أخبارالقسم العام

بجامعة آلبورغ الدانماركية، أطروحة دكتوراه حول مبدأ حق تقرير المصير للشعوب للباحث محمد ضاهر جريدة الوحـدة*

أنهى الباحث الكردي محمد مصطفى ضاهر مناقشة أطروحته للدكتوراه في القانون العام، والتي نالت درجة الامتياز، وذلك بـ أكاديمية آلبورغ للعلوم (Aalborg Academy of Science) الكائنة في المملكة الدانماركية، بتاريخ 22/ 12/ 2020 م، الموسومة بـ «مبدأ حق تقرير المصير للشعوب في ظل القانون الدولي المعاصر، دراسة مقارنة مع الشريعة الإسلامية»، وتكونت لجنة المناقشة من الأساتذة:

1-      الدكتور السفير عبد الله الأشعل رئيساً وعضواً

2-      الدكتور طلال النداوي عضواً

3-      الدكتور فلاح الفضلي عضواً

4-      الدكتور عبدالحميد محمد عبد الحميد مشرفاً

واستهل الباحث – بعد التحية والتقدير للجنة المناقشة – حديثه عن سبب اختياره لهذا الموضوع قائلاً: «لأن البحث عـن ضـروريـات الحياة فضـلاً عـن حاجياتها ثم تحسيناتها، فطرة رافقت وجود الإنسان، فالوجود وحيازة ما ذكرنا، لا يفترقان ما دامت الحياة مستمرة». وأضاف «لأنني ابن شعب يزيد تعداده عن الأربعين مليوناً – كردياً – قد كتب عليهم أن يحيوا على أرضهم حياة من عاشوا كالأغراب على أرض غيرهم، فلا سيادة على أرض ولا استقلال بقرار وهوية وعادات، بل ولا حتى بلغتهم، شأن من تراه عيوننا من شعوب قريبة منا أو بعيدة عنا. كل ذلك والدنيا تضج بتشريعات إقليمية ودولية، كلها تنص على حقوق الإنسان وحفظ وصون كرامته وحفظ حياته، ومن هذه الحقوق هو (حق الشعوب في تقرير مصيرها)، هذا هو الباعث الحثيث على التنقيب».

وأكد الباحث على أهمية أهداف أطروحته التي ذكرها، منها:

 – دراسة مراحل تطور حق تقرير المصير، بدايةً بالنظريات الديمقراطية، مروراً بالثورات الكبرى التي غيرت الأنظمة السائدة حينذاك، وانتهاءً بترسيخ هذا الحق في المواثيق الدولية والإقليمية.

– التأكيد على حق الشعوب في تقرير المصير بأشكاله المختلفة، وإبعاد الشعوب التي تناضل من أجل تقرير مصيرها من دائرة تهمة الإرهاب.

أما تقسيم هذه الأطروحة فقد حاول الباحث عرض الأفكار المتعلقة بموضوع الرسالة بطريقة متناسقة ومتوازنة قدر الإمكان، تكفل تغطية جميع جوانبها، وقد اقتضت طبيعة الدراسة إلى ستة فصول يسبقها فصل تمهيدي، والتي تبلغ في مجملها /570/ صفحة؛ ففي الفصل الرابع المعنون بـ»الشعوب التي تكافح لأجل تقرير مصيرها، دراسة لثلاث حالات»، الشعب الفلسطيني في المبحث الأول، الشعب الكردي في المبحث الثاني، الشعب الكتالوني في المبحث الثالث.

أما ما يتعلق بالشعب الكردي فقد بلغ سعة هذا المبحث /43/ صفحة، يبدأ الباحث فيه بالاتفاقيات التي غيرت مجرى تاريخ الشعب الكردي، بدءًا باتفاقية «قصر شيرين» التي تسمى بالتركية «زهاب» بتاريخ 17 / 5/ 1636 م، والتي بموجبها تم تقسيم كردستان لأول مرة بين العثمانيين والصفويين، مروراً باتفاقية سيفر بتاريخ 10 / 8 / 1920 م، التي منحت الكرد في مادتها الـ/62/ حق إقامة دولتهم، وللأسف لم ترَ هذه الاتفاقية النور إلا وتم القضاء على الحلم الكردي وذلك بموجب اتفاقية لوزان التي استطاع الأتراك انتزاعها وإبرامها في 24 تموز 1923م برعاية أوروبية.

وكذلك يتحدث الباحث عن موطن الكرد «كردستان» ولغتهم، ثم عن إمارات ودويلات كردية، كالتي في عهد الدولة العباسية، مثل الإمارة الراودية، والإمارة الشدادية، والإمارة المروانية والإمارة الأيوبية. وفي العهد العثماني والصفوي كإمارة بهدينان وإمارة سوران وإمارة أردلان، وبعد انهيار الدولة العثمانية كمملكة كردستان بقيادة محمود حفيد، وجمهورية مهاباد، وإقليم كردستان مروراً بالإدارة الذاتية عند الحديث عن المشكلة الكردية في أجزائها الأربعة، ويختم الباحث هذا المبحث بالمطلب الرابع بعنوان «الكرد وحلم الدولة» ويتحدث فيه عن معوقات حق تقرير المصير للكرد، منها العائق الدولي كمبدأ قدسية الحدود الموروثة أو الحالية، وكذلك العائق الإقليمي، وأخيراً العائق الداخلي أي المحلي.

والجدير بالذكر أهدى الباحث أطروحته إلى القافلة الطاهرة التي ضمت أرواح أكثر من /300/ شهيد من الذين انتقلوا إلى بارئهم في كوباني صبيحة 25/6/2015 م، «شهداء مجزرة ليلة الغدر»، إذ كان بصحبة هذه القافلة والدة الباحث وكلاً من شقيقيه مصطفى ومحمود، وتمنى أن يكرِّم الله هذه القافلة الطاهرة بالشهادة والجنان، لاسيما أنهم الجرح الذي لا يندمل. وكذلك أهدى أطروحته إلى المدافعين عن كرامة الإنسان وحقوقه في مشارق الأرض ومغاربها، لأن الإنسان هو غاية الله في الأرض.

 الدكتور محمد ضاهر من مواليد قرية تلصوفي- كوباني عام 1978م، التحق بكلية الشريعة والقانون في جامعة الأزهر الشريف بالقاهرة، وذلك بعد أن انهى دراسته في الثانوية الشريعة بمدينته كوباني، وحصل على درجة الليسانس في الشريعة والقانون عام 2002م، وفي عام 2004م التحق بمعهد البحوث والدراسات العربية التابع لجامعة الدول العربية بالقاهرة- قسم الدراسات العليا ونجح فيه بتقدير جيد جداً، بعد ذلك عاد إلى كوباني وعمل موجهاً في الثانوية الشرعية بكوباني ومدرساً في مدارسها، متزوج وله ثلاثة من الأبناء.

/تم النشر بعلم الباحث واستقاء المعلومات منه.

* جريدة الوحـدة – العدد 325- كانون الأول 2020م– الجريدة المركزية لحزب الوحـدة الديمقراطي الكردي في سوريا (يكيتي).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى