أدب و فنالقسم العام

الفنان الكردي الشهير سعيد يوسف يرحل عنّا

جريدة الوحـدة*

 

رحل جسداً، وغابت أنامله عن البزق آلته الموسيقية المفضلة والعزيزة والتي عايشها زمناً طويلاً، والتي أطرب بالعزف عليها قلوب الملايين من محبيه والآلاف من الموسيقيين والفنانين، بل وأنزل على مسامعهم أغانٍ عذبة وجميلة، وأفرح قلوب العشاق والشباب.

الفنان الراحل سعيد يوسف- أمير البزق، أغمض عيناه في إحدى مشافي استنبول، يوم الأربعاء 26 شباط 2020م، بعد معاناةٍ صعبة مع المرض، ونعته أسرته عبر بيان جاء فيه: «إذا كانت خسارتنا كبيرة كأسرته التي كان عمودها الفقري، فإن ما شهدناه من تضامن أبناء شعبنا معنا خفف عنا وطأة الحزن الكبير، باعتبار كل أسرة كوردستانية قد خسرته، فقد تربت أجيال متتالية على كاسيتات أعماله الغنائية، وكان أول من غنى لإنسانه، وبإباء وكرامة، ومن دون أي استعراض لمواقفه التي كانت جميعها لخدمة رسالته وشعبه».

الفقيد من مواليد مدينة قامشلي عام 1947م، وبدأ بالعزف والغناء منذ ريعان شبابه، ألَّف ولحَّن وأدَّى مئات الأغاني، حيث لُقب بأمير البزق بعد وفاة أمير البزق السابق العازف السوري الشهير محمد عبد الكريم.

حاز الفقيد على العديد من الجوائز وشهادات التكريم، محلية ودولية، تقديراً لإبداعه المتميز وجهوده المبذولة في تطوير الموسيقا والأغنية الكردية، بل ومساهمته في إغناء الموسيقا والغناء على المستوى العالمي.

من بين الجوائز التي تلقاها فنانا الراحل، تسجيل اسطوانة ذهبية من تقاسيمه وعزفه من قبل منظمة «اليونسكو» في باريس عام 1973م. وكذلك شهادة تقدير قدّمها له الراحل إسماعيل عمر رئيس حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا، في 21 حزيران 2010م، بمناسبة يوم الموسيقا العالمي، وذلك بزيارته في منزله بمدينة قامشلو، مع مجموعةٍ من كوادر الحزب.

هذا، ونُقل جثمان الراحل من استنبول وعبر كردستان العراق ومعبر سيمالكا إلى مدينة قامشلي ليُوري الثرى في مقبرة قدور بك، يوم السبت 29 شباط 2020م، وسط حشدٍ من المشيعين، وإلقاء كلماتٍ في وداعه.

وعزاه التحالف الوطني الكردي في سوريا في رسالةٍ، جاء فيها:

«بمزيد من الحزن والأسى تلقينا نبأ رحيل الفنان الكردي الكبير «سعيد يوسف»… رحل أمير البزق , تاركاً خلفه إرثاً موسيقياً وغنائياً كبيراً , أغنى خلال مسيرته الفنية والممتدة لعقود من الزمن المكتبة الغنائية الكردية بالإبداع والتألق. سيبقى حياً في وجدان شعبنا الكردي, ووجدان الفنانين والموسيقيين الذين نهلوا من مدرسته الفنية الإبداعية».

نعم! إنها الحقيقة المطلقة، فالموت غيَّب مبدعنا «سعيد يوسف» الذي كان يبعث الدفء والاشتياق في الأرواح، وسيبقى إرثه الفني رصيداً ونبراساً للأجيال القادمة.

نتقدَّم إلى محبي الفنان الراحل وأسرته وعائلته بأحرّ التعازي، متمنين له البقاء خالداً في ذاكرة أبناء شعبنا.

* جريدة الوحـدة – العدد 317 – شباط 2020م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى