القسم العامبيانات و تصريحات

عفرين تحت الاحتلال (294): منزل “الراحل رشيد حمو” سجناً، الاعتداء على مسنة وصهرها وحفيدها القاصر، إتاوات “أسامة رحّال”، قطع أشجار زيتون وحرائق في الغابات، اشتباكات بين مسلّحين وقوات تركية، اقتتال بين الميليشيات

عَلَم أي دولةٍ يُعتمد في الدستور وينظم بقانون وبالتالي يرفع على كافة أراضيها ومؤسساتها الرسمية، وأي اعتداء عليه يعاقب فاعله، بينما إذا كان العلم مفروضاً بقوة السّلاح على أراضي دولةٍ أخرى ودون غطاءٍ قانوني، يُعتبر رفعه بحدّ ذاته اعتداء على سيادة وكرامة الدولة المعنية، فحريٌ بشعبها رفضه؛ مثلما تفعل تركيا بفرض علمها على جزءٍ من الأراضي السورية بكثافة وعنوةً وبالإكراه ودون مسوغ قانوني (قانون الاحتلال مثلاً)، بل وتعطيه بعداً إسلامياً وتبرر تعميمه بمسوغ تاريخي عثماني أيضاً، وتُصدر أوامر بقتل من يمسّه!

فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:

= قرية “هوبكا” ومنزل السياسي الراحل رشيد حمو:

تبعد عن بلدة راجو بـ/2/ كم غرباً، وتتألف من /27/ منزلاً، هجر منها سكّانها الكُـرد الأصليين إبّان العدوان على المنطقة في كانون الثاني 2018م، ولم يعود منهم سوى سبع عائلات، وتمّ توطين /20/ عائلة من المستقدمين فيها، بعد فرض ميليشيا “لواء الشمال” التي يتزعمها المدعو “أبو عبد الله الزربة” المنحدر من بلدة الزربة – ريف حلب الجنوبي سيطرتها عليها، وهناك حوالي ثلاثين عائلة من المستقدمين في خيم بمفرق القرية؛ وقد سرقت تلك الميليشيا معظم محتويات المنازل واستولت على حقول الزيتون والعنب العائدة للغائبين أو فرضت على الموكلة منها إتاوات عالية، واستولت أيضاً على /20/ منزلاً بما فيها من مؤن وأثاث وتجهيزات، من بينها منزل السياسي الكردي الراحل رشيد حمو أحد مؤسسي أول تنظيم سياسي كردي في سوريا عام 1957م، وحوّلته إلى سجنٍ خاص بها، فيما كان المنزل قبل الاحتلال التركي رمزاً للنضال السياسي ولنشر العلم والمعرفة في المنطقة على مدار عقود، ووجهةً لمئات المهتمين والزوّار، ومكاناً لإحياء مناسبات وطنية، سيّما أنّ الراحلين “حمو وزوجته خديجة” قضيا فيه عمراً ويرقدان في قبريهما بفنائه، بالإضافة إلى وجود قبر نجليهما الأكبر قدري جان فيه.

أي “ثوار” هؤلاء، وتحت غطاء الائتلاف السوري – الإخواني، يستحلّون منزل مدني كان سياسياً مناهضاً للجهل والاستبداد ونظام البعث، ومناضلاً مدافعاً عن الكادحين والديمقراطية والقضية الكردية العادلة في البلاد، لأكثر من ستين عاماً، وزج به في السجون ولاحقته الأجهزة الأمنية… بدلاً من الحفاظ على المنزل وحماية رمزيته.

= الاعتداء على مسنة كردية وحفيدها وصهرها:

بتاريخ 23/6/2024م، اعتدى المدعو “أبو عمران” مسؤول حاجز “أحرار الشرقية”، بالضرب المبرح على المواطن “محمد مصطفى بن علي” من أهالي قرية “جلا” – راجو الذي اضطّر مع زوجته للإقامة المؤقتة لدى والدتها المسنة “زينب شيخو مصطفى /85/ عاماً” في قرية “كئورا” – راجو، مع إطلاق التهديدات والشتائم ضد أهالي القرية، ولدى تدخل المسنة لوقف الاعتداء تعرّضت للضرب والدفع أيضاً، فأصيبت بجلطةٍ نتيجة نزف دماغي وفق تقرير طبي، وتمّ إسعافها إلى مشفى راجو ومن ثم إلى مدينة عفرين، حيث حالتها غير مستقرّة.

وذلك على خلفية قيام “أبو عمران” بمساعدة كلٍّ من “أبو ممدوح، أبو وضاح/مؤذن الجامع” (الثلاثة ينحدرون من غوطة دمشق وكانوا عناصر لدى ميليشيا جيش الإسلام)، و “علاء مرزوق أبو خالد” مسؤول الدراسات الأمنية لدى ميليشيا “أحرار الشرقية”، المقيمون في قرية “كئورا”، باختطاف الشاب القاصر “أحمد محمد مصطفى /14/ عاماً” حفيد المسنّة والمقيم الوحيد معها والذي أودع عبوة زيت زيتون للمدعوة “نعمة – زوجة أبو عمران” صدقةً من جدته، وتلفيق تهمة لا أخلاقية ضده، وكذلك اختطاف قريبه “فرقان محمد بريمو /40/ عاماً” من أهالي “كئورا” بحجة أنه تحدث عن “نعمة”، وطالبوا منهما فدية /2/ ألف دولار أمريكي لقاء الإفراج عن كلّ واحد منهما، ولكنهما امتنعا عن الدفع لثقتهما من براءتهما، فتمّ تسليمهما إلى ميليشيا “الشرطة المدنية في راجو” وتحويلهما إلى سجن ماراته المركزي بعفرين بتهم ملفّقة.

وبعد يومين من الاعتداء على المسنة وصهرها، قام كلّ من “أبو عمران” و”أبو ممدوح” والمدعو “أبو وضاح” بمداهمة منزل المواطن “محمد علي خلفان /43/ عاماً” في قرية “كئورا” والتهجّم عليه وتهديده بالقتل، بحجة أنه يتحدث عن زوجة “أبو عمران” بالسوء. واختطفوا “خلفان” وأودعوه لدى أمنية “أحرار الشرقة في راجو”، وطالبوا منه فدية ألفي دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه، ولا زال محتجزاً لديها.

يُذكر أنّ بعض مواطني القرية أثناء الاعتداء على المسنة وصهرها اتصلوا بأمنية ميليشيا “أحرار الشرقية” في راجو والتي تسيطر على قرية “كئورا” وبميليشيا “الشرطة المدنية في راجو” لأجل التدخل، دون فائدة؛ ولدى معاتبتها على ذلك من قبل المواطن “حنيف بريمو – عضو المجلس المحلي” الذي أسعف المسنة المصابة، اعتقلته “الشرطة المدنية” لساعات.

= إتاوات “أسامة رحّال”:

أسامة رحّال الملقب بأبو حسن أوباما” المنحدر من قرية معللي بجبل الزاوية- إدلب ونائب “عبد الكريم جمال قسوم” متزعم ميليشيا “اللواء 112”، في 1/7/2024م، أرسل عنصراً إلى المواطن “عارف أحمد ده دو /63/ عاماً” في بلدة “بعدينا”- راجو، فطلب منه /50/ دولاراً أمريكياً إتاوةً على سيارته التي اشتراها منذ أيام واستفزه، بحجة مشروع إصلاح الطرقات، ولدى امتناعه عن الدفع، تمّ استدعاؤه إلى مقرّ “اللواء” واحتجازه لساعات، إلى أن اضطّر شقيقاه لدفع فدية /300/ دولار أمريكي لقاء الإفراج عنه.

قام مؤخراً بإصلاح الطرقات الإسفلتية في البلدة وقرية “دمليا” المجاورة وخاصةً الطريق الفرعي المؤدي إلى معصرة زيتون أنشأها هو في مبنى قديم مستولى عليه وعائد للمهجّر قسراً “حبش حبش بطال” من أهالي “دمليا”، وذلك على حساب العائلات الكردية فقط دون عائلات المستقدمين من العرب والتركمان الذين لديهم سيارات وآليات أضعاف تلك التي يمتلكها الكُـرد، ولديهم مصالح (محطات وقود، مخبز آلي، مكاتب صرافة، محلات) وغيرها معفية من الإتاوات والضرائب؛ إذ فرض إتاوة /50/ دولار أمريكي على كلّ عائلة كردية تملك آليةً و /500/ دولار على كلّ صاحب معصرة زيتون، حيث حصَّل حوالي /16/ آلاف دولار أمريكي من “بعدينا” وحوالي /8/ آلاف دولار من “دمليا”.

وقبل شهر، اعتدى على شابٍ في محله للحلاقة ببلدة بعدينا وضربه ضرباً مبرحاً واحتجز معه أربعة شبّان آخرين عدة أيام في مقرّ اللواء تحت الضرب والإهانات، بحجة أنهم يتعاطون مشروبات كحولية، فيما بعض عناصره يتعاطونها على نحوٍ مكشوف دون سؤال.

يُذكر أنّ “رحال” بقوة السّلاح منذ عام 2018م، استولى شخصياً على الكثير من ممتلكات الكُـرد، منها (منزل ومحلات لـ”المرحوم مصطفى نشأت مصطفى” لإسكان أسرته، ومحطة محروقات لـ”رشيد حسن ده دو” رغم تواجده، مبنى معصرة زيتون لـ”غسان عمر فوزي ده دو” رغم تواجده، مبنى مدجنة لـ”المرحوم مصطفى عبدو جعفر” رغم تواجد اثنين من أولاده) في بلدة “بعدينا؛ وعلى حوالي /7/ آلاف شجرة زيتون عائدة لأهالي قرى “خازيانه، شيتكا، حبو” – ناحية مابته/معبطلي، وهو يُشغِّل مواطني القرى الواقعة تحت سيطرة اللواء مع آلياتهم في خدمة الحقول المستولى عليها دون دفع أية أجور، ويمتلك قطعان مواشي أيضاً؛ وما يخفى أكثر بكثير.

= قطع أشجار الزيتون:

رغم عدم الحاجة للحطب حالياً لأجل التدفئة، وأنّ أشجار الزيتون حاملة بالثمار، وهي مصدر الرزق الأساسي لمالكيها، أقدمت مجموعة مسلّحة على قطع /10/ أشجار كبيرة من الجذوع، تقع جنوبي مقبرة قرية “حبو”- مابتا/معبطلي، وهي عائدة للمواطن “رمزي رشيد عكيد” من أهالي القرية.

= حرائق الغابات:

في متابعة أخبار “الدفاع المدني السوري” يلاحظ المهتم حجم الحرائق التي تلتهم الغابات في منطقة عفرين، والتي أكّدنا مراراً على افتعالها بشكلٍ متعمّد لأسباب عديدة، إذ أكّد “الدفاع المدني”، بتاريخ 1/7/2024م، على إخماد ثلاثة حرائق في أحراج ريف عفرين “معبطلي، ميدان إكبس، بعدينا/بعدنلي”، وكذلك إخماد حرائق في غابة قرية “حج حسنا/حج حسنلي” – جنديرس التي تجددت يوم الخميس 4/7/2024م، ولا تزال مستمرّة إلى الآن، حيث كان هناك حرائق سابقة يومي 27-28/6/2024م. ونلاحظ من الصور المنشورة حجم الأضرار وكذلك جذوع الأشجار المقطوعة سابقاً من قبل الميليشيات بغية التحطيب والتجارة.

ومن جهة أخرى، وفق مصدرٍ محلي، مساء الأربعاء 3/7/2024م، تجددت حرائق غابة جبل هاوار– راجو بعدة نقاط، فيما كان هناك حرائق كبيرة سابقاً بين 3-6/6/2024م و 15/6/2024م.

= احتجاجات واشتباكات:

رداً على تصريحات هاكان فيدان وزير خارجية تركيا ورئيسها أردوغان حول المصالحة والتطبيع مع النظام السوري، وفتح معبر أبو الزندين بمدينة الباب، وكذلك تهجم أتراك على لاجئين سوريين في مدينة قيصري، على سبيل الذكر لا الحصر، في الأول من تموز الجاري، خرجت تجمعات احتجاجية من مسلّحين ومدنيين مستقدمين في مدينة عفرين ومركزي ناحيتي جنديرس وراجو، وأطلقت شعارات وهتافات مناهضة تركيا، وأنزل المحتجون العلم التركي في العديد من الأماكن والحواجز الرئيسية؛ تطوّر الأمر إلى تبادل إطلاق النار بين حرّاس (جنود أتراك وعناصر من ميليشيا الشرطة المدينة) مبنى السراي القديم – مقرّ الوالي التركي وموظفيه، وجموع المحتجين، حيث استهدفتهم مدرّعة تركية بالرشاش الثقيل، فأدى إلى مقتل أكثر من /10/ وجرح العشرات منهم. ترافق ذلك وقوع أضرار مادية كبيرة بممتلكات المدنيين من منازل ومحلات وسيارات.

وخلال الأيام التالية عززت ميليشيا “الشرطة العسكرية في عفرين” التي أسستها الاستخبارات التركية وتشرف عليها بشكل مباشر بالمشاركة مع ميليشيات القوة المشتركة “فرقة الحمزة، فرقة السلطان سليمان شاه – العمشات” الأكثر ولاءً لتركيا، من سيطرتها على المدينة ونواحيها، وبدأت الجهات الثلاث بحملة ملاحقات أمنية واعتقالات بحق المشاركين في الاحتجاجات، وأعيد رفع العلم التركي في كافة الأماكن، وإطلاق تحذيرات شديدة اللهجة لكلّ من يمسه؛ وقد باتت “القوة المشتركة” تتمتع بنفوذ أكبر، فيما دخل رتل مدجّج بالسّلاح من ميليشيا “الفرقة 77″ الموالية لـ”هيئة تحرير الشّام” إلى مدينة جنديرس بالتنسيق مع “القوة المشتركة” التي لطالما ترتبط بعلاقات مودة مع الهيئة، لـ”ضبط الوضع في المدينة” حسب زعمها.

= فوضى وفلتان:

– بتاريخ 30/6/2024م، توتر الوضع الأمني في قرية “متينا” – شرّا/شرّان، بسبب نزاعٍ بين ميليشيات “فرقة السلطان مراد” وجماعة من مستقدمي مدينة الرستن – حمص، إثر اعتداء عناصر حاجز للأولى بمفرق القرية على رجل وطفله من الثانية بالضرب المبرح، لأنهما قاما بسرقة السمّاق من أرضٍ مستولى عليها من قبل الفرقة، فقام أقرباؤهما باستدعاء تعزيزات مسلّحة لمستقدمي الرستن والمطالبة بمحاسبة عناصر الحاجز.

– بتاريخ 30/6/2024م، في المنطقة الصناعية بمدينة عفرين، وقعت اشتباكات بين ميليشيات “حركة أحرار الشّام” ومسلّحين منحدرين من بلدة حيّان بريف حلب الشّمالي، أدّت إلى إصابة خمسة أشخاص بجروح متفاوتة وإصابة عنصر وسيارة لميليشيا الشرطة العسكرية وإصابة سيارات للمدنيين، فتوسّع نطاق التوتر؛ وذلك إثر اعتداء عدد من “أحرار الشام” على المواطن “أحمد” من أهالي عفرين في محله لإصلاح كهرباء السيارات، بحجة أنه يصدر أصوات مزعجة، وتدخل رجال من حيّان في المشكلة.

طبيعي أن يُحترم العَلَم كرمز للدولة من قبل مواطنيها والغير أيضاً ما دام يُرفع في مكانها المناسب والطبيعي، ولكنه سيعامل بالسوء حتماً إنّ اعتدي بدلالته على شعوب أخرى، ولا يمكن للمرتزقة من حماية قيّم ورموز دولةٍ ما، وربما يرتدون عليها في أية لحظة يستدار فيها ارتزاقهم؛ فعلى الجيش التركي الانسحاب من سوريا إلى حدوده الدولية ليبقى العَلًم التركي بعيداً عن الرفض والسوء.

06/07/2024م

المكتب الإعلامي-عفرين

حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

——————

الصور:

– السياسي الكردي الراحل “رشيد حمو” أمام داره في قرية “هوبكا” بناحية راجو، والقبور الثلاثة في فناء منزله.

– المدعو “أبو عبد الله الزربة” متزعم ميليشيا “لواء الشمّال”

– “أبو عمران، علاء مرزوق، أبو ممدوح” المتورطون في الاعتداء على المسنة الكردية “زينب شيخو مصطفى” وصهرها وحفيدها في قرية “كئورا” بناحية راجو.

– المدعو أسامة رحّال نائب متزعم ميليشيا “اللواء 112″، في بلدة “بعدينا” بتاريخ 27/10/2018م.

– حرائق في غابة قرية “حج حسنا”- جنديرس.

– اشتباكات أمام مبنى السراي القديم – مقرّ الوالي التركي في مدينة عفرين.

– رتل من ميليشيا “الفرقة 77” يدخل إلى مدينة جنديرس.

————–

يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا:

عفرين تحت الاحتلال-294-06-07-2024– PDF

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى