أخبارالقسم العام

/9/ أيلول اليوم الدولي لحماية التعليم من الهجمات… انعقاد قمة تحويل التعليم

جريدة الوحـدة*

اُعلن هذا اليوم بموجب قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة 275/74 تاريخ 28 أيار 2020م، ودعت فيه اليونسكو واليونيسف إلى إذكاء الوعي بشأن المحنة التي يمرّ بها ملايين الأطفال القاطنين في البلدان المتضررة بالنزاعات.

ويؤكد القرار أنّ الحكومات تتحمل المسؤولية الأساسية لتوفير الحماية وضمان التعليم الجيد المنصف والشامل لكل المتعلمين وعلى جميع المستويات، وخاصة الذين يمرّون بظروف حرجة. ويشدد كذلك على ضرورة تكثيف الجهود المبذولة في هذا الصدد وزيادة التمويل المخصّص لتعزيز بيئة مدرسية آمنة ومحصّنة في حالات الطوارئ الإنسانية، وذلك من خلال اتخاذ جميع التدابير الممكنة لحماية المدارس والمتعلمين والطواقم التربويّة من الهجمات، والامتناع عن الإجراءات التي تعوق وصول الأطفال إلى التعليم، وتيسير الوصول إلى التعليم في حالات النزاع المسلح.

ويُذكر القرار بتوفير تعليم جيد في جميع المستويات- الطفولة المبكرة، والتعليم الابتدائي والثانوي والجامعي والتقني، والتدريب المهني- على نحو يشمل جميع الأشخاص وينصفهم؛ فالناس بصرف النظر عن هويتهم من حيث نوع الجنس أو العمر أو الانتماء العرقي أو الإثني، والأشخاص ذوو الإعاقة، وأبناء الشعوب الأصلية، والأطفال والشباب، ولاسيما الذين يعيشون في أوضاع هشة، كلُّهم ينبغي أن يستفيدوا من فرص التعلم مدى الحياة، بما يساعدهم على تحصيل المعارف والمهارات الضرورية لانتفاعهم بالفرص المتاحة لهم ومشاركتهم في الحياة الاجتماعية مشاركة كاملة.

وأكّدت الجمعية العامة على أنّ الهجمات تتواصل بلا هوادة ضد الأطفال في جميع أنحاء العالم، إذ تنتهك الأطراف المتحاربة إحدى أهم القواعد الأساسية للحرب: حماية الأطفال. وباتت الطبيعة الممتدة زمنياً للنزاعات الحالية تؤثر على مستقبل أجيال بأسرها من الأطفال. ومن دون إمكانية الحصول على التعليم، سينشأ جيل من الأطفال الذين يعيشون في أوضاع النزاعات دون أن يكتسبوا المهارات التي يحتاجونها ليساهموا في بلدانهم واقتصاداتها، مما يفاقم الأوضاع الفظيعة أصلاً التي يعاني منها ملايين الأطفال وأسرهم.

وقالت: لا يمكن ضمان حق الطفل في التعليم في مناطق النزاعات دون حماية التعليم نفسه. بوسع التعليم أن يكون منقذاً للحياة. وعندما يكون الأطفال غير ملتحقين بالمدارس فإنهم يصبحون هدفاً سهلاً للإساءات والاستغلال والتجنيد في القوات والجماعات المسلحة. وينبغي أن توفر المدرسة مكاناً آمناً يمكن أن يتمتع فيه الأطفال بالحماية من التهديدات والأزمات. ويُعد ذلك خطوة حاسمة أيضاً لكسر حلقة الأزمة وتقليص احتمالية نشوء نزاعات مستقبلية.

قمة تحويل التعليم

هذا، وقد عقدت الأمم المتحدة «قمة تحويل التعليم» في نيويورك أيام 16 و 17 و 19 أيلول/سبتمبر 2022م، تحت أسماء «يوم التعبئة، يوم الحلول، يوم القادة»، وذلك (استجابة للأزمة العالمية في التعليم – أزمة المساواة والشمول والجودة والملاءمة. هذه الأزمة، التي غالبًا ما تكون بطيئة وغير مرئية، لها تأثير مدمر على مستقبل الأطفال والشباب في جميع أنحاء العالم. توفر القمة فرصة فريدة لرفع مستوى التعليم إلى قمة جدول الأعمال السياسي العالمي وحشد العمل والطموح والتضامن والحلول لاستعادة خسائر التعلم المرتبطة بالوباء وزرع البذور لتحويل التعليم في عالم سريع التغير).

ومع اقتراب موعد قمة تحويل التعليم، تم دعوة بلدان العالم إلى تأييد وثيقة «الالتزام بالعمل لضمان التعلم الأساسي» لضمان أن جميع الأطفال، بمن فيهم الأكثر تهميشاً، يحققون ما يكفي من التعلم الأساسي لتحقيق إمكاناتهم الكاملة والمشاركة في المجتمع.

وعشية انعقاد القمة أطلقت «اليونيسف» تحذيراً من الانخفاض الصادم في مستويات التعلم، وقالت السيدة كاثرين راسل، المديرة التنفيذية لليونيسف: «إن قلة الموارد في المدارس، وتدني رواتب المعلمين ومؤهلاتهم، واكتظاظ الفصول الدراسية، وتقادم المناهج، كلها تقوض قدرة أطفالنا على تحقيق إمكاناتهم كاملة. إن مسار أنظمتنا التعليمية، بحكم التعريف، هو مسار مستقبلنا. وعلينا أن نعكس الاتجاهات الحالية وإلا سنواجه عواقب الفشل في تعليم جيل بأكمله. فانخفاض مستويات التعلم اليوم يعني فرصاً أقل غداً».

كما حذّرت اليونيسف من أن إغلاق المدارس لفترات طويلة ونقص توفر التعليم الجيد خلال جائحة كوفيد-19 قد فاقما أزمة تعلم موجودة أصلاً وخلّفت ملايين التلاميذ في جميع أنحاء العالم دون مهارات أساسية في الحساب وفي القراءة والكتابة.

وكشفت الجمعية العامة أنه في عام 2021م لم يلتحق /244/ مليون طفل وشاب بالمدرسة، وأنّ وباء كوفيد-19 أضرّ بتعليم أكثر من 90٪ من أطفال العالم، ويقدّر الآن أن 64.3٪ من الأطفال في جميع أنحاء العالم وفي جميع البلدان غير قادرين على قراءة قصة بسيطة وفهمها.

بيان الأمين العام

في حديثه أمام اجتماع «يوم القادة» الثالث، قال الأمين العام أنطونيو غوتيريش:

«يتمتع الأغنياء بإمكانية الوصول إلى أفضل الموارد والمدارس والجامعات، مما يؤدي إلى حصولهم على أفضل الوظائف، بينما يواجه الفقراء – وخاصة الفتيات – عقبات كبيرة في اكتساب المؤهلات التي يمكن أن تغير حياتهم. يواجه النازحون والطلاب ذوو الإعاقة أكبر العقبات على الإطلاق».

وأشار إلى أنه أي عمل لن يكون ممكنا بدون زيادة تمويل التعليم والتضامن العالمي. وأعلن غوتيريش وجوردون براون المبعوث الخاص للأمم المتحدة المعني بالتعليم العالمي، عن إنشاء مرفق التمويل الدولي المعني بالتعليم IFFEd، الذي سيقدم مبلغ ملياري دولار في البداية لبرامج التعليم ابتداءً من عام 2023م.

وقال الأمين العام إن قمة تحويل التعليم ستحقق أهدافها العالمية فقط من خلال تعبئة حركة عالمية تضم الحكومات والشباب والمجتمع المدني والمعلمين وقادة الأعمال والخيريين.

وقد أصدر الأمين العام خلال القمة «بيان الرؤية» الذي يرسم مساراً للتعليم في القرن الحادي والعشرين، كمساهمة في المفاوضات للتحضير لقمة المستقبل التي ستعقد أثناء الجمعية العامة للأمم المتحدة في عام 2024.

ويؤكد البيان على استمرار التعبئة العالمية بعد نجاح القمة، كما يحثّ الدول الأعضاء والشركاء على إبقاء شعلة التحول مشتعلة. «يجب علينا المضي قدماً معاً، مع التركيز على الإجراءات الملموسة حيث تكون أكثر أهمية: في الميدان، وفي قاعات التدريس، ولتعزيز خبرة المعلمين والمتعلمين على حد سواء.»

مبادرات

وأطلقت اليونسكو واليونيسف مبادرة بوابات التعلّم الرقمي العام، وهي مبادرة عالمية متعددة الشركاء. كما تم الكشف عن التزام الدول الأعضاء والشركاء بالعمل من أجل التعليم في حالات الأزمات، كالتزام لتحويل أنظمة التعليم من أجل منع الأزمات والاستعداد لها والاستجابة لها والتعافي منها بشكل أفضل.

وتم الإعلان عن دعوات للعمل بشأن معالجة أزمة التعلم من خلال تعزيز التعلم الأساسي، والنهوض بالمساواة بين الجنسين من خلال التعليم وفي التعليم، وشراكة تعليم التخضير التي تم تطويرها استجابة لنداء الأمين العام بأن أزمة المناخ هي «معركة من أجل حياتنا››.

وفي اليوم الافتتاحي للقمة التي استمرت 3 أيام، قدّم دعاة الشباب «إعلان الشباب» للأمين العام، كما قدّموا توصياتهم الجماعية لصانعي السياسات بشأن التحول الذي يريدون رؤيته، إلى جانب التزاماتهم بالعمل في مجال التعليم.

تقرير مشترك

وبُعيد القمة أُصدر تقريرٌ مشترك جديد بعنوان «انطلاقة من تعافي التعليم نحو تحقيق تحوّل في التعليم» عن منظمة التعاون والتنمية في الميدان الاقتصادي، واليونسكو، ومعهد اليونسكو للإحصاء، واليونيسف، والبنك الدولي. وهو يبحث في الكيفية التي تتقدم فيها البلدان في تنفيذ تدابير إطار الاستجابة السريعة.

كلمات وفرصة

وقد أُلقيت في اجتماع القادة- اليوم الثالث من القمة العديد من الكلمات التي ركّزت على جوهر المشكلة وتداعياتها وضرورة إيجاد الحلول لها في أقرب وقت.

وأكّد المشاركون أن القمة توفر فرصة فريدة لرفع مستوى العمل والطموح والتضامن والحلول لاستعادة خسائر التعلم المرتبطة بالجائحة وزرع البذور لتحويل التعليم في عالم سريع التغير.

سؤال

وبهذه المناسبة يسأل سائل، ما هو نصيب الطفل السوري من هذه النقاشات والخطط، وما هو مأمول على أرض الواقع، إن كان في الداخل في ظل أربع «حكومات» وأزمات مستفحلة، أو في الخارج، خاصةً وجهات اللجوء في الدول المجاورة؟!

المصدر: أخبار الأمم المتحدة

* جريدة الوحـدة – العدد /339/- 01 تشرين الثاني 2022م – الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

 

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى