يخطط، ينفذ ويعربد، ينهي عمليات عدوانية ويبدأ بأخرى في مناطق الكُـرد هنا وهناك، يعمل على إبادة البشر والحجر والشجر، على خطى أسلافه من عثمانيين وكماليين وذئاب رمادية، واهماً مثلهم أنه سينهي ويسحق إرادة أحفاد ومحبي شيخ سعيد وإحسان نوري وسيد رضا وديرسمي وبارزاني وبدرخان وظاظا وصبري وجكر خوين وخوجة وحمو وووو… الذين يستمدون روحهم من شعلة نـوروز كاوا الحداد وقوة إرادتهم من جبالهم، ويستلهمون ثقافتهم من تراثهم الأدبي والفني ونتاجات التقانة وعلوم العصر والتراث الإنساني.
الأسلاف ارتكبوا مجازر ودمَّروا مدناً وقرى وهجَّروا الملايين وشتتوا شملهم واستباحوا ممتلكاتهم، وعلى ذات النهج يواصل نظام أردوغان- باهتشلي سياساته العدائية حيال وجود الكُـرد وحضور قضيتهم العادلة… وهل من حاجة لإثبات أو دليل على ذلك؟ وهو الذي ارتكب ما ارتكبه في عفرين منذ ثلاث سنوات ونيف، ومن بعدها في سري كانيه/رأس العين وغيرهما في الداخل السوري، وصولاً إلى إقليم كردستان العراق على مرأى ومسمع الجميع!
ما يحزُّ في النفس أن كُـرداً (جيدين) يحسبون سياسات تركيا لا عدائية توسعية، وأن الرئيس أردوغان وفريق عمله أصدقاء للكُـرد، كي يوجهوا تحاملهم ويلقوا باللائمة على هذا الحزب أو ذاك، متناسين سياسة الإنكار ولغة الحديد والنار التي لطالما انتهجتها تركيا إزاء الوجود القومي التاريخي للكُـرد وحضورهم الكفاحي العادل ودفاعهم المشروع عن حقهم في الحياة إسوةً بغيرهم.
لقد بات الكُـرد أكثر وعياً وتمسكاً بقضاياهم العادلة والدفاع عنها، والتي أضحت تحظى باهتمام أوساط الرأي العالم العالمي وبرلمانات دول عديدة وموضع نقاش على شتى المستويات بشكلٍ غير مسبوق.
أرواح شيخ سعيد وسيد رضا ومظلوم دوغان وموسى عنتر وطاهر آلجي وزكي شنغالي وبارين كوباني وآرين ميركان وهفرين خلف وجميع ضحايا وشهداء فظائعكم، تلف رقابكم وتخنق أنفاسكم، لتبقى قضاياهم الحقة والعادلة شوكةً في حلوقكم؛ إلى أن تتحقق قيم السلم والحرية والمساواة.
* جريدة الوحـدة – العدد /329-330/- نيسان وأيار 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).