مع حلول منتصف شهر آذار، تكون قد مرَّت الفاجعة الثالثة على غزو واحتلال منطقة عفرين وريفها/جياي كورمينح من قبل المُحتل التركي الفاشي ومرتزقته الراديكاليين المُتطرفين…. إنما أيُّ احتلال…؟!
١. مُخطط تهجير قسري لأبناء المنطقة الأصليين من الكُرد خارج الحدود الإدارية للمنطقة، ترافقه مشروع توطين عنصري لنصف مليون نسمة من نازحي ومُهجري مختلف المدن السورية من الإسلاميين المُعارضين للنظام غير الكُرد، ضمنهم ميليشيات جهادية مرتزقة مرتبطة بدوائر الاستخبارات التركية، كإحدى مُخرجات آستانة وبموافقة ضُمنية من النظام السوري المُتأرنب، لإحداث التغيير الديمغرافي للتركيبة السكانية للمنطقة الكُردية الخالصة.
٢. إن التوحش والتوغل في المنطقة وما تُحدثه الأفعال الجنائية التي تُصطبغ بالبشاعة الإنسانية والقذارة الأخلاقية اليومية، والتي تُرتكب بحق أهلنا الصامدين وطبيعتنا وأرضنا -بما عليها وبما في باطنها- لا تكفي مُصطلحات وقواميس لغات البشر على تحديد التوصيف السياسي والقانوني والعسكري الصحيح لهذا الاحتلال الجبان الذي لم يراعي قيد أنمُلةً أعراف وتقاليد وقوانين دولة الاحتلال، احتلال لم يرى المرء العاقل له مثيل على كوكبنا منذ عقود أو قرون، احتلال لمُقامرة صفقة تبادل للفاعِلين المُجرمين، ضريبتها انتزاع الكُرد من جذورهم وتدمير منطقتهم وتحويلها إلى رُكام وبُمساعدة مُتعاونين كُرد!
٣. احتلال فاشيست العصر ومرتزقةً مُتأرهبين متغطرسين في الإجرام، ظنُهم أسقطوا عفرين بمركزها وبسبع نواحيها «وأحرقوها كما أحرق نيرون وأعوانه روما وما حولها، وكما أحرق لويس الخامس عشر هايدلبرغ وما حولها»!
فَحلَّلوا هدر دماء الكُرد العفرينيين واستباحة مُمُتلكاتهم ونساءهم وأرضهم وآثارهم وحضارتهم…الخ. إلا أن التاريخ يأبى غسل عارهم ونصرهم المُزيف، ويُضيف لسجلاتهم الدموية صفحات من البيانات المُأرشفة والموثقة، لأنهم ببساطة دولة وقوة احتلال وتوسع وتدمير لم يلتزموا بما نصت الاتفاقيات الدولية التي تفرض على الدولة أو القوة المُحتلة إدارة المناطق المُحتلة بموجب قوانين خاصة تراعي في التعامل الآدمية الإنسانية للسكان، فكل ما تفعله مُهينة للكرامة الإنسانية.
٤. أما الكُرد العفرينيون لا يتنازلوا عن حقوقهم وإرادتهم، فهو الشعب الذي دُمرت حضاراته عبر العصور وبقي على أرض أجداده، عفرين لم تسقط بعيون أبنائها، إنما باقيةٌ كما بقيت سيروس وقلعتها النبيي هوري منذ آلاف السنين، فلا بُد ليوم ما تستعيد حرية وكرامة أبنائها.
النصر الكُردي العفريني، يبقى هاجسٌ يَشحذ ثوان ودقائق وساعات كل يوم لأبنائه وبناته لإنهاء الاحتلال وتفريغ المنطقة من المرتزقة كما تفرغ حاويات القُمامة وعودة النازحين إلى ديارهم.
أما عملية عودة مُهجري عفرين وريفها إلى ديارهم وأرضهم الُمقدسة قد تُثلج صدور أبنائها وبناتها مُنتظري تلك الساعة الذهبية لإعلان خبر العودة للأرض وأبنائها، ثم البدء ببناء الفرد العفريني وقدراته، وتنمية البنية الاقتصادية المُخربة بمساعدة أبنائها الخَيريين وجهود منظمات مدنية ودولية لتزدهر عفرينا رنكين من جديد.
* جريدة الوحـدة – العدد 327- شباط 2021م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).