معارك «كارى» ونتائجها تكشف زيف الادعاءات التركية جريدة الوحـدة*
يوم الأحد 14 شباط 2021م، أثناء زيارته لمركز العمليات، أعلن وزير الدفاع التركي خلوصي أكار انتهاء ما سمي بعملية «مخلب النسر2» التي شُنت على منطقة كارى في كردستان العراق بدءاً من 10 شباط، وأوضح أن ثلاثة من عناصر الجيش التركي لقوا حتفهم وأصيب ثلاثة آخرون، و /13/ تركياً «اختطفوا وأعدموا في كهف» وأن العملية حيدت /50/ من مسلحي حزب العمال الكردستاني وقبض على اثنين منهم حسب زعمه.
بينما أفادت مصادر الحزب أن العملية فشلت في تحقيق أهدافها، رغم أن تركيا أرسلت أعداد هائلة من القوات مدعومة بوحدات من القوات الخاصة و /40/ طائرة حربية كانت تقوم بقصف المنطقة كاملة بشكل هستيري، إذ تم مواجهتها بمقاومة كبيرة ونضالٍ تاريخي من مقاتلي الكريلا، ونتيجة قصف الجيش التركي قُتل جنود وضباط جيش الاحتلال التركي الأثني عشر الأسرى سابقاً إضافة إلى وفاة سجين كان معتقلاً بشكل مؤقت وينحدر من جنوب كردستان، وبلغ عدد قتلى الجيش التركي /37/ مع عشرات الجرحى، وكانت الحصيلة النهائية لشهداء قوات الكريلا خلال الأيام الأربعة من الاشتباكات هي خمسة عشر شهيداً ووقع اثنان أسرى – حسب بيان القيادة المركزية في مركز الدفاع الشعبي (NPG). وقد نشرت القيادة فيما بعد سجلات الشهداء، وكشفت عن سجلات الأسرى الأتراك المقتولين في بيان منفصل.
وحسب تقريرٍ لوكالة فرات ANF منشور في 22 شباط، أشار مراد قريلان القائد العام للقيادة المركزيّة في قوّات الدفاع الشعبي الكردستاني HPG في لقاء مع قناة «Stêrk Tv» إلى أنّ الأزمات التي تمرّ بها الدولة التركيّة بقيادة تحالف حزبي العدالة والتنمية والحركة القوميّة AKP-MHP هي السبب في «قيام الجيش التركي بمغامرته في منطقة كارى، محاولاً السيطرة على المنطقة واحتلالها».
وحول اتهام الكريلا بقتل الأسرى أكّد قريلان على زيف الادعاءات التركية، موضحاً «خلال حربنا الطويلة مع الدولة التركيّة، أسرنا المئات من جنود وأفراد الجيش التركي. لم نقم بقتل أيّ أسير لدينا. خلال الهجوم الأخير على كارى، لم يكن بمقدور جيش العدو إنقاذ الأسرى وهم أحياء، وضبّاط الجيش يدركون هذه الحقيقة، لذا أصدروا الأوامر بالهجوم على المعسكر عبر الجو، بهدف قتل الأسرى وتلفيق تهمة مقتلهم لقوّات الكريلا». وأضاف «نؤكّد للرأي العام العالمي والمحلّي بأنّنا ملتزمون بالقوانين الدوليّة المتّبعة في الحروب والنزاعات المسلّحة. ونبذل جهوداً كبيرة للحفاظ على حياة الأسرى ونعاملهم معاملة إنسانيّة، استناداً إلى المعاهدات الدولية».
وأبدى قريلان على استعدادهم والانفتاح على أية جهة دولية تود أن ترسل وفود إلى مناطقهم بهدف تقصّي الحقائق والقيام بتحقيقات مستقلّة، ودعا للتحقّق من ادّعاءات الدولة التركيّة والتأكد من أكاذيبها.
من الجانب العراقي، جدد المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي في بيان له بتاريخ 14 شباط إدانته واستنكاره للعدوان التركي السافر، مطالباً الحكومة التركية بإيقاف عملياتها العسكرية وسحب قواتها واحترام سيادة العراق وحرمة أراضيه. وقال: «إن تركيا بأعمالها المستنكرة هذه تنتهك كل الأعراف والقيم الدولية وعلاقات الجوار بين البلدين، في وقت يدعي فيه حكامها أنهم يتطلعون إلى دعم الأمن والاستقرار في العراق عامةً والاقليم خاصة، وإلى إقامة علاقات متطورة مع بلدنا». وأضاف «إن صمت الحكومتين، الاتحادية وفِي الإقليم، غير مبرر ولا مقبول في أية حال، وإن من واجبهما الرفض المطلق لقيام تركيا، أو أية دولة أخرى، بحل مشاكلها الداخلية على حساب بلدنا وأمنه واستقراره، ومن خلال ترويع مواطنيه وانتهاك سيادته ومصادرة قراره الوطني المستقل».
وطالب الحزب المجتمع الدولي والأمم المتحدة التحرك لإدانة العدوان التركي والمطالبة بوقفه، وكذلك الحكومة الاتحادية وحكومة الإقليم للقيام بواجبهما في هذا الشأن.
هذا، وكانت تركيا تواصل عملياتها منذ ما يقارب الأربعين ضد قواعد حزب العمال الكردستاني في جبال كردستان العراق، محاولةً فرض نفوذها وإنهاء وجود قوات الكريلا، دون أن تتمكن من القضاء على الحزب، ولا تخفي أنقرة وحزب العدالة والتنمية نواياهما العثمانية الجديدة في السيطرة على مناطق واسعة شمالي سوريا والعراق.
* جريدة الوحـدة – العدد 327- شباط 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).