أدب و فنالقسم العام

شعر: أرِيدُكِ … لِيكونَ لِموتي صدى

علي مراد

مجلة الحوار – العدد /80/- السنة 29- 2022م

سَأُخبِرُكِ كيفَ أُقحِمُ مُدرَّعةً في القصيدةِ

وأُخبئُ دبابةً في بيتِ شِعر

سَأُخبِرُكِ عن طائراتٍ تقصفُ المُدنَ والقُرى

بِأطفالِ الأنابيب

أطفالٌ يقلعونَ عنِ ال (نيدو)

ويشربونَ البارود

بارودٌ ينفضُ عنِ الخريطةِ

أنهارَ ضحكتكِ

لتموتَ أسماكُ الإِستعارةِ مِنَ الظمأ

سَأُخبِرُكِ عن هذيانَ البلاغةِ في نُحاسِ الفوارِغ

وعن سواترٍ مُعدّةٍ للقُبل

وشِفاهٍ يابِسة

عن نافذةٍ عاطلةٍ عنِ الإطلالةِ

مركونةٌ على سطحِ الدار

سَأُخبِرُكِ عن كوكبِ اليُتمِ

وعن مُرِ غيابِك…

سَأُخبِرُكِ عن فراشةٍ مِنَ (المارشميلو)

وقلبٍ ينبضُ بالأحصنة

وقاراتِ الدم

عن دمٍ يأبى أن يجري في عروقِ الشُعراء

عن شُعراءَ لصوص

يقضمونَ قلبي كتُفاحةٍ

ويسرقونَ الشمسَ مِنْ زُرقةِ جِداري

شُعراءٌ يحمِلونَ البنادِقَ بدلَ الزهور

زهورٌ مُغلفةٌ بالأشواكِ

أشواكٌ معدنيةٌ بريئة

تكسينا بالعطور

سَأُخبِرُكِ عن إنهزامِ المناديلَ الورقية

أمام هيجانِ الهالِ واتساع الألمِ

سأُخبِرُكِ عن نبيٍ اغتصب أُمي

ذاتَ غزوة

وأنجبني من خطيئة

سَأُخبِرُكِ عن إِلهٍ مُقعدٍ يدفعُ كُرسيهُ اللامتواضِع

شياطينٌ بقلوبٍ بيضاء

شياطينٌ منذورةٌ للرحمة

لكن قبلَ كُلِ هذا

عانقيني مرةً

قبليني مرتين

واهمُسي في ماءِ روحي

لأخلعَ دمي.. ذاكِرتي

كفني.. يباسي

وأخضرَ في صحراءِ المعنى

كسدرةِ المُنتهى

××××

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى