القسم العامبيانات و تصريحات

أربعة أعوام من الاحتلال التركي لمنطقة عفرين

بيان

تمرّ اليوم أربعة أعوام على احتلال منطقة عفرين الشهيرة بالزيتون رمز السّلام، التي كانت مثخنة بالانتهاكات والجرائم اليومية المرتكبة على نحوٍ ممنهج بحق المنطقة وأهلها، بنواحيها وقراها ومعالمها، بحجرها وشجرها، بممتلكاتها وتراثها الإنساني والقومي… أربعة أعوامٍ وتركيا تعاقب الكُـرد حين أرادوا إبراز خصوصيتهم ونيل حقوقهم ضمن الوطن السوري بعد عقودٍ من التهميش والإنكار، فدخلت في مقايضات مريبة وفق سياسات محددةٍ، بدعمِ الإسلام السياسي والميليشيات والتنظيمات المتطرفة، ومحاربة أي حضورٍ كردي وازن في الملف السوري.

قبل ثمانية وخمسين يوماً من هذا التاريخ وقبل أربعة أعوام بدأت آلة الحرب التركية بهجوم عنيف على عفرين، مستخدمةً ترسانتها العسكرية الجوية والبرية، مجيشةً بخطاب ديني مقيت، لتتحول مساجد تركيا وتابعياتها السورية إلى منابر داعشية مبشّرة بـ”الفتح المبين”! مستخدمةً أكثر من عشرين ألف مرتزقٍ سوري، من مسلّحين وسياسيين مجندين للمشاركة في عدوانها الآثم وتبريره؛ ثمانية وخمسون يوماً وأهل عفرين ببطولة قلّ نظيرها وتكاتفٍ أذهل الأعداء قبل الأصدقاء، قاموا المخرز بعيونهم.

والآن بعد مرور أربعة أعوام على الغزو يثبت المحتل يومياً زيف ادعاءاته، فأين غصن الزيتون؟! ما بقيت شتلة زيتون في عفرين ولم ينلها انتهاك أو مهانة، وقد غادرها السّلام من أول يومٍ دخلها اللصوص وشذاذ الآفاق، وأجبروا الأهل على النزوح والهجرة القسرية، وفق سياساتٍ عدائية ممنهجة أدارها الميت التركي ولا زال، بغية التغيير الديمغرافي لمنطقة كردية سورية كانت نسبة الكُـرد فيها قبل الغزو أكثر من 95 بالمائة.

إننا إذ نستذكر هذه المناسبة بألم! نؤكد على الحق المشروع لمُهجّري عفرين بعودةٍ آمنة وبرعاية وضمانات دولية إلى مناطق سكناهم الأصلية، وأيضاً على حقنا ومشروعية نضالنا ضد المحتل التركي بكافة الوسائل الممكنة، منتهجين كحزب لا عنفي كافة السبل حتى تتحرر كلّ مناطقنا؛ وهنا نناشد المجتمع الدولي بكل هيئاته للضغط على تركيا لتنسحب إلى حدودها وتلتزم بالقوانين الدولية وقيم حسن الجوار، مؤكدين أننا جميعاً كسوريين مدعوون اليوم أكثر من أي وقتٍ مضى لنبذ خطاب الكراهية والعمل على انجاز مشروع وطني جامع يُخرج وطننا سوريا من النفق المظلم الذي هي فيه؛ أيضا نؤكد على أنه لا حلّ في سوريا سوى الحلّ السياسي لأزمتها، وفق القرار الدولي /2254/ المجمع عليه، ولا حلّ سياسي إلاّ بضمان حلٍّ عادل للقضية الكردية في سوريا وفق العهود والمواثيق الدولية.

الهيئة القيادية

لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)

18/3/2022

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى