فيرلاخ..بلدة صغيرة ساحرة تقع في اقليم (كيرنتن) في النمسا ويبلغ عدد ساكنته 7156 نسمة حسب آخر احصائية لها.اشتهرت هذه البلدة بمدينة صنع الاسلحة ويوجد فيها الان متحف صنع الاسلحة وتقع بين عاصمة الاقليم (كلاكين فورت) والحدود السلوفينية وعلى ارتفاع 466 متراً فوق مستوى سطح البحر وعلى مساحة تقدر ب 117,13 كيلومترمربع.يرجع نشأة البلدة الى القرن الثاني عشر وحسب الوثائق فقد تعرضت البلدة للحرائق جراء الغزوات التركية عليها ابان الامبراطورية العثمانية وقد تم تشييدها ثانية،غدت البلدة مصدراً ونبعاً لعمل الاسلحة وتطورت صناعتها بالاضافة الى موقعها الساحري حيث تحيطها غابات الصنوبر العملاقة من كل جانب والجبال الشاهقة ويعتبر متحف السلاح فيها علامة بارزة في تاريخ الدولة النمساوية وهو محط انظار الزوار من اوربا لزيارة هذا المتحف النادر من نوعه.لكن السحر والمعجزة الطبيعية في هذه البلدة التاريخية يكمن في خيال وسحر(وادي تشيبا) والوادي يعني باللهجة الالمانية الرعشة وهي رعشة الماء حيث يتساقط الماء على الصخور العملاقة ورعشة الركبتين من المشي طويلاً في هذا الوادي الضيق الخانق والعملاق ورعشة الجسد والعينين من رؤية وادي سحيق ساحر وهو بدوره بانوراما ساحرة عبر جولة تستغرق 3 ساعات لغاية الوصول الى الجانب الآخر والعودة بالحافلة الى ساحة وقوف السيارات.المياه المتساقطة من الشلالات العملاقة في هذا الوادي الضيق يرجع تاريخه الى ملائين الاعوام ،والضباب الذي يلف الشلالات تلامس اوتار الروح والسفر به الى اغوار الحلم الجميل والسحر ولكن في بعض الاحيان يرافق الصمت الرهيب القادم من الوادي حسب اختلاف المكان والزمان معا في وادي تشيبا. بالاضافة الى سحره يعد الوادي جنة النباتات وكما يسمونه في الاقليم بكنز نباتات جبال الالب وفيه تكثر الزهور والنباتات النادرة والاستثنائية والنباتات هبطت من جبال الالب الى الوادي ولهذا يسمونه بكنز النباتات.
من ساحة وقوف السيارات وعبر جسر هوائي تبدأ الانطلاقة والدخول الى الوادي وفي بداية الغابة كان للاطفال حصة التمتع بالغابة عبر التسلق على الاشجار والمراجيح والالعاب الهوائية قبل الوصول الى كشك لبيع الهدايا التذكارية وبطاقات تبرز صورة وادي(تشيبا) وفي هذا الحانوت تباع تذاكر الدخول والتي تبلغ سعرها للبالغين 7,50 يورو واما للصحافة فابوابهم مفتوحة مجاناً والى كل الاماكن في النمسا واوربا مع التقدير لدورهم وخاصة ان كانت للصحافة الاجنبية لكونها تبرز وجه النمسا الجميل للعالم.تعتبر الزيارة والرحلة للزوار والسواح معايشة تجربة القوة الكبيرة للمياه المتساقطة وجمالية الانبهار بالزهور النادرة والمذهلة بالاضافة الى معجزة الطبيعة القاهرة وهو شلال(تشاوكو) والذي يبلغ ارتفاعة 26 متراً ويتساقط منه 500 لتر في الثانية بالاضافة الى جسر( الشيطان) كما يسمونه عبر البوابة الصخرية المقوسة والذي يمثل الخيال في هذه الرحلة الممتعة والشئ المجذب للنظر والتمتع به حب الاطفال وقوتهم على المشئ في هذا الوادي السحيق ولكن يحتاج الانسان الى احذية جبلية جيدة.ليست المتاحف الكبيرة وفن العمارة والتصميم وضرائح العظماء والمهرجانات الشعبية والسينمائية تكون محل جذب وانبهار الزوار والسواح دائماَ وتستحق المشاهدة،فقد اثبت وادي(تشيبا)العكس حين التقيت في رحلتي في الوادي جنسيات متعددة واثناء الاستراحات دارت بيننا الاحاديث فكانت الجنسيات من اوربا واليابان والعالم وفي الحقيقة مشاهدة وزيارة الوادي يعد من الفرص النادرة التي لا تعوض.يضم الوادي العديد من الجسور الخشبية العملاقة والسلالم والممرات الضيقة عبر الارتفاعات الشاهقة والتي يخشى البعض من النظر الى عمق الوادي.بالاضافة الى جسر حجري واما مركز الثقل هو جسر الشيطان المعلق في الهواء وهو اشدهم خوفاً والذي يمثل اخر محطة وجسر خلال الرحلة وقبلها الصعود من شلال(تشاوكو) عبر البواية الصخرية العملاقة.يفتح الوادي ابوابه للزوار فقط خلال الصيف ولانه يستحال المشي فيه في الشتاء حيث تصبح السلالم الخشبية منجمدة والوادي يمثل خطرا على الزوار.زيارة وادي تشيبا تجربة فريدة ونادرة من نوعها والعيش مع الروح والهدوء في عالم رومانسي ساحري برفقة الخوف عبر السلالم العملاقة والشئ الجميل انشاء سلالم حديدية حديثة وتسمى بالسلالم الحلزونية وذكرتني بسلالم قوس النصر في باريس ولكن سلالم قوس النصر كانت حجرية. يواجه الزائر شلال صغير يسمى بنبع القوة فكل من يرتشف منه يستقي منه القوة واماكن استراحة كثيرة وخاصة على الصخور العملاقة والنزول الى قلب الوادي وبعدها الصعود ثانية عبر السلالم الكبيرة.دروب مذهلة عبر الصخور في وادي خانق وشلالات هادرة والغطس في اعماق الجمال والتمتع بالنباتات النادرة ورومانسية وادي وخاصة في اربعينيات الصيف الساخن وفي هذه الرحلة لا رفيق لك سوى خرير الماء وصراع الماء مع الصخر.انه اعجاب كبير بتلك القوة العاملة التي قدرت ان تشيد الجسور الهوائية في الصخور والسلالم الخشبية المعلقة في الهواء وهي تستحق التقدير.لكل صخرة وجسر وشلال اسطورة عند النمساويين في هذا الوادي فمنذ ملائين الاعوام الحياة للنباتات النادرة وقوة الشلالات تنفجر فيه.ممرات ضيقة مثيرة للاعجاب وماء نقي يعكس زرقة السماء فيه عبر ممرات ضيقة وسلالم خشبية ووادي يظل خالداً في مخيلة كل من يزوره ولانها لحظات ربما لن تتكرر ثانية للبعض من التمتع بسحره.
هذه هي النمسا التي لا يعرفها الشرق ولم يصل اليها اعلامها بعد ..انه وادي تشيبا الساحري في النمسا وليس وادي الذئاب!!!
الصور بعدسة بدل رفو