هذا الوطن المسكين الذي ما زال يحلم وينتظر الأمل المفقود يبحث عن حياة بسيطة يستطيع أن يحلم بها بالحرية والسعادة والاستقرار لا بالجثث المرمية على أرصفة الطريق ولا لصراخ الأطفال لسماعهم صوت القنابل ولا لعويل النساء لفقدانهم أبناءهم وأحباءهم ولا لشباب تغربوا عن أهلهم والاشتياق يذبحهم لملاقاتهم حتى الأحجار الساكنة بدأت تحلم بأمل في الحياة .
آه على هذه الأيام الضائعة تمر كالرياح الثلجية فوق كل وطن .. فوق كل قرية .. فوق كل منطقة.. فوق كل مكان وزمان .. تنتظر الأمل البعيد .. تتنظر الطمأنينة والسكينة .. تنتظر الأحلام الوردية .. حتى أصبح الجلوس على شرفة البيت حسرة .. والجلوس بسلام لسماع تغريد العصافير كل صباح حسرة .. وسماع صوت فيروز حسرة .. وشرب فنجان قهوة حسرة.
صمت غريب وأحلام غريبة أوراق متساقطة وكأن الفصول كلها خريف ولم يبقى هناك دموع الفرح بل دموع الحزن والآهات حتى شامنا وكل وطن يحلم بسلام لبس الثوب الأسود وذهبت الضحكات وجاءت الجمرات المشتعلة لتحرق كل أمل حتى أن الطفل الصغير عندما يرسم أصبحت رسوماته تعبر عن خوفه حتى يمكنك أن تلاحظ بأنه لا يحمل إلا لوناً واحداً بيده وهو اللون الأحمر الذي يعبر عنده بالدم .
إلى متى ستزول هذه العاصفة التي أخذت منا كل حلم كل أمل كل حياة وجلبت الحسرة والحزن والآلام .
إلى متى سينتظر هذا الوطن رفع الرايات الخضراء للنصر إلى متى سيصرخ كفى لقتل الأطفال الأبرياء .. كفى لقطف الأحلام الوردية .. كفى لصرخة المظلوم .
نحن نريد وطناً بلون الربيع وولادة نوروز جديد يعطر سماء الوطن بعطور الحرية والسلام والاستقرار …
22 / 8 / 2014