النمسا\غراتس
يقيم متحف القصر في مدينة غراتس النمساوية والتي مازالت تحتفظ على فنونها المعمارية وقصورها التاريخية رغم الحربين العالميتين اضخم معرض للصور الفوتوغرافية ومجاميع من آثار الحرب العالمية الاولى في الطابق الاول من القصر وفي صالات متعددة تفوح منها عبق التاريخ والحروب بين جدرانها عبر قرون مضت.يرجع متحف القصر الى عائلة (هيربرت شتاين)والتي تعد من اشهر العوائل في الاقليم.من دون شك فالحرب العظمى كانت لها تأثيراً كبيراً ومدمراً على اقليم شتايامارك وهذه التاثيرات سيلاحظها الزائر في المعرض لمتحف القصر والذي تعود نشاطاته للمتحف العالمي الكبير في الاقليم.يتنوع ويتوزع المعرض في صالات عديدة وتتنوع المواضيع ما بين ملابس الزي الموحد ورسائل البريد وسجل الموتى الكبير خلال الحرب في الاقليم،كل قطعة من المعرض هي توضيح للحرب العالمية،فالمعرض لا يتطرق الى النمسا بصورة عامة او خاصة بل الى مركز الثقل وهو اقليم شتايامارك.الهدف من اقامة المعرض وبهذه الصورة الكبيرة هو لعرض الحقائق التاريخية بعد مرور قرن على الحرب والوثائق وتتعدى الى التأثيرات المباشرة على سكان الاقليم.يزمع المتحف العالمي من خلال اقامة هذا المعرض هو كسر وكشف تاريخ كبير من خلال الحرب حياة سكان الاقليم.الحرب العالمية الاولى تعد الكارثة الاولى الى دخول القرن العشرون والتي غيرت صورة العالم.يبين المعرض كيف غيرت الحرب صورة الاقليم لغاية مقتل 28 ألف نسمة من سكان الاقليم ويبرز بأن الحرب كانت شاملة وليست على الجنود والجبهات فقط بل استولت على كل هكتار في النمسا.صور فوتوغرافية جمة ومجاميع خاصة من ارث سكان الاقليم تبين دور المرأة وانخراطها في وظائف الرجال وبالاخص في المستشفيات.معظم المعروضات تمت اعارتها من السكان لغرض اقامة المعرض وكشف الوجه الحقيقي ومأساة الحرب وهي رسائل الحرب الشخصية وتذكارات الحرب وسجل الموتى من ارشيف الدولة .جدران الصالات الكبيرة اكتستها صوراً كبيرة للدمار والفقر والبؤس،الحرب التي غيرت شكل البلاد ويقول مقيمو المعرض بانهم يريدون ان يذكروا الناس والزوار بالسنوات السوداء من تاريخ الاقليم من دون زيف ولكن الناس كانت لهم ثقة ببناء اقليمهم وبلادهم ولهذا شيدوا البلاد باجمل صورة لتغدو اجمل بلدان العالم،يقام المعرض في متحف القصر بالتعاون مع جامعة غراتس.افتتح المعرض يوم 28\6\3014 وسيستمر لغاية 5\7\2015 اي اكثر من عام.تركز المعرض على بعض الاسئلة وهي كيف اثرت الحرب على الحياة اليومية في الاقليم،وكيف وصفت الحرب بقوة في صورة قرار المدينة ومالذي يتذكره الناس حول الحرب اليوم وماذا بقي من الحرب؟فكل هذه الاسئلة جوابها عبر الصور الفوتوغرافية وبطاقات البريد والصور الخاصة والرسائل ومذكرات بخط اليد ولقطات وافلام وثائقية.
منذ عام 1870 مازالت تحتفظ مدينة غراتس على فن عمارتها بقوة ولم تتأثر جراء الحروب وبالاخص كنيستها التاريخية قلب المسيح والتي ترمز الى قوة فن العمارة والتصميم.الصالة الاولى من المعرض تحكي حكاية اقليم شتايامارك والتي كانت تضم ايضا مدينة ماريبو السلوفينية ومجوعة صور حول مركز مدينة غراتس ولم تتغير حالها لحد الان،الصالة الثانية ميداليات ونياشين صغيرة توضع على الصدر من زمن الامبراطورية النمساوية وكتب عليها(يجب ان ننتصر)وباشكال مختلفة وكذلك الصور على الاقداح الزجاجية.لقد لعب الاعلام دورا كبيراً في الحرب ووجود قصاصات من صحيفة (كلاينى تسايتونغ)لعام 1914 خير دليل.لقد كانت مدينة غراتس مركزاً للقوات الكبيرة المشاركة في الحرب واستندت على الصور والوثائق بالاضافة الى لوحات تشكيلية ومعارض زجاجية للملابس واما الصالة الكبيرة فقد تم نصب شاشات تلفزيونية لعرض الافلام الوثائقية واما الصور الفوتوغرافية المتنوعة فهي لمصورين غير معروفين وتمت اعارتهم من الاهالي.صالة المعارض الزجاجية حيث الازياء العسكرية الموحدة للضباط والجنود لعام 1915.في هذا العام نضجت ادوار المرأة وصور احتفالهن امام دار المحافظة احتفاءً بارشيدوقة ميران ومساندتها لهم عبر صور وثائقية جميلة .صالة لتخطيطات بقلم الرصاص والالوان لمظاهر الحرب العالمية بالاضافة الى صور معسكر السجناء في (كنيتل فيلد وفيلدباغ)وكان يقبع فيه اكثر من 100 ألف سجين وفي الصالة تنوعت الافكار والصور الفوتوغرافية ومنها صور السجن والسجناء والعمل داخل المعسكر واستغلال السجناء في اعمال البناء والشوارع في بلدة (رادكسبورغ) وكان لهم دوراً في بناء الاقليم وبالاخص سلالم جبل القصر في غراتس.تنوعت الصالات والافكار والصور والمعروضات في اضخم معرض يكشف خفايا الحرب العظمى للجمهور وسكان اقليم شتايامارك وعلى الملأ،في حرب فقدت الامبراطورية النمساوية مليون ونصف المليون قتيل والعالم 11 مليونا لتعرض صور الاقليم والحرب العظمى في معرض يستغرق اكثر من سنة!!وتتعلم الاجيال كيف تعشق بلادها وتتعلم من الحروب بانها لاتجلب سوى الفقر والخراب.