ترجمة عن الكردية
11/2/2012م
الأخوات والأخوة الأعزاء …
نرحب بكم جميعاً، متمنياً ألا يصيبكم مكروه...
التحية والاحترام لجميع ممثلي الأحزاب وحشود المثقفين من أطباء ومحامين ومهندسين ومدرّسين وكذلك وجهاء المنطقة والمتنورين...
الأخوات والأخوة الأحباء…
لم يكن رحيل رفيق مسؤول في قيادة منظمات حزب الوحـدة قد أَلَمّ برفاقه وبوالده الأخ المهندس صلاح وأمه وبأخوته وبأهل علمدار وكرداغ فحسب، بل أَلًمّ أيضاً بعموم شعب سوريا. هناك الآلاف من الضحايا والجرحى والمشردين في سوريا التي تعيش اليوم ظرفاً صعباً وخطراً، وكلما توقف نزيف الدماء أولاُ نكون مستفيدين، هدفنا وقضيتنا في حزب الوحـدة… قبل كل شيء هي السلم والحرية والمساواة، لكن في ظل نظام حكم حزب الواحد الأحد، حكم حزب البعث، حصلت هذه الأزمة وهذا النزيف وهذا البلاء… سنكون بخير إن حصل التغيير الحقيقي المنشود وتحققت المساواة.
الشباب الأعزاء الأحباء، أمثال الفقيد الدكتور شيرزاد حاج رشيد، وغيره بالمئات من أطباء ومحامين ومهندسين والآلاف من المدنيين والعسكريين يسقطون شهداءً من أجل الحرية في هذا الوطن.
نقول إن الكرد في سوريا شعبٌ كحقيقة، ولسنا ضيوفاً أو متسللين في هذا البلد، لنا حقوق، يجب إدراجها في الدستور، الشعب السوري واحد يجب حمايته، كرداً وعرباً، مسلميين ومسيحيين، سنيين وعلويين، دروزاً وإسماعيليين. إذا عزفنا على وتر الانقسام ومسألة الطائفية والعنصرية، ستصبح كل سوريا معرضة للدمار. إذا حصل تغيير حقيقي وزالت سياسات وممارسات ونمط وموديل حكم شاوشيسكو، وأقرَّ دستور جديد يكفل حق أي إنسان، يحفظ كرامة أي إنسان، كلما تحقق هذا الهدف الذي هو أمنية الشعب السوري بكرده وعربه وكان التغيير بعيداً عن العنف والسلاح نكون نحن جميعاً مستفيدين، لا وألف لا لدعوات التسليح وعسكرة الثورة السورية. كلما كان الحل وطنياً ديمقراطياً سلمياً يكون الشعب السوري بكرد وعربه مستفيداً ويقطع الطريق أمام القتل… حزبنا، حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي، حزب إسماعيل عمر وعبد الرحمن عثمان وعبد الحميد زيبار، حزب شيرزاد حاج رشيد، سيبقى على عهده ومبادئه لا يتراجع عن قضيته، على أرض سوريا، على أرض كرداغ وفي حلب وكوباني وقامشلي ودمشق، من داخل سوريا، سنواصل نضالنا ولن نخرج عن الطريق، لأننا على حق ومطالبنا مكشوفة وليس هناك ما هو تحت الأرض أو سري.
لم يكن رحيل رفيقنا شيرزاد خسارةً لحزب أو للحركة الوطنية الكردية فقط، بل شكَل خسارة للشعب السوري، خسارة لجميع القوى الديمقراطية والوطنية السورية، كان الدكتور شيرزاد مدافعاً عن شعبه، محباً للغته الأم، يريد الخير لشعبه، لم يكن مذنباً أو ألحق ضرراً بأحد، في هذا الوضع المعقد وتزايد الفلتان الأمني، العديد من الأبرياء يلقون حتفهم، رحيل الدكتور شيرزاد خسارةٌ لجميع الأحزاب الكردية والكردستانية ،… ولكي لا تتكرر مثل هذه المآسي ينبغي أن يبقى شعبنا موحداً ونحترم بعضنا البعض وتتقارب الأحزاب الكردية وقوى المعارضة الوطنية هنا وهناك. فبالنسبة لنا المجلس الوطني الكردي في سوريا عنوان لنا، مع التحية والاحترام لجميع القوى الأخرى… إن حماية وحدة الشعب الكردي هي حماية لوحدة سوريا… عدونا الرئيسي هو الجهل والتخلف قبل كل شيء، لذلك أبناء قرية علمدار والشهيد الدكتور شيرزاد كانوا على الدوام أصدقاءً للعلم والمعرفة التي إذا انتشرت وعمّت بين مجتمعنا نكون قد ابتعدنا عن الأمراض والأزمات.
مرةً أخرى نحييكم جميعاً ونخص بالذكر وفودَ كوباني والجزيرة والرقة ودمشق التي جاءت إلى هذه القرية الجريحة …
ليبقَ أبو شيرو، أم شيرو وأبناء وبنات قرية علمدار، شامخي الرؤوس كما كانوا من قبل برفيقنا الخالد الشهيد الدكتور شيرزاد حاج رشيد.
حزننا واحد وعميق.
وشكراً لإصغائكم.
————
* الكلمة التي ألقاها الأستاذ محي الدين شيخ آلي سكرتير حزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي)، في وداع الشهيد الدكتور شيرزاد حاج رشيد، بقرية علمدار- عفرين، يوم السبت 11 شباط 2012م.