البرامج الحوارية التي تقدم على شاشات التلفاز تعكس المستوى الثقافي و الأخلاقي للمتحاورين و المجتمع الذي ينتمون إليه.
عند مشاهدة إحدى البرامج الحوارية على الأقنية العالمية قلما نجد شخصين يتكلمان في آن واحد, أو أن يقوم أحدهم بالرد بدون أدب واحترام,أو أن يستعمل يديه للتعبير عن رأيه,و حتى أنهم لا يغيرون نبرة صوتهم .
الهدف من هذه البرامج إظهار وجهة نظر كل من المتحاورين و ترك المشاهد يقرر من هو على حق و من على باطل.
عندما يسأل المذيع أو أحد المتحاورين الآخر فإنه يقوم الأخير بالإجابة على هذا السؤال بالتحديد و بالمختصر و تعكس وجهة نظره, إذ يحاول أن يقنع المشاهد بأنه يرتكز على أسس علمية و وقائع دامغة لا تقبل الشك.
في الولايات المتحدة الأمريكية تجري مناظرات تلفزيونية بين المرشحين لرئاسة الولايات المتحدة . يقوم كل مرشح بشرح إنجازاته و برنامجه الإنتخابي و يوجه أسإلة إلى المرشح الآخر بهدف إظهار نقاط ضعفه لكي يكسب الجمهور و بالتالي الإنتخابات.
يوجد نوعان من البرامج الحوارية في البلدان العربية: الأول برنامج مدح الزعيم. يقوم أحد المتحاورين بمدح الزعيم القائد الأوحد حفظه الله ,يقوم الآخر بالمزاودة و إظهار أن المتحاور الأول لم يعطي القائد حقه فيقوم بالمزاودة لكي ينال رضا القائد الأوحد.
النوع الثاني من البرامج هي برامج مصارعة حرة”مصارعة الديكة “,بهدف زرع الفتنه بين الطوائف المختلفة ,خير مثال هو برنامج “الإتـجاه المعاكس”.هنا كل شيئ مسموح , محاولة الضرب, رش الخصم بكأس الماء المفروض شربه عندما يجف حلقه, الصراخ ,السب ,الإهانة, مغادرة الستوديو, الكذب و تزوير الحقائق.
عند مشاهدة هذا البرنامج نجد بأن السؤال الموجه من قبل مقدم البرنامج في الشرق و المتحاور يجيب في الغرب, المتحاور لا يستطيع أن يملك نفسه دقيقة دون أن يقاطع الآخر, فيتحدث الإثنان في آن واحد بحيث يتحول الحوار إلى لغة الشوارع, ثم ما يلبث أن ينضم إليهم مقدم البرنامج محولا الحوار إلى صراخ مخرش للآذان و الحياء.
هنا أريد أن أوجه عدة أسإلة :
ألا تستطيع إدارة القناة شراء ساعة شطرنح لكي توزع الزمن بين المتحاورين بالتساوي؟
ألا تستطيع تصميم غرفة خاصة تتكون من ثلاث حجرات من الزجاج المصفح للفصل بين المتحاورين؟
ما هدف القناة من هذا البرنامج؟ أليس زرع الفتنة بين الطوائف المختلفة؟
لماذا تدعو القناة فصيلين مختلفين من الأكراد لزرع الشقاق بين أبناء الشعب الكردي؟
إنني أستغرب حقا كيف يستطيع مثقف كردي من أمثال الأستاذ شيرزاد يزيدي أن يشارك عدة مرات في هذه البرنامج التافه, و أن يجلس في آخر مرة على طاولة واحدة مقابل إرهابي داعشي لا يتوارى عن سب المقاتلات الكرديات؟ ما الفائدة التي جنيتها يا أستاذ يزيدي من المشاركة في مثل هذا البرنامج ؟ كان الأجدر للسيد فيصل قاسم أن يستدعي أحد أبناء العراق الذين يذوقون الويلات من هذا التنظيم الإرهابي القذر.
في الختام, إنني أدعو جميع أبناء الشعب الكردي بالكف عن المشاركة في هذا البرنامج التي يهدف إلى زرع العداوة بين الشعب الكردي و شعوب المنطقة, و يعكس سياسة راعية القناة, القائمة على الدعم السري للتنظيمات الإرهابية التي تهاجم المناطق الكردية المسالمة من كوباني و حتى كركوك.
دمتم بخير