(جامعة دهوك- إقليم كردستان العراق)
مجلة الحوار – العدد /80/ – السنة 29 – 2022م
… في حين عندما فَر بقايا الأمويين إلى مناطقهم لمطاردة العباسيين لهم فتح الكورد مناطقهم الوعرة لهم وهبوا لنجدتهم ومساعدتهم بعد سقوط دولتهم” بعض الطوائف الكوردية كانت على علاقة حسنة ببعض الخلفاء الأمويين لا وبل خدموا الأمويين حتى بعد سقوط دولتهم حين قدموا الحماية الكافية لبعض الطوائف الأموية الهاربة من بطش وتنكيل العباسيين لهم وأقاموا في منطقة جولميرك([1]) والهكارية حيث وجدوا ملجأً أميناً لهم”([2])، وفي الوقت نفسه يلاحظ أن غالبية الفارين من بطش الخوارج وسياستهم التعسفية في أحيان كثيرة كانوا يلجأون إلى المناطق غير الكوردية، لكونهم يدركون أن غالبية تلك المناطق هي في الأصل تحت سيطرة الخوارج، فكانوا يفرون إلى مدن الوسط والجنوب العراقي العربي([3])، وذلك ما يؤكد التناقض الحاصل في الرؤية الكوردية وقتها للسلطة والدولة المركزية، ولايمكن انكار إن دوافع الكورد غالباً ما كانت اقتصادية كما سبق وإن نوهنا إلى ذلك، لاسيما فيما يتعلق بالسياسة التي كانت تتبعها الدولة في جباية الضرائب والخراج، الأمر الذي خلق ردة فعل عنيفة أحياناً في بعض المناطق الكوردية حيث “امتنعوا عن دفع الخراج”([4]) حتى قبل العصر الأموي في الكثير من الأحيان وتحالفوا فيها مع حركات المعارضة([5])، ولكن كما سبق وإن نوهنا أن ذلك لايفرض حتمية الخروج لدوافع اقتصادية.
فالمتتبع لسير حركة التاريخ في الأقاليم الكوردية سيلاحظ بأن الكورد لم يكونوا حملة عقيدة العصيان على السلطة المركزية لغرض تفضيل الأمويين على الخوارج أو الخوارج على الأمويين أو مساعدة قبيلة عربية ضد قبيلة أخرى، إنما كان الكورد يتبنون مثلاً الفكر الخارجي باعتباره الطريق لرفض لا إسلامية السلطة التي تحكم مناطقهم باسم الإسلام، بعبارة أدق أنهم طالما أسلموا فيجب أن تكون المساواة التي من المفترض أن الإسلام شرعها تكون هي السلطة، وليس العكس، أن يدفع الكوردي المسلم وغيره من المسلمين غير العرب ضريبة كونهم ليسوا عرباً، فمن الراجح أن تلك الظروف فرضت على الواقع الكوردي أيضاً مساحة بحث عن منفذ لوجودهم فتحركت زعاماتهم القبلية ضمن دوائر الحتميات التي فرضها الواقع باسم الاسلام، فالتجمعات الكوردية قبل قيام الدولة الأموية كانت قد “خضعت للدولة الإسلامية باسرها كغيرها من التجمعات القبلية الكوردية واعتنقت الإسلام، ولكن عندما سنحت لها الفرصة في حوادث الفتنة عام35هـ، فإنها خرجت عن الطاعة من تلقاء نفسها، وأبت دفع المستحقات المالية المترتبة عليها إلا وهي الخراج..”([6])، وبالتالي حين تسلط عليهم الأمويين ساندوا الخارجي وانضموا إليه ضد الأمويين، كما كانوا قد خرجوا على علي بن أبي طالب(35-40هـ/656-661م) رفضاً لسياسة ولاته التعسفية تجاههم، فنجد بأن المراجع الحديثة تسلط الضوء على مقولة -أبوا دفع الخراج -، ويتجاهلون الأمر الآخر، والذي يكمن في استغلال الفرصة التي سنحت لهم بظهور حركة معارضة للسلطة والتي تمثلت بحركة الخريت بن راشد الناجي([7])، الذي رفض الاعتراف بالمحكمين، فتمرد على السلطة وخرج مع أصحابه من الكوفة باتجاه منطقة الأهواز عن طريق المدار، وانضم إليه في الطريق”قوم من أصحابه وبعض العلوج و–الكورد– من منطقة خوزستان الذين أبوا دفع الخراج..”([8])، في حين انضموا إلى الشيعة عندما وجدوا فيهم ضالتهم والمنفذ لكسر احتكار العرب السلطة لأنفسهم باسم الدين، فكان وجودهم ضمن الاطار العام للحدث منوطاً بتلك الحركات التي يجد الكورد لأنفسهم كمسلمين غير عرب “الموالي الأعاجم” موقعاً يحددوا من خلاله هويتهم ويحافظوا على أرضهم وزعاماتهم.
مرت العلاقات الأموية الكوردية-الاتصال الكوردي بالأمويين- بمراحل متفاوتة، بعضها تعود إلى ما قبل تولي معاوية بن أبي سفيان الخلافة، حيث كانت بعض المناطق الكوردية مسرحاً للصراعات التي خاضها معاوية عندما كان والياً على الشام والجزيرة،([9]) مع القوى الأخرى المناوءة لتطلعاته، حيث تحولت بعض المناطق الكوردية إلى ساحة قتال أثناء سعي معاوية لتثبيت دعائم حكمه سواء والياً أو خليفةً،كمدينة سنجار–شنكال-([10]) التابعة آنذاك إدارياً للجزيرة([11])، فحين تولى معاوية بن سفيان الجزيرة أرسل الأخير عامله الضحاك بن قيس الفهري(ت64هـ/683م)([12]) لينوب عنه في عهد عثمان بن عفان(23-35هـ/644-656م)([13])، وبعد مقتل الأخير وخلافة علي بن أبي طالب(35-40هـ/656-661م)([14]) ولى عليها الأشتر بن مالك النخعي(ت37هـ/657م) الذي اصطدم في قتال مع الضحاك صاحب معاوية، وانتهى الاقتتال لصالح الأشتر، وبقي عليها إلى أن قتل علي بن أبي طالب، حيث ظهرت حركة إبراهيم بن الأشتر (71هـ/691م)([15]) الذي انتصر على الأمويين فبقيت سنجار -شنكال- تحت سيطرته، وبذلك تحولت سنجار- شنكال- إلى مسرح للصراعات الدائرة بين القوى الإسلامية([16])، ولم تكن باقي المناطق الكوردية بأفضل حال من شنكال حيث تحولت أغلبها إلى ساحة قتال بين الأطراف المتنازعة والمتخاصمة، لاسيما بين الأمويين وعبدالله بن الزبير(64-73هـ/684- 692م)، والمختار بين عبيد الثقفي (66هـ/685م).
وكما سبق وإن أشرنا بأنه لاتوجد بين أيدينا مصادر توضح كيفية التواصل بين الكورد والخليفة معاوية بن أبي سفيان إلا من خلال المعلومات الواردة حول محاولاته لتثبيت حكمه وذلك باخضاع المناطق التي بقيت موالية للحسن بن علي قبل تنازله للخلافة وبعدها، وتلك التي لم يستطع ولاة معاوية من السيطرة عليها وإخضاعها للسلطة الأموية، كسنجار([17]) وبعض المناطق الأخرى في إقليمي فارس والجزيرة.
حظيت المرحلة الأولى من قيام الدولة الأموية، ببعض المتغيرات والانقسامات أيضاً، فما إن تنازل الحسن بن علي عن الخلافة حتى دخل معاوية بن سفيان الكوفة حيث أخذت البيعة له بحضور الحسن وأخيه، واجتمع الناس عليه فسمي ذلك العام عام الجماعة([18])، وبذلك انتقلت السلطة الإسلامية إلى بني أمية، وخضعت أغلب المناطق الكوردية تحت سلطتها مبدئياً باعتبارها ضمن التقسيمات الإدراية الإسلامية السابقة، ولكن على الرغم من ذلك كانت الأمة الإسلامية حين تولى معاوية الخلافة منقسمة إلى ثلاثة أحزاب وهي شيعة بني أمية، وشيعة علي بن أبي طالب، والخوارج مع أصاحب النزعة الراشدية([19])، ولاترد في المصادر الكثير عن كيفية تعامل الخليفة مع الكورد بشكل واضح ومباشر، وذلك لأن الكورد لم يكونوا في تلك المرحلة عنصراً يهدد السلطة ولم يكن يعرف عنهم سوى ما تناقلته المصادر العربية على أنهم يعبثون بأمن واستقرار الطرقات في مناطقهم ويقومون بأعمال النهب وقطع الطرق([20])، وذلك ما أجاده العرب وقتها في وصف الأقوام التي لاتنتمي إليهم ولاتخضع لمنطقهم القبلي، ومع ذلك توجد إشارات قليلة ضمن بعض المصادر إلى أن بعض مناطق الكورد كانت تخطب للخليفة معاوية بن أبي سفيان من على المنابر “اللهم ارض عن معاوية بن سفيان الخال ويزيد المفضال”([21])، كما ورد في إحدى المصادر العربية الإسلامية إن سكان إقليم الجبال –إحدى مواطن الكورد- يفرطون في حب معاوية بن سفيان([22])، ولم تثبت تلك المصادر كيفية اتصال الكورد بالخليفة، كما أنها لم تثبت على أي أساس كان ولاء الكورد للخليفة، وعلى الرغم من ذلك فإنه لايعني أن بإمكاننا تعميم الأمر على جميع المناطق الكوردية ونسلم بأنها خضعت لذلك المنطق فقد حافظت بعضها على تمردها وعصيانها على السلطة المركزية، وأصبحت مأوى لحركات الخوارج المعارضة لاسيما شهرزور([23]).
استمرت بعض المناطق في عهد يزيد بن معاوية(60-63هـ/680-683م)([24]) في المساندة والدعم حسبما تشير إحدى الروايات التاريخية، حيث استطاع الخليفة يزيد من كسب ود بعض الكورد حتى أنهم وبحسب ماورد في بعض المصادر بالغوا في تبجيله ومحبته واحترامه فكانوا يسلمون عليه بقول السلام عليك يا إمام العدل، ويا خليفة الله في الأرض، فضلاً عن الدعاء له في الخطب ومن على المنابر([25])، أما عن كيفية فعل ذلك، لاسيما إذا كانوا قد التقوا بالخليفة مباشرة أم لا، فإنها لم تحدد الكيفية لا زمنياً ولا مكانياً، ومع ذلك أننا لم نجد في المصادر التي بين أيدينا حتى تلميح من قبل السلطة إلى اسم الكورد، أو ما يوضح كيفية التواصل المباشر بين الكورد والخلفاء الأمويين لاسيما معاوية ويزيد، فضلاً عن أننا طوال فترة حكم الأمويين لانجد إلا القليل من الإشارات حول علاقة الكورد بالأمويين([26])، على الرغم من أن بعضها كما سبق وإن نوهنا تذكر بوضوح دعاء الكورد لبعض خلفائهم في خطبهم وعلى منابرهم، ويمكن ارجاع ذلك الغموض في سير العلاقات الأموية مع الأقوام الأخرى إلى أمرين: الأول إن الدولة استلمت الأمصار والبلدان والأقاليم الإدارية وانشغلت في بداية عهدها بتنظيمها وتعيين الولاة عليها بحسب ما تقتضيه سياستها الجديدة، فقد أشار الشاعر مالك بن الريب المازني(ت60هـ/680م)، في إحدى قصائده إلى إحدى القرى الكوردية التي كان أحد الولاة الأمويين يحاول اخضاعها في طريقه إلى خراسان:
قول وقد حالت قرى الكرد بيننا ….. جزى الله عمراً خير ماكان جازياً
إن الله يرجعني من الغزو لا أكن … …. وان قل مالي طالباً ماورائيا (29)
والثاني النزوع إلى اعتماد العنصر العربي كركيزة أساسية في إدارة الدولة ساهمت في تغافل الروايات التاريخية عن ذكر الأقوام الأخرى ماعدا التي سعت منذ البداية في الوقوف بوجه الدولة.
تنقطع الأخبار التي تتعلق بالعلاقات الأموية الكوردية في المصادر تقريباً لاسيما تلك التي تتعلق بكيفية إدارتهم للمناطق الكوردية التي ألحقت بإداراة الولايات وفق التقسيمات الإدارية في العصر الأموي، إلى مجيء الخليفة عبد الملك بن مروان(65-86هـ/685-705م) إلى سدة الحكم، حيث ساءت في عهده الأحوال في بعض المناطق الكوردية حيث ظهرت أكثر من حركة معارضة قادها بعض القادة العرب أنفسهم ضد الدولة الأموية، حيث كانت حلوان من تلك المدن الكوردية التي كانت وجهة الكثير من الحركات، فعلى الرغم من كونها خاضعة لبعض الولاة، إلا أنه في الوقت نفسه كانت عصية عليهم حيث لم تنجح الكثير من الحملات من اخضاعها وبقيت حلوان بيد الكورد إلى عام 77هـ/696م([27])، كما توجد إشارة إلى أن أحد أصحاب حركات المعارضة، عبد الرحمن بن الأشعث (83-85هـ/700-704م) ([28]) حين عزم على خلع الطاعة للحجاج والي الخليفة عبد الملك على العراق([29])، مكث في مدينة بيست([30]) لمدة عام قبل أن يتوجه بعدها إلى كابل لإخضاع ملكها([31])، وتزامن ذلك مع خروج حركة تبنتها جماعة من الكورد في إقليم الجبال([32])، ضد والي الدولة الأموية “حيث اسند الحجاج بن يوسف الثقفي([33]) مهمة القضاء عليها إلى محمد بن القاسم الذي ولاه ولاية فارس وأمره بقتل الكورد([34])، وذلك حين أرسل الأخير إلى الحجاج يخبره أن الكورد عاثوا وأفسدوا في أيام خروج عبد الرحمن بن محمد بن الأشعث، فبعث الحجاج عمرو بن هاني العبسي “في أهل دمشق إليهم فأوقع بهم وقتل منهم خلقاً..”([35])، إلا أن ذلك لم ينهي تمرد كورد شابور الذين كانوا مصرين على عدم الاستسلام للحجاج، الأمر الذي جعل الحجاج يضطر إلى ضرب الحصار عليهم محاولة منهم لإخراجهم، وفي عام 90هـ/709م توجه إلى مدينة روستقباد من أجل اخضاع الكورد الذين خروجوا عن السلطة في إقليم فارس، وبحسب المصادر إن كورد ذلك الأقليم بقوا طوال الحكم الأموي في حالة صراع مع السلطة([36]).
كما تزامن ذلك كما سبق وان نوهنا انخراط الكورد في حركة الأشعث، وما يثبت علاقة الكورد بحركتة أنه حين انهزم وفر عبر إقليمي الأهواز وفارس ساعده الكورد في تلك المناطق مما أدى إلى نجاته ووصوله سالماً إلى إقليم كرمان([37])، ولاتوجد معلومات أكثر حول تلك الحركة حسب المصادر التي بين أيدينا فيما يتعلق بعلاقتها بالكورد، وتبقى الأخبار المتعلقة بالعلاقات بين الأمويين والكورد في عهده ضمن الإطار العالم لخروج حركات المعارضة ضد الحكم الأموي ومشاركة الكورد فيها، أو اتخاذ تلك الحركات من المناطق الكوردية قاعدة لها، إلى أن يأتي الخليفة عمر بن عبد العزيز(99-101هـ/717-720م) للسلطة([38])، حيث تشير المصادر على أن الكورد كانوا يلقبونة بالخليفة الصالح وذلك لعدالته([39])، ولقد استطاع الخليفة من كسب ود أهل شهرزور([40]) الذين يعرف عنهم بشدتهم ومقاومتهم وحفاظهم على معتقداتهم وصعوبة اخضاع أراضيهم لأنهم كما نقلت المصادر العربية الإسلامية لا يخضعون لسلطان وعصاة ومتمردون([41])، ومنه نص أحادي ولاتوجد توثيقات أخرى تؤيد الرواية وتوضح كيفية التواصل بين الخليفة والكورد، إلا أنه بالإمكان إرجاع الأمر إلى السياسة التي اتبعها الخليفة تجاه الموالي الأعاجم المسلمين من غير العرب، وذلك عبر رفع الجزية عليهم والتي سبق أن وضعها غالبية الخلفاء الأمويين من قبله ضمن تحديث سياستهم المالية.
لقد أظهر الكورد في مواقف قليلة ولاءهم للدولة الأموية من خلال مساندتهم لهم في مواجهتهم للقوى التي كانت تُغير على الأراضي الخاضعة لسيطرة الدولة، لاسيما الخزر([42]) الذين تواصلت هجماتهم على الدولة الأموية حتى باتوا يهددون الموصل إحدى أهم المدن في وقتها([43])، ولقد شكل محاولات الخزر للسيطرة على مناطق الدولة الأموية تهديداً مباشراً لمناطق الكورد وذلك ما جعل مرة أخرى من الموقع الجغرافي للكورد ذا تأثيراً كبيراً على صيرورة الدعم الكوردي للدولة، وبعبارة أدق ذلك ما ساهم بشكل آخر في فرض الكثير من الحتميات على الكورد منها حتمية المواجهة مع الدولة أو ضدها ضد المغيرين على أراضيهم، وذلك ما أثبتته الأحداث بعد هجمات الخزر، حيث وجد الكورد أنفسهم مشاركين في الحرب بحكم موقعهم الجغرافي بالدرجة الأساس، لاسيما بعدما استولى الخزر على أرمينيا وأذربيجان والمناطق الشمالية من الجزيرة التي يقطنها الكورد، واستمرار توغل الخزر في الأراضي الكوردية الخاصعة أصلاً للدولة الأموية حتى وصلوهم إلى الموصل في عام112هـ/730م([44]) الأمر الذي شكل تهديداً واضحاً على الدولة الأموية والتي دفعت بخليفتها هشام بن عبد الملك(105-125هـ/724-743م) إلى البدء باجراءات احترازية منها إعداد قوة عسكرية بقيادة سعيد بن عمر الحوش([45]) وإرسالها للوقوف بوجه الخزر ووضع حد لتوسعهم داخل الأراضي التابعة للدولة الأموية، والذي استطاع من اتمام مهمته بوقف الزحف الخزري بعد أن انضم أعداد كبيرة من الكورد لجيشه “وكان لا يمر بمدينة من الجزيرة إلا استنهض أهلها إلى حرب الخزر فتجيبه من كل مدينة قوم ممن يريد الجهاد”([46]) إلى أن وصل مدينة ارزن([47])، ولقد ساعد ذلك الانتصار الكورد والاقوام التي كانت تسكن على أراضيهم للبقاء في مناطقهم والحفاظ على أراضيهم، وعدم الإضطرار إلى تركها بسبب ما كان يقوم به الخزر من أعمال تعسفية ووحشية من نهب وقتل وسبي للنساء تجاه أهالي المدن والأمصار التي يدخلونها([48])، كما ساعد ذلك استعادة الكورد لأغلب ما تم سلبه ونهبه منهم([49]).
ومن الخلفاء الأمويين الذين ربطتهم المصادر ضمن علاقة مباشرة مع الكورد الخليفة مروان بن محمد([50])، الذي تذهب أغلب المصادر على أن أمه كانت كوردية([51])، وأنها جارية أم ولد([52]) باستثناء ابن عبد ربه(ت328هـ/939م) الذي ذكر أنها بنت إبراهيم بن الأشتر([53])، وأن الخليفة ولد ونشأ وتربى في الجزيرة بين الكورد([54])، حتى أصبح والياً على أرمينيا وأذربيجان([55])، وذلك ما دفعه بالاعتماد عليهم بالدرجة الأساس في حركته وسعيه للوصول لسدة الحكم في الدولة الأموية حيث لعب الكورد أدواراً على جانب كبير من الخطورة في مصائر الخلافة واخصامها بوصفهم عنصراً مقاتلاً شهيراً أو مرغوباً فيه”([56]). لاسيما بعد أن لامس ضعف السلطة في عهد الخليفة إبراهيم بن الوليد بن عبد الملك (126هـ/744م)([57]) الذي تصفه المصادر بأنه كان عاجزاً وضعيف الرأي في إدارة الدولة([58])، فاستغل مروان الوضع ودعا الناس لمبايعته، وجهز جيشاً كبيراً وسار به من أرمينيا إلى الجزيرة([59])، حيث انضم أعداد كبيرة من الناس إليه بعد أن بايعهم سراً([60])، ومعظمهم كانوا من سكان الجزيرة –الكورد- ، وسار بهم إلى حمص والتقى بجيش إبراهيم بن الوليد في موقع يطلق عليه عين الجر بالبقاع وانتصر فيها على قوات الأخير، ثم بدأ بتنظيم جيشه من جديد وسار بهم إلى دمشق عاصمة الخلافة واستطاع اخضاعها واستولى بعدها على مقاليد الحكم حيث أعلن نفسه خليفة على المسلمين في صفر 127هـ/744م([61]).
لم تستمر العلاقة بين الكورد والخليفة مروان على نفس النهج طويلاً إذ سرعان ما تغيرت الأمور والأحداث بسبب سوء إدارة الخليفة للدولة وتخليه عن ما ظن الناس بأنه يقدمه إليهم، وهذا ما تثبته المصادر “أن مروان بن محمد قد خالف ما ظن به الناس وقد كان رجى وأمل، أربنا أمره إلا وقد انتفضت واجترأت عليه الخوارج، وانتفضت عليه البلاد”([62]). وذلك ما دفع الكثير من الكورد بالتخلي عن مساندته ودعمه له، بل وصل الأمر بالكورد إلى الإنضمام لحركات المعارضة التي نهضت ضد مروان بن محمد لاسيما حركات الخوارج.
ومن الإشارات الأخرى التي تربط الكورد بالخلفاء الأمويين بعيداً عن الصراعات والمعارك، هي تلك التي تؤكد أخذ بعض الخلفاء الأمويين لبعض القطائع – الإقطاعات –في المناطق الكوردية لاسيما في الجزيرة، حيث شاعت الإقطاعات في العصر الأموي وشمل ذلك أقاليم مختلفة في الجبال و الجزيرة وغيرها من المناطق الكوردية، فقد استصفى الخليفة معاوية بن سفيان صوافي عديدة في عدد من أقاليم الدولة الإسلامية ، فعمر فيها وأقطعها لأهل بيته وخاصته، وأقطع عدداًً من الأشخاص الذين وفدوا إليه من الحجاز في نصيبين، ثم استرجع ذلك منهم، وأبدلهم بقطائع جديدة في منطقة الرها، وقد استمرت في أيدي أصحابها إلى نهاية العصر الأموي([63])، فضلاً عن أن يزيد بن معاوية الذي أقطع واليه عبدالله بن زياد ضياعاً بالجبل فبنى قصره المعروف بقصر كبير، وهو من عمل الدينور، كما كافأ يزيد أحد أشراف الكوفة وهو كثير بن شهاب ابن الحصين بن ذي الغصة الحارثي من قبيلة مذحج بإقطاعه ضياعاً في الجبل وبتعيينه على ماسبذان ومهرجان قذف وحلوان والماهين([64])، كما كان الخليفة هشام بن عبد الملك يملك الكثير منها في الجزيرة حتى قيل بأن الجزيرة كانت بيده([65]).
ومن الإشارات الأخرى التي تربط الحكم الأموي بالمناطق الكوردية، هي ما يتعلق عملية الإصلاح الجذري الذي باشرها الخليفة عبد الملك بن مروان، وذلك في جعل الضريبة الزراعية موحدة، والتي شملت الأقاليم الإسلامية بصورة عامة منها الأقاليم التي يتواجد فيها المدن والقلاع والحصون الكوردية في الجبال وفارس ومناطق الجزيرة أيضاً، وكذلك شجع الخليفة الوليد بن عبد الملك (86-96هـ/ 705-715م)([66]) وأخوه مسلمة على إحياء بعض أراضي الجزيرة وزرعها وحفر الآبار ومد سٌبل الأنهار فيها، كما اهتموا بالأراضي الزراعية في أذربيجان([67]).
واستكمالاً لتلك الأعمال فقد ذكرت المصادر أن الخليفة عمر بن عبد العزيز في سعيه لإجراء اصلاحات مالية لاسيما فيما يتعلق بالجزية والخراج، أولى مهمة القضاء والخراج لميمون بن مهران(ت117هـ/735م)([68]) في الجزيرة([69])،كما ورد اسم خانقين ضمن المناطق التي ظهرت فيها حركة مناهضة للدولة وذلك في منطقة تسمى جوخى-جوخا- وهو اسم نهر بين خانقين وخوزستان([70])، فضلاً عن كونه كان قد استعمل عمر بن هبيرة(107هـ/725م)([71]) والياً على الجزيرة، وحين تولى يزيد بن عبدالملك(101-105هـ/720-724م)([72]) الخلافة ولاه الجزيرة والموصل، في نهاية عام102هـ/720م وبداية عام (103هـ/721م)، إلا أنه سرعان ما عزله، وسلمها لأخيه مسلمة بن عبد الملك (121هـ/738م)([73])، ولكن لم تدم ولاية مسملة أيضاً كثيراً، حيث تم عزله، وأعطى الموصل لمروان بن محمد، أما الجزيرة فقد تولاها بعد عمر بن هبيرة كل من خالد بن محمد الكلبي، من بعده العرس بن قيس بن شعبة بن الأرقم الكندي([74])، ومن ضمن الإشارات الأخرى التي تربط الأمويين ببعض المناطق الكوردية أو التي يتواجد فيها الكورد بكثرة مع أقوام أخرى، ما ورد عن اتخاذ والي الخليفة يزيد بن عبد الملك دوين([75]) عاصمة إقليم اران في أرمينيا كمركز للإمارة حيث كان في المدينة الوالي ودار الإمارة والحامية الإسلامية([76])، إلا أن المصادر لم تذكر بأي شكل من الأشكال وجود الكورد فيها في تلك الفترة، على الرغم من كونهم تواجدوا فيها وبشكل ملفت للنظر حتى سميت بعض المناطق باسم الكورد.
وفي السياق ذاته توجد إشارات أخرى قلقة لأسماء أماكن لم يحسم الباحثون مواقعها بشكل نهائي، وإنما بقيت ضمن المسارات التي تتحمل أكثر من تأويل، كمعركة العقر([77]) التي درات بين القوات الأموية واتباع حركة يزيد ابن المهلب بن أبي صفرة([78])، حيث لم يتم تحديد مكان العقر بالضبط لكون وجود أكثر من موقع بهذا الإسم ومن ضمنها عقرة– ئاكرى-([79])، وأيضاً عن حركة ابن المهلب نفسها التي ذكر على أنها اتسعت لتشمل الجزيرة أيضا([80]).
ولقد كان لطبيعة الكوردي المتوجسة من الأفكار والمعتقدات الجديدة وطوبوغرافية أرضه الجبلية الوعرة، إضافة إلى وقوعه تحت سيطرة الساسانيين من جهة، والبيزنطيين من جهة أخرى، فضلاً عن المسلمين المشتغلين بالجهاد، أثر كبير في ضعف المشاركة الكوردية في الأحداث بصورة عامة، مما انعكس بدوره على قلة ذكر أسماء ودور الشخصيات الكوردية ضمن الطبقات والتراجم على جميع الأصعدة، مما أدى بالتالي إلى عدم وقوفنا على أية معلومات تفيد الحراك الكوردي ضمن المجالات الأخرى غير التي سبق وإن ذكرناها([81]).
([1]) الجولميركية: عرفت القبائل والطوائف الكوردية القاطنة بالمنطقة الجبلية الفاصلة بين مقاطعة هكاري الدنوبية واقليم اذربيجان بالجولميركية نسبة الى قصبة جولميرك، والقبائل الجولميركية كورد اقحاح، زرار صديق توفيق، القبائل والزعامات، ص73.
([2]) للمزيد ينظر: القلقشندي، صبح الأعشى، 4/ 377؛ الهكارية: احدى اكبر القبائل الكوردية خلال العصر العباسي واشهرها منذ العهد الايوبي سميت باسم موطنها بلاد هكاري التابعة للموصل قاعدة اقليم الجزيرة –ديار بكر – ، زرار صديق توفيق، القبائل والزعامات، ص183.
([3]) عن بعض حالات الفرار تلك ينظر: الدينوري، الاخبار الطوال تقديم وتوثيق عصام محمد الحاج علي، دار الكتب العلية(بيروت:2001)، ص 440-443.
([4]) الطبري، تاريخ الطبري،5/165؛ ابن الاثير، الكامل، 3/381-382.
([5]) لقد شارك كورد لورستان في حركة الخريت بن الراشد الناجي سنة 38ه/659م، في عهد الخليفة علي بن ابي طالب، حين ارسل الاخير عماله لجباية الخراج منهم وبسبب تعاملهم القاسي التحق الكورد بتلك الحركة كي لايدفعوا الخراج لهم، للمزيد ينظر: زرار صديق توفيق، كورد و كوردستان، ص 61.
([6]) فرست مرعي، الفنح الاسلامي لكردستان، ص178.
([7]) قال المسعودي: حارث بن راشد الناجي، والصحيح ما ثبتناه، انظر: مروج الذهب، 5/453.
([8]) الطبري، تاريخ الطبري،5/123-124.
([9]) جمع معاوية بين ولاية الشام والجزيرة، البلاذري، فتوح البلدان،ص188.
([10]) سنجار في الوقت الحاضر قصبة لمركز يتبع محافظة نينوى ادارياً ويبعد عنها اربعة وثمانون ميلاً – ما يعادل 133كلم- الى الشمال الغربي من الحدود السورية العراقية، لمزيد من التفاصيل عنها ينظر: موسى مصطفى الهسنياني، سنجار ، ص 26؛– شنكال – سنجار هي من المناطق المتنازع عليها ضمن المادة 140 من الدستور العراقي الحالي، فالكورد يطالبون بها باعتبارها مدينة كوردستانية.
([11]) الواقدي، فتوح الشام، مطبعة مصطفى البابي الحلبي واولاده(القاهرة:1954)، 2/52؛ البلاذري، فتوح البلدان، 1/207؛ اصبحت سنجار ادراياً ضمن ولاية الجزيرة منذ فتحها وطيلة العصر الراشدي والاموي واستمرت الحالة حتى بعد زوال حكم بني امية وقيام دولة بني عباس حيث لم يحدث تغيير ادراي يذكر، لمزيد من التفاصيل ينظر: موسى مصطفى الهسنياني، سنجار، ص35.
([12]) الضحاك بن قيس بن خالد بن وهب بن ثعلبة بن وائل الفهري، قتل في معركة مرج راهط 64هـ/683م، ابن قتيبة، المعارف، ص223.
([13]) هو عثمان بن عفان بن ابي العاص بن امية بن عبد شمس بن عبدمناف بن قصي، القرشي الاموي، المكي ثم المدني، للمزيد عنه ينظر: عبدالستار الشيخ، عثمان بن عفان الحيي السخي ذو النورين، دار القلم(دمشق:2014)، ص21.
([14]) هو علي بن ابي طالب بن عبدالمطلب بن هاشم بن عبدمناف بن قصي ابن كلاب بن لؤي بن غالب، عن سيرته ينظر: عبد الستار الشيخ، علي بن ابي طالب امير المؤمنين ورابع الخلفاء الراشدين والمفترى عليه في العالمين، دار القلم(دمشق:2015)، ص25.
([15]) هو ابراهيم بن مالك الاشتر بن الحارث النخعي، كان قائداً اسلاميا من اصحاب المختار الثقفي، قتل في معركة الخازر سنة 71هـ/691م، للمزيد عنه ينظر: المسعودي، مروج الذهب،3/106؛ البلاذري، انساب الاشراف، طبعة كايتا، اورشيلم 1936-1938، اعادت طبعة بالافيست مكتبة المثنى (بغداد:د,ت)، 7/91.
([16]) الطبري، تاريخ،6/92، وللمزيد من التفاصيل حول مدينة سنجار في العهد الأموي ينظر: حسن شميساني، مدينة سنجار من الفتح العربي الاسلامي حتى الفتح العثماني، دار الافاق الجديدة (بيروت: 1983)، ص 47 وما يليها.
([17]) يذهب احد الباحثين على ان التركيب السكاني لسنجار في فترة بحثه(521-600هـ /1127-1261م)، كانت كما هي في الوقت الحاضر، من حيث كونهم خليطاً من الكورد والعرب، حيث كان الكورد يقيمون في مركز سنجار، في الوقت الذي كانت القبائل العربية تقيم في جهات سنجار واعمالها مثل الجبال جنباً الى جنب مع القبائل= =الكوردية، لمزيد من التفاصيل عنها ينظر: موسى مصطفى الهسنياني، سنجار، ص 145.
([18]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/123؛ ابن كثير ، البداية، 8/16؛ وللمزيد: حسن ابراهيم حسن، تاريخ الاسلام، 1/228.
([19]) طقوش، الدولة الأموية، ص 23.
([20]) للمزيد من التفاصيل حول الصاق هوية قطع الطرق بالكورد ينظر: زرار صديق، كومه لكاى كورده وارى، ص87.
([21]) الوهراني، منامات الوهراني ومقاماته ورسائله، تحقيق إبراهيم شعلان، محمد نغش، مراجعة عبد العزيز الاهواني(القاهرة: 1968)، ص ص 54 – 55.
([22]) المقدسي، احسن التقاسيم في معرفة الاقاليم، مطبعة بريل(ليدن:1906)، ص295.
([23]) حسن ابراهيم حسن، تاريخ الاسلام،1/310.
([25]) الوهراني، منامات الوهراني ، ص 54 – 55.
([26]) زرار صديق توفيق، كورد وكوردستان، ص 57.
([27]) زرار صديق، كورد وكوردستان ، ص58.
([28]) اختلف المؤرخون في مصير ابن الاشعث حيث ذكر اليعقوبي بانه لم يرض ان يسلم نفسه للحجاج خوفا من انتقامه فالقى نفسه من فوق حصن حتى اصبح جثة هامدة، تاريخ اليقعوبي، 2/279؛ بينما ذكر كل من ابن الاثير وابن كثير، انه غدر به وقتل من قبل ملك رتبيل وارسل راسه للحجاج، الكامل، 4/ 74، 82؛ البداية والنهاية، 9/38-40.
([29]) ابن الاثير، الكامل، 4/461؛ ايمان علي، دور الموالي، ص145-146.
([30]) بست وادي بأرض أربل من ناحية اذربيجان في الجبال،للمزيد ينظر:ياقوت الحموي معجم البلدان ، 1/612.
([31]) للمزيد ينظر: ايمان علي، دور المولي،ص146؛ وعن كابل ينظر: البغدادي، مراصد الاطلاع على اسماء الامكنة والبقاع، تحقيق على محمد البيجاوي، دار المعرفة للطباعة والنشر (بيروت: 1954)،3/1141
([32]) ينقسم اقليم الجبال الى قسمين احدهما صغير وهو كوردستان في الغرب والاخر كبير وهو عراق العجم في الشرق، للمزيد ينظر: حكيم احمد خوشناو، الكورد وبلادهم، ص101.
([33])الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، من الولاة الامويين الذين حاربوا ابن الزبير وقتله في سنة 73هـ/692م، فولاه عبدالملك بن مروان الحجاز ثم ولاه العراق فوليها عشرين سنة ومات سنة 95هـ/713م، ينظر: ابن قتيبة/المعارف، ص222-224؛ والدينوري، الاخبار= =الطوال، ص479؛ الذهبي، سير اعلام النبلاء، 4/343.
([34]) خليفة بن خياط، تاريخ أبن خليفة بن خياط، تحقيق أكرم ضياء العمري، دار القلم ط2 (بيروت: 1977)، ص288.
([35]) البلاذري، فتوح البلدان، ص319؛ وينظر ايضا: زرار صديق، كورد وكوردستان، ص58ـ 59.
([36]) خليفة بن خياط، تاريخ أبن خليفة بن خياط، ص375؛ الطبري، تاريخ الطبري، 6/448؛ زرار صديق توفيق، كورد وكوردستان،ص59.
([37]) الطبري، تاريخ الطبري، 6/367-368 ؛ وعن كرمان: فقد انفرد ابن حوقل دون غيره من البلدانيين بالتطرق الى الوجود الكوردي فيها، وذلك من خلال حديثه عن جبال الاقليم المنيعة التي يتواجد فيها الكورد، للمزيد عنها ينظر: حكيم احمد خوشناو، الكورد وبلادهم، ص128,
([38]) حسام الديم غالب النقسبندي، شهرزور والرسالة الثانية لمسعر بن مهلهل، بحث مقدم إلى قسم التاريخ كلية الآداب، جامعة صلاح الدين، سنة 1990. (غير منشور)، ص 19.
([39]) أحمد رفيق، بيوك تاريخ عمومي، كتبخانه إسلام وعسكري(استانبول: 1328)، 5/135 – 136.
([40]) ياقوت الحموي، معجم البلدان، 3/ 375 ؛ فرست مرعي، الفتح الاسلامي، ص179.
([41]) ياقوت الحموي،معجم البلدان،3/ 375.
([42]) الخزر، يتفق معظم الباحثين على ان الخزر شعب من اصل تركي عاش في اواسط اسيا، ثم قدم في فترة مبكرة غير محددة الى شرق اوربا بحذاء الطريق البري المار شمال بحر= =قزوين واستقروا حولها ومناطق جبال القوقاز، للمزيد ينظر: محمد عبدالشافي المغربي، مملكة الحزر اليهودية وعلاقتها بالبيزنطيين والمسلمين في العصور الوسطى، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر (الاسكندرية:2002)، ص37؛ ولقد ورد ذكرهم في الكثير من المصادر الإسلامية مثل ، القزويني، آثار البلاد واخبار العباد، دار صادر(بيروت:د.ت)، ص 584.
([43]) خليفة بن خياط، تاريخ، ص356.الأزدي، تاريخ الموصل، 2/32. أبن الأثير، الكامل،5/159.
([44]) عن علاقة الخزر بالدولة الأموية ينظر: محمد عبدالشافي المغربي، مملكة الخزر،ص ص127، 137-138.
([45]) أبن خلدون، تاريخ ابن خلدون، دار البيان(بيروت، د.ت)، 3/ 89.
([46]) الكوفي ،كتاب الفتوح، مطبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية(حيدر آباد، الدكن:د.ت)، 8/ 45.
([47]) ارزن مدينة مشهورة قرب خلاط، ولها قلعة حصينة وكانت أعمر نواحي ارمينيا، ياقوت الحموي، معجم البلدان، 1/190؛ البغدادي، مراصد الاطلاع، 1/55.
([48]) الكوفي، كتاب الفتوح، 8/ 42.
([49]) محمد أمين زكي، خلاصة تاريخ الكرد وكردستان من أقدم العصور التاريخية حتى الآن، ترجمة محمد علي عوني، ط2، (بغداد:1961)،1/ 126.
([50]) ابن كثير، البداية والنهاية،10/46-47 ؛ محمد أمين زكي، خلاصة، 1/ 126؛ وللمزيد ينظر : القاضي سعدي أبو حبيب، مروان بن محمد(بيروت: 1972)، ص 68.
([51])الطبري، تاريخ، 5/ 137؛أبن كثير، البداية والنهاية، 10/ 46.
([52]) أختلفت آراء المؤرخين حول أسمها وعند من كانت، يقول المسعودي أنها كانت لمصعب بن الزبير، فصارت بعد قتله لمحمد بن مروان، وكان أسمها ريا,وقيل طرونة، مروج الذهب، 4/ 71؛ وقيل لبانة، أبن كثير ، والبداية والنهاية، 10/46؛ وقيل اسمها ازنا ، للمزيد عنها ينظر : الطبري، تاريخ، 5/137؛ ابن الاثير، الكامل، 5/4289؛ ابن عبد ربه، العقد الفريد، 5/198.
([54]) السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 412.
([55]) خليفة بن خياط، تاريخ، ص 345
([56]) باسيل نيكتين، الأكراد أصلهم تاريخهم وموقعهم وعقائدهم وعاداتهم آدابهم لهجاتهم، قدم له لويس ماسنيون، دار الروائع، (بيروت:د.ت)،ص 166.
([57]) ابراهيم بن الوليد بن عبدالملك الخليفة ابو اسحاق القرشي الاموي، قتل يوم وقعة الزاب، للمزيد عنه ينظر: الذهبي سير اعلام النبلاء، 5/ 376-377.
([58]) وكان الناس يسلمون عليه بالخلافة مرة والإمارة مرة أخرى وربما لا بسلمون عليه بواحد منها. أبن الطقطق، الفخر في الآداب السلطانية والدول الإسلامية (القاهرة: 1317)، ص121؛ أبن العبري، تاريخ مختصر الدول، المطبعة الكاثوليكية للآباء اليسوعيين (بيروت: 1890)، ص 205؛ السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 410-411.
([59]) السيوطي، تاريخ الخلفاء، ص 412.
([60]) اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي،2/ 337.
([61]) لمزيد من التفاصيل ينظر، مؤلف مجهول، العيون والحدائق في اخبار الحقائق من خلافة الوليد بن عبدالملك الى نهاية المعتصم(ليدن:1869)، /155- 156. اليعقوبي، تاريخ اليعقوبي، 2/ 337.
([62]) أبن قتيبة، الإمامة والسياسة، 2/139.
([63]) اعطى العباسيون غالبية تلك القطائع لمن نصرهم في معاركهم مع الامويين خاصة بعد ان استولى الحكم الجديد على صوافي الامويين وقطائعهم، المشهداني، الجزيرة= =الفراتية، ص 178-179؛ للمزيد عن الاقطاع والقطائع ينظر: صلاح طهبوب، العصر الاموي، ص149-150.
([64]) البلاذري، فتوح البلدان، ص 432؛ ياقوت الحموي، معجم البلدان، 2/99.
([65]) البلاذري، فتوح البلدان، ص ص 305، 188: صلاح طهبوب، العصر الاموي، ص149-150.
([66]) الوليد بن عبدالملك الخليفة ابو العباس بن بن عبدالملك بن مروان بن الحكم الاموي، الذهبي، سير اعلام النبلاء، 4/347-348.
([67]) المشهداني، الجزيرة الفراتية، ص 200-201؛صلاح طهبوب، العصر الاموي، ص154.
([68]) ميمون بن مهران، ابو ايوب الجزري الرقي، عالم الجزيرة ومفتيها، نشأ بالكوفة وسكن الرقة، الذهبي، سير اعلام النبلاء، 5/71؛ وللمزيد عن حياته واعماله ينظر: ابن عساكر، تاريخ دمشق،61/336.
([69]) ابو يوسف،كتاب الخراج، ط2، المطبعة السلفية لصاحبها محي الدين الخطيب (القاهرة: 1353هـ/ 1933م)، ص114-115؛ وعن اصلاحات عمر بن عبدالعزيز بشكل عام ينظر: صلاح طهبوب، العصر الاموي، ص158.
([70]) حركة شوذب الخارجي، الذي كان قد خرج في سنة 100 هجري في منطقة تسمى جوخى، ينظر: عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك،1/231؛ اما عن جوخا وهو اسم نهر بين خانقين ووخوزستان ينظر: ياقوت الحموي، معجم البلدان،2/179.
([71]) عمر بن هبيرة بن معاوية الفرازي، يكبنى بابو المثنى، امير سامي من الدعاة الشجعان، استعمله عمر بن عبدالعزيز على الجزيرة الى استخلاف يزيد الذي عزله وجمع له العراق وخراسان في سنة 103هـ/721م، الطبري، تاريخ الطبري، 6/615-616؛ ابن الاثير، الكامل، 4/181.
([72]) هو يزيد بن عبدالملك بن مروان، ابو خالد القرشي الاموي، المعروف بيزيد الثاني، محمد سهيل طقوش، الدولة الأموية، ص145.
([73]) مسملة بن عبدالملك بن مروان بن الحكم، الامير الضرغام، قائد الجيوش أبو سعيد الاموي، الملقب بالجرادة الصفراء له فتوحات مشهورة، توفي عام 120هـ/ 738م ، الذهبي،= =سير اعلام النبلاء، 5/241؛ و ينظر: عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك، هامش رقم(3)، 1/172.
([74]) خليفة بن خياط، تاريخ خليفة، ص334.
([75]) دوين تقع بالقرب من نهر اراس بجوار جبل ارارات، للمزيد ينظر: لسترنج، بلدان الخلافة الشرقية ،ترجمة بشير فرنسيس – كوركيس عواد،(بغداد:1954)، 216-217؛ استوطن الكورد على سكل جماعات متفرقة بانحاء ارمينيا وقفقاسيا منذ عهد مبكر يسبق الفتوحات الإسلامية ، فكان هناك باب الكورد بمدينة بردعة، ونهر الكورد بارمينيا غرب دبيل ـ دوين ـ ، للمزيد ينظر: زرار صديق توفيق، القبائل والزعامات، ص98-99.
([76]) عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك، 2/497.
([77]) عن المعركة والالتباس حول الاسم ينظر: عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك،1/192، 181؛ وعن كون هناك تشابه بين الاسم واحدى المناطق الكوردية،كانت للامارة الحميدية ببلاد العقر والشوش منذ القدم عدداً من القلاع والحصون والمعاقل والقرى الجبلية المنيعة ، واتخذت من قلعة العقر – ئاكرى – مركزاً لادارة ممتلكاتها، للمزيد ينظر: زرار صديق توفيق، القبائل والزعامات، ص85.
([78]) يزيد بن المهلب بن ابي صفرة واسمه ظالم بن سراق، للمزيد عنه وعن حركته وتأثيرها ينظر: عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك،1/199 وما يليها.
([79]) هناك تشابه بين الاسم واحدى المناطق الكوردية،كانت للامارة الحميدية ببلاد العقر والشوش منذ القدم عدداً من القلاع والحصون والمعاقل والقرى الجبلية المنيعة ، واتخذت من قلعة العقر – ئاكرى – مركزاً لادارة ممتلكاتها، للمزيد ينظر: زرار صديق توفيق، القبائل والزعامات، ص85.
([80]) ذُكر على ان حركة المهلب توسعت وشملت البحرين وعمان والجزيرة، ومن الراجح انها لم تصل للجزيرة انما قيل ذلك لوجود بعض القبائل العربية المعادية للامويين فيها والموالية لقبيلة ابن المهلب من الاذد وربيعة، ينظر: عبدالله بن حسين الشنبري الشريف، الدولة الأموية في عهد لخليفة يزيد بن عبدالملك،1/169-170؛ اما عن جوخا.
([81]) فرست مرعي، الفتح الاسلامي لكُردستان، ص96-97؛ زرار صديق توفيق، كورد وكوردستان، ص 64-70.