مجلة الحوار – العدد /77/- 2021م
“نشرت المجلة تعريفات عن كتبٍ جديدة: (كرد سوريا، التاريخ والسياسية والمجتمع) للباحث جوردي تيجيل، (الطواحين المائية في إقليم الجزيرة السورية) تأليف (رستم عبدو، بهور جولي، م. حسن يوسف)، (أحلام في البحر) رواية للكاتب الدكتور إسلام رشيد جانكير، (لامركزيت) كتاب باللغة الكردية «اللامركزية، خريطة طريق لإقليم كردستان – العراق» للكاتب لاوك صلاح، (الذكاء الاصطناعي) لمؤلفه جري كابلان”- الموقع.
وهي:
1- كتاب (كرد سوريا؛ التاريخ والسياسية والمجتمع)
للباحث: جوردي تيجيل
النسخة العربية من ترجمة: محمد شمدين، إصدارات دار الزمان للطباعة والنشر والتوزيع، يقع الكتاب في 312 صفحة من القطع المتوسط.
الكتاب مساهمة غنية في دراسة التاريخ الكردي في سوريا منذ فترة الانتداب (1920- 1946) إلى الوقت الحاضر (تاريخ إصدار الكتاب 2009). يقدِّم جوردي تيجيل من ناحية تحليلاً دقيقاً ومعقداً وأحياناً متناقضاً للتعبير بين الهويات القَبليّة والمحلية والإقليمية والوطنية، وتشكل وعي الأقلية الكردية مقابل توطّد القومية العربية في سوريا، من ناحية أخرى، وبالاستعانة بمواد غير منشورة كالسجلات الفرنسية والصحف الكردية لا سيما في فترة الانتداب، يحلّل تيجيل الأسباب وراء «الاستثناء» السوري حول المسألة السياسية الكردية. فعلى الرغم من استبعاد القومية الكردية (كردايتي) من الشأن العام، خاصةً منذ عام 1963، إلا أن الكرد تجنبوا المواجهة المباشرة مع السلطة المركزية، وكيف زرعوا داخلياً أشكال الهوية التي تحدد الأيديولوجية الرسمية. يستكشف الكاتب الديناميات التي أدت إلى توحيد وعي الأقلية الكردية في سوريا المعاصرة، على شكل عملية مستمرة يمكن أن تأخذ منحى متطرفاً أو حتى عنيفا.
في الوقت الذي يقدم فيه الكاتب مقاربة مفاهيمية صارمة في هذا الكتاب، فإن المادة الاثنوجرافية فيه تجعل مادته مقنعة، فهو لن يستهوي فقط شغف الباحثين والطلاب في الشرق الأوسط، بل كذلك المهتمين بالتاريخ والصراعات العرقية، ونظريات الحركات الاجتماعية، والعديد من القضايا الأخرى ذات الصلة.
يسلّط الكتاب الضوء على العديد من المواضيع، منها ما يتعلق بضرورة إعادة تقييم فترة الانتداب (1918-1946) مع ظهور بعض الديناميات السياسية والاجتماعية في المجتمعات الكردية التي بدأت منذ بناء سوريا المعاصرة حتى الوقت الحاضر، كما يؤكد الكتاب على أهمية فترة الانتداب في إنشاء «ثقافة سياسية» معينة للنخب المدنية والدينية الكردية، التي اتبعت المواجهة السلمية، وصياغة مشهد سياسي غامض. كما تطرق الكتاب إلى موضوع «الأطراف» لدى المجموعات الكردية وضرورة إقامة «جسور» بين الكرد والسكان السوريين الآخرين، وبيان وصف مفصل لتاريخ الكُرد، والذي يشتمل أحياناً على اختلافات زمانية عن باقي السكان السوريين.
جوردي تيجيل، هو بروفيسور في التاريخ بجامعة (فريبورغ، سويسرا) وعلم الاجتماع بمدرسة (الدراسات العليا في العلوم الاجتماعية- EHESS، باريس)، وهو حالياً زميل ما بعد الدكتوراه في EHESS، باريس. تتركز اهتماماته البحثية على القومية في الشرق الأوسط، مع اهتمام خاص بالتعبئة الكردية في فترة ما بين الحربين. وهو مؤلف العديد من الكتب والمقالات، منها؛ الحركة الكردية التركية في المنفى، الاستمرارية والانقطاع للقومية الكردية تحت الانتداب الفرنسي في سوريا ولبنان (1925- 1946).
2- كتاب: الطواحين المائية في إقليم الجزيرة السورية
تأليف: رستم عبدو، بهور جولي، م. حسن يوسف
تدقيق علمي د. آزاد احمد علي
يعد هذا الكتاب أحد اهم الكتب التوثيقية التي صدرت حول التراث المادي في الجزيرة السورية، والمناطق الكوردية منها بشكل خاص. فالطواحين المائية تعد من أهم المنشآت التي استمرت عبر العصور التاريخية، وكانت عماد الحياة الحضرية والمجتمعات الفلاحية الكردية طوال مئات السنين.
نجد في الكتاب سرد تاريخي وتوثيق هندسي بالصور والمخططات لعشرات المطاحن التي كانت تعمل حتى النصف الثاني من القرن العشرين.
تم في الكتاب تسمية وتوثيق ودراسة هذه المطاحن بدءا بتلك الموجودة بريف شرق نهر دجلة وحتى مدينة قامشلي غربا. يقع الكتاب في 118 صفحة من القطع الصغير. من اصدار دار شلير 2020 – قامشلو.
3- رواية أحلام في البحر
للكاتب الدكتور إسلام رشيد جانكير
صدرت رواية أحلام في البحر. وهي للكاتب الدكتور اسلام رشيد جانكير. ترصد الرواية معاناة المهجّرين السوريين متّخذة من شخصية آلان وعائلته أبطالًا يمثّلون هذه المعاناة التي تبدأ من الظلم والحرب الدائرة في سوريا بسبب الظلم، وسكوت المجتمع الدولي واكتفائه بإبداء مشاعر القلق وموقفه المتفرّج وكذا منظمات حقوق الإنسان. وامتزجت الأحداث الواقعية في النص بالخيال، ووظّفتُ شخصيات ثانوية حقيقية من قرية الكاتب الأصلية، وهي قرية مرجة المجاورة لرميلان ضمن الرواية، حتى تجسّدت في الرواية جانب من طفولة الكاتب في قريته، معبرا عن شوقه وحنينه لموطنه، وهو بعيد عنها منذ سنوات. لدرجة أن امتزجت معاناة الكاتب مع معاناة كل المهاجرين عن بلداتهم ومساكنهم في كل أرجاء سوريا. تصل الأحداث إلى الذروة حيث ركوب البحر والغرق، والنهاية شبيهة بالفانتازيا، إذ يموت أبطال الرواية من جهة ومن جهة أخرى يبدو الحدث كحلم، فيستيقظون ويعودون إلى الوطن المتمثّل بالقرية عند الطفل آلان بطل الرواية.
تقع الرواية في 129 صفحة من القطع الصغير صدرت عن شرفات للنشر – تركيا 2021
4- لامركزيت
للكاتب لاوك صلاح
خريطة طريق لنموذج وطني لكردستان… والعراق
كتاب باللغة الكردية عن اللامركزية وبناء الدولة المدنية
صدر مؤخرا (2020) باللغة الكردية في إقليم كردستان العراق كتاب بعنوان «اللامركزية، خريطة طريق لإقليم كردستان – العراق»، للكاتب لاوك صلاح.
الجديد في هذا الكتاب أن المؤلف يعد اللامركزية، كآلية استراتيجية، يمكن لها أن تساعد تدريجياً، على خلق تنمية سياسية مستدامة على المدى المنظور، وذلك من أجل تجاوز التراكمات والنزاعات السياسية التي رسمت الحياة السياسية العراقية لعقود طويلة من الزمن، والتي خلقت الخلل والشرخ الواسع في بناء الدولة العصرية المنشودة بعد تاريخ طويل من وجود حكم خارج الإرادة السياسية الوطنية، امتدت من الحكم العثماني إلى الاحتلال البريطاني.
كما يتم فيه استعراض المواضيع المطروحة على جوانب مهمة تخص الأسس والمفاهيم الديمقراطية مثل النظام الاتحادي، وآليات تنفيذه. ويحدد الكاتب في المحاور الأولى البيئات التي شجعت على تبني اللامركزية، إن كانت ادعاءً أو تبنياً جدياً، بدءاً من فصول الربيع العربي وتغير النظام في العراق وبقية الأنظمة في بعض البلدان العربية. وفي الكتاب نجد شرحا للأركان الأساسية لمسألة اللامركزية، فضلاً عن النماذج المتبعة في العالم لتقصي العقبات والتحديات أمام كل نموذج.
ومن أجل الإلمام بجميع النواحي الأساسية المتعلقة باللامركزية، ومن ثم البحث عن هوية لمفهوم اللامركزية في إقليم كردستان بشكل خاص، والعراق بشكل عام، كما يتطرق الكاتب إلى علاقة اللامركزية بالدستور ومسألة التعديل وتجربة المنظمات في العراق والإقليم والتهديدات التي تصاحب عملية التطبيق وأنواع اللامركزية، مثل اللامركزية السياسية والمالية والإدارية، وذلك من أجل استنباط الدروس والعبر التي تساعد على رسم برامج جديدة من خلال المراجعة والتقييم.
وفي القسم الأخير، يؤكد الكاتب على أنه ينبغي خلق نموذج حل محلي بآليات معرفية دولية تعكس الخبرة النظرية والعملية، وتُظهر الفهم السياسي العميق للإشكالات السياسية والهياكل التي من خلالها تم الترويج لأفكار لم تساعد على إيجاد حلول وطنية. بمعنى ضرورة تجسيد حل محلي، وليس الوطنية كشعار سياسي بدون معنى.
5- الذكاء الاصطناعي
لمؤلفه جري كابلان.
وهو كتاب شديد الإمتاع، يضم ثمانية فصول يحتوي كل منها على مجموعة أسئلة يسعى المؤلف إلى الإجابة عنها. يبدأ الكتاب بفصلٍ تمهيدي يتناول تعريفاً (إجرائياً) للذكاء الاصطناعي، وعمادُ هذا الفصل ثلاثة أسئلة: ما الذكاء الاصطناعي؟ وهل الذكاء الاصطناعي علم حقيقي؟ وهل يمكن للحاسوب يوماً ما أن يكون أذكى من الكائن البشري؟ وهكذا، يمضي المؤلف في تناول بقية الفصول بالهيكلية التفاعلية ذاتها التي تجعل القارئ يعيش عالماً سردياً تخيلياً كأنه يحاورُ حاسوبه الشخصي.
ويتناول الفصل الثاني تأريخاً فكرياً للذكاء الاصطناعي، وهو فصل شديد الإثارة، ثم يتناول في الفصل الثالث بعضاً من الجبهات المتقدمة لمباحث الذكاء الاصطناعي. أما الفصل الرابع فيتناول فلسفة الذكاء الاصطناعي؛ وأرى أن هذا الفصل يماثل الفصل الثاني في الإمتاع والإثارة، وسيجد كل عقل شغوف ذي ذائقة فلسفية لذة كبرى في قراءة الإجابات التي أوردها المؤلف للأسئلة الفلسفية التأسيسية في هذا الفصل. ويمكن عد الفصول الأربعة الأولى بمثابة خريطة فكرية لموضوعة الذكاء الاصطناعي. أما الفصول الباقية فتتناول موضوعات مجتمعية ذات نتائج سياسية – اقتصادية مركبة: الذكاء الاصطناعي والقانون، وتأثير الذكاء الاصطناعي على العمالة البشرية، وتأثير الذكاء الاصطناعي على العدالة المجتمعية، وبعض التأثيرات المستقبلية المحتملة للذكاء الاصطناعي في موضوعات محددة كالأطفال والذكاء الاصطناعي، والحلول المتفردة التقنية الناشئة بسبب الذكاء الاصطناعي، الذكاء الاصطناعي والصراعات المستقبلية، وعالم ما بعد الإنسانية.
