عفرين تحت الاحتلال (305): سرقة الزيتون وفرض إتاوات بأشكال عديدة، اعتقالات تعسفية، اقتتال وطرد ميليشيات “لواء صقور الشمال”، اختطاف وتعذيب مواطن كردي يسأل عن سيارته المسروقة
إنّ حالة الفصائلية والفوضى في ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” مستفحلة، وكذلك انتشار المظاهر المسلّحة بين المدنيين وحمل واستخدام السّلاح بشكلٍ عشوائي أمرٌ شائع، فلم توفر سلطات الاحتلال التركي في مناطق سيطرتها، خاصة في عفرين، مقومات السّلم والأمان أو تحمي النظام العام، بل أطلقت يد الميليشيات في ارتكاب ما تشاء من انتهاكات وجرائم، وكذلك أدارت الخلافات بينها بحيث تستحكم بها وتنفذ عبرها ما تريد!
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= موسم الزيتون:
على مبدأ حاميها حراميها، أغلب ميليشات “الجيش الوطني السوري” تلجأ لوضع الحراسة على حقول الزيتون، لأجل تحصيل إتاوات إضافية ولمنع أصحاب الحقول من القطاف إلّا بعد الحصول على موافقةٍ مسبقة من مكاتبها، وحماية لصوصها في الليل، أو لأجل إرسال أكبر قدر ممكن من الثمار إلى المعاصر التي تقع تحت سيطرتها وبمنع خروجها من قطاعها إلى معاصر أخرى كي تحصل على نسبتها وتجمع إتاوات كبيرة عبر مندوبيها الذين يقفون بجانب فرازات الزيت داخل المعاصر؛ فيما يلي وقائع أخرى:
– في قرى “كمرش، حسن، قده، حجيكا، درويش، موسكه” ـ راجو، ميليشيات “فرقة الحمزات” تفرض إتاوة /150 – 250/ دولار على كلّ حقل زيتون بحجة حراسته من السرقات التي لم تتوقف من قبل المسلّحين والمستقدمين رغم ذلك، بالإضافة إلى فرض إتاوة نسبة 7% من انتاج حقول المواطنين المتواجدين و40% من انتاج حقول الغائبين و 60% من انتاج حقول الأرامل اللواتي أبنائهن غائبون.
– في قرى “شرّا، خراب شرّا، متينا، ﭽما، سينكا، كُوبلكا” بناحية شرّا/شرّان، ميليشيات “فرقة السلطان ملكشاه” تفرض إتاوة 12% على مجمل انتاج الموسم في قطاعها وتمنع خروج الثمار إلى قطاع آخر، وتحصلها عبر مندوبيها في المعاصر، كما تقطع 40% من انتاج الحقول المستولى عليها والممنوحة لأناس لأجل إدارتها وخدمتها.
– في قرى “تلف، كفرزيت” وجوارهما جنوب غرب مدينة عفرين، سرقات واسعة تطال حقول الزيتون من قبل المسلّحين ونساء وأطفال العوائل المستقدمة، بينما المكتب الاقتصادي لميليشيات “فرقة الحمزات” في بلدة باسوطة تماطل في منح موافقات القطاف وحصراً بعد مثول لجنة من طرفها إلى كلّ حقل وتقييم حمل الثمار، فإذا كان جيداً تفرض إتاوة /2/ دولار أمريكي على كلّ شجرة، صغيرةً كانت أم كبيرة، وإذا كان الحمل ضعيفاً فتفرض /0.5-1/ دولار على كل شجرة؛ كما ألغت وكالات المواطنين الغائبين القاطنين في مناطق سيطرة الجيش السوري وقوات سوريا الديمقراطية واستولت على حقولهم، وتفرض نسبة 30% على انتاج حقول المواطنين المقيمين في الخارج. ولم تسلّم حقول المواطنين العائدين خلال الأشهر السابقة من العام الحالي، المستولى عليها سابقاً، من بينها ألف شجرة زيتون عائدة للمرحوم “شوكت نعسان” من أهالي قرية “تلف” رغم عودة أرملته المسنة “نجاح سليمان” برفقة نجلها شيرزاد منذ بداية شهر تموز الماضي.
– في قرى “ديرصوان، شيلتعت، مرسوا“، قامت ميليشيا “فرقة السلطان مراد” بإلغاء كافة الوكالات واستولت على ممتلكات الغائبين، ولم تُسلّم حقول الزيتون للمواطنين العائدين إلى قراهم هذا العام، وتفرض إتاوة 8% على انتاج حقول المواطنين المتواجدين.
– منذ 10/10/2024م، في الليالي، قامت مجموعة نساء ورجال من المستقدمين برفقة مسلّحين بسرقة ثمار الزيتون من حوالي /500/ شجرة لأهالي قرية “حسنديرا” – بلبل، منها لـ”فوزي شيخو، جهاد خليل، إبراهيم خليل، محمد شيخو، برزاني حميد مصطفى، رمزي شيخو”.
= اعتقالات تعسفية:
– بتاريخ 28/9/2024م، اعتقلت ميليشيا “الشرطة العسكرية في بلدة بلبل المواطن “محمد علي سيدو علو /65/ عاماً” من أهالي قرية “كيلا”، بعد استدعائه إلى مقرّها، بحجة أنه شارك في الحراسة الليلية أثناء الإدارة الذاتية السابقة، وأفرجت عنه المحكمة بتاريخ 2/10/2024م، بعد فرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 14/10/2024م، اعتقلت ميليشا “الشرطة العسكرية في جنديرس” المواطن “حسين حاج عبدو بن خليل /44/ عاماً” يعمل مدرساً، بعد مداهمة منزله في بلدة “كفرصفرة” فجراً، دون بيان الأسباب، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
= فوضى وفلتان:
مساء الأربعاء 16/10/2024م، بالتزامن مع هجوم ميليشيات “القوة المشتركة (فرقة السلطان سليمان شاه- العمشات، وفرقة الحمزات)” و “فرقة السلطان مراد“، التي يسيطر عليها متزعمون من أصول تركمانية، وهي أشدّ ولاءً لتركيا، على مقرّات ميليشيات “لواء صقور الشمال” في قرية “حوار كلسّ” بأعزاز، بناءّ على أوامر تركية بحلّها… شنّت أيضاً هجوماً واسعاً على “صقور الشمال” في قرى “كمروك”- مابتا/معبطلي و “زاريه/علي كارو، شيخورز، توبلله محمود، كردو” – بلبل، فسيطرت على “كمروك، وزاريه” أولاً، ومع صباح الخميس، تشتتت صفوف “صقور الشمال” بالخيانة والاستسلام والهرب، ومقتل وجرح عدد من عناصر الطرفين، وبالمقابل مساء الأربعاء ساندت ميليشيات “الجبهة الشامية” “صقور الشمال” بالهجوم على مواقع وحواجز “العمشات، الحمزات، سلطان مراد” في قرى “قطمة، كفرجنة، ميريمين، ديرصوان” – شرّا/شرّان، وفي النتيجة وقعت أضرار مادية في القرى المذكورة، ومقتل وجرح مسلّحين ومستقدمين مدنيين في المخيمات قرب “قطمة، كفرجنة”، وتمّ إجلاء حوالي /300/ عائلة منهم بعد ظهر الخميس من قبل “الدفاع المدني السوري”، إلى أنّ توقفت الاشتباكات التي استخدمت فيها الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والثقيلة ورافقها قطع الطرقات، وأعلنت “صقور الشمال” حلّ نفسها ببيان رسمي. وبموازاة ذلك قام مسلّحو “القوة المشتركة” بنهب المنازل التي هربت منها عوائل عناصر “صقور الشمّال”.
= انتهاكات أخرى:
ليلة 10/10/2024م، قامت دورية من جماعة المدعو “أبو وليد” أحد متزعمي ميليشيا “فيلق المجد” ومسوؤل قرية “زركا” – راجو، بمداهمة منزل المواطن “كاوا علي معمو /42/ عاماً” في قرية “كيلا” – بلبل المجاورة، واختطافه وتعريضه للضرب والتعذيب، والإفراج عنه في اليوم التالي لقاء فدية مالية؛ وذلك بعد أن وجد “كاوا” سيارته بيك آب هونداي في مكان ما وأثار موضوع سرقتها من قبل “أبو وليد” أثناء اجتياح تلك القرى في عام 2018م ومطالبته بحدود /6/ آلاف دولار أمريكي مقابل إرجاعها، ولكنّ “كاوا” لم يلبي الطلب وفقد سيارته في حينه.
عندما تغادر ميليشيا من أي قرية كردية في عفرين، بأي وسيلة كانت، وتحلّ محلّها ميليشيا أخرى، في ظل الاحتلال التركي، تحاول الأولى جاهدة نهب أكبر قدر من ممتلكات الأهالي، والثانية تفرض شروط جديدة لتحصيل الإتاوات والاستيلاء على حقول الزيتون ولا تعترف بما جرى سابقاً.
19/10/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– مجموعة نساء من المستقدمين أثناء سرقة الزيتون من حقل في عفرين.
– هروب المدنيين من مخيم قرب قريتي “قطمة و كفرجنة” بناحية شرّا/شرّان.
—————
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: