أدب و فنالقسم العام

الطريق صوب جبال الالب ومتحف اشهر شاعر شعبي نمساوي عبر الغابات بيتر روزيكا..الشاعر الوحيد الذي منح جائزة الامبراطورية النمساوية

بدل رفو

 

النمسا\غراتس

 

يعد الشاعر النمساوي(بيتر روزيكا) الاشهر شعبية في تاريخ اقليم شتايامارك،ولد عام 1843 من عائلة فلاحية بسيطة تعيش في مزرعة على جبال الالب.لقد كان الشاعر راوياً(حكواتياً) وشاعراً شعبياً وكاتب الشعب. كانت ظروف حياته في تلك المرحلة من الحياة كحال الشعراء متواضعة.اليوم غدا داره في المزرعة من اشهر المتاحف على جبال الالب لاحد الشعراء الاكثر شعبية والذين كتبوا ادباً شعبياً قريباً من الجميع ويعكس اوجاع وآلام الطبقة البسيطة من المجتمع وبالاخص الفلاحين .زيارة الى داره الجميلة البسيطة في جبال الالب رحلة الى عالم شاعر ويمكن ملاحظة حجرة المطبخ والموقد والطهي على الطريقة البسيطة في تلك المرحلة على الخشب والدخان يملأ الدار وقد تم استخدام الغرفة المركزية لتناول الطعام وكذلك هذه الغرفة لسعة مساحتها وحجمها كانت تستخدم للعمل والاعمال اليدوية والتي تعد بدورها شهادة لحياة الريف والمزرعة في القرن التاسع عشر وايضاً يمكن ملاحظة مخازن الحبوب والتبن والقش وكل هذه الاشياء دلالة على بساطة الحياة .حيث الاقبال الكبير من قبل الزوار لزيارة دار الشاعر الشعبي الكبير على الجبال مشياً على الاقدام مسافة نصف ساعة عبر غابات الالب الرومانسية والتي تؤدي الى دار الشاعرومن بعيد يمكن مشاهدة اسطبلات الحظيرة وصناديق الحقل وكوخ سطحه مجفف.لقد كانت الاجواء الجميلة والمكان الشاعري الذي عاشه الشاعر درباً بأن يخلق من نصوصه في الكثير من الاحايين ومن ذكريات الطفولة في جبال الالب ويصوغ من المكان(وطن الغابة) الذي صار معلقا على داره المتحفي في مسقط رأسه اعمالاً خالدة في تاريخ الادب النمساوي.في دار الشاعر مسقط راسه كتبت اولى محاولاته في الكتابة وخاصة اثناء المشي وكانت الخواطر تراوده عبر الطرق الرومانسية.ينحدر الشاعر من عائلة جبلية تعمل في مجال الزراعة وقد حاول ومنذ صغيره وبعد تجارب عديدة من الدراسة الذاتية حبه وعشقه للدراسة .درس في اكاديمية التجارة والصناعة من عام 1865 ـ 1869 في مدينة غراتس ومنحت له المنحة الدراسية.في عام 1870 انطلقت بوادره الاولى بالقاء قصائده مع الموسيقى ويروي حكايات القرية في المدينة وهذه الاعمال اكتسبت شعبية كبيرة في اوساط المدينة في الشعر والحكاية وخاصة بين الشباب وكانت اعماله الاولى تحت اسم(حين كنت مزارعاً) وهذه الاعمال والحكايات والاشعار غدت كتباً وكانت من انجح الكتب واكثرها رواجاً في تلك المرحلة.في عام 1876 اسس الشاعر مجلة(حديقة الوطن) وكانت تصدر لغاية عام 1935 اي بعد موته ،حيث مات الشاعر عام 1918 ودفن في مقبرة قرية(كريك لاخ) موطنه الاول في قبر بسيط وقد كانت وصيته وكي يعرف الناس بعد 50 عاماً كيف عاش الشاعر ببساطة،مجلة (حديقة الوطن)غدت منبراً لاعماله الادبية والصحفية.دار المتحف ومسقط راسه يعد النموذج الجميل والخالد لشاعر كبير.هناك ايضاً بعض النصب التذكارية والتي ترمز الى حياة وتاريخ وسيرته في مكان ولادته ومنها حين يزور الزائر ظلال وطن الشاعر بيتر روزيكا يرى منزل الشاعر والذي غدا بدوره مزاراً لعشاق الوطن والادب الحقيقي والذين يعرفون قيمة الادباء،مدرسة الشاعر في القرية،مزرعة الابوين،الغرفة التي كان يدرس فيها الشاعر روزيكا واشياء اخرى.

بالرغم من مضي اكثر من 95 عاما على رحليه الا انه يعد الاشهر شهرة في الاقليم وقال في مذكراته بان كانه يشن حملات طوال حياته من اجل تحسين الظروف المعيشية للسكان في القرى والارياف.لقد عشق الشاعر قريته ومزرعته كثيراً ولذلك رحل بقريته وغاباته وجبال الالب في شعره وحكاياته الى المدينة كي يبصر اهل المدينة تلك القرية والتي منحها الشاعر اسماً اخر وهو وطن الغابة.وكما رحل شاعر داغستان رسول حمزاتوف بقريته(تسادا) الى العالم.

لقد كتب الشاعر الاسطورة في تاريخ اقليم شتايامارك اعمالا كثيرة من دواوين الاشعار والروايات.خلال مسيرته الادبية من العديد من الجوائز التقديرية والشهادات ومنها شهادة الدكتوراه الفخرية عام 1903 من جامعة (هايدل بيرغ)وفي الاعوام (1913،1918) اقترح بان يرشح لجائزة نوبل للاداب،كذلك منحت له شهادة الدكتوراه الفخرية من جامعة فيننا،والدكتوراه الفخرية من جامعة غراتس،وقبل موته منحه القيصر كارل هدية فرانس يوسف وهذه الجائزة منحت لشاعر واحد عبر تاريخها،وفي 26\6\1918 يودع الشاعر الحياة ويدفن في قريته(كريك لاخ) وداره اصبح اشبه بمزار مقدس لدى النمساويين على جبال الالب.تنظم رحلات مدرسية لطلاب المدارس لزيارة داراهم شعراء بلادهم والتطلع على بداياته والحياة التي عاشها وكفاحه من اجل ادب انساني خالد.بالنسبة للباحثين عن الادب النمساوي والفنانين وعشاق التصوير يعد من المراجع المهمة والنقية .بيتر روزيكا شهادة على حقيقة الاديب الصادق مع قلمه وشعبه وقريته.لقد وضعت دار الشاعر على بطاقات المعايدات وكذلك على طوابع البريد نظرا لاهميته ومكانته الكبيرة .من يعيش بسيطاً بين شعبه سيظل خالداً في ضمائر ناسه والشاعر بيتر روزيكا مثالا وصوره وتماثيله تملأ الساحات والمتاحف. وقال عبارته الجميلة عشت بسيطا وساموت بسيطا وقبره خير دليل!!

21

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى