القسم العامبيانات و تصريحات

عفرين تحت الاحتلال (316): متطلبات إنهاء الاحتلال التركي والميليشيات وتعافي المنطقة، الاعتداء على مسنيّن كرديين، الإخفاء القسري واعتقالات تعسفية، فوضى وسرقات

تستمر حالة الفوضى في المنطقة، لاسيّما انتهاكات الميليشيات عبر مكاتبها الاقتصادية والأمنية، وتوسّع السرقات من المنازل والمحلات وللسيارات والمواشي ترافقاً بالاعتداء على أصحابها، ونهب محتويات المنازل وفك أبوابها ونوافذها من قبل المستولين عليها لدى مغادرتهم إلى مناطقهم الأصلية؛ ولم تتضح بَعدْ السياسة الأمنية التي سيتّبعها جهاز الأمن العام (العائد لسلطات دمشق) حيال المنطقة وأهاليها بعد وضع يده تدريجياً على الملف الأمني وصدور قرار حلّ الميليشيات، الشرطة العسكرية والمدنية التابعتين للاحتلال التركي ضمناً، فلا يكفي تغيير ألبسة عناصرها وشارات سياراتها، بل يتوجب طرد كافة متزعميها ومعظم عناصرها المتورطين في الفساد وارتكاب الانتهاكات والجرائم، مثل المدعو “أحمد جمال كبصو” المنحدر من بلدة تل رفعت بريف حلب الشمالي، مسؤول الفرع الرئيسي  للشرطة العسكرية بمدينة عفرين، والشهير بفساده وسطوته.

إنّ إنهاء الاحتلال التركي والميليشيات في المنطقة، والعمل على تعافي المنطقة، يتطلبان بشكلٍ أولي في هذه المرحلة مايلي:

– انسحاب الجيش التركي إلى حدوده الدولية المعروفة، وإغلاق مكاتب الاستخبارات التركية، وإلغاء قوائم المتهمين والمطلوبين على خلفيات سياسية، وعدم اعتمادها أساساً لاعتقال المواطنين وإلغاء الفيش/البحث من الحواجز، وإنهاء إدارة المؤسسات التركية في كافة قطاعات الدولة والمجتمع.

– إزالة المقرّات العسكرية من الأماكن المأهولة بالسكّان، وحلّ الميليشيات بشكلٍ حقيقي وإغلاق كافة مكاتبها ومقرّاتها وحواجزها العسكرية، وترحيل متزعميها ومعظم عناصرها المتورطين في الفساد وارتكاب الانتهاكات والجرائم؛ ونشر وحدات من الجيش السوري الجديد لحماية الحدود مع تركيا.

– فك تبعية منطقة عفرين لولاية هاتاي التركية، وإعادة تبعيتها لمحافظة حلب بشكلٍ رسمي وعلني، ومنع تداول مسمى “منطقة غصن الزيتون” باعتبارها مستوحاة من عملية عسكرية تركية عدوانية على جزءٍ من سوريا الوطن والشعب.

– السماح بتداول الليرة السورية وتشجيع التعامل بها، وإعادة شبكات الاتصالات السلكية واللاسلكية السورية إلى المنطقة، وربط كافة المؤسسات الإدارية والخدمية بمحافظة حلب.

– تبييض السجون العلنية والسرّية في المنطقة من كافة المعتقلين على خلفيات سياسية، وإطلاق سراح مئات المعتقلين والمغيبين قسراً من أبناء المنطقة، الموجودين في سجون حوّار كلس والراعي وغيرها، في مناطق أعزاز والباب وجرابلس، من بينهم مخفيين لما يقارب السبع سنوات.

– سيطرة جهاز الأمن العام بعناصر ومسؤولين جدد على الملف الأمني وتوفير الأمان، على أساس صون حقوق الإنسان والحريات العامة وتحقيق العدالة، ووقف الاعتقالات التعسفية والتعذيب في السجون والمراكز الأمنية، وحماية الممتلكات العامة والخاصة، ووضع حدٍ لكافة الانتهاكات والتعديات عليها، وإعادة الحقوق لأصحابها دون ابتزاز أو فرض إتاوات.

– وقف التعديات على البيئة والغطاء النباتي، من بينها قطع وحرق الغابات والأشجار المثمرة، ووقف سرقة الآثار والأوابد التاريخية.

– حماية سدّ ميدانكي وإدارة مشاريع الري ومياه الشرب بما يضمن توفير احتياجات المنطقة، ووقف سرقة مياهه لصالح سدّ الريحانية التركي.

– توفير بيئة آمنة بعودة طوعية حرّة وكريمة لكافة المهجّرين عن المنطقة، وحث المستقدمين إلى المنطقة على العودة إلى مناطقهم الأصلية.

– إزالة كافة آثار ومسببات ونتائج التغيير الديمغرافي الذي أحدثه الاحتلال التركي، خاصةً في التركيبة السكّانية للمنطقة.

– إزالة السواتر الاسمنتية المشيّدة داخل مدينة عفرين وبلداتها وقراها، بحجة حماية المقرّات التركية، ونزع يدّ الجيش التركي عن القرى المهجّرة بالكامل منذ آذار عام 2018م والسماح بعودة أهاليها، وهي (“جلبر، كوبله، ديرمشمش، زريكات، باسليه، خالتا”- روباريا/جبل ليلون، “جيا/جبلية، درويش”- راجو).

– تأمين وصول المساعدات الإنسانية وتمكين البلديات من أداء مهامها، وإصلاح البنى التحتية والمرافق العامة، وربط قطاع التربية والتعليم بمؤسسات الدولة، بما يضمن نشر وتعليم اللغة والثقافة الكردية بكافة المراحل الدراسية.

– إنهاء أوجه الاضطهاد القومي بحق الكُـرد، وكافة مظاهر التتريك أو التعريب القسري، وأشكال التطرف والاضطهاد الديني، وإزالة مظاهر التمييز بحق الكُـرد الإيزيديين، وضمان الحريات الدينيّة لجميع المواطنين.

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= الاعتداء على مسنيّن كرديين:

– منتصف ليلة 13/2/2025م، بعد أن قطعا الكهرباء، اقتحم مسلّحان ملثمان منزل المسن “محمد حنيف أحمد حمزو /67/ عاماً” في قرية “عين دارا” – شيروا، واعتديا عليه وعلى زوجته العاجزين بالضرب بالبوري، وسحبا عليهما سكيناً كبيراً، وعبثا في البيت، وسرقا منه مبالغ مالية (/300/ دولار أمريكي، /1660/ ليرة تركية)، وجهاز هاتف جوال؛ وبقيا يعذبان الزوجين لغاية حلول صلاة الفجر، ليوهما من يشاهدهما أثناء الخروج بأنهما ذاهبان للمسجد وليسوا لصوص.

– مساء 14/2/2025م، اقتحم مسلّحان ملثمان منزل المسن “حميد بكر حبش كنجو /67/ عاماً” في بلدة “بعدينا” – راجو، أثناء غياب زوجته ونجله عن البيت، وسحبا عليه مسدساً وضرباه وهدداه بالقتل، وعبثا بالمنزل، وسرقا مبلغ /10/ آلاف دولار أمريكي من غرفة نجله و/300/ دولار من غرفة زوجته، ولاذا بالفرار. ورغم أنّ المعتدى عليه اتهم أحد المسلحين، إلّا أنّ المدعو “أسامة رحال/أبو حسن أوباما” نائب متزعم ميليشيا “اللواء 112” المسيطرة على البلدة رفض إلقاء القبض عليه والتحقيق معه، بل قام بالتجوال في البلدة وطرق أبواب بيوت عوائل كردية بزعم أنّ اللصّين هربا إليها، في مسرحية هزيلة للتغطية عليهما.

= الإخفاء قسراً:

في تقرير مصوّر تمّ نشره اليوم 15/2/2025م، كشفت وكالة الفرات للأنباء التابعة للاحتلال التركي، أنّ “أحمد جمال كبصو” متزعم ميليشيا “الشرطة العسكرية – فرع عفرين” أطلق سراح المواطن “عدنان عيسو عيسو /35/ عاماً”، وهو من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، ليرى طفلته “جيلان” الراقدة في العناية المشددة بالمشفى السوري التخصصي في مدينة عفرين، التي فُقدت قبل ثلاثة أيام في قرية “ماراته” إثر مغادرة والدتها المنزل لأجل جلب كمية من الحطب، وهي كانت نائمة.

وحسب إفادة الزوجة “زينب شيخ صادق” ومصدرٍ محلي، كان “عدنان عيسو” قد اعتقل قبل ستة أشهر، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، رغم أنه لم يغادر المنطقة منذ احتلالها في آذار 2018م، وأبقته “الشرطة العسكرية” قيد الاخفاء القسري في سجنها الخاص دون تواصل مع العالم الخارجي أو تقديمه إلى محاكمة عادلة، فتعرّضت تلك الأسرة الفقيرة للابتزاز ومختلف صعوبات الحياة.

= اعتقالات تعسفية:

وفق مصدر محلي، خلال الأسبوع الأول من الشهر الجاري، أطلقت محكمة عفرين التابعة للاحتلال التركي سراح أكثر من /45/ مواطناً كردياً بعد فرض غرامة مالية ما بين /500 – 600/ دولار أمريكي على كلّ واحدٍ منهم؛ كانوا قد اعتقلوا خلال الشهرين الأخيرين من قبل ميليشيا “الشرطة العسكرية” واقتيدوا إلى سجن “ماراته” المركزي، بتهم العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة؛ وكذلك:

– أواسط كانون الأول 2024م، اعتقل حاجز “الشط- مفرق أعزاز الغربي” لميليشيا “الشرطة العسكرية” المسن “عمر شيخ قنبر” ونجله “أحمد /23/ عاماً” من أهالي قرية “خلالكا”- بلبل، في طريق عودتهما من وجهة النزوح، بتهم ملفّقة، وأفرجت عن الأول بعد أسبوع ودفع فدية ألف دولار أمريكي، وعن الثاني بعد عشرين يوماً من الاعتقال ودفع فدية /4/ آلاف دولار.

= السرقات:

في بلدة بعدينا: بالإضافة إلى سرقات سابقة وعملية السطو المسلّح المذكورة أعلاه، سرق مسلّحان ملثمان ثلاثة خراف من غرفةٍ بورشة البطاريات العائدة للمواطن “عابدين محمد مصطفى/عائلة آلو“، الواقعة في مدخل البلدة، رغم وجود حارس لها؛ وسرق مسلّحون آخرون مضخة غاطسة من بئر ارتوازي عائد للمواطن “بشار محمد شعبان“، وآخرون سرقوا بطارية من جرار زراعي عائد لـ”صلاح محمد مدور“، وآخرون سرقوا (ثلاث تنكات زيت زيتون/الواحدة 16 كغ و جهاز انفرتر للطاقة الكهرضوئية ومبلغ مالي) من منزل المسن “رشيد حسن دهدو“، وآخرون سرقوا هاتف جوال من المسنة “مزيت مصطفى“، وفشل آخرون في سرقة منزلي الجارين “أحمد رشكيلو” و “محمد حسنيك“.

رغم كثرة حالات السرقة في البلدة خلال الشهرين الأخيرين، ووجود كاميرات للمراقبة، ومقرّ لميليشيا “الشرطة المدنية”، وحواجز ومقرّات لميليشيا “اللواء 112″، لم يتم القبض على لصٍ واحد إلى الآن، في حين أنها متيقظة جداً للتحقيق مع أي مواطن عائد لبلدته واعتقاله أيضاً، ولم تتعرّض أي عائلة من المستقدمين للسرقة.

– في مدينة جنديرس، بتاريخ 7/2/2025م سرق مسلّحون مبلغ /500/ دولار من منزل المواطن “رحيم سليمان لطفي“، وآخرون سرقوا مواد غذائية من محلّ لـ”أحمد محمد محمد الملقب بـ(جعفرش)” وسيارة جاره، وآخرون فشلوا في سرقة منزل “مصطفى الديان“.

– في قرية “كورزيليه” بناحية شيروا، بتاريخ 9/2/2025م قام مسلّحون بسرقة /8/ أغنام من منزل المواطن “محمد عزيز إيبو“؛ وفي ليلة 15/2/2025م دخل مسلّحون إلى مبنى عائد للمواطن “عبد الرحمن إيبو” بغية سرقة جرار ومحرك وأشياء أخرى، إلّا أنّ مجموعة من المواطنين تحرس القرية مع عشرات آخرين طوقوا المبنى، فقام أحد مسؤولي القرية من ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات” بتفريق الجموع وحماية اللصوص وإخراجهم، وكان قبل أسبوع قد سُرقت كبال كهربائية وجهاز أنفرتر زراعي من المبنى.

كما أنّ عائلة منحدرة من ريف حمص ومستولية على منزل المهجّر قسراً “وليد عزيز إيبو“، سرقت كافة محتويات المنزل وأبوابه ونوافذه ومضخة غاطسة وملحقاتها، لدى مغادرتها القرية، رغم اعتراض ابنة “وليد” المتواجدة في القرية، فتمّ شتمها وتهديدها ووصف الكُـرد بـ”الخنازير”.

– في قرية “حسنديرا” بناحية بلبل، بتاريخ 12/2/2025م، سرق مسلّح دراجة نارية عائدة للمواطن “أحمد عبدو“.

– في قرية “شيخ كيليه” بناحية مابتا/معبطلي، قبل حوالي عشرة أيام، قام مسلّحون بسرقة /20/ رأس غنم عائد للمواطن “موسى وليد“، وآخرون سرقوا سيارة بك آب. وفي قرية “كوبك” المجاورة، سرق مسلّحون آخرون مضخة ماء وألبسة من منزل المسن “قادر حنان“.

= في قرية “برج قاص” بناحية شيروا:

سيطرت عليها ميليشيات القوة المشتركة (العمشات، الحمزات) في أوائل كانون الأول 2024م، وقامت بسرقات واسعة، منها أربع سيارات بك آب عائدة لـ”عمر محمد علي، حسن علي، حسن علي مامو، محمد علي“، ومواشي (/40/ رأس غنم لـ”نجيب علي مامو“، /12/ رأس غنم لـ”زهير عربو“، /60/ رأس غنم لـ”أدهم أحمد“، /3/ أبقار لـ”نادر محمد علي“، /6/ أبقار لـ”نبي رحمو“)، وكافة محتويات منازل (“جميل منان” مع مجموعة توليد كهربائية، “نبي رحمو” وسيارته التكسي، “نادر محمد علي” مع مجموعة الطاقة الشمسية”). وأثناء قصف القرية تم تدمير /6/ منازل بشكلٍ جزئي.

= فوضى وفلتان:

مؤخراً، قامت دورية من جهاز الأمن العام باعتقال المدعو “أبو يعرب” أحد متزعمي الميليشيات في مدينة جنديرس، لأنه قام بسرقة سيارتين جيب جديدتين من دمشق، عائدتين لمسؤولي النظام السابق، وبإخفائهما لديه، وكذلك قيامه باختطاف أحد المواطنين من أهالي حلب وإخفائه في جنديرس بقصد فرض فدية مالية لقاء الإفراج عنه.

إزاء هكذا واقع مزري، تحديات كبيرة أمام السلطات السورية الجديدة، وهي أمام امتحان مدى قدرتها على اتخاذ خطوات عملية في المجالات التي ذكرناها أعلاه، وفق منهجية وطنية ديمقراطية، ونتمنى لها النجاح في ذلك.

15/02/2025م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– المسن المصاب “محمد حنيف أحمد حمزو” والعبث بمنزله في قرية “عين دارا”، 13/2/2025م.

– المسن “حميد بكر حبش كنجو”.

– المواطن “عدنان عيسو عيسو” مع زوجته وطفلته في المشفى بمدينة عفرين، المصدر مقطع فيديو لوكالة الفرات بتاريخ 15/2/2025م.

—————

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-316-15-02-2025-PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى