عفرين تحت الاحتلال (321): الاعتداء على مدنيين، تخريب أضرحة رموز كردية، اختطاف واعتقالات، سرقات واسعة

تمّ نشر عدة فيديوهات على وسائل التواصل الاجتماعي خلال الأيام الماضية، توضح مدى النهب والتخريب الذي تتعرض له منازل الكُـرد المهجرين قسراً، من قبل المسلّحين والمستقدمين الذين استحلّوها منذ عام 2018م، دون حسيب أو رقيب، إثر مغادرتهم منطقة عفرين صوب مناطقهم الأصلية، حيث تُنقل المسروقات والأبواب والنوافذ المفكوكة بالشاحنات أمام أعين الحواجز العسكرية والأمنية، علاوةً على فرض إتاوات على الكثيرين لقاء تسليم منازلهم وممتلكاتهم بحجج مختلفة، في ظل وجود بقايا الميليشيات والاستخبارات التركية الحامية لها!

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= في قرية “كفرزيت”:

التي تقع جنوب غرب مدينة عفرين، يضطّر الأهالي إلى الحراسة النهارية والليلية لأملاكهم، نظراً لكثرة السرقات من قبل المستقدمين المسلّحين والمدنيين، جلّهم منتمين لقبيلة الموالي، ويصل الأمر لحدّ الاصطدام مع اللصوص:

– ففي ليلة 4/4/2025م، حاول مسلّحون سرقة بطارية سيارة وأغنام من منزل المواطن “عماد بركات بن أحمد /45/ عاماً”، ولدى محاولته منعهم، اعتدوا عليه بالضرب وإصابة رأسه بأخمص الكلاشينكوف ولاذوا بالفرار، فأغمي عليه وجُرح رأسه، وتمّ إسعافه إل مشفى في عفرين لتلقي العلاج.

– وفي 10/4/2025م، بعد محاولة نجل المواطن “مصطفى دروش بن درويش /50/ عاماً” منع أبناء عائلةٍ من المستقدمين تحويش البازلاء من حقل عائد له قرب القرية، حاول رجال العائلة الاعتداء على الشاب، لكنّه توارى عن الأنظار، فأطلقوا الرصاص بشكلٍ عشوائي على منزل “درويش”، وأصيب الجرار الزراعي في ساحة المنزل بعدة رصاصات.

= في بلدة “ميدان أكبس”:

التابعة لناحية راجو، بتاريخ 4/4/2025م، مجموعة مسلّحة تابعة للمدعو “صليل الخالدي” أحد متزعمي ميليشيات “فيلق الشام” تستقل سيارة جيب قطعت طريق المواطن “وحيد رشيد إسماعيل /35/ عاماً” من أهالي البلدة، لدى وصوله بدراجته النارية إلى مدخلها، واختطفته إلى موقعٍ مجاور بجانب النهر الأسود، بعد إشهار السلاح عليه وتهديده بالقتل، واعتدت عليه بالضرب الشديد، على خلفية تهمة ملفّقة بسرقة (ثلاثة آلاف طلقة وبارودتين كلاشينكوف وعشر تنكات زيت زيتون (الواحدة 16 كغ صافي) وشاشة تلفاز وماكينة فرم من منزل مستولى عليها من قبلها).

وأوضح “وحيد” عبر مقطع فيديو متداول، أنّ تلك المجموعة أبعدت ابنه الطفل المرافق له إلى البلدة، وأعطبت دراجته، ثم اختطفته، وبعد الضرب أرجعته إلى نفس المكان وتركته.

= في قرية “كورزيليه”:

بتاريخ 6/4/2025م، لدى اعتراض الشقيقين “عكيد و علي محمد حمو/عائلة عَلكُله” من أهالي القرية، على مرور المدعو “أبو فيصل” بسيارته ضمن حقل حبوب عائد لهما قرب قرية “عين داره” المجاورة وتسببه بأضرار، أقدم الأخير مع رفقته بضرب الشقيقين بالعصي، فتمّ اسعافهما إلى مشفى بمدينة عفرين، حيث أصيب “علي” بجروح في رأسه، وبعد تقديم شكوى لدى الأمن العام أُلقي القبض على المعتدين.

= ضريح “الشهيد كمال حنان”:

مساء 10/4/2025م، قام مسلّحون بسرقة السياج المعدني لضريح الشهيد كمال حنان في مقبرة قرية “تلف” جنوب غرب مدينة عفرين، والذي تعرّض للتخريب المتعمّد بُعيد اجتياح ميليشيات “فرقة الحمزات” للقرية في آذار 2018م، حيث تمّ تكسير لوحة الرخام التي كانت تحمل قولاً معبراً للفقيد بالكردية، وهو الذي كان من وجهاء حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا البارزين ورئيس هيئة تحرير جريدة نـوروز الناطقة باللغة الكردية ومن مؤسسي مؤسسة تعليم وحماية اللغة الكردية في سوريا، واستشهد في 31/1/2013 إثر عملية قنص قرب منزله في حي الأشرفية بحلب، ويعدّ رمزاً لمنطقة عفرين.

وكان قد تعرّض ضريح المحامي الراحل شوكت نعسان أحد مؤسسي أول حزب سياسي كردي في سوريا عام 1957م، في ذات المقبرة، للتخريب المتعمّد، بالإضافة إلى تخريب قبورٍ أخرى، على أيادي عناصر “فرقة الحمزات” الموالية لتركيا.

= اعتقالات تعسفية:

لا تزال الاستخبارات التركية بواسطة ميليشيا “الشرطة المدنية” تدقق في هويات المواطنين الكُـرد، العائدين بشكلٍ خاص، وتحقق معهم، وتعتقل العديد منهم، وتخضعهم للتعذيب وتبتز ذويهم، خاصةً في ناحيتي راجو ومعبطلي؛ مثل اعتقال المواطن “جهاد رفعت حسن /27/ عاماً” من أهالي قرية كُمرش، بتاريخ 6/4/2025م، في بلدة راجو، والذي عاد لقريته في أول أيام عيد الفطر 31/3/2025م، وذلك بتهمة ملفّقة (أداء الخدمة الإلزامية لدى الإدارة الذاتية السابقة)، وأفرجت عنه بعد ثلاثة أيام وفرض فدية مالية.

وكذلك تعرّض الشاب “حبش مصطفى حنو /26/ عاماً” من أهالي بلدة “بعدينا” – راجو، الذي كان يقيم لوحده في حي المحمودية بمدينة عفرين، لعملية اختطاف/اعتقال، بتاريخ 26/3/2025م، من قبل جهةٍ مجهولة، وتمّ الإفراج عنه في أول أيام عيد الفطر 31/3/2025م، حيث تبين إصابته بكسر في رجله وجروح في جسده وضعف في الوعي نتيجة التعذيب الشديد الذي مورس ضده. وهو الذي تمّ ترحيله قسراً من تركيا- حيث تقيم أسرته- قبل أكثر من عام.

= السرقات:

كثرت عمليات السرقة التي تقوم بها عناصر ومتزعمي الميليشيات المتبقين خلال الأشهر الأخيرة على نحوٍ ملحوظ، نذكر منها:

– بتاريخ 23/3/2025م، سرق مسلّحون سيارة بك آب هونداي عائدة للمواطن “يحيى شيخ كيلو” في قرية “سيمالكا” – مابتا/معبطلي.

– ليلة 1/4/2025م، أقدم مسلّحون على سرقة سبعة أغنام من منزل المواطن “عبد الرحمن محمد علي /35/ عاماً، أب لأربعة أطفال، ومن ذوي الاحتياجات الخاصة” في قرية “گُوليا تحتاني” – راجو، التي كانت مصدر رزقه الرئيسي. وحاول اللصوص سرقة منزل آخر، دون أن يتمكنوا.

– ليلة الثلاثاء 8/4/2025م، في بلدة ميدانكي، داهم مسلّحون منزل المسنّ “سعد الله إبراهيم عبد الرحمن” وقاموا بسرقة مبلغ مالي وثلاثة هواتف جوّالة وتنكة زيت زيتون وأشياء منزلية والعبث في البيت، بعد استخدام بخاخ مخدّر عليه وعلى زوجته وهما نيام.

– بتاريخ 10/4/2025م، قام مسلّح بسرقة دراجة نارية عائدة للمواطن “سيوار أخرس” من أهالي قرية “ماراته”، لدى ركونها أمام إحدى المحلات في مدينة عفرين، وقيام “سيوار” بشراء بعض حاجياته.

لوضع حدٍّ لمعاناة أهالي عفرين وتحقيق العودة الكريمة للمهجّرين منهم إلى ديارهم، لابدّ من إنهاء الاحتلال التركي بشكلٍ فعلي حقيقي وترحيل كافة عناصر ومتزعمي ميليشيات ما سمي بـ”الجيش الوطني السوري” من المنطقة وإغلاق مقرّاتها ومعسكراتها، مع إعادة كافة المستقدمين إلى مناطقهم الأصلية.

12/04/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– الاعتداء على منزل “مصطفى درويش” في قرية “كفرزيت” بالرصاص.

– المعتدى عليه “وحيد رشيد إسماعيل”.

– المعتدى عليه والمصاب “علي محمد حمو”.

– ضريح الشهيد كمال حنان، قبل وبعد التخريب وسرقة السياج الحديدي.

– ضريح المحامي الراحل شوكت نعسان، بعد التخريب.

– المعتدى عليه “حبش مصطفى حنو”.

——————–

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-321-12-04-2025 – PDF