القسم العامبيانات و تصريحات

المرصد السوري يطالب المجتمع الدولي بالتدخل الفوري لحماية المدنيين في ظل الممارسات الممنهجة للفصائل الموالية لأنقرة

مناطق “غصن الزيتون” في كانون الثاني: 38 حالة اعتقال تعسفي و89 انتهاك آخر.. و”التغيير الديمغرافي” يتواصل على قدم وساق

3 شباط/فبراير 2023

منذ سيطرة القوات التركية والفصائل الموالية لها على ما يعرف بمناطق “غصن الزيتون”، في منطقة عفرين شمال غربي حلب، مسلسل الأزمات الإنسانية والانتهاكات والفلتان الأمني يتفاقم شيئًا فشيئًا، فلا يكاد يمر يوماً بدون انتهاك أو استهداف أو تفجير وما إلى ذلك من حوادث.

 

المرصد السوري لحقوق الإنسان، تابع ووثق بدوره جميع الأحداث التي شهدتها مناطق “غصن الزيتون” خلال شهر كانون الثاني 2023، ويسلط الضوء في خضم التقرير الآتي على الأحداث الكاملة في تلك المناطق والتي تشكل انتهاكاً صارخاً وفاضحاً لحقوق الإنسان.

الخسائر البشرية الكاملة بفعل أعمال العنف

وثق نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان خلال شهر كانون الثاني، مقتل شخص واحد فقط ضمن عمليات “غصن الزيتون” في ريف حلب الشمالي الغربي، حيث وقعت جريمة شنعاء هزت مدينة عفرين بريف حلب الشمالي بتاريخ 24 كانون الثاني، حين أقدم عنصر في صفوف “الجيش الوطني” الموالي لتركيا، على إطلاق النار على والده نتيجة خلاف عائلي في قرية كوكان على طريق راجو بريف عفرين مما أدى لمقتله على الفور، فيما لاذ القاتل بالفرار لجهة مجهولة ويشار بأنهما من نازحي ريف معرة النعمان الشرقي بريف إدلب، ويعرف القاتل بتعاطيه لمادة “المخدرات”.

كما وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان اقتتال واحد خلال شهر كانون الثاني ضمن مناطق غصن الزيتون، حين هاجم مسلحون بالأسلحة الرشاشة الخفيفة والمتوسطة بتاريخ 1 كانون الثاني، فرع الشرطة العسكرية في مدينة جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، على خلفية قيام دورية تابعة للشرطة العسكرية اعتقال مواطن بتهمة الإتجار بالأسلحة وترهيب النساء أثناء الاعتقال، دون تسجيل خسائر بشرية.

كما رصد المرصد السوري خلال شهر كانون الثاني 2023، حالة تفجير واحدة في منطقة “غصن الزيتون” كانت بتاريخ 10 كانون الثاني، حيث انفجرت عبوة ناسفة مزروعة بالقرب من أحد المنازل على طريق ترندة في حي الأشرفية بمدينة عفرين بريف حلب الشمالي، دون تسجيل خسائر بشرية واقتصرت الأضرار على المادية فقط، يأتي ذلك في ظل استمرار الفوضى والفلتان الأمني في مناطق سيطرة الفصائل الموالية لتركيا.

انتهاكات مستمرة على قدم وساق

لاتزال الفصائل الموالية للحكومة التركية تتفنن بارتكاب الانتهاكات اليومية بحق الأهالي الذين رفضوا التهجير من عفرين واختاروا البقاء في مناطقهم، بالإضافة لانتهاكات تطال المهجّرين في المنطقة أيضاً، وقد أحصى المرصد السوري لحقوق الإنسان، خلال شهر كانون الثاني 38 اعتقال تعسفي لمدنيين بينهم امرأتين من قبل الفصائل الجيش الوطني والشرطة العسكرية والاستخبارات التركية.

وإلى جانب حالات الاعتقال التعسفي، وثق المرصد السوري لحقوق الإنسان أكثر من 89 انتهاك آخر بأشكال عدة، توزعت على النحو التالي:

12 حالة بيع ومصادرة منازل، تعود ملكيتها الى مهجرين قسراً من أهالي عفرين، كانت الفصائل قد استولت عليها بقوة السلاح، حيث تتم عملية البيع بأسعار زهيدة وبالدولار الأميركي تحديدا.

8 عمليات “فرض إتاوة” من قبل الفصائل، منها حالتي فرض إتاوة لقاء إطلاق سراح مواطنين وخمس حالات فرض إتاوات من قبل فصيل أحرار الشرقية وهي عبارة عن فرض خمس صفائح زيت زيتون على أهالي 10 قرى في ناحية راجو مقابل السماح للأهالي بالاعتناء بممتلكاتهم وحالة فرض اتاوة من قبل فرقة الحمزة وهي عبارة عن فرض اتاوة 300 دولار أميركي على كل مواطن في قرية كوكانة فوقاني بزريعة الحماية.

58 عملية قطع للأشجار المثمرة من قبل فصائل الجيش الوطني، شملت قطع أكثر من 2765شجرة زيتون في مختلف قرى ونواحي عفرين.

2 حالات مصادرة أراضي بقوة السلاح في ناحية جنديرس بريف عفرين وذلك لبناء مجمع سكني لإيواء عوائل المسلحين الموالين لتركيا تحت مسمى قرية “أجنادين فلسطين”.

3 حالات سرقة قامت بها فصائل “الجيش الوطني”، حالتين من قبل فصيل فيلق الشام شملت سرقة حوالي 10 صفائح زيت زيتون في قرية باصوفان وسرقة أدوات كهربائية وعدد من صفائح زيت زيتون في قرية كباشين بناحية شيراوا وحالة سرقة تحت تهديد السلاح من قبل فصيل جيش الإسلام في قرية عين حجر عبر عملية قطع سلب مواطن دراجته النارية وهاتفه الخليوي.

6 عمليات اعتداء من قبل فصائل الجيش الوطني بمختلف مسمياتها، خمس حالات منها من قبل فصيل فرقة السلطان مراد في ناحية الشيخ حديد بريف عفرين، حين أقدم عناصر من فصيل “السلطان سليمان شاه” المعروفة ب “العمشات” على الاعتداء على خمسة مواطنين من أهالي ناحية شيخ الحديد بريف عفرين شمال غرب محافظة حلب، دون معرفة الأسباب الحقيقية وراء حالة الاعتداء على المواطنين الخمسة.

يشار إلى أن المواطنون الذين تعرضوا للاعتداء من عائلة معروفة في ناحية شيخ الحديد وقد أقدم فصيل “العمشات” قبيل أربعة سنوات على قتل أحد أبنائهم داخل سجون “العمشات”.

الاعتداء السادس والأخير كان بتاريخ 4 كانون الثاني، حيث اعتدى عناصر من فصيل “جيش الشرقية” على مواطن من مهجري مدينة دير الزور في مدينة عفرين بسبب رفضه منح عناصر “جيش الشرقية” اشتراك “الإنترنت” مجاناً، وانهالوا عليه بالضرب المبرح والشتم بألفاظ نابية، مهددين بتلفيق تهمة له في حال أقدم على رفع شكوى ضدهم لدى الشرطة العسكرية.

التغيير الديمغرافي ضمن منطقة “غصن الزيتون”

تتعمد القوات التركية والفصائل الموالية لها اتباع عملية مايعرف بـ”التغيير الديمغرافي” بحق أهالي عفرين، وفي خضم الحديث عن ذلك، فقد رصد نشطاء المرصد السوري لحقوق الإنسان، إنشاء مستوطنة جديدة للنازحين السوريين باسم “أجنادين فلسطين” تحت إشراف القوات التركية والفصائل الموالية لها، الأربعاء 4 كانون الثاني/ يناير 2022 في قرية “أجنادين فلسطين” بناحية جنديرس بريف عفرين شمالي حلب، وسط أجواء احتفالية في المكان بعد استكمال بناء وتجهيز نحو 40 منزل.

من جهتها “منظمة فريق إدلب الوطن” قامت بتوزيع 40 منزل على عناصر فصيل “أحرار الشام” الموالي لتركيا والمسيطر على عدة قرى في الناحية كما تضمن المشروع بناء 200 منزل مع مرافق خدمية تشمل بناء مدرسة ومسجد ومعهد شرعي لتحفيظ القرآن الكريم وملحقات، وبحسب مصادر المرصد السوري لحقوق الانسان، فان المشروع بني على أرض زراعية تحت تهديد السلاح مساحتها 4 هكتارات تعود لأبناء “مجيد ومراد منان” من أهالي قرية شيتكا لكل شقيق هكتارين، تم الاستيلاء عليها بعد احتلال عفرين عام 2018 ، وتَعْمَد القوات التركية والفصائل الموالية لها وضمن سياستها في عملية التغيير الديمغرافي على جلب المهجرين من مختلف المدن السورية الموالين لها وتوطينهم على حساب إخراج أهالي عفرين الأصليين تحت قوة السلاح والتهديد.

ومما سبق يتضح جليًا أن مسلسل الانتهاكات في مناطق “غصن الزيتون” لن تتوقف حلقاته، طالما تستمر القوات التركية والفصائل التابعة لها في مخالفة كل الأعراف والمواثيق الدولية لحقوق الإنسان، دون وجود أي رادع يكبح جماح الجرائم والانتهاكات التي ترتكبها بحق الشعب السوري في تلك المناطق، رغم التحذيرات المتكررة من قبل المرصد السوري مما آلت إليه الأوضاع الإنسانية هناك.

——————

المصدر: الموقع الرسمي للمنظمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى