عفرين تحت الاحتلال (285): وفاة مدني في سجن الراعي وأقرباء مخفيين قسراً واعتداء على آخر، قرية “فاطمة الزهراء” الاستيطانية، اعتقالات ورفع إتاوات “أبو عمشة”، سرقة معدات لمياه الشرب ونقص سدّ ميدانكي، فوضى السّلاح ومرتزقة إلى النيجر
بدأت تركيا عدوانها على عفرين في 2018م بتلاوة “سورة الفتح” من قبل أكثر من /90/ ألف مسجد بناءً عل توجيهات رئاسة الشؤون الدينية، لتوحي بأنّ حربها تُشنّ ضد “الكفّار والملاحدة” تلك النعوت التي نشرتها الاستخبارات التركية بين عناصر الميليشيات السورية المسلّحة التي شاركت في العدوان، لتوجّهها باستباحة دماء وكرامة وممتلكات أهالي المنطقة وثرواتها باعتبارها غنائم الغزو؛ علاوةً على النظرة الشوفينية التي زرعها “البعث” على مدار عقود، لا تزال تلك التُهم تُطلق نحو الكُـرد من قبل المسلّحين وحاضنتهم، فتتواصل حالات الاعتداء وارتكاب الانتهاكات والجرائم بحقهم، فيما يدعي الائتلاف السوري- الإخواني زوراً وبهتاناً عبر إعلامه ومسؤوليه وشخوصه الكُـرد أيضاً توفر “السّلام والتعايش” في المنطقة، مثلما جرى مؤخراً في الترويج لماراثون رياضي، عكس ما ورد في مئات التقارير المنشورة من قبل منظمات محلية ودولية وكذلك تقرير وزارة الخارجية الأمريكية لحقوق الإنسان 2023م عن الأوضاع السيئة السائدة في عفرين.
فيما يلي وقائع عن الأوضاع السائدة:
= وفاة كردي مدني في سجن الراعي:
منذ أسبوع، أبلغت سلطات الاحتلال التركي أقارب له من جهة والدته في قرية “كازيه”- عفرين بوفاة المواطن الكردي “جانكين عثمان نعسان /36/ عاماً” من أهالي قرية “رووتا”- مابتا/معبطلي، ولاستلام جثمانه من مشفى في بلدة الراعي- الباب، ولكن لم يجرؤ أحدٌ على إعلان قرابته والاستعداد لاستلام الجثمان، حيث أنّ عائلة المغدور كانت مقيمة في مدينة عفرين منذ عشرات السنين ولم يبق لها أقرباء من قريتها الأصلية، وجميع أفرادها (الوالدين عثمان مجيد نعسان /65/ عاماً وزوجته زينب عبدو /60/ عاماً، الأولاد: جانكين وزوجته زليخة، شيار /30/ عاماً – زوجته كانت غائبة، محمد /28/ عاماً وزوجته جيلان سمير جمال/حمالو /26/ عاماً- معهما طفلين) قد اعتقلوا بتاريخ 7/6/2020م من دارهم في حي الأشرفية، بتُهم ملفّقة، وتمّ إخفاؤهم قسراً إلى الآن، وفي حينها استولت ميليشيات “الجبهة الشامية” على منازلها وسرقت كافة محتوياتها من مفروشات وأدوات وتجهيزات.
وفي تموز 2021م، أفرجت عن المسنة “زينب عبدو” من قسم النساء في سجن ماراتهِ- عفرين، بسبب مرضٍ عضال أصابها، فتشرّدت ولاقت مصيراً مؤلماً، حيث توفيت حرقاً بتاريخ 23/12/2021م في منزلٍ قديم بقرية “رووتا”، كانت لوحدها فيه.
وكانت “زليخة وليد عمر /30/ عاماً” زوجة “جانكين” تعاني من مرض الصرع العصبي قبل الاعتقال، وقد تدهور وضعها الصحي في السجن بسبب التعذيب والظروف القاسية في المعتقل، وأُطلق سراحها أواسط آب 2021م بعد أن فقدت عقلها، فتشرَّدت دون مأوى ومعيل وفي حالةٍ يرثى لها.
ولا زال مصير بقية أفراد العائلة (عثمان، شيار، محمد، جيلان، طفلين) مجهولاً، فيما لم يكن “جانكين” يعاني من أي مرض قبل الاعتقال، توفي من آثار التعذيب والظروف القاسية بسجن الراعي السيء الصيت والذي تديره الاستخبارات التركية وميليشيات “فرقة السلطان مراد”، وقد تمّ دفن جثمانه بتاريخ 23/4/2024م في بلدة الراعي من قبل القوات الأمنية.
= اعتداء على كردي مدني:
بتاريخ 24/4/2024م، وقع حادث اعتداء بالضرب المبرح على المواطن الكردي “أحمد رشيد بكر /49/ عاماً” من أهالي قرية “عتمانا” ومقيم في بلدة راجو ويعمل في تجارة الزيت، من قبل عشرات المستقدمين (عناصر ومدنيين) من مدينة عدرا- ريف دمشق وموالين لميليشيات “جيش الإسلام”، حيث بدأ الاعتداء بصدم سيارته البيك آب من الخلف بدراجة نارية مسرعة، أثناء سيره في أحد شوارع راجو، ثم الهجوم عليه وضربه من قبل جموع وصلوا للمكان بدعوة عبر الواتس آب، فاضطّر “بكر” للهرب بسيارته نحو مقرّ أمنية ميليشيات “أحرار الشرقية” القريب من المكان للإحتماء؛ وأثناء تواجدهم أمام المقرّ لساعات المساء كانوا يطلقون الشتائم والتهديدات، منها “الأكراد خنازير، كفّار، عفرين لنا بدلاً عن الغوطة”، إلى أن تفرقوا، وأُطلق سراح “بكر” ودون اعتقال أحدٍ من المعتدين أو إجراء تحقيقٍ ما.
= قرية “فاطمة الزهراء” الاستيطانية:
بتاريخ 25/4/2024م، تمّ افتتاح قرية “فاطمة الزهراء” الاستيطانية النموذجية، من قبل مفتي جنديرس ومسؤول المكتب الشرعي لدى ميليشيات “فيلق الشام- الإخواني” الشيخ “حمود حمادة الشيخ ابن حمدو/أبو همام- تولد كفرناها 1970م – ريف حلب الغربي”، بحضور ممثل هيئة إدارة الكوارث والطوارئ التركية (آفاد) التي قامت بتنفيذ المشروع بتمويل من منظمتي “فريق التآخي، الجمعية الإنسانية للتآخي” الكويتيتين، وبمساعدة “المجلس المحلي في جنديرس”.
تتألف القرية من ست وحدات طابقية سكنية، تتضمن /36/ شقة، مع مسجد وحدائق وبنى تحتية؛ شيّدت على أرض زراعية بجوار تقاطع وادي خنزير وطريق جنديرس- حجيلار، وهي عائدة لـ”محمود أبو دان”.
وكانت “الجمعية الإنسانية للتآخي” قد بنت خمسة مساجد في جنديرس، حسب خطاب المفتي أثناء الافتتاح.
= اعتقالات تعسفية:
اعتقلت سلطات الاحتلال:
– أوائل نيسان الجاري، المواطن “محمد حسين حسين /35/عاماً” من أهالي قرية “عمرا”، لعدة أيام، من قبل الاستخبارات التركية وميليشيات “الشرطة العسكرية في راجو”، بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، بعد وصوله إلى القرية قادماً من وجهة النزوح – حلب، وأطلقت سراحه بعد فرض غرامة مالية عليه.
– بتاريخ 3/4/2024م، المواطن “حمو صلاح زينو /24/ عاماً- المعروف باسم حجي” من أهالي قرية “داركير”- مابتا/معبطلي، من قبل ميليشيات “الشرطة العسكرية” في مركز عفرين، أثناء زيارته الثانية لوالده المعتقل منذ أوائل كانون الأول 2023م، وذلك بتهمة العلاقة مع الإدارة الذاتية السابقة، ولا يزال قيد الاعتقال التعسفي.
= إتاوات “محمد الجاسم أبو عمشة”:
خلال الشهرين الأخيرين، رفع “محمد الجاسم أبو عمشة” متزعم ميليشيات “فرقة السلطان سليمان شاه” من مبلغ الإتاوة المفروضة على المواطنين الكُـرد العائدين إلى قراهم؛ على سبيل المثال فرض /3/ آلاف دولار أمريكي على العائد المرحل قسراً من تركيا “فخري أحمد موسكو” إلى قرية “جقلا فوقاني”- شيه/شيخ الحديد مقابل استلام منزله والعيش في القرية، ويطالب بمبلغ كبير آخر من العائد “مصطفى حسين” من حلب إلى بلدة شيه؛ كما أبلغ مخاتير بعض القرى الواقعة تحت سيطرته بفرض /6/ آلاف دولار على كل أسرة عائدة بدلاً من /1500/ دولار الذي كان يُفرض سابقاً ما قبل عيد الفطر.
= سرقة معدّات المياه ونقص مياه “ميدانكي”:
مؤخراً، قام لصوص مسلحون بسرقة معدّات من محطة مياه الشرب بالقرب من كازية “عيشه”- مدخل مدينة عفرين الشرقي، من بطاريات وكوابل وغيرها، وكذلك المحولة الكهربائية لمضخة مياه قرية ترنده- جنوبي المدينة.
كما قام مسلحون آخرون بقص الباب الحديدي لغرفة الحقن في سدّ ميدانكي وفتحه، وسرقوا كوابل نحاسية بطول /800/م ومضخة غاطسة وبطاريات وتجهيزات الإنارة، فخرجت الغرفة عن الخدمة؛ دون إجراء أي تحقيق من قبل الجهات الأمنية.
ويُذكر أنه رغم الهطولات المطرية الجيدة خلال الأشهر الماضية، لم يمتلئ سدّ ميدانكي بالشكل المطلوب، بسبب احتجاز المياه في العديد من السدود التي شيدتها تركيا على الروافد المغذية لنهر عفرين ولها سعات تخزينية كبيرة، وكذلك افلات قسم من مياه النهر- السدّ لتتدفق إلى سدّ الريحانية في الجانب التركي- غرب عفرين؛ حيث هناك منسّق تركي يدير سدّ ميدانكي وبيده قرار التحكم بتدفقه.
= فوضى وفلتان:
في ظلّ حالة انعدام الأمن وانتشار الميليشيات في الأماكن المأهولة بالسكّان، وكذلك فوضى حمل السّلاح واستخدامه من قبل معظم المستقدمين إلى المنطقة:
– بتاريخ 13/4/2024م، إثر مشاجرة بين مجموعتين من المستقدمين، الأولى من ريف دير الزور والأخرى من ريف حلب الغربي، وسط قرية “عربا/عرب أوشاغي”- مابتا/معبطلي التي تسيطر عليها ميليشيات “فرقة السلطان محمد الفاتح”، أصيب القاصر “مصطفى العلي بن محمد /13/ عاماً” من مدينة “ألبوكمال” بطلق ناري في الرأس وتوفي على الفور، حيث ساد القرية توتر والتزام المدنيين منازلهم ليوم كامل.
– بتاريخ 14/4/2024م، نتيجة مشاجرة وإطلاق النار بين مجموعتين من المستقدمين في مدينة عفرين، إثر وقوع حادث سير، أصيب شخصان منهم بجروح متفاوتة.
– منذ أسبوعين، عُثر على جثة شابٍ في مكان إلقاء القمامة بوادي “تيرا” غربي بلدة ميدانكي، حيث أنّ بيان منسوب لـ”المجلس الأعلى لقبيلة اللهيب” بتاريخ 18/4/2024م ومنشور في قنوات إعلامية محلية، يتهم ميليشيات “فرقة صقور الشمال” التي يتزعمها “حسن خيرية” بقتل المدعو “يحي نعمة الحجي” أحد أبناء القبيلة المستقدمين، ووصفتها بالعصابة، دون توضيح أسباب القتل؛ ووفق مصدرٍ محلي كان القتيل عنصراً ضمن صفوف “صقور الشمال” ذاتها.
– بتاريخ 24/4/2024م، أصيب شاب من مستقدمي مدينة السفيرة – ريف حلب الشرقي بطلق ناري في مدينة عفرين، إثر مشاجرة له مع أحد أقربائه حول حصة إغاثية.
– بتاريخ 24/4/2024م، أقدم الحاجز المسلح لميليشيات “الشرطة العسكرية في عفرين” بمفرق قرية “كفرجنة”- شرّا/شرّان على ضرب أحد المارّة من مستقدمي بلدة “حيّان”- ريف حلب الشمالي، وإطلاق الرصاص الحي بشكلٍ مباشر على شابين أخرين من نفس البلدة، لم يتوقفا في الحاجز، وذكرت قنوات إعلامية محلية أنّ أحدهما المدعو “عبد الباسط حياني” قد توفي مساء اليوم.
= طريق الارتزاق:
بعد أن فرضت تركيا سيطرتها على الميليشيات السورية المنضوية في ما يسمى بـ”الجيش الوطني السوري” منذ 2016م، وعلّمتها طريق الارتزاق داخل سوريا وخارجها، باستخدامها في عمليات عسكرية ضد الكُـرد وفي ليبيا وأذربيجان، قامت خلال الأشهر الماضية بإرسال دفعات من عناصرها كمرتزقة إلى أفريقيا مقابل راتب شهري /1-2/ ألف دولار أمريكي لكل عنصر؛ وبإشراف الاستخبارات التركية تمّ فتح باب الاكتتاب لدفعةٍ جديدة منذ 14/4/2024م بمقرٍّ لميليشيات “فرقة السلطان مراد”- “الكمارك” سابقاً في مدينة عفرين أمام المسلّحين لإرسالهم إلى دولة النيجر.
= انتهاكات أخرى:
– مؤخراً، قام المدعو “عمر صبوح- أبو علاء” من عناصر ميليشيات “فرقة الحمزات” بأمر مسؤول القرية المدعو “أبو الخير” والمنحدرين من قرية “معرة حرمة”- ناحية كفرنبل/معرة النعمان، بفرض إتاوة ألف ليرة تركية على كلّ عائلة كردية (حوالي /40/ عائلة) في قرية “عتمانا”- راجو، دون حوالي /90/ عائلة من المستقدمين، بحجة ترميم الطريق الأسفلتي بينها وبين ببلدة راجو؛ بعد أن عَلِما بأن المجلس المحلي بالتعاون مع منظمة متبرعة سيقوم بأعمال إصلاح الطريق، فاستغلا هذه الفرصة.
إنّ تركيا باعتبارها دولة احتلال ولها استخباراتها ومؤسساتها التي تدير شؤون منطقة عفرين، وبالشراكة معها الائتلاف السوري- الإخواني وحكومتها المؤقتة، تتحمل المسؤولية عن حالات الاعتداء على المدنيين الكُـرد على خلفية عنصرية ودينية متشددة.
27/04/2024م
المكتب الإعلامي-عفرين
حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)
——————
الصور:
– المغدور “جانكين عثمان نعسان” ودفنه في بلدة الراعي.
– المعتقلين “عثمان مجيد نعسان، شيار عثمان نعسان، محمد عثمان نعسان، جيلان سمير جمال/حمالو وطفليها” المخفيين قسراً منذ 7 حزيران 2020م.
– المعتدى عليه “أحمد رشيد بكر”.
– قرية “فاطمة الزهراء” الاستيطانية النموذجية.
– المدعوان “عمر صبوح- أبو علاء” و “أبو الخير” من ميليشيات “فرقة الحمزات”.
—————–
يمكنكم تنزيل الملف كاملاً بالنقر هنا: