أدب و فنالقسم العام

قصص قصيرة جداً

القاص: أكرم ياور باجلان

خانقين كوردستان العراق

مجلة الحوار – العدد /79/- السنة /29/- 2022م.

مستذئب

اكتملَ القمر، وفصل الرأسَ عن الجسد، ثم مسح يدهُ بملابس الضحية، فرفع سبابتهُ بانتشاء، وصاح في الحشد:

– تكبييييييير!

مستنقع

بعد أن تصفّح عدداً من كتب مكتبتي؛ استقر عند رواية (المصابيح الزرق) لحنّا مينا، فاستأذنني بإستعارتها؛ فوافقت على مضض. وبعد اسبوع طالبتهُ باستعادتها؛ فتعلَلَ بأنه لم ينتهِ من قراءتها. وذات يوم ذهبت لأشتري رواية (المستنقع) للكاتب نفسه؛ فوجدت ما لم يكن في حسباني (المصابيح الزرق) ترقد على أحد الرفوف وعليها توقيعي!

عِناد

ذات مرّة تشاجرتْ إحدى القصص مع عقلي، وأرادت أن تدخل رأسي عنوة؛ فتركتها ومضيتُ إلى قصيدة؛ فتبعتني وسدّت كافّة الطرق بوجهي، وسلبت كلماتي منّي؛ فتقربت منها وجاملتها وغازلتها؛ فتحاببنا، وها هي الآن تجلس منتعشة في دماغي وتسردُ نفسَها لكم!

استرهاب

في الطريق إلى الجامعة الذي يقطع السوق إلى نصفين، وجدت الناس يسيرون بلا عيون، والآخرون (لهم أعيُنٌ لا يبصرون) وثمة صديق كنت أبحث عنه هناك رأيته واقفاً يبتسم وعلى صدره لافتة:

(أعيُنٌ للبيع)!

طوفان الألف

جاءت ورست على قمة الجودي، تحمل من كل زوجين اثنين، طارت حمامة ولحقها غراب، حطّا على البسيطة، وباتا يمرحان، قبل خمسة آلاف عام، واليوم يسألون: – من جاء بخبر اليابسة؟ الحمامة أَم الغراب؟!

غُربة

أمسك بمعولهِ القديم، وحفَرَ ما تحجّر من رأسهِ. فتحَ كوة في جدار ماضيهِ، فَوجَدَ وطناً ضائعاً في زوايا ذاكرتهِ.

السَبي الخليجي

للصحراء عمق لا ينتهي، وللبدوِ شجرة اليأس، وناقة شاردة، قال أحد الواقفين على حافة البئر: لا تخافوا لن أخبر (نبو خذ نصر) بما فعله السفهاء منكم، سوف أعرض إبهامكم على طاولة التطبيع، مطبوعة ومقطوعة!

مَوقف

لمّا أُقتيد إلى حبل المشنقة، شاهدَ عينيّ الجلّاد مغرورقتين بالدموع حين لف الحبل حول رقبته؛ فتذكّرقبيل الموت أنه أحد تلاميذهِ، حين كان معلماً للتربية الوطنية!

خطاب

قال الصمت: – ثمة باب يُفتح لك أيتها العاصفة؛ فلا تكسري أقفالَ القلب، لعلّ ما يدور خلف الباب من حوار جميل، يُسفِر عن عناقٍ ساخن!

تخفيف

وَجَدَ فردة حذاء فسأل: – لمنْ هذه؟

– لفقير كان يعاني من مرضٍ خبيث، لا يملك مالاً؛ فقطعوا قدمه المصابة؛ فَردَةٌ واحدة تكفي!

استبدال

خاطبه ناصحاً: – يا بُني المطيع؛ أعطِ لنفسكَ فرصةً واطرق باباً آخر، واترك كتابة الشعر؛ فلا يتقرّبُ منكَ حتى الجن! لكنّما الفقرُ يُقصّر العمرَ، وأغلب الشعراء فقراء!

صور

الساعة عشرون، واقف كالجدار أنتظر باص الدائرة، ذبابة تزعج أنفي، رجل مسن يترنح، صور المرشحين تملأ الشوارع، ابتسمت امرأة بوجهي وهمست أثناء صعودها الباص: – كلكم أغبياء متشابهون!

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى