صوت الموسيقا ينبعث من آلاتٍ ترقص عليها أنامل طلاب فن ومعلميهم، ليتسلل إلى مسامع المارة قرب معهد آريا للموسيقا في مدينة جنديرس المنبسطة على سهلٍ من أراضٍ خصبة – مقاطعة عفرين (كرداغ).
خمسة أعوام ونيف من جهود مضنية وطموحات جمة في عالم الفن، حيث إلتمت مجموعة من خريجي معهد اعداد المدرسين بحلب – قسم الموسيقا على فكرة تأسيس مركز موسيقي وافتتاح دورات عام 2010 – بقي منها الآن ثلاثة مدرسين – لتتوّج جهودها في افتتاح المعهد يوم السبت 5/ 5/2012 بحفل حضره حشدٌ من المثقفين والفنانين والأهالي.
يُدير المعهد ستة أشخاص والعمل موزع بينهم بلجان تخصصية، وعدد طلابه اليوم / 90/ بين ذكور وإناث، أطفال وشباب، أما أسعار الدورات فهي متدنية وللبعض مخفضة أو مجانية أحياناً، حيث يتم التعليم على الآلات الموسيقية التالية: تنبور، بيانو، كمان، غيتار، قانون، أوكورديون، عود، إضافةً إلى التدريب على الغناء، مع فرقة كورال، حيث تم تخريج دورتين (13 طالب) عامي 2016 – 2017 ومنحهم شهادات نجاح، بعد مضي /2-3/ أعوام على التدريب وإجراء امتحان نظري وعملي وفق النظام الداخلي للمعهد.
اما الأنشطة التي شارك فيها المعهد فهي:
1- أمسية موسيقية شعرية – المركز الثقافي بعفرين عام 2013.
2- حفل نـوروز 2014 – جنديرس.
3- حفل إحياء يوم اللغة الكردية، أقامته مؤسسة تعليم وحماية اللغة الكردية في سوريا عام 2016.
4- فيديو كليب نـوروز 2016، من طلاب المعهد، عُرض على شاشات بعض القنوات التلفزيونية.
5- الأسبوع الثقافي عام 2016– هيئة الثقافة والفن بعفرين.
6- نـوروز 2017 – مركز قرية آفراز.
7- رحلات ترفيهية لطلاب المعهد.
8- مشاركة في أنشطة جماهيرية عامة.
للمعهد صفحة على الفيس بوك: Peymangeha ARYA ya mûzîkê ، وهو مرخص من الإدارة الذاتية، حيث تُقدم له هيئة الثقافة والفن بعض المساعدات.
وفي زيارةٍ للمعهد، تحدث إلينا المدرّس الدكتور آزاد رشو، وهو مفعم بالتفاؤل، قائلاً: «الموسيقا والغناء في تقدمٍ ملحوظ عما سبق، خاصةً من ناحية التعليم بلغةٍ أكاديمية وعلمية، رغم الأزمة السورية المستفحلة التي نعاني منها، ومقارنةً بباقي المناطق التي تعاني الحرب والفوضى، تعيش منطقتنا أماناً واستقراراً نسبيين، تنتعش فيها ثقافة اللاعنف، ثقافة المحبة والموسيقا والفن. لقد ساعدنا الكثير من الأطفال والشباب على تجاوز حالات نفسية محبطة إلى جانب تعليمهم الموسيقا. هناك تقبل لدى الأهالي في إرسال أبنائهم للمعهد، حيث كافة المجموعات مختلطة بين الذكور والاناث، وللمعهد دور اجتماعي بارز في نشر القيم الأخلاقية والوطنية.»
أما المدرسة رحما محمد، وهي متقدة الحيوية، أكدت على أن المعهد إلى جانب دوره الريادي في مجال الفن يساعد الأطفال والشباب، البنات منهم خاصةً، على تجاوز مشاكلهم الاجتماعية أيضاً، لدى تعزيز مواهبهم وقدراتهم وخلق الارتياح في نفوسهم، وبالتالي يساعد على تماسك الأُسرة والمجتمع.
يعتمد المعهد على إمكاناته الذاتية، وقد أشار السيد رشو إلى صعوبات يعاني منها، من قلة الآلات الموسيقية الخاصة به وضعف طباعة الكتب وعدم توّفر غرف التسجيل والبروفا، كما أن مقرّه بإيجار شهري، حيث تم تغييره عدة مرات.
هذا وتلمسنا من خلال حديثنا أنه لو قُدمت مساعدات أفضل وأشمل إلى المعهد وإدارته، لتوسعت نشاطاته، وتضاعف عدد طلابه ومدرسيه ومدى فعاليتهم.
اختتمت زيارتنا بعبارات الود والامتنان، ومقطوعة غنائية جميلة.
* جريدة الوحـدة – العدد /290/ – أيلول 2017 – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)