النمسا
انطلقت الاحتفالات والاستعدادات لاهم الاعياد في العالم المسيحي وهي طقوس استقبال اعياد ميلاد سيدنا المسيح واحتفالات رأس السنة الميلادية وتختلف هذه الاستعدادات والاحتفالات من بلاد الى بلاد ومن مدينة الى مدينة اخرى من تزيين المدن والشوارع واشجار عيد الميلاد والاضاءات والنجوم.مدينة غراتس النمساوية تختلف اختلافا كلياً عن المدن النمساوية الاخرى في استقبالها لاعياد الميلاد وراس السنة الميلادية.في النمسا بصورة عامة وغراتس بصورة خاصة ينطلق الاحتفال بكلمة (ادفينت) وهذه الكلمة تستخدم في النمسا وهي بدورها كلمة لاتينية وتعني بقدوم السيد والقصد هو سيدنا المسيح. قبل الليلة المقدسة باربعة اسابيع تشتري العوائل النمساوية 4 شموع داخل علبة او سلة اعشاب وتشعل كل اسبوع شمعة وابتداءً من السبت لغاية ليلة الميلاد.مظاهر الاستقبال واضحة داخل العائلة الغربية ولغاية الشارع وبدوري ارى بأن اجمل ايام السنة في اوربا هي ايام وليالي شهر كانون الاول ولأن العالم والشوارع والأزقة تنبعث منها روح الحياة والحب والتسامح بين الناس وضحكات الاطفال وفرحهم لاستقبال الاعياد وبانتظار مفاجآة العيد من الهدايا.قبل الليلة المقدسة باربعة اسابيع تفتح الاسواق الخاصة بعيد الميلاد وهي اكشاك صغيرة تمثل ثقافة وحضارة اعياد الميلاد في المدن والبلدات الصغيرة في النمسا.
في هذه الايام تكون مدينة غراتس النمساوية مركزاً كبيراً للقادمين من خارجها وتغدو كبيرة وبالنسبة لسكانها يكون هذا الشهر وهذه الايام الموسم الخامس لهم.في هذه الاسواق وخاصة في الساحة الرئيسية حيث نصبت شجرة عملاقة ارتفاعها 40 متراً قدمت هدية من بلدة (شتاينز) للمدينة ،وفي الساحة الرئيسية نصبت الحوانيت المصنوعة من الخشب ومدينة العاب صغيرة للأطفال وهو موسم النبيذ والشاي المخلوط به وفي اقداح منقوشة ومرسومة عليها صورة ورمز المدينة (القلعة والجبل)وكذلك للاطفال لهم حصة التنزه بالقطار الطويل عبر شوارع وازقة المدينة القديمة.
لقد وزعت خريطة وعرضت في بعض مواقع الانترنت للاماكن التي تقام فيها اسواق عياد الميلاد في المدينة وبالنسبة للأطفال فهم بانتظار هذه الايام وعالمهم الجميل واللعب بكرات الثلج والهدايا والتنزه في مدن الالعاب، في هذه الحوانيت يباع النبيذ وبضاعة الحرف اليدوية .
تم تزيين شارع الاسياد الرئيسي في المدينة القديمة بنجوم عملاقة واضوية رائعة تتغير باستمرار لترسم انعكاسات ضوئية على ارضية الشارع الرومانسي. يوجد في المدينة 13 سوقاً وخاصة في المدينة القديمة ولكن سوق الساحة الرئيسية هو المزدحم وقبلة الزوار ونصب جهازا ضخماً يصدر الوانا تسلط الاضواء على دارالبلدية في الساحة وبجنبها شجرة عيد الميلاد العملاقة .تقع الساحة بين ابنية رومانسية شيدت قبل قرون وبهذا يمتزج القديم مع الحداثة في احتفالات الميلاد بالاضافة الى الازياء الشعبية والتي يحبها الشعب النمساوي كثيراً وينتهز الفرص كي يعرض للاخر زيه الشعبي مع قدح كبير للبيرة النمساوية من البراميل الكبيرة والتي تذكرنا بافلام الكاوبوي في السبعينيات.
تغدو الساحة الرئيسية قرية صغيرة وتقدم الحوانيت وجبات خفيفة ومنها البطاطس المشوية في الفرن بالحجم الكبير برفقة لبن بالثوم وهي احدى الاكلات الشعبية النمساوية لأعياد الميلاد بالاضافة الى فطائر اخرى وحلويات للاطفال.
تحولت الساحة الرئيسية الى قرية صغيرة وافتتحت هذه القرية يوم الجمعة المصادف 21\11 وستظل لغاية عشية ليلة عيد الميلاد وراس السنة الميلادية.وفي ساحة اخرى في المدينة القديمة (ساحة ميل) حيث تعرض فيها الحوانيت العديد والتنوع من الاعمال اليدوية والملابس والبعض الاخر جعل من حانوته في السوق معرضاً للوحات تشكيلية والاخر لأعمال الخزف والسيراميك وهناك بضاعة هندية وتماثيل لبوذا واما بالنسبة للنبيذ والشاي فهما موجودان في كل الاسواق بالاضافة الى الاكلات الخفيفة.
في ساحة (توميل) وهي احدى الساحات المشهورة في المدينة القديمة حيث روائح البخور تعلو واعمال الحرف اليدوية في العالم تغزو الساحة ودور الصوف وملابس القطن وخاصة الصناعات الهندية تكثر في هذه الساحة واما الصناعة الافريقية فمنتشرة عن طريق الاعمال اليدوية (نحت الخشب الافريقي) وهي الاعمال اليدوية للافيال والاقنعة والزرافات والوجوه والعصي وقد عملت بمهارة واتقان وهذا ما يدعوني بان اشتري من هذا السوق كل عام قطعة تذكارية منذ اكثر من عقدين بالاضافة الى فنان تشكيلي يعرض اعماله الخاصة به في حانوت صغير.
احدى بوابات مدينة غراتس التاريخية والتي تسمى (الباب الحديد) وعلى ابوابه حيث النافورة الرئيسية في المدينة تم تغطيتها بالواح خشبية وليقام عليها السوق الخيري الكبير والذي يعد بدوره نقطة التقاء وتدفق الكثيرون بكثافة الى هذا السوق وفيه يكثر شاي التفاح الساخن مع النبيذ وفي درجات حرارة تحت الصفر وتم تشغيل جميع هذه الحوانيت من قبل الموسسات الخيرية وعائدات هذه الحوانيت تذهب لمشاريع الاغاثة المختلفة .النمسا لا تفوتها الفرص لاغاثة العالم والبلدان المنكوبة.
في ساحة المتحف العالمي تكثر احتفالات السوق ولكنها تختلف ويختلف الزبائن ايضا عن الاسواق الاخرى ولانهم قريبون الى اجواء المتحف العالمي .
نحت جليدي ضخم يتم نصبه في فناء قصر الاقليم وخاصة في الليل وحين تسلط الاضواء يغدو كتلة من الرومانسية والجمال.
السوق الاحتفالي على جبل القلعة له نصيب جميل من التنوع في البضاعة والزوار والمكان الرومانسي ويقام السوق في ساحة المسرح والذي كان بدوره سجناً ابان حكم النازيين.واليوم المكان مركز ثقل الموسيقى والنشاطات ..احتفالات واستعدادات لاعياد الميلاد وراس السنة الميلادية تبداً في الثلث الاخير من شهر تشرين الثاني وتظل الاضوية وزينة الشوارع لغاية الاسبوع الاول من العام الجديد.الرومانسية والجمال اضافة الى احتفاليات الشعب باعياد الميلاد.