ارتفاع ملحوظ في عدد الجياع في ظل تدهور اقتصادي حاد ووضع أمني غير مستقر جريدة الوحـدة*
أصدر برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 17 شباط 2021م، بيانات وطنية جديدة مثيرة للقلق عن سوريا، تفيد بأن 12.4 مليون سوري – ما يقرب من 60 في المائة من السكان – يعانون من انعدام الأمن الغذائي. ويعزو البرنامج السبب في زيادة محنة السوريين الذين نزحوا وأُنهكوا بسبب عقد من الصراع، إلى الأزمة الاقتصادية وفقدان الوظائف نتيجة جائحة كوفيد-19 وارتفاع أسعار المواد الغذائية.
وقد تحدث مارك لوكوك وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، أمام مجلس الأمن الدولي، صباح الخميس 18 شباط، عن تلك الأرقام، وأفاد: «عانى الاقتصاد السوري الهش من صدمات متعددة خلال الأشهر الثمانية عشر الماضية. وكان الانخفاض الكبير في قيمة الليرة السورية، التي فقدت أكثر من ثلاثة أرباع قيمتها خلال العام الماضي، أحد الآثار المرئية لارتفاع عدد المعوزين». وأشار إلى أن أكثر من نصف مليون طفل دون سن الخامسة في سوريا يعانون من التقزم نتيجة سوء التغذية المزمن، وفقاً لآخر تقييم قام به مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية، معرباً عن خشيته من أن يزداد هذا العدد.
وأكد لوكوك على ما جاء في تقرير الأمين العام الأخير، موضحاً أنه «عندما يتعلق الأمر بإيصال المساعدات المنقذة للحياة للأشخاص المحتاجين، ينبغي إتاحة جميع القنوات، وإبقاؤها مفتوحة».
وقال لوكوك لأعضاء مجلس الأمن: «اسمحوا لي أن أكون واضحاً تماماً: الأمم المتحدة جاهزة. لقد كنا مستعدين لفترة طويلة. ما نحتاجه الآن هو اتفاق أوسع حتى يمكن المضي قدماً في المهمة الأولى».
وإذ رسم لوكوك صورة قاتمة لسلسلة من «التفجيرات المروعة» التي قتلت العشرات وجرحت كثيرين.
أما السيدة سونيا خوش، مديرة الاستجابة للوضع في سوريا بمؤسسة أنقذوا الأطفال، تحدثت مفصلاً أمام مجلس الأمن بذات اليوم عن وضع الأطفال، قائلةً إن سوريا تواجه أزمة تعليمية غير مسبوقة، حيث أدى مزيج الصراع والنزوح والفقر والآن كـوفيد-19 إلى خلق ظروف تسرب فيها ملايين الأطفال من المدرسة. وأوضحت أن الأبحاث التي أجرتها منظمة أنقذوا الأطفال في كانون الأول/ديسمبر الماضي وجدت على سبيل المثال أن طفلين من بين كل ثلاثة أطفال يتسربون من المدرسة في شمال سوريا.
ودعت إلى أن «تكون المدارس أماكن آمنة حيث يمكن للأطفال التعلم واللعب والحلم بما يريدون أن يصبحوا عندما يكبرون»، «بدلاً من ذلك، بعد عشر سنوات ما زلنا نشهد الهجمات على المدارس، واستخدامها من قبل الجماعات المسلحة، وانتشار الذخائر غير المنفجرة في المدارس»
ومن بين الآثار المباشرة للهجمات على المدرسة، الموت والإصابة وتدمير المبنى. ومع ذلك، على المدى الطويل، يمكن أن تؤدي الهجمات إلى انخفاض جودة التعليم، وفقدان المعلمين، وضعف النظم التعليمية، وخطر عدم عودة الأطفال إلى المدرسة أبداً.
وتحدثت سونيا خوش عن أزمة الحماية الخطيرة التي تواجه الأطفال في سوريا، بالإضافة إلى عمالة الأطفال وتزويج القاصرات.
وشددت على أن إنهاء معاناة الأطفال في سوريا يتطلب «أولاً وقبل كل شيء وقف القتال. لا يمكن أن يكون هناك حل دائم لهذه الأزمة بدون سلام».
المصدر: أخبار الأمم المتحدة.
* جريدة الوحـدة – العدد 327- شباط 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).