مهرجان أفلام الجبال العالمي بدورته 26 يختتم في غراتس النمساوية 104 أفلام أبرزها مغامرات الهملايا والألب تتنافس على الكاميرة الذهبية حضارات وجبال وشعوب بين اروقة المهرجان العالمي لافلام الجبال والحضارات في النمسا
بدل رفو
(من مهرجان افلام الجبال)
النمسا
اختتم المهرجان العالمي لافلام الجبال والذي اقيم في مدينة غراتس النمساوية من الفترة 11\11 ولغاية 15\11\2014،في دورته 26 عبر تاريخه والذي يرجع الى عام 1986 حين اقيم المهرجان الاول بمجهود شخصي خاص من لدن بطل النمسا والعالم في التسلق على الجبال (روبرت شاور) ويعد بدوره من الاوائل الذين تسلقوا قمة جبل ايفرست من النمساويين منتصف السبعينيات من دون الاوكسجين.في هذه الدورة والفترة غدت مدينة غراتس عروس المدن النمساوية وانتشرت الاعلانات ورايات المهرجان على القطارات وقطارات الشوارع ايضا والحافلات في المدينة وغدت قبلة ابطال العالم في هذه الرياضة وعشاق الجبال والفنانين النمساويين والعالميين.مهرجان افلام الجبال دعوة لعشاق ومحبي الطبيعة والحضارات الغريبة بالسفر الى غراتس من جميع انحاء العالم.قبل افتتاح المهرجان بايام اقيم المؤتمر الصحفي حول المهرجان وحضرت المؤتمر كاملا بحضور رئيس المهرجان (روبرت شاور)وممثل عن بنك (شبار كاسى\شتايامارك)الراعي الرسمي منذ سنوات للمهرجان وتحدث الممثل عن البنك قائلا بانهم يرغبون من خلال رعاية المهرجان الى دور الانسان وبناء الحضارات وتشييد الجسور وقال :نود ان نقول للاخرين بأن دور البنك لا يتوقف فقد على النقد والمال بل الى امتدادات طبيعية وانسانية.واما (روبرت شاور)تحدث عن الافلام المشاركة في المهرجان وقال بانه ضمن 250 فلماً تم اختيار 104 افلام للمشاركة في سباق جائزة المهرجان الكبيرة وهي الكاميرة الذهبية.للعلم طرأت تغييرات على المهرجان في هذه الدورة السنوية حيث اسم المهرجان تم تغييره من الالمانية الى الانكليزية ليحذوا حذوا عالمياً اكبر وايضا الى الاستكشافات ليست فقط اتجهت صوب الجبل بل الى الغابات والادغال والحضارات وتم تغيير اسم الحضارات الغريبة الى قسم الانسان والحضارات وتم دمج 5 اقسام في المهرجان باربعة اقسام.لقد لعبت الكاميرة السينمائية والفوتوغرافية دورها الكبير عبر التاريخ وتم تسيط الضوء عليها بصورة مكثفة وخاصة في الطريق صوب قمة جبل ايفرست ورغم كل المصاعب والدراما التي عاشها ابطال الجبال تمكنت الكاميرة ان تنقل باخلاص حياة المتسلقين والمخاطر التي عاشوها.ان بعض الافلام المشاركة في المهرجان سبق وان عرضت في القنوات التلفزيونية ونظراً لقوة الافلام تم عرضها في المهرجان.
افلام الاستكشافات حقيقة من قلب الجبال والطبيعة واما حكايات ومغامرات جبل (ايفرست) فهي لبعض المتسلقين متعة ونزهة ورياضة صوب دراما انسانية وهذا مالاحظته عند بعضهم.مهرجان افلام الجبال نظرة ثاقبة الى حياة الجبال والروح التي منحها الابطال عبر التاريخ والحضارات والاقوام الغريبة للجبال.عرضت اعمال المهرجان في ثلاث دور عرض سينمائية وفي كل دار عرض عدة صالات ومنها صالة جبل القلعة ودار عرض شوبارت في عدة صالات وفي صالة المؤتمرات حيث كان الافتتاح الرسمي يوم الخميس 13\11 بحضور شخصيات كبيرة من النمسا والعالم وابطال الافلام وبحضور كثيف للسياسيين.المهرجان والافتتاح الرسمي يعدان نقطة التقاء لمغامرات المخرجين والاعمال السينمائية الوثائقية ويتحدث ابطال الافلام للجمهور بعد العرض عن الظروف القاهرة التي عاشوها وظروف التصوير في اقسى واحلك الظروف الجوية والاعمال التي عرضت كانت مذهلة وخارقة للتمثيل لان ابطالها هم الحقيقيون الذين عاشوا ادوارهم وتصاحب الافلام الخوف من الجبل وسقوط كتل الثلوج والجليد.عرض المهرجان افلام مختارة ومختلفة ومواضيعا غطت الجبال والرياضات في الهواء الطلق والطبيعة معتمدة على الافكار وانظمة الكاميرات. عرضت 28 فلماً حول الالب والاستكشافات و 26 فلماً حول الانسان والحضارات و14 فلماً في الرياضة في الجبل والتسلق على الصخر و36 حول فضاءات الطبيعة .(على آثار والدي ـ المرشدون وايفرست)هكذا ابتدا الافتتاح الرسمي للمهرجان باستقبال حافل لنجل المرشد الشهير(تيزيك نوركاي) باعتباره الرجل الاول مع السيد ادموند وصعودهم على قمة جبل ايفرست في اقسى الظروف الجويةعام 1953.يصعد (ياميلك تيزيك) خشبة المسرح والجمهور لم يتوقف عن التصفيق والذي يعد بدوره احد ابطال ايفرست وهو من النيبال وتحدث عن والده وعن جبل ايفرست وتجربته وعن جبل ايفرست والذي يعد نقطة تغيير في حياة المتسلقين وكذلك تحدث عن والده وعن تلك الرحلة التي مات فيها الكثير من المرشدين والعتالين.من الافلام التي سيتذكره المشاهدون فلم (7 ايام في سبتمبر) للمخرج (كارستن شويرن) ومدته 80 دقيقة ويحكي الفلم عن رقم قياسي جديد في التسلق سجله الالماني (بوهم) حين تسلق جبال الهملايا وقطع مسافة 8163 متراً في 15 ساعة في النيبال.لقد كانت رحلته مزيج ما بين الموت والنصر في الجبل في وقت واحد،واما فلم بوذا والحيوان الثلجي في الهملايا يعرض خدمة الانسان للحيوان من اجل ان لا ينقرض ،لذلك يتطوع اثنان من البوذيين من اجل انقاذ الحيوان النادر من نوعه والذي يشبه النمور وهو بدوره يسمونه بالخجول من عدم الانقراض.8 سنوات في التبت يذكرنا بالفلم السينمائي والذي كتب روايته متسلق الجبال النمساوي الراحل(هاينريخ هارار ــ 7 سنوات في التبت)والذي عاش مع صديقه النمساوي في التبت ولكن هذه المرة تظهر الى النور كتابات صديقه (بيتر اوفشنايتر)الذي ودع الحياة عام 1973 تحت عنوان 8 سنوات في التبت وهو فلم وثائقي يبرز حياته في التبت على لسان باحثين واقرباء للراحل.متسلق الجبال العالمي والمغامر(هانس شيل) تحدث لي على هامش المهرجان عن بطولاته ومغامراته ومتحفه الذي جمع تحفاً من العالم وسبق ان كتبت عنه وتمنى للكورد والعراق الانتصار على الارهاب وان يعيش شعبها بامان وسلام .الكاميرة والمخرجة الفرنسية (سولين بارديت) ترحل الى ناميبيا والى اقوام الهيمبا وهي اقوام بدوية وتحاول ان تختلط بهذا الشعب البسيط والفقير وتبرز ملامحهم وتتعرف على حياتهم اليومية ورقصاتهم والفلم بدوره يعرض الحياة التقليدية لشعب لم يعرف الوجه الاخر من العالم ومازال عارياً.افلام كثيرة وحكايات من قلب الجبل كانت حاضرة بالاضافة الى حضارات الاقوام والثقافات والشعوب .جهات عديدة ساهمت في انجاح المهرجان بالاضافة الى الراعي الرسمي ومنها حكومة اقليم شتايامارك باقسامه الثقافية والتجارية ومدينة غراتس والصحف والموسسات ولكن يبقى الدور الرئيسي والذي استمر من 1986 الى رئيس المهرجان(روبرت شاور) وهو ينطلق الى العالم ويدعوا السينمائيين وابطال العالم والمتسلقين للمشاركة في هذا المهرجان وفيه اختلطت بابطال العالم حيث قال لي قبل اعوام (نذير صابر) وهو اول باكستاني يغرس علم بلاده على قمة جبل ايفرست بان مهرجان غراتس من اجمل مهرجانات العالم الى قلبه ويكفي ان نقول بان غراتس تمثل العالم في الجبال!!
*الكاتب ضمن الطاقم الصحفي للمهرجان