيجة تداعيات الأزمة السورية التي ألقت بظلالها على كافة مفاصل الحياة، إذ تم التأكيد على تلافي التقصير ومظاهر الترهل التي بدرت خلال تلك الفترة، كما تمت قراءة الرسائل والتقارير الواردة من بعض منظمات الحزب في الخارج والداخل ومناقشتها بروح المسؤولية، والإشادة بدور ونشاط  منظمات الحزب حيثما وجدت، لاسيما الفعاليات والأنشطة التي شاركت فيها  بهدف تعرية و فضح جرائم وممارسات الاحتلال التركي ومرتزقته من الفصائل المسلحة في عفرين وكافة الأراضي السورية، كما تم اتخاذ القرار بعقد الاجتماع الموسع للهيئة القيادية وتشكيل اللجان المختصة بغرض إعداد الوثائق المطلوبة خلال فترة محددة.

قامشلو 14/4/2022م

الهيئة القيادية

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى