أدب و فنالقسم العام

شعر: أنا التي خطفها القمر

فاتن حمودي


صحفية وشاعرة من دمشق

مجلة الحوار – العدد /77/- 2021م

-1-

أنا التي خطفها القمر

أوراقُ خريفٍ تحمُلها الرِّيحُ

إنه فصلُ الرّواية…الأخير

التفتُ إليكَ ….. إلى أشيائك…. صوت كناري

….. ورد فستاني

الخَواء يتربصُ في الغرفة…في دهاليز البيت…يُعرشُ على الجدران…يتمدد مع الشمس…يتغلغلُ مع الليلِ…يتنامى مع الوقت

الخَواء كرسيٌ فارغ يهتز … مع الريح

صوتُ صمتٍ … يتطاير

الخواء …غيابُك المُر

“جرارٌ معتقةٌ… رائحُة بنٍّ وزعتر … أنتِ”… يقول

ينبتُ لي ألفُ جناح تسكبين الشعر تلتمعُ عيناي

أنتَ في آخر الكون! أضحكُ… الكون هنا أيتها المجنونة

الخَواء يولول كريح

يقف رجل … مُلوحٌ بشيب الفقد… يُمسك المكانَ إلى آخره

بخطوات مجنونة يمضي

هل تعرف معنى أن يقف رجل وجها لوجه أمام كثبانٍ تسيل عشقا؟!

صحراءٌ…. رملٌ كأنه أسرابُ نساء هاربات

الخواء إنسان يهرم ويشيخ

فكيف نحفظُ يُونس في بطن الحوت… والزبد يملأ النص

يا للعنبر يفوح من عشبك المتلألئ بصوت الوحدة

على ورقة ممزقة الخَواءُ مرسومٌ

أضمُكَ…

نصلُ إلى أعمقِ نقطة في الموت … أحيا بكِ صدقيني … لا أحد إلاكِ

أتحسسُ جسدي.. انا التي خطفَها القمرُ

أُمرِّغ وجهي بعشبِ الغياب… ايُّ مدن تسكنكَ

أي حاراتٍ وساحات… أكتملُ بكَ في لحظةِ خطفٍ

ألتفتُ بكلي … لا دمشق هنا ولا حلب

لا شيء …

الخَواء لا نهائي أبدي هنا …

أضع يدي بيدك … أفتح بابي على فصلٍ بألف لون ومطر وغبار

الخواء رصيف البحر وحيدا

رطوبة تخنق الزمن

الصحراء تميمةُ النار كأنّها شربَت الشمسَ كلَّها

صوتي مبحوح

على أيِّ حلم سأخطو؟

إنّه فصلُ الرّواية الأخير

وأنا أزين طاولتي بتاجِ الورد

-2-

الأبديةُ لحظةُ عناقٍ عاصفٍ

الوردةُ تتململ، تركض،

حتى الترابُ غريبٌ هنا

-3-

مثل طرفة عين

أمطرنا معا

ضائع… العُمرُ

الشعرُ يلوبُ

لازمنَ في أرضٍ لا تمطر

-4-

في مكان ما من الليل ثمة إنسان وحيد

أحضنُ ركبتيّ الى صدري

أنطوي

ما زلت أحمل ورقة خريف في يدي

لا أحد يرنُّ

الليل ظل على جدار القمر

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى