مهمة نبيلة أن نضيئ الزوايا المعتمة، أن يحمل المعلم قبس النور للعقول الظماء للمعرفة
جريدة الوحـدة*
السيدات والسادة الحضور
أبناءنا وبناتنا الرائعين المتألقين … الأمل الواعد…
دون شك هذه الأمسية قادرة أن تملأ أياماً وشهوراً من الخيبات والعناء والوجع والفقد، تملؤها بالسعادة والزهو والنور… إنها احتفالية الحياة الغامرة، إن أبناءنا وبناتنا في طريق النجاح والنور إلى قادمات السنين. طوبى لكم وأنتم أضأتم قتامة الأيام واجترحتم النجاح رغم كل شيء رغم الظلام المحيط بنا والحراب التي تنوشنا… رغم الخوف والقلق أنتم اليقين في زمن اللايقين… في الزمن الضائع المستقطع.
حزب الوحـدة… طوبى لكم أنتم أنشودة الفرح وصنعتم الفرح… مبادرون رائعون لكل جميل وبهي وذي مغزى… فالحزبية ليست فقط بيانات ومؤتمرات وقرارات وتسجيل مواقف، بل شجرة الحياة المخضوضرة الخضلة… إن خطوة كهذه تعادل دزينة من البيانات، وها أنتم تفعلون ذلك وجعلتموه موسماً خصباً.
احتفالنا اليوم هو صدفة بهيجة ذات مغزى حين يسجل مقاتلو «قسد» انتصاراً على قوى الظلام والتوحش والبدائية، من أجل وطن حرّ سعيد تعددي، فالقلم والبندقية هما دعامتا أي وطن وإخوة أشقاء… وحضورنا الباهي اليوم ما كان ليكون لولا أولئك الراقدين على مبعدة منا قريبة… توقيعهم جعل هذا ممكناً.
على الصعيد الشخصي ممتن جداً أن أدعى لهذا الحفل الملهم والمشرق، أنا الذي كنت محارباً بالقلم والطبشور والورق وبالكلمة المسؤولة وعلى مدار خمسة وثلاثين عاماً… فخور بهذه المسيرة… فخور بطلابي الذين هم اليوم أصدقائي، بعضهم هنا في هذه القاعة، هم الرصيد الذي لا ينفذ، وهم فرح الحياة والبيدر السمع.
يداخلني حبور دون حدود أنني كنت معلماً، والذي قال فيه المفكر الكبير فرنسيس بيكون قبل أربعة قرون بأنه تاجر النور ومحارب بالنور وكما السياسي يجدر به أن يكون تاجر أمل.
مهمة نبيلة أن نضيئ الزوايا المعتمة، أن يحمل المعلم قبس النور للعقول الظماء للمعرفة، فالإنسان كما قال ماركس هو الرأسمال الأكبر… مسيرة البشرية كانت مغامرة العقل والبحث المستمرّ عن الأجوبة وفهم ما حولها… وحده العلم هو سفينة نوح والعبور نحو الغد.
أيها المعلمون الرسل وسارقو نار المعرفة من مملكة الرب، في حضوركم يورق الشجر وتنفتح ألف زهرة، وتموج سنابل الآمال في خزائن يوسف، أنتم تضيفون اليوم الثامن إلى أيام الخلق.
في مملكة العلم وحده المعلم يقف والتلاميذ يجلسون، لقد قالت ربة الحانة سيدوري لجلجامش الباحث عن الخلود العبثي: اذهب واعمل عملاً طيباً فهو العمر الثاني الذي لا ينتهي… هكذا أنتم أيها الزملاء متابعو راية التعليم… وبعد، هذا الشعب دائماً ينهض من رماده، والكرامة هي الديانة الوحيدة التي يدين بها… ديانة قاسية لا جنة فيها ولا جزاء… هنا الشعب سيسحب ظله إلى عتبات الضوء.
مرةً أخرى شكراً حزب الوحـدة … وأنتم ترسخونه تقليداً حضارياً رائعاً…
وأنتم أيها الناجحون قلبي يصافح قلوبكم، واليد التي تمتد للعلم لا تعود فارغة…
السلام لكم… والتهاني، ووعد الأيام والوطن الذي يجب أن يشجعنا جميعاً…
المدرّس حسين محمد علي
* الكلمة التي ألقاها، بعد تكريمه، في حفل تكريم طلاب ناجحين ومتفوقين في الشهادتين الإعدادية والثانوية بمدينة كوباني، في 6/9/2023م، صالة نـوروز، من قبل منظمة حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).
—–
* جريدة الوحـدة – العدد /344/- 18 كانون الأول 2023م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).