جولة أستانه الـ /15/ تشويه للحقائق ودقٌ على معزوفة «الانفصال» جريدة الوحـدة*
كعادة الاجتماعات السابقة جاءت الجولة الـ 15 «للمفاوضات حول سوريا في إطار عملية أستانا»، التي انعقدت في مدينة سوتشي الروسية يومي 16 و 17 شباط 2021م، كحلقة مفرغة واستكمال للصفقات بين الدول الثلاث «روسيا، إيران، تركيا»، إذ تبنى ممثلوها بياناً مشتركاً، بدأ بالتأكيد على الالتزام الثابت بـ «سيادة واستقلال ووحدة أراضي الجمهورية العربية السورية»، في حين الدول الثلاث هي الأكثر انتهاكاً لـسيادة واستقلال البلاد، والتي تناست الأوضاع المزرية السائدة في المناطق التي تحتلها تركيا.
وقد جاء في البيان: (عبرنا مجددا عن عزمنا في مكافحة الإرهاب بجميع مظاهره وأشكاله والتصدي للخطط الانفصالية الهادفة لتقويض سيادة ووحدة أراضي سوريا والمهدِّدة للأمن القومي لدول الجوار» و «ناقشنا الأوضاع في شمال شرق سوريا واتفقنا على أن التوصل إلى الأمن والاستقرار الدائمين في هذه المنطقة ممكن فقط على أساس الحفاظ على سيادة ووحدة أراضي الدولة. ورفضنا جميع المحاولات لخلق حقائق جديدة «على الأرض»، بما في ذلك المبادرات غير القانونية لتقرير المصير تحت ذريعة الحرب ضد الإرهاب، وعبرنا عن إصرارنا للتصدي للخطط الانفصالية في منطقة الفرات، والتي تهدف إلى تقويض وحدة سوريا وتهدد الأمن القومي لدول الجوار. وبهذا الصدد عبرنا عن قلقنا إزاء تنشيط الأعمال القتالية التي تستهدف السكان المدنيين. وعبرنا مجددا عن رفضنا للسيطرة غير القانونية وتحويل الواردات من بيع النفط والتي يجب أن تعود إلى الجمهورية العربية السورية).
الملاحظ أن البيان ذكر مرتين جملتي «الخطط الانفصالية» و «تهديد الأمن القومي لدول الجوار»، على أساس اعتبار الدول الثلاث لـ «الإدارة الذاتية» كخطة انفصالية مهددة للأمن القومي التركي، رغم أن غطاؤها السياسي مجلس سوريا الديمقراطية يحمل مشروعاً وطنياً ولا يتبنى أية توجهات من قبيل ذلك ولم تهدد قواتها العسكرية «قسد» أية دولة مجاورة، سوى أنها تكافح الإرهاب الداعشي وتدافع عن النفس.
ومن جهته أصدر مجلس سوريا الديمقراطية بياناً إلى الرأي العام بتاريخ 18/2/2021، وقالت فيه أن الدول الضامنة ايران، تركيا وروسيا عبَّرت في بيانها المشترك عن «مواقف لا تمتُّ بحقيقة وواقع شمال وشرق سوريا ودور الإدارة الذاتية في الحفاظ على حياة السوريين وتأمين الأمن والاستقرار ومحاربة الإرهاب ووحدة البلاد، ولا تنسجم مع التّطلعات المشروعة للشعب السوري».
كما ندد المجلس ما ورد في البيان المشترك بخصوص شمال وشرق سوريا واعتبره إجحافاً بحق السوريين، ومشوّهاً ومُحرِّفاً للحقائق الموجودة، «بغية زرع التّفرقة ونشر ثقافة الكراهية والعِداء بين السوريين، والابقاء على النظام الاستبدادي الحاكم، وتمرير أجنداتهم الخاصة بالتّبعية والاحتلال للأراضي السورية».
وأعاد المجلس التأكيد على «وحدة الأراضي السورية والدفاع عنها، ويرفض أي إعادة انتاج لنظام الاستبداد»، وعلى «تمسّكه بالانتقال السياسي إلى نظام ديمقراطي تعددي لا مركزي يضمن ويصون حقوق كافة المكونات السورية».
* جريدة الوحـدة – العدد 327- شباط 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).